المناسبات | |
|
|
02-16-2012, 12:09 AM | #1 | |
مشرف ملتقى اللغة العربية
|
اللغة العربية
اللغة العربيةإحدى أكثر لغات العالم استعمالاً، وإحدى اللغات الخَمْسالرسمية في هيئة الأمم المتحدة ومُنظَّماتها، وهي اللغة الأولى لأكثر من 290 مليونعربي، واللغة الرسمية في 18 دولة عربية، كما يُجيدها أو يُلِمُّ بها نحو 200 مليونمُسْلم من غير العرب إلى جانب لغاتهم أو لهجاتهم الأصلية. ويُقبِل على تعلُّمهاكثيرون آخرون من أنحاء العالم لأسباب تتعلَّق بالدين أو بالتجارة أو العمل أوالثقافة أو غير ذلك. والعربية هي اللغة السَّامية الوحيدة التي قُدِّر لها أن تحافظ على كيانها وأنتصبح عالمية. وما كان ليتحقَّق لها ذلك لولا نزول القرآن الكريم بها؛ إذْ لا يمكنفَهْم ذلك الكتاب المبين الفَهْم الصحيح والدقيق وتذوُّق إعجازه اللغويّ إلابقراءته بلغته العربية. كما أن التُّراث الغني من العلوم الإسلامية مكتوب بتلكاللغة. ومن هنا كان تعلُّم العربية مَطْمَحًا لكلِّ المسلمين الذين يبلغ عددهم نحومليار مُسلم في شتَّى أنحاء العالم. ويمكن القول إن أكثر من نصف سكان إفريقيايتعاملون بالعربية. خصائص العربية الأصوات. تتميَّز العربية بما يمكن تسميتهمركزالجاذبيةفي نظام النُّطق، كما تتميَّز بأصوات الإطباق؛ فهي تستخدم الأعضاءالخلفية من جهاز النُّطق أكثر من غيرها من اللغات، فتوظِّف جذْر اللسان وأقصاهوالحنجرة والحَلْق واللَّهاة توظيفًا أساسيًّا. ولذلك فهي تحتوي على مجموعة كاملةًلا وجود لها في أيِّ لغة سامية فضلاً عن لغات العالم، وهي مجموعةأصواتالإطباق: الصَّاد والضَّاد والطَّاء والظَّاء والقاف، ومجموعةالأصواتالخلفية، وتشمل الصَّوتين الجِذْريَّيْن الحَلْقيَّيْن: الحاء والعين،والصَّوت القصي الطَّبقي: الغين، والصَّوت القصي اللهوي: القاف،والصَّوت الحنجري: الهمزة. المفردات.يُعَدُّ مُعجم العربية أغنى معاجم اللغات فيالمفردات ومرادفاتها (الثروة اللفظية)؛ إذْ تضُمُّ المعاجم العربية الكبيرة أكثر منمليون مفردة. وحَصْرُ تلك المفردات لا يكون بحَصْر مواد المعجم؛ ذلك لأن العربيةلغة اشتقاق، والمادة اللغوية في المعجم العربي التقليدي هي مُجرَّد جذْر، والجِذْرالواحد تتفرَّع منه مفردات عديدة، فالجذْرع و دمثلاً تتفرَّع منهالمفردات: عادَ، وأعادَ، وعوَّدَ، وعاودَ، واعْتادَ، وتَعوَّدَ، واستعادَ، وعَوْد،وعُود، وعَوْدة، وعِيد، ومَعَاد، وعِيادَة، وعادة، ومُعاوَدَة، وإعادة، وتَعْوِيد،واعتِياد، وتَعَوُّد، واسْتِعَادَة، وعَادِيّ. يُضاف إليها قائمة أخرى بالأسماءالمشتقَّة من بعض تلك المفردات. وكلُّ مفردة تؤدِّي معنًى مختلفًا عن غيرها. والعربية تتطوَّر كسائر اللغات؛ فقد أُميتَتْ مفردات منها واندثرت، وأُضيفَتْإليها مفردات مُولَّدة ومُعَرَّبة ودخيلة، وقامت مجامع اللغة العربية بجهد كبير فيتعريب الكثير من مصطلحات الحضارة الحديثة، ونجحت في إضافتها إلى المعجم المستَخدَم،مثل: سيَّارة، وقطار، وطائرة، وبرقيَّة، وغير ذلك. التلفُّظ والتهجِّي.تتكوَّن الألفباء العربية من 28حرفًا، فضلاً عن ألف المدِّ. وكان ترتيب تلك الحروف قديمًا أبجديًا على النحوالآتي: أبجد هوَّز حطِّي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ. وتُكتب لغات كثيرة في العالم بالحروفالعربية، مع استبعاد أحرف وإضافة أخرى، منها الفارسية، والأُردية، والبَشْتُو، ولغةالملايو، والهَوْسا، والفُلانيَّة، والكانوري. وكانت التُّركيَّة والسَّواحيليَّةوالصُّوماليَّة تُكتَب إلى عهد قريب بالحروف العربية. وتعتمد العربية على ضَبْط الكلمة بالشَّكْل الكامل لتؤدِّي معنًى محدَّدًا؛فالكلمات: عَلِمَ، وعُلِم، وعَلَّمَ، وعِلْمٌ، وعَلَمٌ، هذه الكلمات كلها مُتَّفِقةفي التَّهجِّي، مختلفة في التَّلفُّظ والمعنى. إلا أن مُجيد العربية يمكنه أن يفهممعنى الكلمة دون ضَبْط من خلال السِّياق، وكان القدماء يقولون: شَكْلُ الكتابِسُوءُ ظنٍّ بالمكتوب إليه. ومن سِمات العربية أن تهجِّي الكلمة فيها موافقٌ للتلفُّظ بها، وهذه ميزة تمتازبها العربية عن بعض اللغات الأوروبية. وهي ظاهرة عامة في العربية، إلا في بعضالحالات القليلة، كنُطق ألف لايُكتب في نحو: هَذَا، ولكنْ، وكتابة الألف الليِّنةعلى هيئة ياء، نحو: مَضَى الفَتَى. الصَّرْف. تقوم الصِّيغ الصَّرفية في العربية على نظامالجِذْر، وهو ثلاثي غالبًا، رباعي أحيانًا. ويُعبِّر الجِــذْر ـ وهو شيء تجريدي ـعن المعنى الأساسي للكلمة، ثمَّ يُحدَّد المعنى الدقيق للكلمة ووظيفتها بإضافةالحركات أو مقاطع من أحرف مُعيَّنة في صَدْر الكلمة أو وسطها أو آخرها. وتُقسِّم العربية الاسم إلى جامد ومُشتقّ، ثم تُقسِّم الجامد إلى أسماء الذَّواتالمادية، مثل: شجرة، وأسماء المعاني، مثل: قراءة، ومصادر الأسماء المشتقَّة، مثل: قارئ، ومقروء. ولا تعرف العربية الأسماء المركَّبة إلا في كلمات نادرة تُعَبِّر عنالأعلام، مثل: ¸حَضَرَمَوْت· المركَّبة تركيبًا مَزْجيًّا، و ¸جاد الحقّ· المركَّبةتركيبًا إسناديًّا. إلا أن المضاف والمضاف إليه يرتبطان ارتباطًا وثيقًا، يصلأحيانًا إلى حالة شبيهة بالتركيب، وخاصة في الأَعلام، مثل: عبدالله، وصلاحالدِّين. وتتميَّز العربية عن لغات كثيرة بوجود صيغة للمُـثـنَّى فيها. وتنفرد هيوالحبشية عن سائر اللغات السَّامية باستعمال جمع التَّكسير، فإلى جانب الجمعالسَّالم الذي ينتهي بنهاية تَلْحَق الاسم، كما هي الحال في اللغات الأوروبية، تصوغهاتان اللغتان جمع التَّكسير بتغيير الاسم داخليًّا. وتُصنِّف العربية أسماءها إلىمذكَّر ومؤنَّث، وتترك المذكَّر دون تمييزه بأيِّ علامة، وتميِّز طائفة من الأسماءالمؤنَّثة، إمَّا بالتَّاء، مثل: شجرة، وإمَّا بالألف المقصورة، مثل ليلى، وإمَّابالألف الممدودة، مثل: صحراء، ثم تترك الطائفة الأخرى من الأسماء المؤنَّثة دونعلامة، مثل: شَمْس، ونَفْس. النَّحو. من خصائص درس النحو الإسناد. والإسناد هو نواةالجملة العربية، ويُمثِّل في ذاته جملةً بسيطة: اسميَّة أو فعليَّة. ويتكوَّنالإسناد إما من مبتدأ وخبر، وإما من فعل وفاعل أو نائب فاعل، ثم يمكن تنمية تلكالجملة البسيطة بالفضلات أو المكمِّلات المفردة. ثم تتكوَّن الجملة المركَّبة منجملتين بسيطتين أو أكثر، ويتمُّ هذا بالربط بين الجمل البسيطة بأدوات معيَّنة أوبالضمائر، فتنشأ من ذلك الربط دلالاتٌ كالشَّرط أو الملابسة أو الوصفية أو العطف أوغيرها. ويقوم الإسناد في الجملة الاسمية بغير رابط ممَّا يُسمَّى في اللغات الأوروبيةبأفعال الكينونة، وكذلك تقوم الإضافة دون رابط، ويُراعى أن يكون المضاف خاليًا منأداة التعريف. وحين يَدْخُل الاسم المُعرب في جملة فلا بُدَّ له أن يتَّخذ حالة منثلاث حالات: إما أن يكون مُعرَّفًا بأل، أو مضافًا، أو مُنَوَّنًا. ولا تجتمعحالتان من تلك الحالات في الاسم الواحد. وتعتمد العربية في تركيب الجملة على قرائنتُعين على تحديد المعنى، وتتمثَّل في العلامة الإعرابية، والبِنْية الصَّرفية،والمطابقة، والرُّتبة، والرَّبط، والأداة، والنَّغمة. والعربية من اللغات السَّاميةالقليلة التي احتفظت بنظام الإعراب. ويستطيع مُجيد العربية أن يقرأ نصًّا غيرمضبوط، وينطق العلامات الإعرابية نُطقًا صحيحًا، كما يستطيع من خلال ذلك أن يفهمالنص فهمًا تامًّا. والرُّتبة في العربية محفوظة (أي: واجبة)، وغير محفوظة (أي: جائزة)، وعُرفية. فالرُّتبة المحفوظةمثل: وجوب تقديم الفعل على الفاعل، والمضاف على المضافإليه، والاسم الموصول على صلته، والمتبوع على التابع إلا في حالة العطف بالواو. والرُّتبة غير المحفوظةمتروكة لتصرُّف المتكلِّم حسب مقتضيات السِّياق، مثلرتبة الخبر، ورتبة المفعول به، ورتبة الحال، ورتبة المعطوف بالواو مع المعطوف عليه. والرُّتبة العُرفيةهي ماجرى عليه عُرْفُ العرب، ولا يُعَدُّ الخروج عنه خطأنحويًّا، مثل تقديم الليل على النهار، وتقديم العاقل على غير العاقل، وتقديمالذَّكَر على الأنثى. وتنقسم الكلمة في العربية إلى اسم وفِعْل وحَرْف، ولكنَّ بعض الباحثين المعاصرينقسَّموها تقسيمات أخرى لم تطبَّق حتى الآن في برامج تعليم العربية. ومن أهم خصائص العربية ميلها إلى الإيجاز المعبِّر عن المعنى، وتلجأ في سبيلالتعبير عن المعاني المختلفة ومناسبتها للمقام إلى وسائل، منها: التقديم والتأخير (وهو الرُّتبة غير المحفوظة)، والفَصْل والوَصْل، والحَذْف، والتَّأكيد، والقَصْر،والمجاز. الخَط العربي.يحتلُّ الخطُّ العربيُّ مكانة فريدة بينخطوط اللغات الأخرى من حيث جماله الفنِّي وتنوُّع أشكاله، وهو مجالٌ خصب لإبداعالخطَّاطين، حيث بَرَعُوا في كتابة المصاحف، وتفنَّنوا في كتابة لوحات رائعةالجمال، كما زَيَّنوا بالخطوط جدران المساجد وسقوفها. وقد ظهرت أنواع كثيرة منالخطوط على مرِّ تاريخ العربية، والشَّائع منها الآن: خطوط النَّسخ والرُّقعةوالثُّلُث والفارسي والدِّيواني، والكوفي والخطوط المغربية. تطوُّر العربيَّة العربية إحدى اللغات السَّامية، وهي تنتمي إلىالفرع الجنوبي من اللغات السًامية الغَرْبية، ويشمل هذا الفرع شمالي الجزيرةالعربية وجنوبيها والحبشة. وقد نشأت العربية الفصيحة في شمالي الجزيرة، ويرجع أصلهاإلى العربية الشمالية القديمة التي كان يتكلَّم بها العدنانيُّون. وهي مختلفة عنالعربية الجنوبية القديمة التي نشأت في جنوبي الجزيرة وعُرفَتْ قديمًا باللغةالحِمْيَريَّة وكان يتكلَّم بها القحطانيون. وتُعَدُّ النقوش القليلة التي عُثِرَ عليها الدليل الوحيد لمعرفة المسار الذيسارت فيه نشأة العربيةالفصيحة. ويمكن القول من خلال تلك النقوش إن أسلافالعربية الفصيحة هي: الثَّمودية واللحيانية والصَّفويَّة، وتشمل معًا فترة تقاربألف عام؛ إذْ يُؤرَّخ أقدم النقوش الثمودية بالقرن الخامس قبل الميلاد، ويُؤرَّخأحدثها بالقرن الرابع أو الخامس الميلاديين، وترجع النقوش اللحيانية والصَّفوية إلىزمن يقع في الفترة ذاتها. أمَّا أقدم نصٍّ وُجِدَ مكتوبًا بالعربية الفصيحة فهو نقش النَّمارة الذي يرجعإلى عام 328م، ولكنه كان مكتوبًا بالخط النَّبطي. ويُلاحَظ في ذلك النَّص التطوُّرالواضح من الثمودية واللحيانية والصَّفَوِية إلى العربية الفصيحة. وأمَّا أقدم نصٍّمكتوب بالخط العربي فهو نَقْشُ زَبَد الذي يرجع إلى سنة 513م، ثم نَقْشَا حَرَّانوأم الجِمَال اللذان يرجعان إلى عام 568م. وقد لوحظ أن الصورة الأولى للخَـط العربيلا تبعـد كثيرًا عن الخــط النَّـبطي، ولم يتحـرَّر الخط العربي من هيئته النَّبطيةإلا بعد أن كَتَبَ به الحجازيُّون لمدة قرنين من الزَّمان. وظلَّت الكتابة العربيةقبيل الإسلام مقصورة على المواثيق والأحلاف والصُّكوك والرسائل والمعلَّقاتالشعرية، وكانت الكتابة آنذاك محصورة في الحجاز.. ويُعدُّ القرن السابق لنزول القرآن الكريم فترة تطوُّر مُهمَّة للعربية الفصيحة،وصلَتْ بها إلى درجة راقية. ويدلُّ على ذلك ما وصل إلينا على ألسنة الرُّواة منالشِّعر والنَّثر الجاهليين. العربية بعد نزول القرآن الكريم. كان نزول القرآن الكريمبالعربية الفصحى أهمَّ حَدَث في مراحل تطوُّرها؛ فقد وحَّد لهجاتها المختلفة في لغةفصيحة واحدة قائمة في الأساس على لهجة قريش، وأضاف إلى معجمها ألفاظًا كثيرة، وأعطىلألفاظٍ أخرى دلالات جديدة. كما ارتقى ببلاغة التراكيب العربية. وكان سببًا في نشأةعلوم اللغة العربية كالنحو والصرف والأصوات وفقه اللغة والبلاغة، فضلاً عن العلومالشرعية، ثمَّ إنه حقَّق للعربية سعة الانتشار والعالمية. لقد حَمَلَت العربية الفصيحة القرآن الكريم، واستطاعت من خلال انتشار الإسلام أنتبدأ زَحْفَها جنوبًا لتحلَّ محلَّ العربية الجنوبية القديمة، ثمَّ عَبَرَت البحرالأحمر إلى شرقي إفريقيا، واتَّجهت شمالاً فقَضَتْ على الآرامية في فلسطين وسورياوالعراق، ثم زَحَفَتْ غربًا فحلَّت محلَّ القبطية في مصر. وانتشرت في شمال إفريقيافَخَلَفَتْ لهجات البَرْبَر، وانفتح لها الطريق إلى غرب إفريقيا والسودان، ومن شمالإفريقيا انتقلت إلى أسبانيا وجُزُر البحر المتوسط. كما كان للعربية أثرٌ عميق في لغات الشعوب الإسلامية؛ فتأثيرها واضح في الفارسيةوالأردية والتُّركية والبَشْتُو ولغة الملايو واللغات واللهجات الإفريقية. ومن غيرالممكن الآن معرفة لغة أيِّ بلد إسلامي وأدبه ومناحي تفكيره معرفة جيّدة دونالإحاطة الجيِّدة بالعربية. وحين أخذ الأوروبيون ينهلون من الحضارة الإسلامية فيالأندلس دَخَلَتْ ألفاظ عربية كثيرة إلى اللغات الأوروبية، ففي الإنجليزية مثلاًألفاظ عديدة ترجع إلى أصل عربي، كالجَبْر، والكحول، وتَعْرِيفَة، ومَخْزَن، وعُود،وغير ذلك كثير. العربية في العصر الأُموي. ظلَّت العربية تُكتَب غيرمُعْجَمة (غير منقوطة) حتى منتصف القرن الأول الهجري، كما ظلَّت تُكتَب غير مشكولةبالحركات والسَّكنات. فحين دخل أهل الأمصار في الإسلام واختلط العرب بهم، ظََهَرَاللَّحْن على الألسنة، وخيف على القرآن الكريم أن يتطرَّق إليه ذلك اللَّحْن. وحينئذ توصَّل أبوالأسود الدُّؤَليُّ إلى طريقة لضَبْط كلمات المصحف، فوَضَع بلَوْنمخالِف من المِداد نُقْطة فوق الحرف للدَّلالة على الفتحة، ونُقْطة تحته للدَّلالةعلى الكسرة، ونُقْطةً عن شِماله للدَّلالة على الضَّمَّة، ونقطتين فوقه أو تحته أوعن شِماله للدَّلالة على التَّنوين، وتَرَكَ الحرف السَّاكن خاليًا من النَّقْط. إلا أن هذا الضبط لم يكن يُستعمل إلا في المصحف. وفي القرن الثاني الهجري وضعالخليل بن أحمد طريقة أخرى، بأن جعل للفتحة ألفًا صغيرة مُضطجِعة فوق الحرف،وللكسرة ياءً صغيرة تحته، وللضمَّة واوًا صغيرة فوقه، وكان يُكرِّر الحرف الصغير فيحالة التنوين. ثم تطوَّرت هذه الطريقة إلى ماهو شائع اليوم. أما إعجام الحروف (تنقيطها) فتم في زمن عبد الملك ابن مروان، وقام به نصر بنعاصم الليثي ويحيى بن يَعْمُر العَدْواني، كما قاما بترتيب الحروف هجائيًّا حسبماهو شائع اليوم، وتركا الترتيب الأبجدي القديم (أبجد هوَّز). وخَطَت العربية خطواتها الأولى نحو العالمية في الثلث الأخير من القرن الأولالهجري، وذلك حين أخذت تنتقل مع الإسلام إلى المناطق المحيطة بالجزيرة العربية. وفيتلك الأمصار، أصبحت العربية اللغة الرسمية للدولة، وأصبح استخدامها دليلاً علىالرُّقي والمكانة الاجتماعية. وظلَّت لغة البادية حتى القرن الثاني الهجري الحجَّةعند كلِّ اختلاف. وكان من دواعي الفخر للعربي القدرة على التحدُّث بالعربية الفصحىكأحد أبناء البادية. أما سُكان الأمصار الإسلامية، فقد بدأت صلتهم بلغاتهم الأصليةتضعف شيئًا فشيئًا، وأخذ بعضهم يتكلَّم عربية مُوَلَّدة متأثِّرة باللغات الأم. وقدكانت منطقة الشام أُولى المناطق تعرُّبًا. ويُلاحَظ اختلاف لهجات أهل الأمصار فيالعربية تبعًا لاختلاف القبائل العربية الوافدة، ومن هنا كان اختلاف لهجات الكوفةوالبصرة والشام والعراق ومصر بعضها عن بعض. وقبيل نهاية العصر الأُموي، بدأت العربية تدخل مجال التأليف العلمي بعد أن كانتراثها مقصورًا على شِعْر وأمثال على ألسنة الرُّواة. العربية في العصر العباسي.شهد العصر العباسي الأول مرحلةازدهار الحضارة الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي وفي مغربه وفي الأندلس، وبدأتتلك المرحلة بالترجمة، وخاصة من اليونانية والفارسية، ثم الاستيعاب وتطويع اللغة،ثم دخلت طَوْر التأليف والابتكار. ولم يَعُد معجم لغة البادية قادرًا وحده علىالتعبير عن معاني تلك الحضارة، فحمل العلماء على عاتقهم مهمَّة تعريب مصطلحات غيرعربية، وتوليد صيغ لمصطلحات أخرى، وتحميل صيغ عربية دلالات جديدة لتؤدِّي معانيأرادوا التعبير عنها. وبهذا استطاعت العربية التعبير عن أدقِّ المعاني في علوم تلكالحضارة الشامخة وآدابها. وفي مطلع ذلك العصر، بدأ التأليف في تعليم العربية، فدخلت العربية مرحلةتعلُّمها بطريق الكتاب، وكان هذا هو الأساس الذي قام عليه صَرْح العلوم اللغويةكالنحو والصرف والأصوات وفقه اللغة والبلاغة والمعاجم. وعلى الرغم من انقسام العالم الإسلامي إلى دويلات في العصر العباسي الثاني،واتخاذ لغات أخرى للإدارة كالفارسية والتُّركية، فإن اللغة العربية بقيت لغةًللعلوم والآداب، ونَمَت الحركة الثقافية والعلمية في حواضر متعدِّدة، كالقاهرةوحَلَب والقيروان وقرطبة. العربية في العصر الحديث. حين ضَعُفَ شأن المسلمين والعربمنذ القرن السادس عشر الميلادي، وتعرَّضت بلادهم للهجمات الاستعمارية، رأىالمستعمرون أن أفضل وسيلة لهَدْم تماسُك المسلمين والعرب هي هَدْم وحدة الدِّينواللغة. وقد حاولوا هَدْم وحدة اللغة بإحلال اللهجات العامية محلَّ العربيةالفصيحة، وبدأت تلك الدَّعوة في أوائل الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي،فأخذ دعاتهم يروِّجون لفكرة كتابة العلوم باللغة التي يتكلَّمها عامة الناس،وطَفِقَ بعضُهم يضع قواعد للهجة أبناء القاهرة، واقترح آخرون كتابة العربية الفصيحةبالحروف اللاتينية. إلا أن كلَّ تلك الدَّعوات أخفقَت إخفاقًا تامًّا. ولكن كان من آثار تلك الهجمات الاستعمارية ضَعْفُ شأن العربية في بعض البلادالعربية، وخاصة دول الشمال الإفريقي، واتخاذ اللغات الأوروبية وسيلة لدراسة العلوموالفنون الحديثة فيما يُعرف بمدارس اللغات وفي أغلب الجامعات. وقد بدأت في البلادالعربية حركة نشِطة للتعريب تتمثَّل في اتجاهين: الأول، تعريب لغة الكتابة والتخاطبفي بلاد الشمال الإفريقي، والثاني تعريب لغة العلوم والفنون على مستوى البلادالعربية كلِّها. وقد نجحت في الاتِّجاه الأخير سوريا والعراق، وأحرزت بلاد عربيةأخرى بعض النجاح. وتحدو القائمين بالجهد في هذا الاتجاه الثِّقة بأن العربية التيوَسعَت الحضارة الإسلامية في الماضي لن تكون عاجزة عن أن تَسَعَ الحضارةالحديثة. والعربية الفصيحة اليوم هي لغة الكتابة، وتُستخدم لغةً للحديث في المحافلالعلمية والأدبية، وفي الإذاعة والتلفاز، وأحيانًا في المسرحيات والأفلام، ولهاسحْرٌ عجيب إذا صَدَرَتْ عمَّن يجيدها. أمَّا لغة التخاطب العامي فلهجاتٌ عديدة فيالعالم العربي. لكن اللغة العربية الفصيحة، مع ذلك، مفهومة فهمًا تامًّا في كلِّأنحاء العالم العربي. اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
02-16-2012, 04:55 PM | #2 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم موضوع قيم |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من درر اللغة العربية | أبو ريم ورحمة | ملتقى اللغة العربية | 5 | 08-26-2016 05:49 PM |
اختبار في اللغة العربية | أبو ريم ورحمة | ملتقى اللغة العربية | 2 | 08-26-2016 04:54 PM |
غرائب اللغة العربية | أبو ريم ورحمة | ملتقى اللغة العربية | 2 | 08-22-2016 05:52 PM |
غرائب اللغة العربية | صادق الصلوي | ملتقى اللغة العربية | 3 | 01-24-2015 03:51 AM |
اختبار في اللغة العربية | أبو ريم ورحمة | ملتقى اللغة العربية | 2 | 08-12-2012 11:10 AM |
|