استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ إنجـــــازات أحبة القــــرآن ۩ > قسم غرفة أحبة القرآن الصوتية
قسم غرفة أحبة القرآن الصوتية يهتم بكل ما يتعلق بالغرفة الصوتية من محاضرات ودروس وجداول والــــخ
 

   
الملاحظات
 

موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-20-2013, 03:02 PM   #1

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

عائش غير متواجد حاليا

افتراضي رقائق ايمانية ~ تواضعي أخيتي

      



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان محمدا عبده ورسوله..

أسأل الله تبارك وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً ينفعنا
أختاه لو طلبت منكِ أن تعرفي بنفسك، ماذا ستقولين بمنتهى الصدق .. بمنتهى الصراحة .. بالله عليك من ترين نفسك ؟؟
ما بدنا نتكلم الكلام الروتيني ولا اجابات انشائية، ما بدنا نحكي أقوال وأعمالنا تكذب أقوالنا .. أريدك اليوم أن تعيشي معي معنى من أعظم معاني الإيمان وصفة من صفات الالتزام الحقيقي ..
أريدك اليوم ونحن نريد أن نتقرب لربنا سبحانه وتعالى بأعظم القرب .. نريد أن نكون من عتقاء الله عز وجل من النار .. نريد أن نعمل عمل فذ كبير نلقى به الرحمن .. نريد أن نعرف ما أعظم عبادة ممكن نفعلها .. ما أفضل طريقة ممكن نصل من خلالها لجوائز الرحمن، لأهل الإيمان ..
وأنا سأدلك من كلام أمنا عائشة رضي الله عنها .. تخيلي نفسك تسأليها كما تسألين معلمتك، وتقولي لها: يا أمي أريد أن أفعل شيئاً يكتب لي به الله العتق والجنة، أريد أن تقولي لي على عمل كبير أُبَلَّغ به أفضل العبادة ... ماذا تتوقعي يكون ردها؟ ..
هل ستقول لكِ أريدك أن تصلي مائة ركعة ؟؟ أريدكِ أن تسبحي ألف مرة ؟ أريدكِ أن تختمي ختمة في ِيوم ؟؟ أريدكِ صائمة قائمة .. هل ستقول أفضل شيء تفعليه أن تقطعي نفسك في طلب العلم ؟ أو في الدعوة ؟؟ ..
بالتأكيد هذه معاني جليلة وعبادات عظيمة لكن تتوقعي أنها ممكن أن تقول لكِ ؟؟

إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة، أفضل العبادة التواضع


أريدكِ أن تفهمي ما معنى هذا وكيف تجسديه في أخلاقك وتصرفاتك وسلوكياتك كيف تكوني .. هكذا كيف تتخلصي من أخطر عيوبك وتكون هذه هي أعظم قرباتك .. لا أعظم قرباتك أن تركزي يوم وبعد ذلك ترجعي ثانية لمألوفاتك، وترجعي ثانية للتوهان والشرود والانتكاس .. ليس هذا هو الطريق، لا نريد أن نخدع أنفسنا .. لا نريد أن نأخذ مسكنات في أيام الطاعاتِِ، ثم نرجع ثانية لحالنا ونعود ثانية لمشاكلنا ..
نريد أن تكون القربى أن نتخلص من أخطر العيوب، من أشد الأمراض، من أكبر القواطع بيننا وبين ربنا ..
لو استطعتِ أن تعاهدي ربنا من هذه اللحظة على أنك ستكوني من الفقيرة المسكينة المتواضعة لربك .. لو عاهدتِ ربنا معي وأنتِ تسمعيني الآن أن هذا يكون أعظم قربان تتقربي به للرحمن .. والله تبلغي بذلك أفضل مما يبلغ من يقوم الليل كله أو يصوم النهار كله أو لا يفتر عن الذكر والله لو أصبح هذا خلقك ولو أصبح هذا حالك ستتغيري
كان أحمد الرفاعي يقول: " أقرب الطريق الانكسار والذل والافتقار تعظم أمر الله وتشفق على خلق الله وتقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا هو المعنى الذي نريد الوصول له، أن أقرب طريق لربنا أن يسجد قلبك ليس فقط جوارحك .. أقرب طريق لربنا؛ أن يذكر قلبك ليس فقط لسانك .. أقرب طريق لربنا أن تبكي بحق وأنتِ تشعري بانكسار في القلب .. ليس مجرد أنكِ توعظي مرة وتتأثري قليلاً ثم تعودين لعمل نفس المشاكل التي تعمليها؛ لأننا لم نداوي المشكلة الأساس .. لم نداوي القلب الذي يملؤه بآفات وعيوب.
أقرب طريق إلى الرحمن أن تنكسري وتتواضعي وتذلي وتفتقري إلى الرحمن ..
وتعظمي أمره سبحانه وتعالى وتشفقي على خلق الله، وتقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول "اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين" .. شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى يقول: "المسكين هو المتواضع الخاشع لله" .. ليس المراد بالمسكنة عدم المال، أنه لا يملك المال .. لا، ليس هذا هو المسكين ..
المسكين: هو المتواضع الخاشع .. فقد يكون الرجل فقيراً من المال وهو جبار ... المسكنة: التواضع والخشوع واللين، وكل هذا ضد الكبر .. كما قال عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } مريم32
قلبك يستكين ينكسر .. يتواضع لجلال وكبرياء الله تبارك وتعالى .. تستشعري عظمته .. تستشعري هيبته .. تصبحي أخشى ما تكوني لله رب العالمين ..
فينطبق عليكِ قول الرحمن في صفات عباد الرحمن {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً } الفرقان63
تكوني ذليلة على أهل الإيمان .. هؤلاء هم من يحبهم الرحمن { فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ } المائدة54 ..
تنالي الرفعة والسمو عند الله .. تصبحي من أكرم خلق الله على الله، لو أصبحتِ هكذا وأصبحت فيكِ هذه الصفة {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ } القصص83 .. أخواتي ما بدنا الناس تشير إلينا . ما بدي تعرف الناس نحن أبناء من .. لا نريد أن نتعاظم بأعمالنا .. لا نريد أن نرى أننا نفعل ونسوي .. لا نريد أنفسنا أن تحبط أعمالنا لما نرى أنفسنا.
نرى أننا الحمد لله نصوم ونقوم ونذكر ونفعل كذا وكذا فنهلك وتحبط أعمالنا .. لا نريد علواً في الأرض لا نريد فسادا
هؤلاء هم الذين يبلغون عند الله عز وجل أعلى الدرجات .. هذا هو المعنى الذي أريد أن يحفر في وجدانك وتفهمي كيف تتقربي بأفضل عبادة ..


عبادة الانكسار والتواضع لله تبارك وتعالى ..
أريدك أن تشعري بأثر الأعمال في قلبك .. أنا أريدك أن تفهمي ماذا يحب منكِ الله .. أريدك أن تفهمي أن ربنا يحبك وأنتِ ذليلة له .. وأنتِ ذليلة على أهل الإيمان .. وأنتِ لا ترين نفسك ولا ترين عملك
سُئِلَ الفضيل عن التواضع فقال: " يخضع للحق _لما تعرفي أمر من أوامر ربنا سبحانه وتعالى وأنتِ ضعيفة ولا تستطيعي أن تفعليه، لا تتكبري .. لا تعترضي بأي اعتراض؛ لأنك لا تستطيعي أن تفعليه .. بل تخضعي للحق وتسألي ربنا أن يعينك على أن يبلغكِ هذا الأمر بالامتثال للحق _ وينقاد له ويقبله ممن قاله"
لو جاءتكِ أخت حكت معك حسيتي أنها تتكبر عليكِ قليلاً، : يا أختي انتبهي للمعنى الفلاني أو الفلاني ..
فتقولين: إنها تتعالى عليَّ، لماذا تتعالى هل عشانها تعلمت كلمتين أو قرأت كتابين أصبحت كزا.. أو ترين أنه ليس أي أحد تسمعي له، وليس أي أحد تنتصحي بنصيحته .. فلكِ شخصيتك وإرادتك ولكِ عقلك ولكِ تفكيرك ولكِ ولكِ ..
لماذا ترين نفسكِ بهذا الشكل؟! .. من تحسبين نفسك؟!
انظري لمعنى التواضع الجليل .. قالوا "المتواضع الذي لا يرى لنفسه قيمة"
انتبهتي .. يعني لو انا جيت سألتك من أنتي .. تقولي أمة الله الفقيرة المنكسرة لله .. فلانة الفلانية التائبة من ذنوبها المذنبة المقصرة ... وأنتِ من داخلك ترين أنكِ فلانة بنت فلان، وأنه ليس أي أحد يتكلم معكِ أو يعرف من تكوني ..
الإنسان الذي يعبد الرحمن هو الذي لا يرى لنفسه قيمة ..
فمن رأى لنفسه قيمة فليس له في التواضع نصيب، وليس له من العبادة حظ،،

هذا هو المعنى:: أن تخفضي الجناح .. أن تكوني هينة لينة في التعامل مع الناس .. أن لا تينى لنفسك مقاماً ولا حالاً، ولا ترين في الخلق أشراً من نفسك .. والله يا اختي لو تكون القربة الحقيقية العظيمة التي تتقربي بها الليلة وغداً وعلى سائر الأيام طيلة عمرك؛ أن تكوني حقاً ليس فقط كلام المرأة الأخت .. ترين نفسك دائماً أسوأ الخلق .. لا يرى في الخلق شراً منه، فلو فقهتِ هذا الأمر سيصبح لكِ تصرفات مختلفة وحالك سيكون حال آخر تماماً ..
أنا أريد أن أبين لك حال أهل التواضع و أعلمك بالقدوة كيف تنفذي .. ومع كل رسالة من هذه الرسائل، ومع كل مشهد من المشاهد التي سنتعايشها في رياض هؤلاء الصالحين .. أريدكِ أن تقولي انظري كيف يتصرف النبي صلى الله عليه سلم هو أفضل خلق الله وأنتِ لماذا لا تتصرفي هكذا ؟ أنتِ لماذا تأخذك العزة بالإثم ؟ إذا كان سيد الخلق يتصرف هكذا لم لا تكوني مثله ؟ لم لا تكون نفسك رخيصة عليكِ ؟ لم لا تزهدي في نفسك ؟
أريدك وأنتِ تنظري إلى أحوال الصالحين الكبار اللذين رضي الله عنهم ورضوا عنه من صحابة النبي محمد ، صلى الله عليه سلم تتعلمي أنكِ يجب أن تأخذي نفسك بالقوة وبالعزم .. أن تكوني هكذا، حتى لو قلتِ: لم أتربى على ذلك، لم أنشا على ذلك، صعب جداً أنت تقول أشياء في غاية الصعوبة أن أنفذها ..
والله والله لو صارت عندكِ النية الصالحة، وبحق استشعرتِ خطر الآفات التي تنخر داخلك وتضيع كل شيء تفعليه وترجعي للانتكاس بعد كل موسم طاعة ..
لو فهمتِ ستنفذي في الحال، وستعرفي كيف تأخذي نفسك بالعزيمة والقوة ..
! تتصوري النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق .. تصوريه وهو إذا مر على صبيان صبية صغار كان يسلم عليهم، ولربما يمر بنساء فيسلم عليهم .. انظروا جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له إني لي إليك حاجة، فقال:" يا أم فلان اجلسي في أي طرق المدينة شئتِ أجلس إليكِ "، إختاري المكان الذي تريدي أن تتكلمي فيه وأنا آتيكِ وأسمع منكِ صلى الله على النبي محمد والحديث في الصحيحين ، وفي مسند أبي يعلى ومعجم الطبراني الكبير ومستدرك الحاكم وصححه الشيخ الألباني عن سهل ابن حنيب قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين و يزورهم و يعود مرضاهم و يشهد جنائزهم" .. لأن هؤلاء الضعفاء ينصر بهم؛ لأن الله عند المنكسرة قلوبهم..
كان النبي يخصف النعل .. تصوري مثلاً لو أن حذاءك انقطع قطعة فسوف ترميه، وتقولي الناس ستسخر مني كيف أرتدي هذا الحذاء لم يعد يصلح سأرميه أو أعطيه لفقير .. النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم كان يأتي ويأخذ هذا الحذاء ويصلحه بنفسه، يخصف النعل ويرقع القميص .. لو حدث أن القميص قطع كان هو rيرقع القميص بنفسه .. كان يلبس أدنى اللباس، كان يلبس الصوف و يقول صلى الله عليه وسلم والحديث عند ابن عساكر وخرجه أبو الشيخ و صححه الشيخ الألباني كان يقول: "من رغب عن سنتي فليس مني"
كأن السنة أن يصبح لدى الواحد منا هذه المعاني، نعم إن الله جميل يحب الجمال .. لكن لا يجب أن تكوني دائماً هكذا، أن يأخذك دائماً شكلك ومظهرك وكلامك وأسلوبك ليس ذاك، المهم من أنتِ عند ربنا ما وزنك .. لا تهتمي بنظر الناس وإنما اهتمي بالذي يطلع على ما في قلبك ..
إن الله ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا ..
النبي صلى الله عليه سلم جاءه رجل فقال : يا محمد : أيا سيدنا وابن سيدنا ! وخيرنا وابن خيرنا ! فقال رسول الله r: " يا أيها الناس عليكم بتقواكم ، ولا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد بن عبد الله ، أنا عبد الله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله" رواه الإمام أحمد فى مسنده و قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة إسناده صحيح على شرط مسلم
فقال: يا محمد أيا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا .. تصوري أخت تأتيكِ تقول لكِ: ما شاء الله عليكِ، نعم العائلة ونعم الأسرة .. أنتِ فلانة ابنة فلان ألا تعرفين قر نفسك .. وتقول لكِ: ما شاء الله ختمتِ القرآن، وما شاء الله أصبحتِ عابدة، وما شاء الله عليكِ في طلب العلم وأنهيتِ الدراسة في المعهد الفلاني ويُشار إليكِ بالبنان وأنتِ وأنتِ.. وأنتِ تصوري أخت تقول لكِ هذا الكلام ماذا تقولين لها؟؟ جزاكِ الله خيراَ أنا لست كذلك أبداً، سترنا الله وإياكِ .. وأنتِ من داخلك تنتفخين عجباَ وفرحاً بنفسك !!
فلما جاء الرجل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم و قال له: يا محمد يا سيدنا وابن سيدنا قال رسول الله : يا أيها الناس عليكم بتقواكم ، ولا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد بن عبد الله ، أنا عبد الله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله ، أية منزلة ؟ أنا الفقير .. أنا المتواضع .. أنا المنكسر .. انظري كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال: أنا عبد .. هذه صفتي أنا عبد وليتني فقط أقوم بمقام العبد وهذا الحديث رواه الإمام أحمد فى مسنده وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة إسناده على شرط مسلم.
أرأيتِ النبي محمد صلى الله عليه سلم يعلمك كيف تكونين؟
مع أهل بيته .. "كان يكون في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة" كما تقول أمنا عائشة والحديث في البخارى، وكانت تقول أمنا عائشة والحديث في مسلم " إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه من آدم حشوه ليف "
بالله عليكِ، لو قلت لكِ مرة جاهدي نفسك ونامي مرة على الأرض ولو نمتِ على أرض ستنامين على سجاد وعلى كذا وكذا، لو قلت لك جاهدي نفسك حتى لا تأكل هذه المعاني قلبك وأنتِ لا تدري ... كان فراش رسول اللهصلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه آدما يعني: قطعة جلد محشوة ليف، هذا هو الفراش الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام عليه، ، النبي صلى الله عليه وسلم كان يُرِى في المسجد نائم وسط الناس .. عادي ، كان إذا أكل طعاماً يلعق أصابعه الثلاثة.. عادي ، كان لا يأكل على موائد كمان عادي ، لا يجلس على منضدة صلى الله عليه وسلم إنما علامَ؟ قال قتادة: فعلامَ كانوا يأكلون؟، قال: على السفر .. يضع مفرش على الأرض ويأكل عليه، هذا هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
يا فقيرة يا مسكينة يا متواضعة، إذا كان لك رسول الله أسوة حسنة ... إذا كنتِ بحق ترجي الله واليوم الآخر، فاقتدي بالنبي محمد صلى الله عليه سلم.
هل فهمتِ كيف تصلين لهذه الدرجات؟، تعالي نرى أحوال الصحابة ..
! انظري لسيدنا أبو بكر .. ماذا يقول " وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن" .. عندما يقول لكِ أحد عن حال من أحوال الصالحات وتنظري فتجدي خير عند أي أخت .. فما شاء الله تغبطيها على طاعتها للرحمن أنها اليوم بفضل الله ربنا موفقها في كذا وكذا فتقولي: يـــااااه، يا ريتني شعرة في جنب أخت من هؤلاء الأخوات، ليتني والله لو أكون ظفرها، ليتني أفعل شيء من الأشياء التي تفعلها .. هذا هو .. كان أبو بكر يحلب للضعفاء أغنامهم.
وقدِم عمر الشام على بعير .. فجعلوا يحدثون بينهم قال عمر: "تطمح أبصارهم إلى مراكب من لا خلاق له" ...عندما دخل الشام -مثلك أنتِ يا أختي أنا يجب أن ألبس ملابس معينة لكي يكون دعوة .. حتى لما يراني الناس وأنا أرتدي الملابس الفلانية وأتكلم بالطريقة الفلانية لا يفهموا أن الملتزمات لا شيء و أن الملتزمات كذا لا أنا لازم أُريهم أننا كذا وكذا .. انظروا إلى سيدنا عمر وهو يدخل إلى الشام وهو أمير المؤمنين، فلكي ينظر الناس أمير المؤمنين وعيونهم تتهافت على أمير المؤمنين فيكون في أبهى صورة وأحلى ما يكون ..
سيدنا عمر قال لهم: أنتم ماذا تريدون؟ تريدونني أن أرتدي ملابس الملوك؟ .. تريدونني أن يشار إليَّ بالبنان ؟ .. هذا صنيع من لا خلاق له، هذا صنيع من كانت الدنيا في قلبه، هذا صنيع من ليس له حظ من أجر الآخرة ..
يا ترى ممكن اليوم يكون تطبيق عملي عندك أنك لما تسمعي النبي محمد صلى الله عليه سلم في الحديث الذي رواه أبو داود وابن ماجه ورواه البخاري في التاريخ وصححه الشيخ الألباني "البذاذة من الإيمان" .. يعني: أن تتواضعي في ملابسك وبيتك .. هل من الممكن تطبقي هذا الكلام وتتصدقي أول ما تنتهي حلقتنا ؟
عندما يقول النبي محمد صلى الله عليه سلم والحديث رواه الترمذي والحاكم في المستدرك وحسنه الترمذي والألباني "من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه " أنتِ تقدري أن تشتري فساتين بالآلاف تقدري ترتدي ما لا يحلم الناس أن يرتدوه تقدري على ذلك، لكن تتركي هذا تواضعاً .. يا فقيرة يا مسكينة فتكوني قادرة على هذا ولكن تتركيه، يقول النبى r "من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها"
ربنا يدعوه وسط الخلائق تعالى، يا متواضع تعال أعلِّيك .. تعال أُزينك .. تعال أُحلِّيك .. تعالى أجعلك أعلى الناس في هذا اليوم العصيب .. يدعوه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق .. فيخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها .. البس ما تريد وعِش الآن نعمة العِز .. لكل من تواضع لله، فمن تواضع لله رفعه ..
انظري كيف كانت أحوالهم، كيف كانوا حريصين جداً على قلوبهم أكثر من ظاهرهم،،
انظروا إلى تواضعهم وخوفهم وحرصهم على أحوالهم وعلى أحوال قلوبهم إلى أين أوصلهم؟ وماذا بلغهم ؟
ما رأيك يكون عمل فذ وكبير، تذهبوا مع بعضكن وتنظموا زيارة في وقت لمسكن من مساكن الفقراء ..
تذهبوا لأي حي من الأحياء الفقيرة، وتتصدقوا عليهم وتدخلوا عليهم السرور، وتأكلوا معهم ولا تستنكفوا .. ويكون هذا مجاهدة لشر الكبر الذي بداخلنا .. ووقتها لا ترتدوا الملابس التي ترتدونها، من ترتدى قفاز لامع أو ملاحف شكلها كذا أو عبايات مزركشة ومن ترتدي النقاب السعودي بالشكل الفلاني ومن ترتدي كذا وكذا .. لا، لا تفعلوا أمور الأخوات التي يفعلونها هذه الأيام
كونوا بهذا المعنى، متواضعات .. اذهبوا وارتدوا ملابس عادية وتجلسوا وسط هؤلاء الفقراء، لا يعلموا من أنتِ ولا ما حالك أو ماذا تركبين من سيارات أو أين تسكنين أو أي شيء .. تكوني مثلك مثلهم، لكي تكون أعظم القربة بأفضل عبادة هذا هو ما نريد.
وقال حماد بن زيد : "ما رأيت محمد بن واسع إلا وكأنه يبكي وكان يجلس مع المساكين ومع البكائين" .. هذا هو حال المتواضعين حال من يريدون أن يتقربوا لرب العالمين بأعظم القربات ..
الوصفة العملية للافتقار والتواضع
تعالي أقول لكِ على الوصفة العملية، وأنا أعلم أنكِ منتظرة قُل لي ماذا أفعل بالضبط .. ما هي المظاهر وما هي الصفات المطلوبة بشكل عملي، لكي أكون فقيرة ومتواضعة وأتقرب لله بأعظم العبادة
سوف أقول لكِ ، اكتبي معي هذه المعاني لكي تنكسر قلوبنا ونتعلم التواضع لله ونتعلم أن نكون أذلة على المؤمنين ..
أولاً: تكرهي أن يمشي أحد خلفك
أو وأنتِ تمشي وسط الناس أن تكوني أنتِ دائماً في الأمام، أنتِ دائماً في الصفوف الأولى، تكرهي أن تكوني كذلك ..
قال عبد الله بن عمرو : ما رُؤىَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئاً - انتبهي لهذا الأمر، لأنها أيضاً من صفات التواضع:: لا تجلسي هكذا متكئة وواضعة يدك وجالسة براحتك، وواضعة رجل على رجل .. يعني وأنتِ تأكلين إنما اجلسي جلسة العابدات، جلسة المتواضعات، كُلي على الأرض لا يوجد مشكل
إذا قال أبو الدرداء :"لا يزال العبد يزداد من الله بعداً ما مُشِيَ خلفه"
إذًا، لا تحبي أن تكوني دائمًا أن تأخذي محور الكلام ودائماً تكوني في الصف الأول .. وتحبي أن تهجمي أولاً ودائماً الناس تنظر لكِ .. ودائماً الناس تمشي خلفك وفي كل شيء أيضاً ليس المقصود أن تمشي خلفك في الطريق فقط .. دائماً تريدي رأيك هو الذي يُنَفَّذ .. ودائماً عندما تتقدمي بمشورة يجب أن يُؤخَذ بها، ولو أحد لم يأخذ بمشورتك وظهر بعد ذلك أن ما فعلوه خطأ تكوني بداخلك تريدي أن تظهري أمام كل الناس، وتقولي: أرأيتم لو كنتم أخذتم بكلامي كنتم أفلحتم، هذا ليس من حال الفقيرات المتواضعات، فعِفِّي عن ذلك أولاً.
ثـانيـًا: اذهبي إلى الناس ولا تنتظري دائماً مجيئهم إليكِ
لا تتعالي بنفسك، تريدي الناس هي التي تأتي إليكِ لا أنتِ التي تذهبي إليهم .. دائماً تقولي بيتنا مفتوح، بيتنا يسع ألف ولا تريدي أن تذهبي لأحد .. وصعب جداً تذهبي للأخت فلانة التي تسكن مثلاً في مناطق عشوائية، فصعب جداً أنتِ ستذهبي إليها أين وستعيشي كيف وتدخلي كيف وتفعلي كذا .. لا لا تزوري غيرك ..
ثـــالثــاً: لا تستنكفي من جلوس غيرك إلى جوارك
أنا أرى ذلك أخوات مثلاً عندما يكون هناك درس، وفي الدرس من طبقات مختلفة .. فالطبقات العالية قليلاً؛ فتأتي الأخت مثلاً بجانبها فيكون لسان حالها لا أعرف لماذا يتصرف الناس هكذا .. لماذا تأتي لتجلس بجانبي هي لا تنتبه ولا تضع مزيل للعرق ولا تفعل كذا وكذا ، وبالطبع فخامتك وسعادتك وسماحتك لا يصح أن يحدث هذا .. أنا لا أقول أن الناس لا تتنظف ولا تتطهر ولا كذا ولا كذا، فقط أقول لا تكوني ناظرة للأمر بهذه الشدة ..
لا تستنكفي أن تجلسي بجوار أي أحد وأن يجلس بجوارك أي أحد .. حتى لو كانت واحدة لا تطيقيها فمن باب مجاهدة نفسك أنك عادي ولا مشكلة لو جلست بجوارك في مجلس من المجالس.
رابعاً: أن تجلسي إلى مساكين، فهذا يبلغك حال المتواضعين
كما تدارسنا أن تجلسي إلى مساكين فهذا يبلغك حال المتقين المتواضعين .. عن مسعر قال "مر الحسين بن علي رضي الله عنه على مساكين وقد بسطوا كساء وبين أيديهم كسر .. فقولي لي لو وجدتِ واحدة غلبانة وتأكل ساندوتش فول أو طعمية وتجلس على جانب الطريق ممكن تجلسي بجانبها، وتحضري ساندوتش وتأكلي معها؟ هل يمكن أن يحدث ذلك ؟ .. هذا هو سيدنا الحسين بن علي .. سيد شباب أهل الجنة .. مر على بعض المساكين وهم يأكلون الخبز ويجلسون جلسة متواضعة، فقالوا: هلم يا أبا عبد الله .. تعال كُل معنا، فحوَّل وركه وقرأ { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } النحل23 .. هل لاحظتي؟ فحتى تجلسي بجانبها وتأكلي معها ستكون صعبة عليكِ .. فهو جاهد نفسه فأعطاها الباعث من القرآن فقال { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } النحل23 ..
لماذا؟ .. حتى يحبني ربنا؛ لأن ربنا يحب المتواضعين الأذلة على المؤمنين .. سأجلس بجانبهم وآكل ولا مشكلة فقال { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } النحل23 فأكل معهم، ثم قال: أجبتكم فأجيبوني .. ألم آكل معكم، فتعالوا أنتم معي .. فقال للرباب .. وهذا كان اسم أمرأته .. اخرجي ما كنتِ تدخرين .. كما أكرمونا بأكلهم نكرمهم نحن أيضاً من طعامنا، هذا هو حال المتواضعين يا فقيرة يا مسكينة .
خامسا : أن تعرفي قدر نفسك، فلا تجعلي لنفسك قدراً مع الصالحين
فأنتِ لو تعلمتِ كلمتين، وسمعتِ شيخ يتكلم بعكس ما تعلمتِ .. تجدي نفسك تريدي أن تقفزي وتقولي أخطأ فلان وتريدين أن تعرفي غيرك أنك متعلمة، وإذا أخطأت أخت أمامك وتقولي لها يا أخت المسألة ليست كذلك، وتظهري لكل الجالسين أنك مميزة وأنتِ لا تقولي ذلك حتى تصدعي بالحق والله ولا لأجل أن تأمري بالمعروف وتنهي عن المنكر بإخلاص والله .. والدليل: ما تجدينه في نفسك بعد ذلك .. تجدي في نفسك هذا الإحساس أم لا؟؟ ..
فلا تجعلي لنفسك قدر ولا مكانة مع الصالحين ومع الصالحات .. دائماً ترين نفسك أسوأ الخلق، ليس بالكلام .. لكن بعيوبك التي أنتِ منها على يقين .. قلنا أحفروها وسأرددها على مسامعكم؛ حتى تصبح يقين في قلوبكم ..
أنا من ذنوبي على يقين، ومن ذنوب الناس على شك
لذلك أنا أعرف أني أسوأ الخلق .. أنا أعرف هذا جيداً فماذا ستكون تطبيقاته؟؟
لا تتكبري على أحد .. لا تظني أنكِ مميزة بهذه المواهب .. لا تشعري أنكِ الأجمل أو الأعلم أو الأعبد أو الأكثر حرفية ومهارة في الكلام أو أنتِ الأكثر ذكاءً أو أنتِ الأكثر قدرة أو أنتِ أو انتِ
لا تري لنفسك قيمة .. تواضعي أمة الله؛ لتنالي أفضل العبادة ..
فلا تجعلي لنفسك شأناً مع أهل الصلاح .. هل تعرفي لماذا أقول ذلك؟؛ لأنك لو وفقتي لطاعات عظيمة لا تقولي رمضان صراحة الحمد لله هذه السنة خمس ختمات ... عشر ختمات .. عملت كذا سويت كذا .. الحمد لله نحن أحسن بكثير .. وتحسي أنكِ لو جاءكِ أحد تقولي لها: يا أخت ختمتي كم ختمة في رمضان؟، تقول لكِ: الحمد لله ختمت ختمتين، تقولي: هه هه ختمتين ختمتين اه جزاكِ الله خيراً ما شاء الله .. وتشعري أنكِ أفضل منها بكثير .. فترين لنفسك شأناً .. وهي ممكن بهاتين الختمتين يكون ربنا جعل في كل حرف مما قرأته سبعمائة ضعف وتكون هي معها ألف وأربعمائة ختمة وأنتِ لم تحصلي .. خمس ست ختمات وما يدريكِ؛ لأن ما في قلبها أعلى مما في قلبك .. أنتِ مشغولة بعملك ولا تريدين إصلاح ما بداخلك، ولو سمعتِ من هنا حتى الصباح دروس في معاصي القلوب وفي إصلاح القلوب .. تقولي: صعب أعطنا أشياء عملية لو قلت لنا أي شيء عملي .. نصلي كذا نعمل كذا نسوي كذا شغالين، إنما ستقول لي: تواضع وتقول لي تأكلي على الأرض ونامي على الأرض وتأكلي أي أكل وتشربي أي شرب وتتصدقي ببعض الفساتين لديكِ صعب .. ليس هذا هو الدين صراحة يا جماعة ، إن الله جميل يحب الجمال، إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده .. لكن عندما يقول لكِ أحد البذاذة من الايمان، تقولي ليس هذا المقصود .. المقصود يعني أن ألبس لبس عادي .. ولا، ليس قصد النبي هكذا بالتأكيد .. ولماذا لا يكون هذا قصده .. لماذا تفعلي ذلك هذا بسبب الكبر الذي بداخلك؟،
لأن بداخلك آفات لا تريدين أن تتخلصي منها .. لأنكِ اعتدتي على الخطأ .. لأن كل من حولك يقعون في الخطأ
وممكن تقول: يعني حضرتك كيف يعني نطبق هذا الكلام .. ثم أنا عمري ما سمعت هذا الكلام .. أنا لم أرى المشايخ يفعلون هذا الكلام .. أنا لم أرى الأخوات الكبار يفعلون هذا الكلام .. أنتِ تريدين أن تهربي، يقام عليكِ الحجة فتريدين الهروب .. تريدي أن تتنصلي، لماذا تشعري بنفسك هكذا ؟ من أنتِ ؟ هل عرفتِ من أنتِ أم مازال داخلك الإحساس بأنكِ شيء؟ ..
لا تجعلي لنفسك قيمة، قيمتك أنكِ مسلمة .. عزتكِ بإيمانك .. عزتكِ وفرحك بأن ربنا اصطفاكِ
هذا هو الفرق، أنا أريدك عزيزة النفس .. لكن عزيزة النفس كيف؟؟ .. عزيزة النفس بأمور الدنيا! ..
عزيزة النفس بأنك دائماً تشعري أن المؤمنة لا تقوم بسفاسف الأمو،ر لا يمكن تكون على هذه الأخلاق أو تتصرف بهذه السلوكيات
هذا معنى إيمانك .. لا، لأنكِ فلانة تعملي وتسوي ..
من أنت؟ أنتِ أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنتِ بين هذا وذاك تحملي العذرة ..
هذا هو أنتِ، فتواضعي بألا تعرفي قدر نفسك
سادساً: تواضعي في التعامل مع أقرانك
ما معنى أقرانك؟ .. أنتِ عمرك عشرين سنة .. أنتِ عمرك خمسة وعشرين سنة .. عمرك ثلاثين سنة .. فدائماً أصحاب السن الواحد ينظروا لبعض، وتجد فلانة تزوجت على أنها ليست أجمل منكِ لكنها حظوظ .. حسد خفي .. ونشتغل وفلانة في كلية كذا وأنتِ كلية كذا .. أنتِ طبعاً درستي في مدارس لغات وهي درست في مدارس عادية .. أنتِ دخلتي كلية من كليات القمة وهي دخلت كذا .. أنتِ تتكلمين الإنجليزية كما تتكلمين العربية بالظبط .. يمكن لا تحسني التكلم بالعربية أصلاً، ولا تكتبي عربي وتكتبي الإنجليزية كاسمك .. وما شاء الله أحسن من الأمريكان نفسهم وأحسن من الإنجليز وتعرفي تنطقي بعدد من اللغات ..فدائماً أنتِ ترين أنكِ لكِ، فلما البنت الأخرى التي في نفس عمرك .. فهي أقل منك في أشياء كثيرة، فدائماً تريدي أن تشعري أنكِ أفضل منها وهذه طبيعة البشر .. لذلك العلماء قالوا: كلام الأقران (الناس المتماثلين) يطوي ولا يروي .. إنما دائماً لو أنكِ تعرفين ما معنى تواضع، فترين دائماً نفسك بنفس العين أن لا قيمة لكِ فلا تتكبري ..
فلا تتكبري على من هو في مثل عمرك، ولا تنظري إلى نعم الله التي ينعم بها على غيرك .. إياكِ أن تقولي {أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا} الأنعام53
من التواضع، ألا يًعظُم في عينك عملك
إن عملتِ خيراً أو تقربتِ إلى الله بطاعة، فإن العمل لا يقبله الله إلا إذا كانت في أركانه من الإخلاص والمتابعة للنبي محمد r؛ أنتِ مخلصة؟ اسألي نفسك؛ لكي لا تأتي يوم وتقولي عملت {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } المائدة27، أنتِ تقية؟ كان بعض السلف يقول "لو أعلم أن الله قبل مني تسبيحة لتمنيت أن أموت الآن" .. لأن الله يتقبل المتقين .. إذاً لا تنظري إلى عملك، فهذا ليس حال الفقيرة إلى ربها.
تحملي أذى الناس
وعليكِ بالزيادة من السجود .. خاصة لأن السجود يمثل الذل والانكسار إلى الله تبارك وتعالى .. اسجدي انكساراً وتواضعاً في صلاة النوافل .. محتاجين أن نسجد كثيراً، محتاجين سجدة تكون طويلة أنــاجي فيها ربي ويكون دعاؤنا جميعاً: أن الله يسلل سخائم صدرونا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو .. يـــا رب استل من صدورنا وقلوبنا هذه الآفات .. محتاجين أثناء الدعاء أن تكوني واضعة أمامك أن لا يحق لكِ أن ترفعي يدكِ، لكن لأن ربنا يحب أن ترفعي يدك وتسألي ربنا .. تكون عينك في الأرض ورأسك مطأطأة ذلاً وانكساراً إلى الله، وتقولي لربك:
يــا سيدي يــا مولاي أجبر كسري لك .. أجبر كسري بين يديك، وذلي وافتقاري لك .. يــا رب لا تحرمني منك، ولا تحرمني لذة قربك .. يــا رب اجعل قلبي يسجد بين يديك .. يــا رب علمني التواضع .. علمني الذل .. علمني الانكسار .. يــا رب اجعلني هكذا، من أعبد خلقك لك ومن أكثرهم تواضعاً لك .. يــا رب اجعلني خافضة الجناح للمؤمنين والمؤمنات .. يــا رب اجعلني ممن تحبهم ويحبونك، فيكونون أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ..
يــا رب أنا المسكينة إليك .. أنا الفقيرة يـــا رب بين يديك وأنت الغني .. يــا رب أنت الغني عني .. يــا رب يـــا رب يــا كريم يــا جواد يــا عزيز يــا رب أقل عثرتي يــا رب .. يــا رب هوِّن عليَّ أمري .. يـــا رب تجاوز عن زلاتي وخطيئاتي .. يـــا رب يـــا رب بلغني مما يرضيك آمالي، وأملي أنت يا رب .. أملي أن تحبني يا رب .. أملي أن ترضى عني يا رب .. يا رب بصرني بعيبي يا رب .. اجعلني مهمومة بعيوبي لا بعيوب الناس يــا رب ..
ذلي هكذا .. إفتقري هكذا ..

{.. أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ ..} فاطر15
تعبدي ربك بهذا العمل، دعاء بانكسار وافتقار .. أريدكِ أن تبذلي أكثر ما عندك .. ابذلي قصارى جهدك .. امسكي عليكِ لسانك .. احفظي جوارحك؛ لكي تنجو من عذاب الله بحفظك للسانك حتى لو تخرجي من المنزل لله ..
قولى لله: اقبلني على ما فيَّ من عيوب وآفات ..
أنا أعرف يارب عيوبي .. وأعرف أني أعمل كثير من العيوب .. لكن والله مالي غيرك يا سيدي .. اقبلني على عيوبي يا رب .. اقبلني على حالي يا رب ..
كوني منكسرة إلى الله وذليلة له، حققي أعظم عبودية لله .. ممكن يكون انكسار قلبك هذا أعظم من كل القربى التي تصنيعها من طاعات .. كسرة قلبك هذه أهم من كل شيء، هي التي توصلك سريعاً إلى ربك وتبادري الطريق إلى ربك .. أريدك أن تعملي هذا وتكوني خائفة من عدم القبول .. إذاً دائماً يكون ذنبك يكسرك .. دائماً عيبك أمامك ..
أريدك أن تنفذي الوصية العظيمة وهي مسك الختام ..
هذة نصيحة لكم يا أخوات، وبالله اجعلوها من قلبكم .. لا أريدها تَصنُّع .. ألحوا على أنفسكم به إلى أن إن شاء الله تشعروا به من داخلك .. قوليها أكيد هذه الأخت أفضل مني .. أكيد هذه الأخت أيضاً أفضل مني .. ربنا يبارك ويحفظهم .. ربنا يأخذ بيدي إلى البر والتقوى ومن العمل ما يرضى ..
لو أصبحتِ بهذه الصفات عمرك ما ستفخري على أي أحد بأي شيء مما كان فيكِ من الصالح والخير .. لو أصبحتِ هكذا ستحققي وصية أمنا عائشة رضي الله عنها قالت:
إنكم تدعون أفضل العبادة:التواضع لله تبارك وتعالى
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك،،

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:


ما دعوة أنفع يا صاحبي *** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً *** أن تسأل الغفران للكاتب

من مواضيعي في الملتقى

* موقع الأوفى للقرآن
* رقائق ايمانية ~ تواضعي أخيتي
* قال تعالى "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"

عائش غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة عائش ; 04-20-2013 الساعة 03:08 PM.

قديم 04-21-2013, 03:12 PM   #2
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما شاء الله موضوع رائع جدا جعله في ميزان حسناتك اختي الغالية
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً  
قديم 04-23-2013, 01:13 AM   #3

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 147

المحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond repute

افتراضي

      

جزاكم الله خيرا اختي الفاضلة

نسأل الله العلي العظيم ان يبارك فيك و بعلمك , و ان يجزيك عنا كل خير
التوقيع:














من مواضيعي في الملتقى

* غير مسجل دعــوة من القـلب
* دعوة خاصة ,, اختي ام همام
* صور مدهشة لعاصفة رملية اجتاجت المحيط الهندي
* درس رائــــــــع في الحياة ...
* كيف تحفظ لسانك
* انشودة عن فضل الصدقة ,,, سمير البشيري
* تلاوة مؤثرة ورائعة من سورة مريم لشاب ألماني

المحبة في الله غير متواجد حالياً  
قديم 04-23-2013, 05:25 PM   #4
مشرفه ملتقى فيض القلم


الصورة الرمزية المؤمنة بالله
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 104

المؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of light

افتراضي

      

بارك الله فيك اختنا الفاضله ومعلمتنا الغالية على المحاضره القيمة اسأل الله ان تكون في ميزان حسناتك
نسأل الله ان يجعلنا من المتواضعين
التوقيع:




من مواضيعي في الملتقى

* من اقوال الحكماء!
* ما فائدة قراءة القرآن إذا كنت أنساه ؟!
* تفسير الاحلام. ليس تنجيماً او دجلاً ..
* أنواع الأنفس
* لا يَحطِمَنَّكُم
* صفه العفه في القران
* أختبر معلوماتك في القرآن

المؤمنة بالله غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق
   
الكلمات الدلالية (Tags)
أخيتي, ايمانية, تواضعي, رقائق
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لمسات ايمانية من سورة الكهف ابو عبد الرحمن ملتقى القرآن الكريم وعلومه 8 05-15-2019 06:26 PM
رقائق إيمانية محاضرات اختنا الفاضلة الداعية عائشة متجدد المؤمنة بالله قسم غرفة أحبة القرآن الصوتية 6 04-23-2013 05:16 PM
رقائق إيمانية اشتاق الى الله المؤمنة بالله قسم غرفة أحبة القرآن الصوتية 4 04-23-2013 03:55 PM
أخي ... أخيتي ... الا تعلم ان سهام الليل لاتخطئ ابو عبد الرحمن ملتقى الحوار الإسلامي العام 6 02-28-2012 09:20 PM
مخترع رقائق الهاتف المحمول يحذر " ترك أجهزة الموبايل مفتوحة يسبب تلف في الدماغ خالددش قسم الطب العام 8 01-27-2011 07:22 PM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009