المناسبات | |
|
|
04-06-2014, 05:01 PM | #1 |
|
حفظ أعراض العلماء والدعاة والغافلين والأبرياء
حفظ أعراض الدعاة والعلماء والغافلين الأبرياء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 102). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء: 1). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (الأحزاب: 70، 71). أما بعد: فإن خيرَ الكلامِ كلامُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار. إنَّ الله سبحانه وتعالى نهى عن الغيبة والنميمة فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}. (الحجرات: 12). فالظَّنُّ في أخيك المسلم يجرُّ إلى التجسُّسِ على المسلمين، وبالتالي ينغمس في نَتْنِ غِيبتِهم، فالمغتابون كأنهم يأكلون لحوم الأبرياء، من العامَّة والدعاة والعلماء. إنّ إيذاءَ المؤمنين بأيِّ نوع من أنواعِ الأذى، لا يخلِّصُ متهِمَهم ومغتابَهم إلا طلبُ الصفحِ والعفوِ منهم، قال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} (الأحزاب: 58)، فبؤْ أيُّها الطاعنُ الباهت المغتاب بالإثم المبين. إنّ الدوافع للغيبةِ والطعنِ في الأعراض، وارتكابِ البهتان، إمَّا أن يكون حسدًا أو بغضا، أو خصومةً أو مدابرةً، أو ظلمًا وبغيا، أو تسلية وتشهِّيا. وإنك لتعجب -والعجب من هؤلاء لا ينتهي- أنهم سخَّروا أنفسهم للطعن في المسلمين، وليس لهم تاريخ يدلُّ على طعنهم في غير المسلمين، لا في يهود ولا صليبيين، ولا في ملاحدة أو دهريين. فسهامُهم مسلَّطة على كلِّ من له كلمةٌ مسموعة، أو له أمرٌ مطاع، وأخصُّ في خطبتي هذهِ أهلي وقومي، أصحابي وأحبابي، وأبنائي وإخواني وتلاميذي، رجالاً ونساء، شبابًا وفتياتٍ، وكلَّ من يسكن محافظات غزة، ولا شأن لي بمن هم خارجَ غزة، ولا أعني أحدًا منهم في هذه الخطبة، فأنا أعلم بما يجري في بلدي غزَّة، وما تحتاجُه من نصحٍ وتوجيهٍ وإرشاد، بخلاف من هم في الخارج فهم أعلم مني بمن عندهم، لذا فإنِّي أقولُ مستعيناً بالله، متوكلا على الله، جَلَّ في عُلاه: إنّ مجالسَنا اليومَ غالبُ حديثِها دائرٌ حولَ السياسةِ والاقتصاد، والتغيُّراتِ الحاصلةِ في الدولِ العربيةِ والإسلامية، وسقوطِ أنظمةٍ وظهورِ أُخرى، ورُفِعَت راياتٌ، ورافعوها لا يمتُّون إليها بِصِلَة، وسُفِكت دماءٌ، وزَهَقَت أرواحٌ بغير حقٍّ، ودُمِّرت بيوت ومساكن، وخُرِّبَ العامر، وتدنَّى الاقتصادُ إلى أدنى مستوياته، فانتشر الفقر وتفشى الجوع، وانتُهكت أعراض، وضاعت عُقول، بما كسبت أيدي المسلمين، فأصبحَ الحليمُ حيرانا، والعاقل مذهولا، كلُّ ذلك يحدث في ديار المسلمين، وعلى مرأى ومسمعٍ من العالم أجمع، الذي يتنفس الصُّعَداء، فقد أدارَ الدّفَّةَ عن بلاده، وشغَل المسلمين بأنفسهم، فصار بأسُهم بينهم شديد، فليسْفِكْ بعضُهم دماءَ بعضٍ، دون أن يخسر العدوُّ قطرةَ دم واحدة!! فاكتظَّت مجالسُنا بما يدور حولهم، ورَتَعَ كثيرٌ من هؤلاء في الطعنِ والسبِّ والشتم، وكُلٌّ له محبُّوه، وكلٌّ له متبوعوه، فشابهوا المشركين في التفرق في الدين، والتحزب والتشيُّع، واقترفوا ما نهاهم عنه الله جلّ جلاله: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم: 31، 32)، تركوا هدْيَ اللهِ سبحانه: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} (المؤمنون: 52)، ألا يخشون أن يصيروا من أهل هذه الآية: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}!! (المؤمنون: 53). فعلى سبيل المثال؛ أناسٌ تخصَّصوا في الطعنِ في ولاةِ أَمْرِ المسلمين. وأناسٌ وظيفتُهم تشويهَ صورةِ علماءِ المسلمين. وأناسٌ شُغْلُهم الشاغلُ إسقاطَ الدعاةِ والمصلحين، والكلُّ يرتَعُ من عنديَّاته، ويكيلُ ما شاء أن يكيلَ من بُنيَّاتِ أفكاره، لا رادعَ من شرع، ولا وازعَ من دين، بل سَوَّلَ الشيطانُ لبعضهم؛ أنَّ سفكَ الدماءِ من الأطفالِ والنساء، والشيوخِ والعجزةِ والأبرياء، أحب شيء إليهم التمتع برؤيةِ تمزُّقِ جُثَثِهم وتناثرِ الأشلاء، ويعتبرون ذلك من صميم الجهاد في سبيل الله، وأقرب القربات إلى الله، جَلَّ في عُلاه. وبعضُهم يتلذّذُ بالوقوعِ في أعراض الغافلين الأبرياء. وبعضُهم يتشهَّى الأكل من لحوم الدعاة والعلماء، ويبحث في الأرض لا ليواري سوءة شيخه وأخيه، بل يتتبع العورات، ويفضح المكنونات، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى الولوج في القلوب والتنقيب فيها لعله يجد زلّةً، فإنْ لم يجدْ يقوِّلْه ما لم يقُل، ويتصيَّدُ الأغلاطِ والأخطاء، ليبنيَ عليها قصورًا من الثلج، وعلاليَ من الرِّمال، إنَّه {أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ} (التوبة: 109). ولا يدري أن لحوم العلماء مسمومة. إنهم سَخَّروا نِعَمَ اللهِ عليهم؛ من صِحَّةٍ وعافية، وقراءةٍ وكتابة، ووسائلَ إعلاميّةٍ حديثةٍ (شبكاتٍ معلوماتية، وتواصلٍ اجتماعي، وأشرطةٍ، وأسطواناتٍ ممغنطة، وإذاعاتٍ وفضائيات ونحوها) سخَّروها للفضيحةِ لا للنصيحة، واستخدموها للتشويهِ والإسقاطِ والإبعاد، لا للبيانِ والهدايةِ والإرشاد، ولم يتركوا بابًا للتوبة، ولم يقبلوا من أحدٍ أَوْبَة، إلاّ مَنْ وافقَ هواهُم، وسايرَهم في ممشاهُم، وهمْ من الجهلة الذين لا يستطيعون إعرابَ (بسم الله الرحمن الرحيم)، ولا يعرفون شروطَ الوضوء، ولا يعلمون؛ هل التوسُّلُ من الشرك بالله تعالى أم لا؟ إنهم الطاعنون في أعراضِ الأتقياء، الوالغونَ في دماءِ الأبرياء، هذه جُلُّ بضاعتِهم من العلم، وهذا ما حَواهُ جرابُهم من المعرفة!! إن الواحد فيهم ينطبق عليه قول القائل: (أبو شبر)! (فأبو شِبْرٍ) هذا سمعَ حديثًا أو حديثين، أو حفظَ آيةً أو آيتين، أو جالسَ عالماً في حجٍّ أو عمرةٍ ساعةً أو ساعتين، أو هاتفَ شيخًا أو شيخين، أو استمعَ لشريطٍ أو شريطين، فرأى نفسَه عاليا على الناس، وفوقَ الدعاةِ والعلماء، مما أطْمَعه أن يكونَ حَكَمًا على غيره، وسَوَّلَ له شيطانُه أنَّ ذلك من الدين، وأنَّه يجبُ عليه ألاَّ يسكتَ لِئَلاَّ ينهدمَ الدين، فانحصرَ الدين فيه وفي ثلة أمثاله، من خالفَ حزبَهم وثُلَّتَهم فهوَ ضالٌّ مُضِلٌّ، خبيثٌ مخبِث، مُبتدِعٌ خارج عن منهجِ السلف الصالح من الصحابة والتابعين. و(أبو شبر) هذا وحزبُه؛ منهم العاقُّ لوالديه، ومنهم من لا يصلي الصبحَ في جماعة مطلقًا، ومنهم من لا يعرفُ قراءةً ولا كتابة، ومنهم أو أكثرهم مَن لا يعلم ما يجبُ علمه ومعرفته من علومِ التوحيد والشرك، وما يبطلُ الصلاةَ وما لا يُبطِلها، وغيرِ ذلك كثير... (أبو شِبر) يطعنُ في عِرض العالمِ والداعي إلى الله؛ ظانًّا أنه ينصرُ دينَ الله، ولا يدري أنه يهدِمُه، أو معتقدا أنه يحيي سنةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهو منْ أشدِّ المنفِّرين عنها بسيرته وأخلاقه. وبعضُ الجهلةِ يطعنُ في الدعاةِ إلى منهجِ الصحابةِ والتابعين، فرِحًا بأنه ينصرُ منهجَ السلف، وباسمِ السلفيَّةِ يهدمُ أصولَ السلفية، وإلاَّ فما فائدة قول رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا»، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ»، م (2564). وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: .. «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، وَأَبْشَارَكُمْ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ!» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ لِمَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ» فَكَانَ كَذَلِكَ، قَالَ: «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» خ (7078). وقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ»، م (2589). عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا عُرِجَ بِي؛ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟! قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ" سنن أبي داود (4878) الصحيحة (533). فكيف بالذي يقع في أعراض العلماء والدعاة المخلصين؟! إنه انتهاك بشع، وبهتان أفظع. واسمع معي لما قاله ابن القيم رحمه الله، وأكثر ما ينطبق قوله هذا على غالب طلبة العلم، حيث يقول: [وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَهُونُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ وَالِاحْتِرَازُ مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ وَالظُّلْمِ وَالزِّنَى وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ، وَمِنَ النَّظَرِ الْمُحَرَّمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَيَصْعُبُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ مِنْ حَرَكَةِ لِسَانِهِ، حَتَّى تَرَى الرَّجُلَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالدِّينِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَاتِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَنْزِلُ بِالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْهَا أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَكَمْ تَرَى مِنْ رَجُلٍ مُتَوَرِّعٍ عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ، وَلِسَانُهُ يَفْرِي فِي أَعْرَاضِ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، وَلَا يُبَالِي مَا يَقُولُ]. الداء والدواء (ص: 159). فليحذر الذين يقعون في أعراض العلماء الربانيين، والدعاة المخلصين؛ أن يكونوا ممن آذنه الله جلَّ جلاله بالحرب، فهؤلاء العلماء، وأولئك الدعاةُ من أولياءِ الله، وقد قالَ الله جلَّ جلالُه فيهم في الحديث القدسي: "... مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ..."، خ (6502). وروى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي -رحمهما الله- أنهما قالا:(إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله وليٌّ). قال الشافعي: (الفقهاء العاملون). أي أن المراد: هم العلماء العاملون. إن كنت مسلما فليسلم المسلمون من لسانك ويدك، وكن كما قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» خ (10)، م (41)، واللفظ للبخاري. فكيف بالعلماء والدعاة إذا لم يسلموا من لسانك ويدك؟! إن الذي يُلْقِي الكلامَ على عواهنه، ويقعُ في أعراضِ الناس عموما، والعلماءِ خصوصا يناله من وعيد الله سبحانه، ما ورد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» خ (6478)، م (2988). وما أصدقَ قولَ الشاعر : يُصابُ الفتى من عثرةٍ بلسانه *** وليس يصابُ المرءِ من عثرة الرِّجل فعثرته في القول تذهب رأسَه *** وعثرتًه بالرجلِ تبرأُ على مهلِ احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنَّك إنه ثعبانُ كم في المقابر من قتيلِ لسانِه *** كانت تهابُ لقاءَه الشجعانُ الصمتُ زَينٌ والسكوتُ شجاعةٌ *** فإذا نطقتَ فلا تكن مكثاراً فإذا ندمت على سكوتك مرةً *** فلتندمنَّ على الكلامِ مراراً وقال طاووس بن كيسان: (من السُّنة أن يُوقر العالمُ). وقال المغيرة: (كنا نهابُ إبراهيم =وهو أحد العلماء= كما نهابُ الأمير). وقال عطاء بن أبي رباح: (إنَّ الرجلَ ليحدثَني بالحديث، فأنُصتُ له كأني لم أسمعْه أبداً، وقد سمعتُه قبلَ أن يولد). وقال الشافعي: (ما ناظرتُ أحداً قطُّ إلا وتمنيتُ أن يُجريَ اللهُ الحقَّ على لسانه). ذُكر أحدُ العلماءِ عند الإمام أحمدَ بنِ حنبلٍ -وكان متكئاً من عِلَّة- فاستوى جالساً وقال: (لا ينبغي أن يُذكرَ الصالحونَ فنتكئ). وقال الجزري: (ما خاصمَ ورعٌ قط). وبمثل هؤلاء يحسنُ الاقتداء: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: 90). فعلينا -يا عباد الله- أن نحمِلَ أقوالَ علمائنا وآراءَهم على المحمَلِ الحسن، وألاَّ نسيءَ الظنَّ فيهم، وإنْ لم نأخذْ بأقوالهم. قال عمر الفاروق -رضي الله عنه-: (لَا تَظُنَّ كَلِمَةً خَرَجَتْ مِنْ أَخِيكَ شَرًّا، وَأَنْتَ تَجِدَ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا)، الآداب الشرعية لابن مفلح (2/ 418). قال الخليل بن أحمد الأزدي الفراهيدي اللغوي: (لوْ كنْتَ تعْلَمُ مَا أقُولُ عَذرْتَنِي *** أوْ كنتُ أجْهَلُ مَا تَقُولُ عَذَلْتُكا) (لَكِنْ جَهِلْتَ مَقالَتِي فعَذَلْتَنِي *** وَعَلِمْتُ أنَّكَ جاهِلٌ فَعذَرْتُكا) وعلينا أن ننتبَهَ إلى أخطائنا وعيوبنا نحن، وننشغلَ بها عن عيوبِ الناس عامَّة، وعن أخطاء العلماء خاصة، وعلينا التثبُّتُ من صحَّةِ ما ينسب إلى العلماء؛ فقد ُتشاعُ عن العلماءِ أقوالٌ؛ لأغراضٍ لا تخفى، فيجبُ التأكُّد مما يُنقلُ عن العلماء، فقد يكونُ غيرَ صحيح، ولا أساسَ له، وكم سمعنا من أقوالٍ نُسبت إلى علماءَ كبار، ولما سئلوا عنها تبين أنهم منها بَراءُ. إخواني! هناك غيرُ قليلٍ من الناس يجلسُ أحدهم في المجلس ويقول: الشيخ فلان -هداه الله- وفيه كَيْتَ وكيت. فتسأله: لماذا؟ فيقول: إنه يقول: كذا وكذا. حتى إذا ذهبت إلى ذلك الشيخِ، وسألتَه عن صحةِ ما نُقل عنه؟ قال: والله ما قلت شيئًا من هذا! عباد الله!! فلنحذر من التعميم: إن قضيةَ التعميمِ في الأحكامِ قضيةٌ خطيرةٌ جداًّ، وقد وقعَ كثير من الناس في هذه الظاهرة التي تدلُّ على قلَّة الوعيِ وعدمِ الإنصاف، ترى أحدهم يقول: العلماء فعلوا، والعلماء قالوا، والعلماءُ قصروا، والعلماء غلِطوا -بهذا التعميم-!! والتصرُّفُ السليمُ أن َيُعَمَّم في الخير، ولا يُعمَّم في الشرّ، ومن فضل الله تعالى أنَّ الرحمةَ تعمُّ كالغيث، والعقَابُ يخصّ، قال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} (العنكبوت: 40) ومن كرمه سبحانه أن الرحمة تشمل من يرافق الأخيار -وإن لم يكن منهم-: إنهم ".. هُمُ الجُلَسَاءُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ "، خ (6408)، م (2689). وقال عليه الصلاة والسلام عن أهل بدر، وحاطبٌ معهم: "مَا يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ"، فَهَذَا الَّذِي جَرَّأَهُ. خ (3081)، م (2494) نحوه. وأما العقاب؛ فقال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الأنعام: 164). وأخيراً أقول للذين يخوضون في أعراض العلماء والدعاة: اتقوا الله، توبوا إلى الله، أنيبوا إلى ربكم، واثنوا على العلماء بمقدار غيبتكم لهم، وإلا فأنتم الخاسرون، والعاقبة للمتقين، وما مَثَلُكم إلا كما قال الأول: كناطح صخرة يوما ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل يا ناطحَ الجبل العالي ليثلمه *** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل الخطبة الآخرة عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا [حقَّه]»، مسند أحمد (37/ 416، ح 22755)، بإسناد حسن والطبراني والحاكم إلا أنه قال: "ليس منا". صحيح الجامع (5443)، وفي آخر الزمان سيقبض العلم ولا يبقى منه شيء، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»، خ (100)، م (2673). إن للعالم فضل عظيم؛ فهو وريث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي قال: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى معلم النَّاس الْخَيْر». مشكاة المصابيح (1/ 74، ح 2139). حذارِ من أذية العلماء والدعاة فإنهم أولياء الله، جاء في كتاب (الزواجر عن اقتراف الكبائر)، قال الهيتميُّ: (الْكَبِيرَةُ السَّادِسَةُ وَالْخَمْسُونَ: أَذِيَّةُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَمُعَادَاتُهُمْ)، وذكر [فِي فَتَاوَى الْبَدِيعِيِّ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ: (مَنْ اسْتَخَفَّ بِالْعَالِمِ طَلُقَتْ امْرَأَتُهُ)، =من تكلم في عرضه، من أهانه من أسقطه طلقت امرأتُه= وَكَأَنَّهُ جَعَلَهُ رِدَّةً انْتَهَى. وَقَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ -يَعْنِي الْحَافِظَ الْإِمَامَ ابْنَ عَسَاكِرَ-: (اعْلَمْ يَا أَخِي، وَفَّقَك اللَّهُ وَإِيَّانَا، وَهَدَاك سَبِيلَ الْخَيْرِ وَهَدَانَا؛ أَنَّ لُحُومَ الْعُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ، وَعَادَةَ اللَّهِ فِي هَتْكِ مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَةٌ، وَمَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي الْعُلَمَاءِ بِالثَّلْبِ، بَلَاهُ اللَّهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ الْقَلْبِ، {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}]. قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ط الحديث (8/ 277): [وَوَقَعَ فِي كُتُبِ التَّوَارِيْخِ، وَكُتُبِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ أُمُورٌ عَجِيْبَةٌ، =أي من الألفاظ القاسية=، وَالعَاقِلُ خَصْمُ نَفْسِهِ، ومن حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ، وَلُحُومُ العُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ، وَمَا نُقِلَ مِنْ ذَلِكَ لِتَبْيِينِ غَلَطِ العَالِمِ، وَكَثْرَةِ وَهْمِهِ، أَوْ نَقْصِ حفظه، فليس من هذا النَّمَطِ؛ بَل لِتَوضيحِ الحَدِيْثِ الصَّحِيْحِ مِنَ الحَسَنِ، وَالحَسَنِ مِنَ الضَّعيفِ]. فلا يدخل في الذمِّ والحظر. والعلماءُ؛ بعدَ الأنبياءِ، في الشدَّة والابتلاء، عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أنه دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَوْعُوكٌ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَوَجَدَ حَرَارَتَهَا فَوْقَ الْقَطِيفَةِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: (مَا أَشَدَّ حَرَّ حُمَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ّ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا كَذَلِكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا الْبَلَاءُ، وَيُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ»، ثُمَّ قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً؟) قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ»، قَالَ: (ثُمَّ مَنْ؟) قَالَ: «الْعُلَمَاءُ»، قَالَ: (ثُمَّ مَنْ؟) قَالَ: «ثُمَّ الصَّالِحُونَ، كَانَ أَحَدُهُمْ يُبْتَلَى بِالْفَقْرِ، حَتَّى مَا يَجِدُ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يَلْبَسُهَا، وَيُبْتَلَى بِالْقُمَّلِ حَتَّى تَقْتُلَهُ، وَلَأَحَدُهُمْ كَانَ أَشَدَّ فَرَحًا بِالْبَلَاءِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِالْعَطَاءِ»،.. المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 99، ح 119)، قال الذهبي: [على شرط مسلم وله شواهد كثيرة]. انظر صحيح الترغيب والترهيب رقم (3403). أخي المسلم! يا مَنْ تحمَّلَت أوزارًا ومظالمَ لإخوانك المسلمين، ورتعتَ في أعراضهم، ونهشتَ لحومهم، أما آن لك أن تتوب إلى الله سبحانه، لعلَّه يتوبُ عليك، أما آن لكَ أن تحلَّلَ من المظالم قبل فوات الأوان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ»، خ (6534). أيها المسلمون! حافظوا على أوقاتِكم، وصونوا ألسنتَكم وجوارحَكم عما يغضب ربكم، واحفظوا أماناتِكم، احفظوا أهليكم وأموالَكم، ولا تهملوا مراعاةَ أولادِكم، وادفعوهم لطلب العلم، واجبروهم عليه جبرا، حذِّروهم مما يشغلُهم عن طلب العلم من (فضائيات والشبكات العنكبوتية، وحذروهم وخذوا على أيديهم من الانخراط في الأحزاب والتنظيمات، وكلِّ ما يبعدهم عن طلبِ العلم، خصوصا مرحلةَ المراهقة (إعدادي وثانوي)، فهؤلاء لم يكتب عليهم جهادٌ ولا قتال، ولم تفرض عليهم الردود والمهاترات، وإلا سيأتي زمنُ الجهل والانحطاط، الزمنُ الذي ينطق فيه الرويبضة، ويتكلم في أمر العامة السفيهُ التافهُ، عندها يتخذ الناس رؤوسا جهالا، يُفْتُون الناس بغير علم، فيُضِلون ويَضلُّون، ويومها يفرح الكفار، ويضحك الأشرار، ويحزن المؤمنون، ويبكي الأخيارُ وينتحبُ الأبرار، ويكثر القتل والاقتتال، وتطلُّ الفتن برؤوسها من كل الجهات، ويختبئُ المسلمُ وراء الحجر والشجر، والفتن تلاحقه، فلا تتركُه إلا قتيلا أو جريحا، أو فزعا خائفا يترقب، يترقب النجاة وزوال الفتن!! يجب علينا أن نربيَ أولادنا التربية الحسنة، ونؤدبَهم على الأخلاق الحميدة، في السلوك والأقوال والأفعال، وأن نعلمَهم ما ينفعهم من خيري الدنيا والآخرة. اللهم نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربِّ العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، نسألك موجباتِ رحمتِك، وعزائمَ مغفرتِك، والغنيمةَ من كل بِرٍّ، والسلامةَ من كلِّ إثم، لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجْتَه، ولا حاجةً هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين. وأقم الصلاة. كتبه العبد الفقير/ فؤاد بن يوسف أبو سعيد فلسطين – غزة- مسجد الزعفران 4 جمادى الآخرة 1435 هلالية، وفق: 4/ 4/ 2014 شمسية. اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
04-09-2014, 06:28 AM | #2 | |
أبو جبريل نوفل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم و جزاكم الله عنا خيرا |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
04-13-2014, 12:08 PM | #3 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اخونا الفاضل اسامة خضر على نقل الخطبة القيمة وبارك الله في الشيخ فؤاد على الخطبة الرائعة والواقعية, وجعلها في ميزان حسناتكم نسأل الله ان يصلح حال المسلمين وان يوفق علماء المسلمين الى كلمة واحدة رزقنا الله جميعا الجنة |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
06-12-2014, 01:36 AM | #4 |
|
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
نقلت الدرس بعد اذن حضراتكم |
07-04-2014, 06:00 AM | #5 | |
أبو جبريل نوفل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكي الله خيرا أختنا الكريمة أم الياس و الدال على الخير كفاعله بارك الله فيكي |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-23-2015, 05:07 PM | #6 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
اللهم نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربِّ العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، نسألك موجباتِ رحمتِك، وعزائمَ مغفرتِك، والغنيمةَ من كل بِرٍّ، والسلامةَ من كلِّ إثم، لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجْتَه، ولا حاجةً هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صون أعراض العلماء الربانيين والدعاة المخلصين | almojahed | قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله | 24 | 08-24-2015 12:42 AM |
نموذج من تواضع العلماء | almojahed | قسم التراجم والأعلام | 5 | 05-04-2014 12:46 PM |
التهاب الحويضة والكلية,أعراض,التشخيص,العلاج | المؤمنة بالله | قسم الطب العام | 6 | 04-23-2013 03:27 PM |
كتب حذر منها العلماء | ابومهاجر الخرساني | ملتقى الكتب الإسلامية | 11 | 03-09-2013 10:29 PM |
هل من معتبر أيها العملاء؟؟؟؟ | أسامة خضر | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 6 | 11-19-2012 08:23 PM |
|