استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى القرآن الكريم وعلومه > قسم الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
قسم الإعجاز العلمي في القرآن والسنة يهتم بالاكتشافات العلمية الحديثة وتفسيرها من المنظور الإسلامي
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-19-2011, 12:58 AM   #1

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

rafat1910 غير متواجد حاليا

افتراضي معجزه عدديه فى القران من ضمن المعجزات اللامحدوده. ص ع س

      

أدناه مقال عن الإعجاز العددي للمهندس عدنان الرفاعي نقلناه لكم من الشبكة بدون أية زيادة أو نقصان ، لما فيه من الفائدة للمسلمين .
الإعجاز العددي في القرآن الكريم
المعجزة حقيقة يراها البشر و يستحيل عليهم الإتيان بمثلها ، و هي برهان من الله تعالى لإثبات مصداقية منهجه الذي يحمله رسله عليهم السلام..
و المعجزة بشكل عام هي خرق للمألوف ، إما بخرق القوانين الكونية التي اعتاد عليها البشر ، و تكون بذلك فعلاً من أفعال الله تعالى ، ساحته عالم المادة و المكان و الزمان ( عالم الخلق ) .. و إما بإظهار أسرار الوجود ، و تكون بذلك متعلقة بصفات الله تعالى ، و ساحتها عالم ما وراء المادة و المكان و الزمان ( عالم الأمر ) ..
ففي معجزة موسى عليه السلام نعلم أن مسألة شق البحر هي معجزة كونية مشاهدة من قبل بني إسرائيل آنذاك ، و من قبل فرعون و قومه ، و هي عمل كوني ( فعل من أفعال الله تعالى ) ، يستحيل على أولئك البشر القيام به بذات الحيثية التي حصل بها .. و كذلك معجزة تحوّل عصا موسى عليه السلام الى حية تسعى ، و كذلك إخراج يده بيضاء للسائلين .. كل ذلك - إضافةً لباقي المعجزات التي أُيد بها موسى عليه السلام – معجزات كونية ساحتها عالم المادة و المكان و الزمان ، و بالتالي هي معجزات آنية لجيل من الأجيال دون غيره ، و لا تكون معجزات للأجيال اللاحقة إلا بعد تصديق هذه الأجيال للرسالة و المنهج الذي أنزل على موسى عليه السلام ..
و كذلك الأمر في المعجزات التي أُيد بها عيسى عليه السلام ، و هي إحياء الموتى بإذن الله تعالى ، و إبراء الأكمه و الابرص ، فهي معجزات تنتمي لعالم الخلق ( عالم المادة و الزمان و المكان ) ، و أفعال في أزمنة و أمكنة محددة ، كمعجزات كونية للذين عاصروا نزول المناهج السابقة ..
و هكذا فالمعجزة شيء ، و المنهج شيءٌ آخر ، فمعجزة موسى عليه السلام -كما نعلم - هي شق البحر ، و إخراج يده بيضاء ، و تحول عصاه الى حيةٍ تسعى و ... الخ ، أما المنهج الذي أنزل عليه لتبليغ قومه فهو التوراة .. و معجزة عيسى عليه السلام هي - كما نعلم - ولادته من دون أب ، و إحياء الموتى بإذن الله و إبراء الأكمه و الأبرص ، أما المنهج الذي أنزل عليه لتبليغ قومه فهو الإنجيل.
أما بالنسبة لمعجزة الرسول محمد (ص) ، و المنهج الذي أُنزل إليه لتبليغ البشر ، فالأمر مختلف تماماً .. إن المعجزة – هنا - هي القرآن الكريم ، و المنهج هو القرآن الكريم ، أي أن المعجزة هي ذاتها المنهج ..
و في حين أن المعجزات السابقة هي - كما قلنا - ضمن إطار المادة و المكان و الزمان ، و أفعال من أفعال الله تعالى و خاصة بجيل دون غيره ، فإن معجزة القرآن ، تتعلق بصفات الله تعالى ، و مستمرة في كل زمان و مكان و لا يمكن لمخلوق أن يحيط بها ، و لها عطاء متجدد حتى قيام الساعة ..
هذه المسألة التي تميز ماهية القرآن الكريم ( كمعجزة و كمنهج )عن ماهية المعجزات و المناهج الأخرى ، بينها القرآن الكريم في النقطتين التاليتين:
  1. الكتب السماوية جميعاً - بما فيها القرآن الكريم – ( كمنهج و ليس كمعجزة ) ، هي كلام الله تعالى ، أي أن معانيها و ما تحمله من دلالات وأحكام ، هي من الله تعالى ، و هذا لا يفرض أن تكون الصياغة اللغوية ( القول ) لتلك الكتب من الله تعالى .. بينما القرآن الكريم ( كونه معجزة ملتحمة بالمنهج ) ، إضافةً إلى أنه كلام الله تعالى ، هو قول الله تعالى ، أي صياغة لغوية من الله تعالى ..
    (( أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين )) [ المؤمنون :23\68 ]
    (( إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً )) [ المزمل : 73\5 ]
    (( إنه لقولٌ فصل (13) و ما هو بالهزل )) [ الطارق : 86\13-14 ]
    - فالقرآن الكريم الذي نزل تبياناً لكل شيء (( و نزلنا عليك الكتب تبياناً لكل شيء)) [ النحل : 16\89 ]
    يؤكد لنا – كما نرى –في ثلاث آيات أنه قول الله تعالى ، في الوقت الذي لا توجد فيه آية واحدة تشير الى أن الكتب الأخرى هي قول الله تعالى ...
    و لذلك تحدى الله تعالى الإنس و الجن على أن يأتوا بنص مماثل للنص القرآني ، في الوقت الذي لم يتحدّ البشر في أن يأتوا بنص مماثل للكتب السماوية الأخرى .. و هذا دليلنا على تعلق الصياغة اللغوية للقرآن الكريم بالله تعالى و صفاته العظيمة ، و أن هذه الصياغة هي - بما تحمله من أدلة و معان – المعجزة في القرآن الكريم .. فكون القرآن الكريم هو كلام الله تعالى ، يقتضي كونه منهجاً لله تعالى .. و كونه قول الله تعالى يقتضي كونه معجزة صالحة لكل زمان و مكان ..
    (( قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً )) [ الإسراء 17\ 88 ]
  2. الكتب الأخرى كمناهج مجردة عن المعجزات ، و كونها صياغة لغوية غير متعلقة بالذات الإلهية و صفاتها ، تحمل من المعاني و الدلالات ما لا يخرج عن إطار ساحة إدراك المخلوقات ، ولا يوجد تأويل لنصوص تلك الكتب خارج ساحة إدراك المخلوقات .. بينما في نصوص القرآن الكريم ( كمنهج للبشر و كمعجزة متعلقة بالذات الإلهية و صفاتها ) نرى أنه في الوقت الذي تحمل فيه هذه النصوص دلالات و معانٍ تدركها المخلوقات ، تحمل في الوقت ذاته دلالات و إشارات لا يحيط بها إلا الله تعالى ، و هذا ما أشار إليه القرآن الكريم بعمق تأويل القرآن الكريم .. يقول تعالى:(وما يعلم تأويله إلا الله ) آل عمران : 3/ 7 (ولقد جئنهم بكتب فصلنه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون (52) هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق ....... ) الأعراف : 7 / 52-53
فالإطار الأخير لحدود دلالات النص القرآني لا يحيط به إلا الله تعالى ، ولا يستطيع البشر النظر الى هذا الإطار إلا في الآخرة كما يبين القرآن الكريم ..
و سنبحر الآن مع بعض الدلالات الإعجازية لهذا الجيل ، لنرى جانباً هاماً من جوانب الوجه الإعجازي التي لا يحيط بها إلا الله تعالى ..
لو أخذنا مجموع ورود أي كلمة قرآنية ، لرأيناه مختزلاً للحقيقة العددية التي ترتبط بها المسألة التي تصفها و تسميها هذه الكلمة ، و لكان لهذا المجموع إرتباطاته العميقة مع مجاميع الكلمات الأخرى .. و هذا لا يعني أنه مطلوبٌ منّا أن نحيط بالحقائق المرتبطة بمجموع أي كلمة قرآنية ، لأننا لا نحيط أصلاً بالحقائق الكونية التي تصفها و تسميها هذه الكلمات..
نحن نعلم أن الأرض تدور حول نفسها ( 365 ) دورة متمايزة ، و ذلك في دورانها حول الشمس .. هذه الحقيقة الكونية يشير إليها القرآن الكريم عبر مجموع ورود كلمة يوم.. فكلمة ( يوم ) مفردة ترد في القرآن الكريم ( 365 ) مرّة..
ونعلم أن للقمر (12) مساراً متمايزاً حول الأرض ، هذه الحقيقة الكونية يشير إليها القرآن الكريم عبر مجموع ورود كلمة شهر .. فكلمة شهر مفردة ترد في القرآن الكريم (12) مرة ..
و لو نظرنا الى مجموع ورود كلمات ( البحر – البر – يبساً ) لرأينا أن العلاقة العددية ما بين هذه الكلمات هي ذاتها العلاقة العددية التي تربط نسبة اليابسة و الماء على سطح الكرة الأرضية ..
فكلمة البر ترد ( 12 ) مرّة و كلمة يبساً ترد مرّة واحدة .. أي أن المجموع هو ( 13 ) مرّة .. و كلمة البحر المعرّفة ترد ( 32 ) مرّة .. و هكذا يكون مجموع ورود هذه الكلمات هو ( 13+ 32 ) = 45 .. و تكون :
نسبة اليابسة هي : 13\45 = 29 % و نسبة الماء هي : 32\45 = 71 %
و لو نظرنا الى كلمة الدنيا في القرآن الكريم لرأينا أنها ترد ( 115 ) مرّة ، و لو نظرنا الى كلمة الآخرة المناظرة لها تماماً لرأيناها ترد أيضاً ( 115 ) مرّة ..
و لو نظرنا الى كلمة ( جنّات ) و مشتقاتها لرأيناها ترد في القرآن الكريم ( 77 ) مرّة ، و لو نظرنا الى كلمة جهنم المناظرة لها تماماً لرأيناها ترد أيضاً ( 77 ) مرّة ..
و لو نظرنا الى كلمة الملائكة في القرآن الكريم لرأيناها ترد ( 68 ) مرّة ، و كذلك كلمة الشيطان ترد ( 68 ) مرّة . و لو نظرنا الى كلمة الملائكة ومشتقاتها لرأيناها ترد ( 88 ) مرّة ، و كذلك كلمة الشيطان و مشتقاتها ترد ( 88 ) مرّة ..
و كلمة الإيمان ترد في القرآن الكريم ( 17 ) مرّة ، و كذلك كلمة الكفر ترد ( 17 ) مرّة .. ، و كلمة الخبيث ترد ( 7 ) مرّات و كذلك كلمة الطيب ترد ( 7 ) مرّات .. ، و كلمة الرشد ترد ( 3 ) مرّات و كذلك كلمة الغّي ترد ( 3 ) مرّات .
و هكذا فمجموع ورود أي كلمة في القرآن الكريم يتعلق بحكمة مطلقة لا يحيط بها إلا الله تعالى .. و كلما ارتقى تصوّرنا العلمي للحقائق الكونية ارتقى إدراكنا لمجموع ورود الكلمات التي تصف و تصوّر هذه الحقائق الكونية .. فلو لم نعلم نسبة اليابسة و الماء على سطح الكرة الأرضية ، لما أدركنا جوهر مجموع ورود الكلمات المصورة لهذه المسائل في القرآن الكريم ..
و لو نظرنا الآن الى مسألة مجموع ورود الكلمات المختلفة في نص قرآني يصوّر مسألة ما لرأينا أن هذا المجموع يشير الى جوهر المسألة التي يصفها هذا النص ..
نحن نعلم أن عيسى عليه السلام لبث في الأرض قبل أن يرفعه الله تعالى الى السماء (33) عاماً .. هذه المدة يشير اليها القرآن الكريم عبر مجموع كلمات بعض النصوص القرآنية المصورة لهذه المسألة .. و سنختار النصين التاليين من بين مجموعة هذه النصوص ..
(( لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم و قال المسيح يبني إسرائيل اعبدوا الله ربّي و ربكم إنّه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظلمين من أنصار )) [ المائدة 5\72 ]
(( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلثةٍ و ما من إلهٍ إلاّ إلهٌ واحدٌ و إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسّن الذين كفروا منهم عذابٌ أليم (73) أفلا يتوبون الى الله و يستغفرونه و الله غفورٌ رحيم )) [ المائدة 5\ 73-74 ]
و لو نظرنا الى مسألة مجموع ورود الكلمات في المسائل التي تصف حقائق متناظرة ، لرأينا أيضاً أن هذه المجاميع ترد أيضاً في القرآن الكريم بشكل متناظر .. لننظر إلى الأمثلة التالية :
(( لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله و اليوم الآخر أن يجهدوا بأموالهم و أنفسهم و الله عليمٌ بالمتقين )) [ التوبة 9\44] = ( 14 ) كلمة
(( إنّما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر و ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون )) [ التوبة 9\45] = ( 14 ) كلمة
____________________________
(( إنّا نحن نزّلنا الذكر و إنّا له لحافظون )) [ الحجر 5\9 ] = ( 7 ) كلمات
(( و لقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين )) [ الحجر 5\10] = ( 7 ) كلمات
____________________________
(( و أصحب اليمين ما أصحب اليمين (27) في سدرٍ مّخضودٍ (28) و طلحٍ مّنضود (29) و ظلٍ ممدود (30) و ماءٍ مسكوبٍ (31) و فكهةٍ كثيرةٍ
(32) لا مقطوعةٍ و لا ممنوعةٍ (33) و فُرُشٍ مرفوعة (34) إنّا أنشأنهنّ إنشاءً (35) فجعلنهنّ أبكاراً (36) عُرُباً أتراباً (37) لأصحاب اليمين (38) ثلّةٌ من الأولين (39) و ثلّةٌ من الأخرين (40) )) [ الواقعة 56\27-40 ]= ( 37 ) كلمة
(( و أصحب الشمال ما أصحب الشمال (41) في سمومٍ و حميم (42) و ظلٍ من يحموم (43) لا باردٍ و لا كريم (44) إنهم كانوا قبل ذلك مترفين (45) و كانوا يصّرون على الحِنثِ العظيم (46) و كانوا يقولون أءِذا متنا و كنّا تراباً و عظماً أءِنّا لمبعوثون (47) أو ءاباؤنا الأولون (48) )) [ الواقعة 56\41-48 ]= ( 37 ) كلمة
و سننطلق الآن باتجاه رسم الكلمة القرآنية لنرى بأم أعيننا أن هذا الرسم توقيفي و بأمر من الله تعالى و أنّه ليس للبشر أي اجتهادٍ في ذلك ..
لو نظرنا الى كلمة ( غمام ) في القرآن الكريم لرأيناها ترد (4) مرّات ، و هي في النصوص التالية :
(( و ظلّلنا عليكم الغمام و أنزلنا عليكم المنّ و السلوى )) [ البقرة 2\57]
(( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام )) [ البقرة 2\210]
(( و ظللنا عليهم الغمم و أنزلنا عليهم المنّ و السلوى )) [ الأعراف 7\160]
(( و يوم تشقق السماء بالغمم و نزّل الملئكة تنزيلاً )) [ الفرقان 25\25 ]
إننا نرى أن كلمة الغمام ترسم بألف ما بين حرفي الميم إذا كانت الصورة المنقولة عبر النص القرآني تصّور المسألة من منظار المخاطب و من منظار الرائي للمسألة .. و أن هذه الكلمة ترسم دون هذه الألف بين حرفي الميم إذا كانت الصورة المنقولة عبر النص القرآني تصّور المسألة من منظار الغائب و من منظار عدم رؤية هذه المسألة ..
و لو نظرنا الى كلمة ضعفاء في القرآن الكريم لرأيناها ترد (4) مرّات منها مرتان ترد فيها كما هو الحال في كتابتنا الإملائية ، و مرتان ترد فيها هذه الكلمة باستبدال الألف و الهمزة بواو و ألف ..
و لو نظرنا الى هذه الكلمة المرسومة بشكل موافق لقواعدنا الإملائية لرأيناها تصّور لنا هذه المسألة من منظار الدنيا و تصف لنا ضعفاء الدنيا ..
(( أيودّ أحدكم أن تكون له جنةٌ من نخيلٍ و أعنابٍ تجري من تحتها الأنهر له فيها من كل الثمرت و أصابه الكبر و له ذريةٌ ضعفاء ُ فأصابها إعصارٌ فيه نارٌ فاحترقت )) [ البقرة 2\266 ]
((ليس على الضعفاء و لا على المرضى و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرجٌ إذا نصحوا لله و رسوله ما على المحسنين من سبيلٍ و الله غفورٌ رحيمٌ )) [ التوبة 9\91 ]
و لو نظرنا الى هذه الكلمة حينما تستبدل فيها الألف و الهمزة بواو و ألف لرأيناها تصف لنا مسألة الضعفاء من منظار الآخرة ..
(( و برزوا لله جميعاً فقال الضعفؤا للذين استكبروا إنّا كنّا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنّا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهدينكم سواءٌ علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص )) [ ابراهيم 14\21]
(( و إذ يتحاجّون في النار فيقول الضعفؤا للذين استكبروا إنّا كنّا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنّا نصيباً من النار )) [ غافر 40\47]
و هكذا نرى أن رسم الكلمة القرآنية ليس خبط عشواء ، و ليس حسب قواعد وضعية من وضع البشر ، و إنما يتعلق بحكمة الهية مرادة ، و في عرضنا للأبعاد الإعجازية القادمة التي تتعلق بالحروف ستظهر هذه الحقيقة أمام أعيننا بشكل واضح و جلي ..
و سنبحر الآن باتجاه بعض الأوجه الإعجازية المتعلقة بالحروف المرسومة في القرآن الكريم..
إن العبارات القرآنية التي تصوّر المسائل المتناظرة ترد في القرآن الكريم عبر واحدات تصوير ( حروف ) متناظرة أيضاً ، أي أن مجموعي حروف الركنين المتناظرين في العبارة القرآنية متساوٍ تماماً ..
و لو أخذنا الآية التالية في سورة البقرة ..
(( ذلك الكتب لا ريب فيه هدىً للمتقين )) [ البقرة 2\2 ]
إن الصورة القرآنية (( ذلك الكتب )) تشير الى القرآن الكريم ، و الصورة القرآنية (( لا ريب فيه )) تبين سلامة هذا الكتاب من الريب .. فنحن اذاً أمام مسألة مكونة من ركنين متناظرين تماما ، ركنها الأول القرآن الكريم و ركنها الثاني السلامة من الريب .. و هذان الركنان يقتضي أحدهما الآخر فالقرآن الكريم سليم من الريب ، و لا يوجد كتاب سليم من الريب إلاّ القرآن الكريم .. و هذا التناظر التام نراه منعكساً في مجموع الحروف المصورة لكل ركن من هذين الركنين فكل ركن مكون من ( 8 ) حروف مرسومة..
ذلك الكتب = 8 حروف مرسومة
لا ريب فيه = 8 حروف مرسومة
و لو نظرنا الى الآية الكريمة كاملةً كمسألة كاملة لرأيناها مكونة من ركنين متناظرين تماماً ، ركنها الأول العبارة (( ذلك الكتب لا ريب )) و ركنها الثاني العبارة (( فيه هدىً للمتقين )) فالقرآن الكريم الذي لا يأتيه الريب ، هو هدىً للمتقين ، و من جهة أخرى فإن الهدى الذي يبحث عنه المتقون موجود في القرآن الكريم .. هذا التناظر نراه منعكساً في مجموع الحروف المصوّرة لكل ركن من هذين الركنين ..
(( ذلك الكتب لا ريب )) = ( 13 ) حرفاً
(( فيه هدىً للمتقين )) = ( 13 ) حرفاً
و لننظر الى الآية الكريمة التالية..
(( إنّني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني و أ قم الصلوة لذكري )) [ طه 20\14 ]
إن ما تحمله الصورة القرآنية (( إنني أنا الله )) يقتضي ما تحمله الصورة القرآنية (( لا إله إلاّ أنا )) و العكس صحيح ، فما تحمله الصورة القرآنية الثانية يقتضي ما تحمله الصورة القرآنية الاولى .. و هذا التناظر نراه منعكساً في مجموع الحروف المصوّرة لكل ركن من ركني هذه المسألة ..
(( إنني أنا الله )) = ( 11 ) حرفاً
((لا إله إلاّ أنا )) = ( 11 ) حرفاً
و لو أخذنا هذه المسألة بركنيها لرأيناها ركناً جديداً في مسألة أخرى تشمل الآية كاملةً..
(( إنّني أنا الله لا إله إلاّ أنا )) = ( 22 ) حرفاً
(( فاعبد ني و أ قم الصلوة لذكري )) = ( 22 ) حرفاً
فالله تعالى الذي لا إله إلاّ هو ( و هذا ما يصوره الركن الأول ) ، يستحق من الكائنات المكلفة أن تعبده و أن تقيم الصلاة لذكره جلّ و علا ..
و من جهةٍ أخرى ، فإن العبادة و إقامة الصلاة لا يستحقها إلا الله الذي لا إله إلاّ هو ..
و لننظر الى الصورة القرآنية التالية المكونة من ركنين متناظرين تماماً ..
(( و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظّنونا )) [ الأحزاب 33\10 ]
(( هنالك ابتلى المؤمنونَ و زُلزلوا زلزالاً شديداً )) [ الأحزاب 33\11 ]
و كل ركن من هذين الركنين عبارة عن مسألة مكونة من ركنين متناظرين تماماً ..
(( و بلغت القلوب الحناجر )) = ( 18 ) حرفاً
(( و تظنون بالله الظّنونا )) = ( 18 ) حرفاً
(( هنالك ابتلى المؤمنونَ )) = ( 18 ) حرف
(( و زُلزلوا زلزالاً شديداً )) = ( 18 ) حرفاً
و الأمثلة كثيرة فقد عرضنا في النظرية الاولى ( المعجزة ) مئات الأمثلة في شرح هذا البعد الإعجازي..
و لو نظرنا الى مجموع حروف النص القرآني المصّور لمسألة ما ، لرأينا أنّه يتعلق بماهية المسألة التي يصّورها هذا النص .. و نقف أمام مثالٍ واضحٍ وضوح الشمس للبرهنة على هذا البعد الإعجازي في القرآن الكريم ..
نحن نعلم أن سورة نوح عليه السلام هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم من بين مجموعة السور المسماة بأسماء الرسل عليهم السلام التي تتحدث من أول كلمة فيها حتى آخر كلمة عن الرسول الذي سميت بإسمه .. و نعلم أيضاً أن مدة اللبث الوحيدة التي ذكرت في القرآن الكريم هي مدة لبث نوح عليه السلام في قومه ، و هذه المدة كما نعلم هي ( 950 ) عاماً .. لذلك نرى أن سورة نوح عليه السلام مكونة من ( 950 ) حرفاً مرسوماً ، كل حرف يشير الى سنة من هذه السنين..
وسننطلق الآن عبر بعد جديد من الأبعاد الإعجازية في القرآن الكريم ، وهو الوجه الإعجازي المتعلق بالعدد (19) ، وهذا البعد الإعجازي بينه القرآن الكريم في الصورة القرآنية التالية :( عليها تسعة عشر (30) وما جعلنا اصحب النار إلا ملئكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتب ويزداد الذين امنوا إيماناً ولا يرتاب الذين أوتوا الكتب والمؤمنون ...... ) المدثر : 74 / 30-31
لو قمنا بجمع أسماء الأنبياء والمرسلين عليهم السلام في القرآن الكريم لرأينا أن هذا المجموع هو العدد (513) ، ولو قمنا بجمع مشتقات كلمة أرسل في القرآن الكريم لرأينا أن المجموع هو - أيضاً - العدد (513) ..
والعدد (513) هو من مضاعفات العدد (19) : 513 = 19 × 27 ،
والوجه الإعجازي المتعلق بالعدد (19) بالنسبة لهذه المسألة ، يرتبط بمجموع ورود الأسماء القرآنية الواردة في بعض النصوص القرآنية ، عبر القرآن الكريم ، ولنأخذ الأمثلة التالية :
( ووصى بها إبرهم بنيه ويعقوب يبني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (132) أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبرهم وإسمعيل وإسحق إلها وحداً ونحن له مسلمون )
البقرة : 2 /132- ا33
إن الأسماء الواردة في هذا النص القرآني الذي يصور مسألة كاملة هي : إبراهيم ، يعقوب، إسماعيل ، إسحق ، وبجمع مرات ورود هذه الأسماء في القرآن الكريم ، نرى أن المجموع مرتبط بالعدد (19) : 69+16+12+17=114=19×6
ولننظر إلى الآيات الكريمة التالية التي تصور لنا روح الحجة التي آتاها الله تعالى إبراهيم على قومه ، ورفع الله تعالى درجات لمن يشاء من عباده ..
( ووهبنا له إسحق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمن وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين (84) وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصلحين (85) وإسمعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العلمين ) الأنعام : 6/84-86
إن مجموع ورود هذه الأسماء عبر القرآن الكريم يرتبط بالمعجزة العددية ( عليها تسعة عشر ) :
إسحق=17، يعقوب=16، نوح=43، داود=16، سليمان =17،أيوب =4، يوسف =27،موسى =136 ، هارون =20 ،زكريا =7، يحيى =5، إلياس =2، إسماعيل =12،اليسع =2، يونس =4،لوط =27، وهكذا يكون المجموع = 380 = 19×20
ولو أخذنا الأسماء القرآنية المرتبطة بكلمة آل في القرآن الكريم لوجدناها الأسماء التالية :
فرعون =74 ، موسى =136، هارون =20،إبراهيم =69، عمران =3،يعقوب =16، لوط =27،داود =16، وبجمع مرات ورود هذه الأسماء في القرآن الكريم نرى أن المجموع مرتبط بالوجه الإعجازي (عليها تسعة عشر ) ، المجموع = 361 =19×19
وهكذا نرى أن المعجزة العددية في القرآن الكريم هي نتيجة لكون القرآن الكريم متعلقاً بصفات الله تعالى ، ولكون صياغته مرتبطة مباشرة بالله تعالى ، وهذا ما يميزه عن باقي الكتب السماوية ،ونرى أيضاً كيف أنه يستحيل على البشر صياغة نص كالنص القرآني ...

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

rafat1910 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2011, 02:44 PM   #2
مشرف الحوار الاسلامي والسيرة


الصورة الرمزية الزرنخي
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 82

الزرنخي غير متواجد حاليا

افتراضي

      


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك فيك اخي الفاضل وبورك في مساعيك
ولكن في الموضوع نظر
الله يعطيك العافية

التوقيع:

مشرف القسم الاسلامي والسنة النبوية

من مواضيعي في الملتقى

* بعض ماجاء في فضل الصحابه المهاجرين والانصار في القران الكريم
* أسطوانة قصص الانبياء من انتاج شركة سوفت
* مقالات في السيرة النبوية الشريفة
* " ما هي صلاة الإشراق " ؟
* موقع للقران الكريم رائع اجعله ضمن متصفحك
* معاني كلمات القران الكريم من المصحف الاكتروني..... سورة هود
* مواقع لمعرفة صحة الأحاديث النبوية الشريفة

الزرنخي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2011, 03:35 PM   #3

الصورة الرمزية ابو عبد الرحمن
 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 190

ابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond repute

افتراضي

      


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزك الله خيرا اخي وبارك فيك على متقدمه لنا في هذا الملتقى وأسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه

ولكن كما ذكر اخي ابو محمد جزاه الله خيرا فالموضوع فيه نظر وهناك اقوال للعلماء معتبرة بهذا الخصوص .. ولبيان الفائدة والقول الحق في مسألة الاعجاز العددي ومانحا نحوه فأحيلك الى هذه الفتوى من موقع الأسلام سؤال وجواب عسى الله ان ينفعنا بها ......

يقول السائل : -

" قرأت مؤخرا عن بعض " معجزات " القرآن الكريم ، التي شملت العديد من الأشياء مثل المراحل الثلاثة للجنين ، ومدارات الكواكب ، .. الخ ، إلا أن إحداها تحدثت عن أن كلمة " يوم " وردت في القرآن 365 مرة ، وأن كلمة " قمر " تكررت 12 مرة ، وقد نسيت عدد المرات التي تكرر ذكر كلمة " أيام " في القرآن ، وقد قام أحد الأصدقاء بطباعة التقويم الإسلامي ( الهجري ) لكنه لم يكن يتكون من 365 يوماً ، فما معنى ذلك حول التقويم الإسلامي ؟ أيعني ذلك أنه غير دقيق ؟ أم أن الله علم أن أغلب العالم سيستخدمون التقويم الميلادي وأنه إشارة إلى صحة هذا التقويم الأخير ؟

وكان الجواب .:




الحمد لله
أولاً :
شُغف كثير من الناس بأنواع من الإعجازات في القرآن الكريم ، ومن هذه الأنواع " الإعجاز العددي " فنشروا في الصحف والمجلات وشبكات الإنترنت قوائم بألفاظ تكررت مرات تتناسب مع لفظها ، أو تساوى عددها مع ما يضادها ، كما زعموا في تكرار لفظة " يوم " ( 365 ) مرة ، ولفظ " شهر " ( 12 ) مرة ، وهكذا فعلوا في ألفاظ أخرى نحو " الملائكة والشياطين " و " الدنيا والآخرة " إلخ .
وقد ظنَّ كثيرٌ من الناس صحة هذه التكرارات وظنوا أن هذا من إعجاز القرآن ، ولم يفرقوا بين " اللطيفة " و " الإعجاز " ، فتأليف كتابٍ يحتوي على عدد معيَّن من ألفاظٍ معيَّنة أمرٌ يستطيعه كل أحدٍ ، فأين الإعجاز في هذا ؟ والإعجاز الذي في كتاب الله تعالى ليس هو مثل هذه اللطائف ، بل هو أمر أعمق وأجل من هذا بكثير ، وهو الذي أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سورٍ مثله أو بسورة واحدة ، وليس مثل هذه اللطائف التي يمكن لأي كاتب أن يفعلها – بل وأكثر منها – في كتاب يؤلفه ، فلينتبه لهذا .
وليُعلم أنه قد جرَّ هذا الفعل بعض أولئك إلى ما هو أكثر من مجرد الإحصائيات ، فراح بعضهم يحدد بتلك الأرقام " زوال دولة إسرائيل " وتعدى آخر إلى " تحديد يوم القيامة " ، ومن آخر ما افتروه على كتاب الله تعالى ما نشروه من أن القرآن فيه إشارة إلى " تفجيرات أبراج نيويورك " ! من خلال رقم آية التوبة وسورتها وجزئها ، وكل ذلك من العبث في كتاب الله تعالى ، والذي كان سببه الجهل بحقيقة إعجاز كتاب الله تعالى .
ثانياً :
بالتدقيق في إحصائيات أولئك الذين نشروا تلك الأرقام وُجد أنهم لم يصيبوا في عدِّهم لبعض الألفاظ ، ووجدت الانتقائية من بعضهم في عدِّ الكلمة بالطريقة التي يهواها ، وكل هذا من أجل أن يصلوا إلى أمرٍ أرادوه وظنوه في كتاب الله تعالى .
قال الشيخ الدكتور خالد السبت :
قدَّم الدكتور " أشرف عبد الرزاق قطنة " دراسة نقدية على الإعجاز العددي في القرآن الكريم ، وأخرجه في كتاب بعنوان : " رسم المصحف والإعجاز العددي ، دراسة نقدية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم " وخلص في خاتمة الكتاب الذي استعرض فيه ثلاثة كتب هي (1) كتاب " إعجاز الرقم 19 " لمؤلفه باسم جرار ، (2) كتاب " الإعجاز العددي في القرآن " لعبد الرزاق نوفل ، (3) كتاب " المعجزة " لمؤلفه عدنان الرفاعي ، وخلص المؤلف إلى نتيجة عبَّر عنها بقوله :
" وصلت بنتيجة دراستي إلى أن فكرة الإعجاز العددي " كما عرضتها هذه الكتب " غير صحيحة على الإطلاق ، وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر ، من أجل إثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ إلى النتائج المحددة سلفاً ، وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحياناً إلى الخروج على ما هو ثابت بإجماع الأمة ، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف ، وهذا ما لا يجوز أبداً ، وإلى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في أحد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى ، وأدت كذلك إلى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها .
( ص 197 ) دمشق ، منار للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1420هـ / 1999 .
وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي ، ومن ذلك قوله : إن لفظ اليوم ورد في القرآن ( 365 ) مرة بعدد أيام السنة ، وقد جمع لإثبات هذا لفظي " اليوم " ، " يوماً " وترك " يومكم " و " يومهم " و " يومئذ " ؛ لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه ! وكذلك الحال في لفظ " الاستعاذة " من الشيطان ذكر أنه تكرر ( 11 ) مرة ، يدخلون في الإحصاء كلمتي " أعوذ " و " فاستعذ " دون " عذت " و " يعوذون " و " أعيذها " و " معاذ الله " .
انظر : " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر " ( 2 / 699 ، 700 ) بيروت ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية 1414هـ .
وبهذا الكلام العلمي المتين يتبيَّن الجواب عن كلمة " يوم " وعددها في القرآن الكريم ، والذي جاء في السؤال .

ثالثاً :
وأما الحساب الذي يذكره الله تعالى في كتابه الكريم فهو الحساب الدقيق الذي لا يختلف على مدى السنوات ، وهو الحساب القمري .
وفي قوله تعالى : ( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ) الكهف/25 ذكر بعض العلماء أن عدد ( 300 ) هو للحساب الشمسي ، وأن عدد ( 309 ) هو للحساب القمري ! وقد ردَّ على هذا القول الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، وبيَّن في ردِّه أن الحساب عند الله تعالى هو الحساب القمري لا الشمسي .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" ( وَازْدَادُوا تِسْعاً ) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين ، فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين ، قد يقول قائل : " لماذا لم يقل مائة وتسع سنين ؟ "
فالجواب : هذا بمعنى هذا ، لكن القرآن العظيم أبلغ كتاب ، فمن أجل تناسب رؤوس الآيات قال : ( ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً ) ، وليس كما قال بعضهم بأن السنين الثلاثمائة بالشمسية ، وازدادوا تسعاً بالقمرية ؛ فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا ، مَن الذي يشهد على الله أنه أراد هذا المعنى ؟ حتى لو وافق أن ثلاث مائة سنين شمسية هي ثلاث مائة وتسع سنين بالقمرية فلا يمكن أن نشهد على الله بهذا ؛ لأن الحساب عند الله تعالى واحد .
وما هي العلامات التي يكون بها الحساب عند الله ؟
الجواب : هي الأهلَّة ، ولهذا نقول : إن القول بأن " ثلاث مائة سنين " شمسية ، ( وازدادوا تسعاً ) قمرية قول ضعيف .
أولاً : لأنه لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا .
ثانياً : أن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة ، قال تعالى : ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) يونس/5 ، وقال تعالى : ( يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) البقرة/189 " انتهى .
" تفسير سورة الكهف " .
والحساب بالقمر والأهلة هو المعروف عند الأنبياء وأقوامهم ، ولم يُعرف الحساب بالشمس إلا عند جهلة أتباع الديانات ، وللأسف وافقهم كثير من المسلمين اليوم .
قال الدكتور خالد السبت – في معرض رده على من استدل بآية ( لا يزال بنيانهم .. ) في سورة التوبة على تفجيرات أمريكا - :
" الخامس : أن مبنى هذه الارتباطات على الحساب الشمسي ، وهو حساب متوارث عن أُمم وثنية ، ولم يكن معتبراً لدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وإنما الحساب المعتبر في الشرع هو الحساب بالقمر والأهلة ، وهو الأدق والأضبط ، ومما يدل على أن المعروف في شرائع الأنبياء هو الحساب بالقمر والأهلة حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أُنْزِلَتْ صُحُفُ ‏‏إِبْرَاهِيمَ ‏عَلَيْهِ السَّلَام ‏‏فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ) أخرجه أحمد ( 4 / 107 ) ، والبيهقي في " السنن " ( 9 / 188 ) ، وسنده حسن ، وذكره الألباني في " الصحيحة " ( 1575 ) . وهذا لا يعرف إلا إذا كان الحساب بالقمر والأهلة ، ويدل عليه أيضا الحديث المخرج في الصحيحين ‏عَنْ ‏‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏‏قَالَ : ‏ قَدِمَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏الْمَدِينَةَ ‏فَرَأَى ‏‏الْيَهُودَ ‏‏تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ :‏ ‏مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ ‏‏بَنِي إِسْرَائِيلَ ‏‏مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ ‏‏مُوسَى ... الحديث , أخرجه البخاري ( 2004 ) ومسلم ( 1130 ) ، وقد صرَّح الحافظ رحمه الله أنهم كانوا لا يعتبرون الحساب بالشمس - انظر : " الفتح " ( 4 / 291 ) ، وانظر ( 7 / 323 ) - .
وقال ابن القيم رحمه الله - تعليقا على قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ) يونس/5 ، وقوله تعالى : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) يس/38 ، 39 :
" ولذلك كان الحساب القمري أشهر وأعرف عند الأمم وأبعد من الغلط ، وأصح للضبط من الحساب الشمسي ، ويشترك فيه الناس دون الحساب ، ولهذا قال تعالى : ( وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ) يونس/5 ولم يقل ذلك في الشمس ، ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب القمر وسيره حكمة من الله ورحمة وحفظا لدينه لاشتراك الناس في هذا الحساب ، وتعذر الغلط والخطأ فيه ، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب " انتهى من "مفتاح دار السعادة " ص 538 ، 539 .
وربما يُفهم من العبارة الأخيرة لابن القيم رحمه الله أن أهل الكتاب كانوا يعتمدون الحساب بالشمس ، وهذا قد صرح الحافظ ابن حجر رحمه الله بردِّه بعد أن نسبه لابن القيم - انظر : " الفتح " ( 7 / 323 ) – .
والواقع أنه لم يكن معتبراً في شرعهم وإنما وقع لهم بعد ذلك لدى جهلتهم " انتهى .
وفي فوائد قوله تعالى : ( يسئلونك عن الأهلة ... ) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ومنها : أن ميقات الأمم كلها الميقات الذي وضعه الله لهم - وهو الأهلة - فهو الميقات العالمي ؛ لقوله تعالى : ( مواقيت للناس ) ؛ وأما ما حدث أخيراً من التوقيت بالأشهر الإفرنجية : فلا أصل له من محسوس ، ولا معقول ، ولا مشروع ؛ ولهذا تجد بعض الشهور ثمانية وعشرين يوماً ، وبعضها ثلاثين يوماً ، وبعضها واحداً وثلاثين يوماً ، من غير أن يكون سبب معلوم أوجب هذا الفرق ؛ ثم إنه ليس لهذه الأشهر علامة حسيَّة يرجع الناس إليها في تحديد أوقاتهم ، بخلاف الأشهر الهلاليَّة فإن لها علامة حسيَّة يعرفها كل أحدٍ " انتهى .
" تفسير البقرة " ( 2 / 371 ) .
وقال القرطبي رحمه الله تعليقاً على قوله تعالى : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ) التوبة/36 :
" هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام في العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط وإن لم تزد على اثني عشر شهراً ؛ لأنها مختلفة الأعداد ، منها ما يزيد على ثلاثين ، ومنها ما ينقص ، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين وإن كان منها ما ينقص ، والذي ينقص ليس يتعين له شهر وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج " انتهى .
" تفسير القرطبي " ( 8 / 133 ) .
والله أعلم


الإسلام سؤال وجواب
التوقيع:



ما دعوة أنفع يا صاحبي *** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً *** أن تسأل الغفران للكاتب

من مواضيعي في الملتقى

* مشاهد من يوم القيامة يوم الحسرة والندامة
* التحذير من التكفير واقوال العلماء
* من اعلام السلف الإمام الأعمش رحمه الله
* أروع إستغفار قرأته
* أحاديث لاتصح مشتهرة على ألسنة الناس
* احكام وفتاوى متفرقة عامة في نفخ الروح " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء "
* ماهي انواع واقسام التوحيد مع تعريف كل منها " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء "

ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2011, 09:06 PM   #4

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

mohamed sa غير متواجد حاليا

افتراضي

      

بارك الله فيك وذادك علما
mohamed sa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2011, 11:45 PM   #5

 
الملف الشخصي:







 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 108

ابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهر

افتراضي

      

جزاك الله خير الجزاء
وايضا الشكر علي التعقيب من احبتي في الله ابو عبد الرحمن وابو محمد
التوقيع:
.

.
.

.



.
..َ لا نتَسوُنَا مًن صالًح الَدُعاءَ ..

من مواضيعي في الملتقى

* رفقا أهل السنــــــة بأهل السنــــــة
* علاج النسيان الي كل الاحبة
* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
* ماذا أقول وجرحكم أبكاني والنوم في زمن الغثاء جفاني
* نبع الماء .. وانشقاق القمر
* بر الوالدين اهداء من ابو نواف
* مايُستحب فعله يوم عرفة لغير الحاج

ابونواف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-2012, 12:42 PM   #6
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على خير المرسلين
سبحان اللهوالحمد لله و الله أكبر ولا إله إلا الله
ربي لا تذرني فرداَ وأنت خيرالوارثين
لا تنسونا من صالح دعائكم
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
معجزه, من, اللامحدوده., المعجزات, القران, عدديه, في, ضمن
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صفه العفه في القران المؤمنة بالله ملتقى القرآن الكريم وعلومه 8 05-20-2019 07:06 PM
معجزه زلزال يدمر كل المباني الاالمسجد محمود ابو صطيف قسم الإعجاز العلمي في القرآن والسنة 9 03-25-2019 04:50 PM
المعجزات العشرة moneep ملتقى الحوار الإسلامي العام 4 01-02-2019 07:21 AM
نظم سور القران الكريم! آمال ملتقى اللغة العربية 3 08-02-2012 11:23 AM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009