غزة يا قلبي!

بسم الله الرحمن الرحيم

غزة معذرة, لم يبقى فينا غير الفم يعتذر
والقلب لهيب بلظى ناره يكوى فينفطر
والأيدي مغلولة, غلت أيدينا فلا تنتصر
والأرجل لا تحملنا, فما بقيا لنا الا النظر
نعد قتلانا والجرحى للموت تنتظر
والفؤاد مات منذ أندلس والله أكبر
والخوف يسري في الاحياء منا والعجز والصرر
والأهرام صارت من رمل فذابت على مياه النهر
وصهيون خلف جدار على ثكالى يفخر
والحرمان يشهدان والدنيا والليل والفجر
وآشور وبابل والكرد والترك والبربر
والهند والسند ومالاي والغجر
يا ألف مليون كغثاء السيل أو زبد البحر
ألا من صلاح الدين ألا من عمر
ألا من هاشمي يعيد أمجاد خيبر
أيا بابل بعد السبي أعيدي نبوخذنصر
عذرا غزة لأ أجد الا الكلمات والطفل فيك يحتضر
عذرا غزة ونحن نرى الفوسفور ينهمر
والشعب العربي يبكيك ولا يرفع الخنصر
عذراً يا زمن, فالضعف فينا بحب الدنيا يفسَر
نقاوم, نمانع, نورد,نصدر
ونبكي موتانا بغزة كأن الموت فينا القدر
نلوم حكامنا و نصف المصيبة فينا ظهر
يا أمة لا تستغني عن شربة كوكا أو سكر
يا أمة تنتظر النصر يأتي به رب البشر
عذراً غزة قد ولدنا أشباه رجال, أنثى و ذكر
لا تسألينا الغوث, ربما أعداك منا ذل الصدر
لا تأخذي اعاناتنا, فتلك متاع من خسر
لا تقبلي دمائنا المهداة اليك كالبثر
انما هي فينا داء ذل و صرر
وانثري أنوار شهدائك كالدرر
واجمعي أيات الرحمان فيك واسكبيها كالسور
وارسليها صواريخ على الاعداء كالشرر
فينمو الخوف في قلوبهم و يطغى على كل الصور
فأنت كحل العيون, وأنت جلاء البصر
وأنت الشاهد علينا و ذكرى للمدكر
رعاك الله من جوهرة بين مزابل البشر