سؤال لاحد الاخوة

وصلني السؤال عبر الفيس بوك من احد الاخوة

ارجو الاجابة عليه شيخنا الفاضل

.................................................. .................................................. .................................................. ..............................

السلا م عليكم ورحمة الله وبركاتة .

كلمت اختي عن منتداكم الجميل فحملتني هذه الرساله لكم حتى تسال راي اهل العلم في هذه المشكلة .


اختي متزوجه وهي تسافر الى بلد في الخليج ومن 10 سنوات وبدات حياتها من الصفر كما يقولوا وانعم الله عليها وعلى زوجها والحمدلله اشترت ارض وبطبيعة السفر لا تستطيع الاعتناء بها لا هي ولا زوجها فقالوا الى اخ زوجها خذ انت الارض واعتني بها على النصف يعني على نصف الناتج من الارض وهو كرم زيتون مع الوعود الجميله والاحلام التي قالوها وافقو ا وسافرت اختي الى بلد الخليج وبعد سنة عندما عادت فوجئت ان اخ زوجها لم يفي في الوعد واخذ ناتج الزيتون كامل ولم يعطيهم الا 16 كيلو زيت من اصل 112ك يعني النصف يكون56ك لها اخذت 16 والباقي لم تاخذه بحجة انهم تعبوا عليها مع العلم انهم دفعوا ثمن الحرث والحفر حول الشجر والسقي يعني ما كلفهم شئ هي لم تعترض لكن لم تكلمهم ولم تجادلهم وسكتت هي وزوجها دون نقاش المشكلة ان زوجة اخ زوجها اخذت تسبها وتشمتها كلما راتها وتبعث السب مع اولادها ايضا يوم و في يوم قالت اسبها وعندما سبتها برد على مسبها اقامت الدنيا ولم تقعد مابدنا اياكم ما بدنا ندخول عندكم وزوجها اخذ يضرب ويتوعد في الطلاق والطرد من البيت لها هل هذا عدل وهل هذا انصاف ؟عدت الايام وهات الامور وسافرت مرة اخرى وعندما عادت لم تذهب اليهم او تكلمهم او ترد عليهم السلام لانها تقول ظلموني واكلوا مال اولادي مع انها كانت مع هذه المرأة مثل الاخت لكن لا تعلم ماذا تريد منها وتقول ساظل وراكي حتى تطلقي من زوجك والمشكلها زوجها لا يسمع منها اي كلمه وهي تقول لن اكلمهم ابدا بعد هذه الامور التي حصلت منهم لانها لم تقصر معهم وعاملتهم بما يرضي الله لكن لم ترى منهم الا الاساءة ونكران الجميل لاانهم كانوا في فقر لا يعلمه الا الله وهي التي اجبرت زوجها على مساعدتهم في تحسين معيشتهم وعندما تحسنت حالهم قابلوا الاحسان في الاساءة وسوء المعاملة مع العلم انها عندما عادت الى البلد السب والشتم عاد لكنها لم ترد عليها باي كلمه وتقول هذه مراة مجنونة وعدم الرد عليها هو جواب ل كلامها البذئ بمعنى كلمت بذئ اسف الى اطالة الرساله لكن تقول انها لن تسامحهم لاانهم ايضا السنة الماضيه لم يعطوهم اي شئ من ناتج الارض اخذوه كله

حسبننا ونعم الوكيل على كل ظالم ومفتري

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.................................................. .................................................. .................................................. ..............................

و جزاكم الله خيرا شيخنا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

من المعلوم أن الخصام والسباب والمقاطعة والامتناع عن المصالحة ليس هو السبيل السوي للانتصاف من الظالم وردعه، ورد الحق للمظلوم، وإنما السبيل السوي في التعامل مع الظلم إما بالعفو عنه والصفح إذا لم تترتب على ذلك مفسدة أعظم، وإما برفع ظلمه ودفع شره من غير تعد ولا عدوان ؛ وما وقع لأختك من ظلم على يد أخ الزوج وزوجته فهذا مما حذر ونهى عنه ديننا الحنيف ، وقد جائت النصوص كثير من الكتاب والسنة بتحريم الظلم وأذية المسلم المؤمن من ان يقع عليه ضرر بالنفس والمال والعرض فقد قال تعالى " إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى:42].
وقال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [الأحزاب:58].
وقوله في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا....
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة....
ولكن حري بالمسلم المظلوم أن يعفو ويصفح عمن ظلمه ويصبر ويدفع السيئة بالحسنة،
قال الله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [الشورى].

وقد وعد الله تعالى المظلوم بنتائج طيبة جراء عفوه وصفحه ومنها ما تقدم، ومنها أنه بعفوه وصفحه قد يصير الظالم ولياً رحيماً مسالماً، وأن الله سبحانه وتعالى يرفع قدر المظلوم ويعزه، على خلاف ما تتصوره العامة من الناس حيث يظنون العفو مذلة، والصفح مسكنة.
قال الله تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:34-35].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاث أقسم عليهن، وأحدثكم حديثاً فاحفظوه، فأما الثلاث التي أقسم عليهن فإنه: ما نقص مالَ عبد صدقةٌ، ولا ظلم عبد بمظلمة فيصبر عليها إلا زاده الله بها عزا، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله له باب فقر....
فعليكم بالصر واحتساب امركم عند الله والدعاء لهم عسى الله ان يهديهم الى اتباع الحق واعطاء كل ذي حق حقه ...
والله تعالى اعلى وأعلم