المناسبات | |
|
|
05-13-2011, 06:51 PM | #1 | |
|
ستة أوصاف ، لا تتحقق المتابعة إلا باجتماعها في العبادة
المتابعة وشروطها الستة . أولا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( سببها ) : فأي إنسان يتعبد لله بعبادة مبنية على سبب لم يثبت بالشرع ، فهي عبادة مردودة ليس عليها أمر الله ورسوله ، ومثال ذلك الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك الذين يحتفلون بليلة السابع والعشرين من رجب ، يدّعون أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به في تلك الليلة ، فهو غير موافق للشرع مردود . 1 - لأنه لم يثبت من الناحية التاريخية أن معراج الرسول صلى الله عليه وسلم كان ليلة السابع والعشرين ، وكتب الحديث بين أيدينا ليس فيها حرف واحد يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به في ليلة السابع والعشرين من رجب ، ومعلوم أن هذا من باب الخبر الذي لا يثبت إلا بالأسانيد الصحيحة . 2 - وعلى تقدير ثبوته فهل من حقنا أن نحدث فيه عبادة أو نجعله عيدا ؟ أبدا . ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، ورأى الأنصار لهم يومان يلعبون فيهما ، قال : (( إن الله أبدلكم بخير منهما )) ، وذكر لهم عيد الفطر وعيد الأضحى ، وهذا يدل على كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لأي عيد يحدث في الإسلام سوى الأعياد الإسلامية وهي ثلاثة : عيدان سنويان وهما عيد الفطر والأضحى ، وعيد أسبوعي وهو الجمعة . فعلى تقدير ثبوت أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرج به ليلة السابع والعشرين من رجب - وهذا دونه خرط القتاد - لا يمكن أن نحدث فيه شيئا بدون إذن من الشارع . وكما قلت لكم إن البدع أمرها عظيم ، وأثرها على القلوب سيء ، حتى وإن كان الإنسان في تلك اللحظة يجد من قلبه رقة ولينا ، فإن الأمر سيكون بعد ذلك بالعكس قطعا ، لأن فرح القلب بالباطل لا يدوم ، بل يعقبه الألم والندم والحسرة ، وكل البدع فيها خطورة ، لأنها تتضمن القدح في الرسالة ، لأن مقتضى هذه البدعة أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتم الشريعة ، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) . والغريب أن بعض المبتلين بهذه البدع تجدهم يحرصون غاية الحرص على تنفيذها ، مع أنهم متساهلون فيما هو أنفع وأصح وأجدى . لذلك نقول إن الاحتفال ليلة سبع وعشرين على أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم هذه بدعة ، لأنها بنيت على سبب لم يأت به الشرع . ثانيا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( جنسها ) : مثل أن يضحي الإنسان بفرس ، فلو ضحى الإنسان بفرس ، كان بذلك مخالفا للشريعة في جنسها . ثالثا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( قدرها ) : لو أن أحدا من الناس قال إنه يصلي الظهر ستا ، فهل هذه العبادة تكون موافقة للشريعة ؟ كلا ، لأنها غير موافقة لها في القدر . ولو أن أحدا من الناس قال سبحان الله والحمد لله والله أكبر خمسا وثلاثين مرة دبر الصلاة المكتوبة فهل يصح ذلك والجواب : إننا نقول إن قصدت التعبد لله تعالى بهذا العدد فأنت مخطيء ، وإن قصدت الزيادة على ما شرع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنك تعتقد أن المشروع ثلاثة وثلاثون فالزيادة لا بأس بها هنا ، لأنك فصلتها عن التعبد بذلك . رابعا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( كيفيتها ) : لو أن الإنسان فعل العبادة بجنسها وقدْرها وسببها ، لكن خالف الشرع في كيفيتها ، فلا يصح ذلك . مثال ذلك : رجل أحدث حدثا أصغر ، وتوضأ لكنه غسل رجليه ثم مسح رأسه ، ثم غسل يديه ، ثم غسل وجهه ، فهل يصح وضوءه ؟ كلا لأنه خالف الشرع في الكيفية . خامسا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( زمانها ) : مثل أن يصوم الإنسان رمضان في شعبان ، أو في شوال ، أو أن يصلي الظهر قبل الزوال ، أو بعد أن يصير ظل كل شيء مثله ، لأنه إن صلاها قبل الزوال صلاها قبل الوقت ، وإن صلى بعد أن يصير ظل كل شيء مثله ، صلاها بعد الوقت فلا تصح صلاته . ولهذا نقول إذا ترك الإنسان الصلاة عمدا ، حتى خرج وقتها بدون عذر فإن صلاته لا تقبل منه ، حتى لو صلى ألف مرة . وهنا نأخذ قاعدة مهمة في هذا الباب وهي : ( كل عبادة مؤقتة إذا أخرجها الإنسان عن وقتها بدون عذر فهي غير مقبولة بل مردودة ) . ودليل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) . سادسا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( مكانها ) : فلو أن إنسانا وقف في يوم عرفة بمزدلفة ، لم يصح وقوفه ، لعدم موافقة العبادة للشرع في مكانها . وكذلك على سبيل المثال لو أن إنسانا اعتكف في منزله ، فلا يصح ذلك ، لأن مكان الاعتكاف هو المسجد ، ولهذا لا يصح للمرأة أن تعتكف في بيتها ، لأن ذلك ليس مكانا للاعتكاف . والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى بعض زوجاته ضربن أخبية لهن في المسجد ، أمر بنقض الأخبية وإلغاء الاعتكاف ولم يرشدهن إلى أن يعتكفن في بيوتهن ، وهذا يدل على أنه ليس للمرأة اعتكاف في بيتها لمخالفة الشرع في المكان . فهذه ستة أوصاف ، لا تتحقق المتابعة إلا باجتماعها في العبادة . 1 - سببها 2 - جنسها 3 - قدرها 4- كيفيتها 5 - زمانها 6 - مكانها انتهى ،،، قاله فضيلة الشيخ المجتهد / محمد الصالح العثيمين - رحمه الله تعالى - اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عندما تتحول العبادة الى عادة | ابو عبد الرحمن | ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية | 4 | 10-02-2018 03:51 PM |
دعوة للتسجيل و المتابعة.. عبر المواقع الاجتماعية | المحبة في الله | قسم إنجازات متنوعة اخرى | 7 | 08-10-2016 05:22 PM |
العبادة الصامتة! | آمال | ملتقى القرآن الكريم وعلومه | 12 | 01-05-2013 08:30 PM |
صفحة المتابعة الخاصة بالرجال فقط | تائبة إلى ربي | قسم غرفة أحبة القرآن الصوتية | 7 | 09-11-2012 12:47 PM |
لذة المناجاة وحلاوة العبادة | ام هُمام | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 12 | 02-09-2012 05:20 PM |
|