استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ البـــــرامج والتقنيــــات ۩ > ملتقى الكتب الإسلامية
ملتقى الكتب الإسلامية كل ما يتعلق بالكتب والمقالات والمنشورات الإسلامية،وغير ذالك
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-21-2011, 03:11 PM   #1

 
الملف الشخصي:







 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 108

ابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهر

درس العقيدة الوسطية

      




العقيدة الوسطية



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:فهذه مذكرة للمهم من مقرر السنة الثانية الثانوية في المعاهد العلمية في التوحيد على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيميه، نسأل الله أن ينفع بها كما نفع بأصلها إنه جواد كريم.

شيخ الإسلام ابن تيميه :

هو العالم العلامة شيخ الإسلام تقي الدين احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيميه ، ولد في حرّان في العاشر من ربيع الأول سنة 661هـ ، ثم تحولت عائلته إلى دمشق فكانت موطن إقامته ، وقد كان رحمه الله عالما كبيراً ، وعلماً منيراً ومجاهداً شهيراً ، جاهد في الله بعقله وفكره ، وعلمه وجسمه ، وكان قوي الحجة لا يصمد أحد لمحاجته ، ولا تأخذه في الله لومه لائم إذا بأن له الحق أن يقول به ؛ ومن ثم حصلت له محن ٌ من ذوي السلطان والجاه ،فحبس مرارا وتوفي محبوساً في قلعة دمشق في 20من شوال 728هـ.

العقيدة الواسطية :

كتاب مختصر جامع لعقيدة أهل السنة والجماعة من أسماء الله وصفاته ، وأمر الإيمان بالله واليوم الآخر وما يتصل بذلك من طريقة أهل السنة العلمية ، وسبب تأليفها أن بعض قضاة واسط شكوا إلى شيخ الإسلام ابن تيميه ما كان عليه الناس من بدع وضلال ،وطلب منه أن يكتب عقيدة مختصرة تبين طريقة أهل السنة والجماعة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، وغير ذلك مما سيذكر في تلك العقيدة ، ولذلك سميت العقيدة الواسطية .

أهل السنة والجماعة :

هم من كان على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتقاداً وقولاً وعملاً ، وسمو بذلك لتمسكهم ولاجتماعهم عليها .

اعتقاد أهل السنة والجماعة :

هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .

· · فالإيمان بالله يتضمن الإيمان بوجوده وبربوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته ،

· · والإيمان بالملائكة يتضمن الإيمان بوجودهم ، والإيمان باسم من علم اسمه كجبريل ، والإيمان بصفة من علم وصفه كجبريل أيضا . والإيمان بأعمالهم ووظائفهم مثل عمل جبريل ينزل بالوحي ، ومالك خازن النار .

· · الإيمان بالكتب يتضمن تصديق كونها من عند الله وتصديق ما أخبرت به ، والإيمان بأسماء ما علم منها كالتوراة ، وما لم يعلم فيؤمن به إجمالا ، والتزام أحكامها إذا لم تنسخ .

· · والإيمان بالرسل يتضمن الإيمان بأنهم صادقون في رسالتهم ، وبأسماء من علمت أسماؤه منهم ، وما لم يعلم فيؤمن به إجمالا ، وتصديق ما اخبروا به والتزام أحكام شرائعهم غير المنسوخة ، والشرائع السابقة كلها منسوخة بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

· · والإيمان باليوم الآخر يتضمن الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت .

· · والإيمان بالقدر يتضمن الإيمان بأن كل شيء واقع بقضاء الله وقدره .

طريقة أهل السنة في أسماء الله وصفاته :

طريقتهم إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل .

التحريف :

التحريف لغة : التغيير ، واصطلاحا : تغيير لفظ النص أو معناه .

مثال تغيير اللفظ:تغيير قوله تعالى : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيما)(النساء: الاية164) . من رفع الجلالة إلى نصبها فيكون التكليم من موسى لا من الله .

ومثال تغيير المعنى : تغيير معنى استواء الله على عرشه من العلو والاستقرار إلى الاستيلاء والملك ؛ لينتفي عنه معنى الاستواء الحقيقي .

التعطيل :

التعطيل لغة ً : الترك والتخلية ، واصطلاحا : إنكار ما يجب لله من الأسماء والصفات ، إما كليا كتعطيل الجهمية ، وأما جزئيا كتعطيل الأشعرية الذين لم يثبتوا من صفات الله إلا سبع صفات ، مجموعة في قوله :

حي عليم قدير والكلام له

إرادة وكذاك السمع والبصر

التكييف والتمثيل والفرق بينهما :

التكييف إثبات كيفية الصفة كأن يقول : استواء الله على عرشه كيفيته كذا وكذا ، والتمثيل إثبات مماثل للشيء كأن يقول : يد الله مثل يد الإنسان .

والفرق بينهما أن التمثيل ذكر الصفة مقيدة بمماثل ، والتكييف ذكرها غير مقيدة به .

حكم هذه الأربعة المتقدمة :

كلها حرام ومنها ما هو كفر أو شرك،ومن ثم كان أهل السنة والجماعة متبرئين من جميعها .

الواجب في نصوص الأسماء والصفات :

الواجب إجراؤها على ظاهرها وإثبات حقيقتها لله على الوجه اللائق به ؛ وذلك لوجهين :

1. إن صرفها عن ظاهرها مخالف لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

2. أن صرفها إلى المجاز قول على الله بلا علم وهو حرام .

أسماء الله وصفاته توقيفية ، وهي من المحكم من وجه ومن المتشابه من وجه .

أسماء الله وصفاته توقيفية ، والتوقيفي ما توقف إثباته أو نفيه على الكتاب والسنة ، بحيث لا يجوز إثباته ولا نفيه إلا بدليل منهما،فليس للعقل في ذلك مجال لأنه شيء وراء ذلك.

وأسماء الله وصفاته من المحكم في معناها ؛ فإن معناها معلوم ، ومن المتشابه في حقيقتها ؛ لان حقائقها لا يعلمها إلا الله . والمحكم ما كان واضحاً وعكسه المتشابه .

أسماء الله تعالى غير محصورة : أسماء الله غير محصورة بعدد معين ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الدعاء المأثور ( أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحد من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) ([1]) . وما استأثر الله بعلمه فلا سبيل إلى حصره والإحاطة به . والجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم : ( ،، لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) ([2]) . إن معنى هذا الحديث : أن من أسماء الله تسعة وتسعين اختصت بأن من أحصاها دخل الجنة ، فلا ينافي أن يكون له أسماء أخرى غيرها ، ونظير ذلك أن تقول : عندي خمسون درعا أعددتها للجهاد ، فلا ينافي ،، يكون عندك دروع أخرى. ومعنى إحصاء أسماء الله أن يعرف لفظها ومعناها ، ويتعبد لله بمقتضاها.

كيف يتم الإيمان بأسماء الله ؟ :

إذا كان الاسم متعديا فتمام الإيمان به إثبات الاسم وإثبات الصفة التي تضمنها ، وإثبات الأثر الذي يترتب عليه ، مثل : ( الرحيم ) فتثبت الاسم وهو الرحيم ، والصفة وهي الرحمة ، والأثر وهو انه سبحانه يرحم بهذه الرحمة .

وان كان الاسم لازماً فتمام الإيمان به إثباته وإثبات الصفة التي تضمنها ، مثل : ( الحي) تثبت الاسم وهو الحي والصفة وهي الحياة . وعلى هذا فكل اسم متضمن لصفة ولا عكس .

صفات الله تعالى باعتبار الثبوت وعدمه :

تنقسم إلى قسمين : ثبوتيه وهي التي أثبتها الله لنفسه ، كالحياة والعلم ، وسلبية وهي التي نفاها الله عن نفسه ، كالإعياء والظلم .

والصفة السلبية يجب الإيمان بما دلت عليه من نفي وإثبات كمال ضده ، فقوله تعالى:( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أحدا)(الكهف: الاية49). يجب الإيمان بانتفاء الظلم عن الله وثبوت ضده وهو العدل الذي لا ظلم فيه .

صفات الله باعتبار الدوام والحدوث :

تنقسم إلى قسمين : صفات دائمة لم يزل ولا يزال متصفاً بها ، كالعلم والقدرة ، وتسمى صفات ذاتية ، وصفات تتعلق بالمشيئة إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها ، كنزوله إلى السماء الدنيا ، وتسمى صفات فعلية .

وربما تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين ، كالكلام ، فانه بالنظر إلى أصله صفة ذاتية، لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ، وباعتبار آحاده وأفراده التي يتكلم بها شيئًا فشيئًا صفة فعلية لأنه يتعلق بمشيئته .

الإلحاد :

الإلحاد لغة ً: الميل ، واصطلاحاً الميل عما يجب اعتقاده أو عمله ، ويكون في أسماء الله لقوله تعالى : ( وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائه )(الأعراف: الاية180)

ويكون في آيات الله لقوله تعالى : (إن الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا )(فصلت: الاية40) .

وأنواع الإلحاد في أسماء الله أربعة :

1- أن ينكر شيئا منها أو من ما تضمنته من الصفات كما فعل الجهمية .

2- أن يسمى الله بما لم يسم به نفسه ،كما سماه النصارى أبا .

3- أن يعتقد دلالتها على مماثلة الله لخلقه كما فعل المشبهة .

4- أن يشتق منها أسماء للأصنام كاشتقاق المشركين العُزى من العزيز .

وأما الإلحاد في آيات الله نوعان :

1- الإلحاد في الآيات الكونية التي هي المخلوقات ، وهو إنكار انفراد الله بها ، بأن يعتقد إن أحدا انفرد بها أو ببعضها دونه ، وأن معه مشاركاً في الخلق أو معيناً .

2- الإلحاد في الآيات الشرعية التي هي الوحي النازل على الأنبياء ، وهو تحريفها أو تكذيبها أو مخالفتها .

طريقة القرآن والسنة في صفات الله من حيث الإجمال والتفصيل :

طريقة القرآن والسنة هي الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات غالباً لأن الإجمال في النفي أكمل واعم من التنزيه من التفصيل ، والتفصيل في الإثبات أبلغ وأكثر في المدح من الإجمال ؛ ولذلك تجد الصفات الثبوتية كثيرة في الكتاب والسنة كالسميع البصير ، والعليم القدير ، والغفور الرحيم .... الخ .

أما الصفات السلبية فهي قليلة مثل : نفي الظلم ، والتعب والغفلة ، والولادة ، والمماثل والند والمكافئ .

سورة الإخلاص :

هي:(قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أحد) (الاخلاص1-4) . وسميت به ؛ لأن الله أخلصها لنفسه ، فلم يذكر فيها إلا ما يتعلق بأسمائه وصفاته ، ولأنها تخلص قارئها من الشرك والتعطيل .

وسبب نزولها أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك من أي شيء هو . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن ([3]) . وذلك لأن القرآن يتضمن الإخبار عن الله ، والإخبار عن مخلوقاته ، والإحكام وهي الأوامر والنواهي ، وسورة الإخلاص تضمنت النوع الأول وهو الإخبار عن الله ، وفيها من أسماء الله : (الله) (الأحد) (الصمد). فـ (الله) هو المألوه المعبود حبا وتعظيما و (الأحد )هو المنفرد عن كل شريك ومماثل و(الصمد ) الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته . وفيها من صفات الله ما تضمنته الأسماء السابقة :

1. الألوهية 2. الأحادية

3.الصمدية 4. نفي الولد منه ، لأنه غني عن الولد ولا مثيل له .

5. نفي أن يكون مولودا ، لأنه خالق كل شيء وهو الأول الذي ليس قبله شيء .

6. نفي المكافئ له وهو المماثل له في الصفات ؛ لأن الله ليس كمثله شيء لكمال صفاته .

آية الكرسي :

آية الكرسي هي قوله تعالى : (اللَّهُ لا الَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تأخذه سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأرض مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بإذنه يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أيديهم وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاواتِ وَالأرض وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255) .

وسميت آية الكرسي لذكر الكرسي فيها ، وهي أعظم آية في كتاب الله ، من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح،وتضمنت من أسماء الله: (الله) وتقدم معناه (الحي ) ( القيوم ) ( العلي ) ( العظيم ) .

فالحي : ذو الحياة الكاملة المتضمنة لأكمل الصفات التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال .

والقيوم : هو القائم بنفسه القائم على غيره ، فهو غني عن كل شيء وكل شيء محتاج إليه .

والعلي : هو العالي بذاته فوق كل شيء ، العالي بصفاته كمالا فلا يلحقه عيب ولا نقص .

والعظيم : ذو العظمة وهي الجلال والكبرياء .

وتضمنت من صفات الله خمس صفات تضمنتها الأسماء السابقة :

6. انفراد الله بالألوهية .

7. نفي النوم والسنة وهي النعاس عنه لكمال حياته وقيوميته .

8. انفراده بالملك الشامل لكل شيء : ( لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض ) .

9. كمال عظمته وسلطانه حيث لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه .

10. كمال علمه وشموله لكل شيء:(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ ايْدِيهِمْ).وهو الحاضر والمستقبل (وَمَا خَلْفَهُم) وهو الماضي .

11. المشيئة .

12. كمال قدرته بعظم مخلوقاته (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاواتِ وَالأرض) .

13. كمال علمه وقدرته وحفظه ورحمته من قوله :(وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا) أي لا يثقله ولا يعجزه .

الكرسي :

الكرسي موضع قدمي الرحمن سبحانه وتعالى ، وهو من أعظم المخلوقات كما جاء في الحديث : ( ما السماوات السبع والأرضون السبع بالنسبة إلى الكرسي إلا كحلقةٍ ألقيت في فلاة من الأرض ، وان فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة) ([4]). وهذا يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى.والكرسي غير العرش ؛ لأن الكرسي موضع القدمين ([5]) . والعرش هو الذي استوي عليه الله ؛ ولأن النصوص دلت على المغايرة بينهما .

معنى قوله تعالى : (هُوَ الأولُ وَالآخر وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد:3) .

هذه الأسماء الأربعة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بان (الأول) الذي ليس قبله شيء و(الآخر) الذي ليس بعده شيء و(الظاهر) الذي ليس فوقه شيء و(الباطن) الذي ليس دونه شيء ([6]).وقوله : (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) أي محيط علمه بكل شيء جملة ً وتفصيلا .

علم الله :

العلم إدراك الشيء على حقيقته ، وعلم الله تعالى كامل محيط بكل شيء جملة ً وتفصيلا . فمن أدلة العلم الجملي قوله تعالى : (وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ( النساء :176) . ومن أدلة العلم التفصيلي قوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرض وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام:59) . ومن أدلة علم الله بأحوال خلقه قوله تعالى : ( وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)(البقرة: الاية283) . (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرض إلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6) .

مفاتح الغيب :

مفاتح الغيب خزائنه أو مفاتيحه ، وهي المذكورة في قوله : (إن اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرحام وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَدا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بأي ارْضٍ تَمُوتُ أن اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لقمان:34) . والخبير هو العليم ببواطن الأمور .

القدرة :

القدرة هي التمكن من الفعل بلا عجز، وقدرة الله شاملة كل شيء، ودليلها قوله تعالى:( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(البقرة: الاية284) .

القوة:

القوة هي التمكن من الفعل بلا ضعف ، ودليلها قوله تعالى : (إن اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:58) . والمتين الشديد القوة ، والفرق بينها وبين القدرة إنها أخص من القدرة من وجه وأعم من وجه ، فهي بالنسبة للقادر ذي الشعور أخص؛ لأنها قدرة وزيادة . وهي بالنسبة لعموم مكانها أعم ، لأنها يوصف بها ذو الشعور وغيره ، فيقال للحديد مثلا : قوي ولا يقال له قادر .

الحكمة ومعنى الحكيم :

الحكمة : هي وضع الأشياء في مواضعها على وجه متقن ، ودليل اتصاف الله بها قوله : ( وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)(التحريم: الاية2).

وللحكيم معنيان : أحدهما : أن يكون بمعنى ذي الحكمة ، فلا يأمر بشيء ولا يخلق شيئا إلا لحكمة ، ولا ينهى عن شيء إلا لحكمة .

والثاني : أن يكون بمعنى الحاكم الذي يحكم بما أراد ولا معقب لحكمه .

أنواع حكمة الله :

حكمة الله نوعان : شرعية وكونية .

فالشرعية محلها الشرع وهو ما جاءت به الرسل من الوحي؛ فكله في غاية الإتقان والمصلحة.

والكونية محلها الكون أي مخلوقات الله ، فكل ما خلقه الله فهو في غاية الإتقان والمصلحة .

أنواع حُكم الله :

حكم الله نوعان : كوني وشرعي .

فالكوني ما يقضي به الله تقديراً وخلقاً ، ودليله قوله تعالى عن أحد إخوة يوسف: (فَلَنْ ابْرَحَ الأرض حَتَّى يَأذَنَ لِي أبي أو يَحْكُمَ اللَّهُ لِي )(يوسف: الاية80) .

والشرعي ما يقضي به الله شرعاً ، ودليله قوله تعالى : ( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ)(الممتحنة: الاية10) .

الرزق:

الرزق إعطاء المرزوق ما ينفعه ، ودليله قوله تعالى : (إن اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ) (الذاريات:58) . (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرض إلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا )(هود: الاية6) .

وهو نوعان عام وخاص .فالعام ما يقوم به البدن من طعام وغيره ، وهو شامل لكل مخلوق والخاص ما يصلح به القلب من الإيمان والعلم والعمل الصالح .

مشيئة الله :

مشيئة الله هي إرادته الكونية ، وهي عامة لكل شيء من أفعاله وأفعال عباده ، والدليل قوله تعالى في أفعال الله : (وَلَوْ شِئْنَا لَاتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا)(السجدة: الاية13) . والدليل في أفعال العباد قوله تعالى : ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوه)(الأنعام: الاية137) .

إرادة الله وأقسامها :

إرادة الله صفة من صفاته ، وتنقسم إلى قسمين :

كونية : وهي التي بمعنى المشيئة .

وشرعية: وهي التي بمعنى المحبة .فدليل الكونية قوله تعالى : (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسلام )(الأنعام: الاية125) . ودليل الشرعية قوله تعالى : (وَاللَّهُ يُرِيدُ أن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) (النساء:27) .

الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية :

الفرق بينهما أن الكونية لا بد فيها من وقوع المراد ، وقد يكون المراد فيها محبوبا إلى الله ، وقد يكون غير محبوب ، وأما الشرعية فلا يلزم فيها وقوع المراد ، ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا لله .

محبة الله .

محبة الله صفة من صفاته الفعلية ، ودليلها قوله تعالى : (فَسَوْفَ يأتي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)(المائدة: الاية54). وقوله تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج:14) . والود خالص المحبة ، ولا يجوز تفسير المحبة بالثواب ؛ لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف ، وليس عليه دليل .

المغفرة والرحمة :

الدليل على ثبوت صفة المغفرة والرحمة لله قوله تعالى:( وَكَان اللَّهُ غَفُورا رَحِيما)(النساء: الاية96) . والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه .

والرحمة صفة تقتضي الإحسان والإنعام ، وتنقسم إلى قسمين : عامة وخاصة .

فالعامة هي الشاملة لكل أحد ودليلها قوله تعالى : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)(الأعراف: الاية156). ( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْما )(غافر: الاية7).

والخاصة هي التي تختص بالمؤمنين ، ودليلها قوله تعالى : ( وَكَان بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيما)(الأحزاب: الاية43) . ولا يصح تفسير الرحمة بالإحسان ؛ لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف ، ولا دليل عليه .

الرضا والغضب والكراهة والمقت والأسف :

الرضا صفة من صفات الله مقتضاها محبة المرضي عنه والإحسان إليه ، ودليلها قوله تعالى : ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )(المائدة: الاية119) .

والغضب صفة من صفات الله مقتضاها كراهة المغضوب عليه والانتقام منه ، وقريب منها صفة السخط ، ودليل اتصاف الله بهما قوله تعالى : ( وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ)(النساء: الاية93). (ذَلِكَ بِأنهُمُ اتَّبَعُوا مَا اسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانهُ )(محمد: الاية28) . والكراهة صفة من صفات الله الفعلية مقتضاها إبعاد المكروه ومعاداته ، والدليل عليها قوله تعالى :( ً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ) (التوبة:46) . والمقت أشد البغض والبغض قريب من معنى الكراهية ودليل المقت قوله تعالى :(كَبُرَ مَقْتا عِنْدَ اللَّهِ أن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:
.

.
.

.



.
..َ لا نتَسوُنَا مًن صالًح الَدُعاءَ ..

من مواضيعي في الملتقى

* رفقا أهل السنــــــة بأهل السنــــــة
* علاج النسيان الي كل الاحبة
* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
* ماذا أقول وجرحكم أبكاني والنوم في زمن الغثاء جفاني
* نبع الماء .. وانشقاق القمر
* بر الوالدين اهداء من ابو نواف
* مايُستحب فعله يوم عرفة لغير الحاج

ابونواف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-22-2011, 08:08 AM   #2
مشرف ملتقى الصحة والحياة


الصورة الرمزية جندالاسلام
 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 61

جندالاسلام will become famous soon enoughجندالاسلام will become famous soon enough

افتراضي

      

أنار الله حياتك بالقرآن وذادك عافيه وإطمئنان . ووهبك ..شفاعة .. حبيب الرحمن . وألبسك حلل الرضي ....... والغفران . وأضاء ..قلبك .. بالتقوي والإيمان . وأيدك بنصر منه علي الإنس والجان .{آمين يا رب العالمين }
التوقيع:

من مواضيعي في الملتقى

* برنامج شرح مخارج الحروف
* خمسة أنواع من الياءات أواخر الألفاظ القرآنية
* كيفية الإعتناء بجمال المرأة المسلمة وزينتها
* Encyclopedia of Diagnostic Imaging
* الموسوعة الفقهية الكبرى
* برنامج مكتبة السنة
* برنامج بهجة الأرواح

جندالاسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-22-2011, 11:58 AM   #3

 
الملف الشخصي:







 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 108

ابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهرابونواف لديه مستقبل باهر

افتراضي

      

رائع وجميل
جدا
جداجدا
جداجداجدا
جداجداجداجدا
جداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجداجداجداجداجد
مشكوررررررر علي المرورررررر
ابو وسام
التوقيع:
.

.
.

.



.
..َ لا نتَسوُنَا مًن صالًح الَدُعاءَ ..

من مواضيعي في الملتقى

* رفقا أهل السنــــــة بأهل السنــــــة
* علاج النسيان الي كل الاحبة
* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
* ماذا أقول وجرحكم أبكاني والنوم في زمن الغثاء جفاني
* نبع الماء .. وانشقاق القمر
* بر الوالدين اهداء من ابو نواف
* مايُستحب فعله يوم عرفة لغير الحاج

ابونواف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
العقيدة الوسطية
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العقيدة اليهودية أبو ريم ورحمة ملتقى التاريخ الإسلامي 3 04-12-2019 02:46 PM
الدرس 21 - شرح متن العقيدة الواسطية almojahed ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية 3 01-20-2019 05:50 PM
الدرس 20 - شرح متن العقيدة الواسطية almojahed ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية 3 01-16-2019 12:43 PM
الوسطية في القرآن الكريم للصلابي كتاب الكتروني رائع عادل محمد ملتقى الكتب الإسلامية 4 11-20-2017 05:12 PM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009