هل يجوز عمل جنازة للميت ... ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اسفه يا شيخ لوضع سؤالى في هذة الوقت وانا اعلم مدى انشاغلكم بارك الله بكم وتقبل طاعاتكم
شيخ اردت معرفه هل يجوز عمل جنازة للميت ... ؟؟ خصوصا اذا كانت خاليه من المحرمات مثل
النياحه على الميت
وكذلك الولائم
او لبس السواد
اوزياره القبور خصوصا النساء ...
و في عيد الأضحى هل يجوز للنساء زياره القبر ؟؟
ثم ماحكم قراءة سوره الفاتحه على روح الميت؟؟ فنحن كثيرا ما نسمع عندما يموت شخص ان علينا بقراءة الفاتحه له
وكذلك سورة يس (خصوصا يقال ان هنالك حديث للرسول (صلى الله عليه وسلم يقول((اقرأوها على موتاكم ....)) هذا والله اعلم
وكذلك هل يجوز ختم القران الكريم واهداءه للميت ؟
واذا كان لايجوز فما حكم من يفعل هذا بجهاله هل يذنب ؟ فنحن نجد الشخص الذي لا يقوم بجنازة للميته ينتقد ويتهم بالتقصير
أرجو التوضيح بارك الله بكم
وجزاكم الله عنا خير جزاء
وجعلكم من عتقاء شهر رمضان
اللهم اميين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
سابدأ من هل يجوز عمل جنازة للميت ... ؟؟
إذا كان المقصود أحكام الجنائز التي تبدأ عند الإحتضار و تنتهي بدفن الميت فهذا هو المشروع أما إن كان السؤال متعلقا بإقامة السرادق و جمع الناس للعزاء كما يفعل في بلادنا لمدة ثلاثة ايام فكل هذا مخالف للسنة و الصلاة على الجنازة مشروعة للرجال والنساء ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ، قيل يا رسول الله ، وما القيراطان ؟ قال : ( مثل الجبلين العظيمين ) يعني من الأجر ، متفق على صحته . لكن ليس للنساء اتباع الجنائز إلى المقبرة ، لأنهن منهيات عن ذلك ، لما ثبت في الصحيحين عن أم عطية رضي الله عنها قالت : ( نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا ) رواه مسلم ، أما الصلاة على الميت فلم تنه عنها المرأة سواء كانت الصلاة عليه في المسجد أو في البيت أو في المصلى ، وكان النساء يصلين على الجنائز في مسجده صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعده أما زيارة القبور للنساء بعد ذلك فإن أمنت الفتنة و كانت ضمن الضوابط الشرعية فلا بأس في ذلك
أما الخروج إلى المقابر أيام الأعياد فهذه من المنكرات إنما جعلت الأعياد للمسلمين لإدخال السرور و الفرح على القلوب و ليس لتجديد الأحزان و الذهاب إلى المقابر أو فتح سرادق للعزاء جديد و ما شابه كما يحدث في بعض البلاد و خاصة عندنا هنا في فلسطين
و قراءة الفاتحة في المناسبات و منها على الميت غير مشروعة ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا يقرؤون الفاتحة عند عقد النكاح ، أو عند التعزية ، أو عند عقد صفقات البيع والشراء ، ولو كان هذا خيراً لسبقونا إليه.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

"أهل السنة والجماعة يقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة : هو بدعة ؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها" انتهى .
و كذلك الأمر بخصوص قراءة سورة يس قال الشيخ الألباني في "أحكام الجنائز" :" وأما قراءة سورة يس عنده (يعني عند المحتضر) ، وتوجيهه نحو القبلة ، فلم يصح فيه حديث " انتهى .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز : هل قراءة سورة ( يس ) عند الاحتضار جائزة ؟
فأجاب :
" قراءة سورة (يس) عند الاحتضار جاءت في حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اقرأوا على موتاكم يس ) صححه جماعة وظنوا أن إسناده جيد ، وأنه من رواية أبي عثمان النهدي عن معقل بن يسار ، وضعفه آخرون ، وقالوا : إن الراوي له ليس هو أبا عثمان النهدي ولكنه شخص آخر مجهول . فالحديث المعروف فيه أنه ضعيف لجهالة أبي عثمان ، فلا يستحب قراءتها على الموتى . والذي استحبها ظن أن الحديث صحيح فاستحبها ، لكن قراءة القرآن عند المريض أمر طيب ، ولعل الله ينفعه بذلك ، أما تخصيص سورة (يس) فالأصل أن الحديث ضعيف فتخصيصها ليس له وجه " انتهى ."فتاوى ابن باز" (13/93) .
و يقول الشيخ ابن باز رحمه الله " إهداء الفاتحة أو غيرها من القرآن إلى الأموات ليس عليه دليل فالواجب تركه ؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم ما يدل على ذلك ولكن يشرع الدعاء للأموات المسلمين والصدقة عنهم وذلك بالإحسان إلى الفقراء والمساكين ، يتقرب العبد بذلك إلى الله سبحانه ويسأله أن يجعل ثواب ذلك لأبيه أو أمه أو غيرهما من الأموات أو الأحياء ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) ، ولأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال له : يا رسول الله إن أمي ماتت ولم توص أظنها لو تكلمت لتصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال : ( نعم ) متفق على صحته . وهكذا الحج عن الميت والعمرة عنه وقضاء دينه كل ذلك ينفعه حسبما ورد في الأدلة الشرعية ، أما إن كان السائل يقصد الإحسان إلى أهل الميت والصدقة بالنقود والذبائح فهذا لا بأس به إذا كانوا فقراء .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص/324.
و من فعل شيئا جاهلا بأنه بدعة أو حرام عليه فلا شيء عليه ؛ قال الله تعالى : ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الأحزاب/5 .
و لكن الواجب على المسلم أن يتعلم أمور دينه و أن يسأل عنها و إن فعلها عالما بحكمها فتاب فنرجو أن يتقبل الله منه توبته و أن يبدل سيئاته حسنات هذا و الله أعلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك ربي الكريم الجنه على التوضيح