المناسبات | |
|
|
11-06-2010, 02:54 PM | #1 | ||
|
الألتزام الأجــــوـف
هذه مقتطفات مختصرة من محاضرة مفرعة لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عايد العايد ...حفظه الله إن من بشائر الخير والبركة هي هذه الصحوة المباركة التي شملت جميع فئات المجتمع التي نسأل الله العظيم أن يديمها وأن يبارك فيها , وقد ظهر على بعض الملتزمين مظاهر تدل على أن إلتزامهم إلتزام أجوف أي لا روح فيه والمقصود بالإلتزام الأجوف هو أن يكون ظاهر الشخص الملتزم الإستقامة لكنه من الداخل خواء . أولاً : معنى الالتزام الأجوف : أن ترى الشخص ظاهره الالتزام ومع ذلك عنده تقصير في العبادة أياً كان نوعها، سواءً بترك الفرائض أو ألاّ يتركها، ولكن يؤديها على كسل وعدم لذة وخشوع فيها، أو أن يترك النوافل كلها، أو يترك كثيراً منها. ويمكننا أن نسمي هذه الظاهرة إن صح التعبير أنها ظاهرة، والحقيقة أن المتتبع لأحوال الشباب الملتزم يرى أنها فعلاً ظاهرة، يمكننا أن نسميها مرضاً .... ثانيا ً :من مظاهر الالتزام الأجوف : 1- النوم عن الصلاة المكتوبة وعدم التبكير إليها 2- عدم الخشوع في الصلاة 3- عدم أداء النوافل و ترك الأوراد والأذكار وترك قراءة القرآن وحفظه 4- سوء الأخلاق والمعاملة وكثرة الضحك والمزاح . 5- حب التسيب وعدم الانضباط و عدم الجد في طلب العلم . 6- إضاعة الوقت فيما لا فائدة فيه والانشغال بالملهيات. 7- عدم إنكار المنكر و التقصير في الدعوة إلى الله. 8- الولع بالخصام وكثرة المجادلة ومجاملة الفساق ومداهنتهم 9- التساهل في قروض البنوك 10- الحسد والهزيمة النفسية 11- ضعف التوكل على الله. 12- التساهل في التورية إلى درجة الكذب . 13- عدم الاهتمام بأحوال المسلمين . 14- العشق: وإن شئت أن تلطف الكلمة فلطفها بقولك التعلق . 15- الشح والبخل بالمال والجهد، فيما يخص الأنشطة الدعوية تنبيه هااااااام جدااا : لا يعني بالضرورة أنه إذا توفر مظهر أو أكثر في الشخص الملتزم أن يكون إلتزامه إلتزاماً أجوفاً ثالثا : أسباب الالتزام الأجوف : 1- الوقوع في معاصي لاسيما الصغائر: يقول سبحانه وتعالى: ? وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ? (الشورى:30). قال الضحاك: ( ما نعلم أحداً حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب)، ثم قرأ الآية السابقة. وسأل رجل الحسن فقال يا أبا سعيد: إني أبيت معافى وأحب قيام الليل، وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم، فقال: ذنوبك قيدتك. ويقول سفيان الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته، قيل وما ذاك الذنب، قال رأيت رجلاً يبكي ،فقلت : هذا مراءٍ . ويقول سليمان الداراني: لا تفوت أحد صلاة الجماعة إلا بذنب.وابن القيم- رحمه الله تعالى- ذكر في الجواب الكافي: أن من آثار المعاصي حرمان الطاعة. 2- التوسع في المباحات: من الطعام يأكل حتى يشبع، من الشراب، من الملبس، من المركب، من النوم إلى غير ذلك من المباحات ، لأن هذا التوسع يورث الكسل والتفريط في العبادة . بعض الشباب تجد أنه يعرف مطاعم مدينته كلها، لأن هذا همه، فما مطعم وجد في مدينته إلا ودخله، وما وجبه ذكرت أو أعلن عنها إلا وقد ذاق منها، بل و يتذاكرون في مجالسهم أي محل أجود للطعام، بل وأحياناً أي محل أجود للآيسكريم وغير ذلك، فهذا هو التوسع في المباحات، وإذا قلت له شيء قال يا أخي هل هو حرام. 3- انعدام المجاهدة وإيثار الراحة: يحب أن يرتاح، وأنتم تعلمون أن العبادة فيها مشقة، والمشقة تحتاج إلى بذل جهد، وبذل الجهد بكثرة هو المجاهدة، فمن انعدمت المجاهدة عنده لن يستطيع أداء العبادة ، قال سبحانه وتعالى: ? وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ? (العنكبوت:69). وترك المجاهدة سببه إيثار الراحة، وعلى هذا فإيثار الراحة يؤدي إلى ترك المجاهدة، وترك المجاهدة يؤدي إلى ترك العبادة. 4- الاعتقاد بأنه ليس بحاجة إلى الإكثار من العبادة: بحجة أنها نوافل، وأن الله تعالى لن يسأله عنها، فيتهاون بها، والتهاون بالنوافل يؤدي إلى ثقل الفرائض، وبالتالي يفرط بالفرائض، مثاله: من جاهد نفسه لقيام الليل سهل عليه القيام إلى صلاة الفجر، لكن من ثقل عليه قيام الليل ربما يثقل عليه فيما بعد القيام لصلاة الفجر. 5- الرضا عن واقعه الذي هو فيه: وأنتم تعلمون أن أهم وسيله للعلاج اكتشاف المرض، فإذا كان هذا المقصر راضياً عن واقعه الذي هو فيه فكيف يجتهد في العبادة، إنه لم يرى نفسه مقصراً حتى يجتهد ، والرضا عن واقعه سيدفعه إلى الاستمرار في البعد عن العبادة. 6- عدم إدراك خطورة ترك الطاعة والتقصير فيها: فلو علم هذا الإنسان أنه ربما ينتكس وينحرف إذا لم يحصن نفسه بالطاعة، لو عرف هذا لما قصر في الطاعة أو تركها، والشيطان له خطوات ، لا يأتي للملتزم مباشرة، يقول اترك الفرائض، بل له خطوات يرضى بخطوة يسيرة، وفيما بعدها وهكذا حتى يتحصل على ما يريد، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ? ( النور:21). فسماها الله خطوات لأنه يأتي على مراحل، فيبدأ بك أو يحاول أن تقتصر على الفرائض فقط، فإذا اقتصرت على الفرائض وتركت النوافل بدأ يثقِّل عليك الفرائض ثم تتهاون بها . 7- عدم إدراك الأجر العظيم للمحافظة على الطاعة: لو استشعر الملتزم فضل الصيام مثلاً، وفضل قيام الليل، وفضل قراءة القرآن والذكر لما تركها يقول ابن الجوزي: ( من لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف ) . 8- طول الأمل ونسيان الموت: لو تذكر الموت وأنه يحضره في أي وقت لما فرط في العبادة، ولو تفكر في الأهوال والشدائد التي سيقدم عليها مع الموت وبعده ويوم القيامة، لتحمل الشدائد في الدنيا، ولجاهد نفسه، وأدى العبادات المتنوعة تقرباً لله تعالى . 9- كثرة المشاغل: قد يكون الإنسان في زحمة العمل، وكثرة الأعباء، فيهمل العبادة بحجة أنه ليس عنده وقت، وأنه لابد من إنجاز هذه الأعمال، وهذا يكفي أن نقول له وقتك وجهدك لله، والمطلوب الأعظم منك عبادة الله تبارك وتعالى، ثم أن من أقبل على الله بعبادته بارك الله له في وقته، ومده بقوة في جسده وإرادته، فيستطيع الجمع بين الشيئين. 10- التسويف: فمن سوف فسيستمر على ما هو عليه، لذلك قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقراً منسيا ، أو غنىً مطغيا ، أو مرضاً مفسدا ، أو هرماً مفندا ، أو موتاً مجهزا ، أو الدجال فشر غائبٍ ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر )، وقال- صلى الله عليه وسلم- : ( اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ) . 11- القدوة السيئة: فقد يرى هذا الشخص من بعض القدوات إهمالاً في العبادة وتفريطاً فيها، فيقلدهم في ذلك ويقول: إذا كان فلان يفعل كذا وهو فلان، ويقصر في العبادة، ولا يأتي للصلاة إلا متأخر، ولا يقرأ القرآن، أو لا يصوم النافلة أو غير ذلك، فأنا من باب أولى ، ونسي أن كل شخص محاسب عن نفسه لوحده، وأن هذه القدوة قد يكون مقصر في عمل لكنه عوض عنه في عمل آخر، أما هذا المقلد فقد فرط وقصر في كل شيء . 12- عدم نصيحته من قبل الآخرين: لا يجد من ينصحه أنه مقصر، وأن التزامه التزام أجوف، وبالتالي يرى أنه غير مخطئ وغير مقصر ، فلا يكتشف هذا المرض، وهذا السبب يختلف عن سبب الرضا بما هو عليه، لأن هذا السبب لم يكتشف فيه هذا المرض، أما سبب الرضا بما هو عليه فقد اكتشف المرض ولكنه رضي أن يستمر عليه ولا يقلع عنه. 13- اختلاط المفاهيم عند هذا الشخص: فيؤثر الراحة ويبتعد، ويكسل ويتهاون في أداء العبادات، بحجة أنه لا يريد الغلو في الدين ، وربما أيضاً أعطى نفسه الحرية والانبساط، والاستئناس بحجة الانسجام، وترويح القلوب، وربما أكثر من المباحات بحجة أنه يتقوى بها على طاعة الله . 14- ضعف عناية برامج الصحوة: والقطاع التربوي بتزكية النفوس ، وإهمال ما يسمى بالرقائق . رابعاً : آثار الالتزام الأجوف : 1- عدم الاطمئنان النفسي: إذ أن من أكثر من الطاعة اطمئن قلبه كما قال سبحانه: ? أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? (الرعد:28) . ومن فرط وأعرض فله الضيق والقلق قال سبحانه: ? وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ? (طه:124). 2- الفتور ومن ثم الانتكاس-نسأل الله العافية-: لأن الطاعة هي زاد المسلم إلى ربه، فإن لم يكن زاد وقف في الطريق، وإذا ابتعد عن طاعة الله والتقرب إليه بدأ الظلام يدب إلى قلبه، فإذا استمر به الحال سيؤدي به إلى الانتكاس والعياذ بالله. 3- التساهل بالصغائر ومن ثم الكبائر: من ترك الطاعة شغلته نفسه بالمعصية، لأن الطاعة حاجز عن المعصية، فإذا زال هذا الحاجز وقع الإنسان في المعصية، ومعصية تجر أخرى حتى يبدأ يتساهل بالكبائر والعياذ بالله . 4- عدم توفيق الله له: وذلك لأن التوفيق ينال بطاعة الله تعالى، فإذا ترك طاعة الله لم ينل توفيقه . 5- فقد الهيبة أو التأثير في الناس: لأن من فقد منزلته عند الله سبحانه وتعالى يفقد منزلته عند الناس، ومعلوم عندكم الحديث: ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم .. ) وقد ذكر في آخر الحديث أن سبب ذلك هو تركهم العبادة، ( ..حب الدنيا وكراهية الموت ) . 6- عدم الثبات في المحن والشدائد: من ترك الطاعة لن يستطيع أن يثبت في المحن والشدائد، لأن الطاعة زاد يتقوى بها العبد، فإذا فقد هذا الزاد فمن أين يقتات، لا يستطيع مواجهة المحن لاسيما وأنه فقد العون من الله بسبب تركه للطاعة. خامساً : علاج الالتزام الأجوف : 1- تدبر القرآن والسنة: وما فيهما من ثواب للطائعين وعقاب للعاصين. 2- اجتناب الصغائر بقدر الإمكان: لأنك لن تستطيع اجتناب الصغائر كلها لكن بقدر الإمكان، يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: ( إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ) . 3- التوسط في المباحات . 4- محاولة التوفيق بين زحمة العمل والقيام بالطاعات . 5- مجاهدة النفس وتربيتها على الجد والحزم . 6- ملازمة الجماعة والعيش في وسط صالح مستقيم: لأن هذا يقوي العزيمة على طاعة الله، كما جاء في الحديث ( خياركم الذين إذا رؤوا ذُكر الله عز وجل ) . 7- الاستعانة بالله: فإنه يعين من استعان به . 8- معرفة واجبهِ في الدنيا: واعتبار أن الدنيا مزرعة للآخرة . 9- عدم الاغترار بأحد: واعلم بأنك ستحاسب لوحدك. 10- قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: والصحابة وسيرة السلف الصالح . 11- تذكر الموت وما بعده من أهوال . 12- تذكر تقصيرك واتهامك لنفسك . 13- عناية المربين بالبرامج الإيمانية: وعدم إغفالها، بل ينبغي تعاهد المجموعة بالرقائق والإيمانيات، وتوثيق الصلة بالله عز وجل بالطرق المتعددة.
قد تتساءل أيها الأخ هذا الالتزام الأجوف، فما ذا علينا أن نفعل لكي يكون التزامنا حقيقياً، فأقول إن الالتزام الحقيقي يرتكز على عدة أشياء هي : 1 - طلب العلم الشرعي . 2 - العبادة . 3 - الدعوة إلى الله. 4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 5 - البعد عن المعاصي قدر الإمكان. 6 - التخلق بالأخلاق الحسنة. 7 - عدم التوسع في المباحات . أخيراً أقول : لابد أن تدرك أيها الأخ أنه لابد من التقصير والفترة، يمكن أن تقصر وتفتر عن طاعة الله، لكن تقصير عن تقصير، وفترة عن فترة، لا يطُل تقصيرك ولا تطُل فترتك، فالمؤمن يتعاهد نفسه بقدر ما يستطيع، ويستمر في المجاهدة حتى يأتيه اليقين، ولا تنسوا الدعاء فإنه مفتاح لإعانة الله سبحانه وتعالى للعبد . اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
||
من مواضيعي في الملتقى
|
|||
|
11-06-2010, 09:24 PM | #2 | |
أبو جبريل نوفل
|
أحسن الله إليك يا أبو عبد الرحمن .. الحقيقة الموضوع يلامس كثير من الواقع في حياة الشباب المسلم الان .. نسأل الله الثبات على الالتزام الحق .. آمين
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
11-08-2010, 10:32 PM | #3 |
|
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
12-07-2010, 11:03 PM | #4 |
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
والاتحلرمنا من جديدك اخى الفاضل |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
04-13-2012, 04:01 AM | #5 |
|
"يقول سفيان الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته، قيل وما ذاك الذنب، قال رأيت رجلاً يبكي ،فقلت : هذا مراءٍ ".
حقا ربنا يتغمدنا برحمته . بهذا فعلا فنحن ضااااائعين فى زحمة ذنوبنا ، نسأل الله العفو والعافية والغفران. بوركت شيخنا على هذا الموضوع الذى لامس القلوب. |
04-13-2012, 10:28 PM | #6 | |
|
نسأل الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
جزاكي الله خيرا وبارك الله فيكي |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|