المناسبات | |
|
|
05-23-2012, 04:07 PM | #1 |
|
معنى قوله " إذا أمن الإمام فأمنوا "ومتى يكون التأمين
" إذا قرأ الإمام : ( غير المغضوب عليهم و لا الضالين ) فأمن الإمام فأمنوا
، فإن الملائكة تؤمن على دعائه ، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 78 :أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1408 ) : حدثنا عمرو الناقد أخبرنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت(اي الشيخ الألباني) :و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، و عمرو هو ابن محمد بن بكير الناقد أبوعثمان البغدادي ، ثقة حافظ ، احتج به الشيخان و غيرهما . و قد أخرجاه و غيرهما، و هو مخرج في " الإرواء " ( 344 ) بلفظ : " إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق .. " إلخ . و إنما أخرجته بلفظ الترجمة لما فيه من الزيادة ، و هي قوله بعد *( و لا الضالين )* : " فأمن الإمام فأمنوا " ،فإنها صريحة بأمرين اثنين : الأول : أن الإمام يؤمن بعد ختمه الفاتحة ، و الآخر : أن المأموم يؤمن بعد فراغ الإمام من التأمين . و قد قيل في تفسير رواية الشيخين أقوال كثيرة ذكرها الحافظ في " الفتح " ( 2 / 218 - 219 ) ، منها أن معنى قوله : إذا أمن ، بلغ موضع التأمين ، كما يقال : أنجد إذا بلغ نجدا ، و إن لم يبلغها . قال ابن العربي : "هذا بعيد لغة و شرعا " . و قال ابن دقيق العيد : " و هذا مجاز ، فإن وجد دليل يرجحه عمل به ، و إلا فالأصل عدمه " . قال الحافظ : " استدلوا له برواية أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ : إذا قال الإمام : ( و لا الضالين ) فقولوا : ( آمين) ، قالوا : فالجمع بين الروايتين يقتضي حمل قوله : إذا أمن على المجاز " . وأقول : يمكن الجمع بطريقة أخرى ، و هي أن يؤخذ بالزائد من الروايتين فيضم إلى الأخرى ، و هو قوله في رواية سعيد : " إذا أمن الإمام فأمنوا " ، فتضم الزيادة إلى رواية أبي صالح فيصير الحديث هكذا : " إذا قال الإمام : ( و لا الضالين ) آمين ، فقولوا آمين " . و هذا الجمع أولى من الجمع المذكور ، و ذلك لوجوه . الأول : أنه مطابق لرواية أبي يعلى هذه ، الصريحة بذلك . الثاني : أنه موافق للقواعد الحديثية من وجوب الأخذ بالزيادة من الثقة . الثالث : أنه يغنينا عن مخالفة الأصل الذي أشار إليه ابن دقيق العيد . الرابع : أنه على وزن قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده ، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " . أخرجه الشيخان و غيرهما من حديث أبي هريرة أيضا . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " (794 ) . فكما أن هذا نص في أن المقتدي يقول التحميد بعد تسميع الإمام ، فمثله إذا أمن فأمنوا ، فهو نص على أن تأمين المقتدي بعد تأمين الإمام . الخامس : أنه هو الموافق لنظام الاقتداء بالإمام المستفاد من مثل قوله صلى الله عليه وسلم :" إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر كبروا [ و لا تكبروا حتى يكبر ] و إذا ركع فاركعوا و إذا قال سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ... " الحديث . أخرجه الشيخان و غيرهما من حديث عائشة و أبي هريرة و غيرهما ، و هو مخرج في المصدرالسابق ( 614 و 618 ) ، و الزيادة لأبي داود . فكما دل الحديث أن من مقتضى الائتمام بالإمام عدم مقارنته بالتكبير ، و ما ذكر معه ، فمن ذلك عدم مقارنته بالتأمين . و إخراج التأمين من هذا النظام يحتاج إلى دليل صريح ، و هو مفقود ،إذ غاية ما عند المخالفين إنما هو حديث أبي صالح المتقدم ، و ليس صريحا في ذلك ، بل الصحيح أنه محمول على رواية سعيد هذه لاسيما على لفظ أبي يعلى المذكور أعلاه . السادس :أن مقارنة الإمام بالتأمين تحتاج إلى دقة و عناية خاصة من المؤتمين ، و إلا وقعوا في مخالفة صريحة و هي مسابقته بالتأمين ، و هذا مما ابتلي به جماهير المصلين ، فقد راقبتهم في جميع البلاد التي طفتها ، فوجدتهم يبادرون إلى التأمين ، و لما ينته الإمام من قوله : *( و لا الضالين )* ، لاسيما إذا كان يمدها ست حركات ، و يسكت بقدر ما يتراد إليه نفسه ، ثم يقول :آمين فيقع تأمينه بعد تأمينهم ! و لا يخفى أن باب سد الذريعة يقتضي ترجيح عدم مشروعية المقارنة خشية المسابقة ، و هذا ما دلت عليه الوجوه المتقدمة . و هو الصواب إن شاء الله تعالى ، و إن كان القائلون به قلة ، فلا يضرنا ذلك ، فإن الحق لا يعرف بالرجال ، فاعرف الحق تعرف الرجال . ذلك ما اقتضاه التمسك بالأصل بعد النظر و الاعتبار ، و هو ما كنت أعمل به و أذكر به مدة من الزمن . ثم رأيت ما أخرجه البيهقي ( 2 / 59 ) عن أبي رافع أن أبا هريرة كان يؤذن لمروان بن الحكم ، فاشترط أن لا يسبقه بـ *( الضالين )* حتى يعلم أنه دخل الصف ، و كان إذا قال مروان : *( و لا الضالين )* قال أبو هريرة : " آمين " ، يمد بها صوته ،و قال : إذا وافق تأمين أهل الأرض أهل السماء غفر لهم . و سنده صحيح . قلت :فهذا صريح في أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يؤمن بعد قول الإمام : *( و لا الضالين )* . و لما كان من المقرر أن راوي الحديث أعلم بمرويه من غيره ، فقد اعتبرت عمل أبي هريرة هذا تفسيرا لحديث الترجمة ، و مبينا أن معنى " إذا أمن الإمام فأمنوا .. " ، أي : إذا بلغ موضع التأمين كما تقدم عن الحافظ ، و هو و إن كان استبعده ابن العربي ، فلابد من الاعتماد عليه لهذا الأثر . و عليه فإني أكرر تنبيه جماهير المصلين بأن ينتبهوا لهذه السنة ، و لا يقعوا من أجلها في مسابقة الإمام بالتأمين ، بل عليهم أن يتريثوا حتى إذا سمعوا نطقه بألف ( آمين) قالوها معه . و الله تعالى نسأل أن يوفقنا لاتباع الحق حيثما كان إنه سميع مجيب . و في هذا الأثر فائدة أخرى و هي جهر المؤتمين بـ ( آمين ) ، و ذلك مما ملت إليه في الكتاب الآخر لمطابقته لأثر آخر صحيح عن ابن الزبير ، و حديث لأبي هريرة مرفوع تكلمت على إسناده هناك ( 956 ) فراجعه . السلسلة الصحيحة المجلدات الكاملة 1-9 (6/ 33) اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
05-23-2012, 10:51 PM | #2 | |
|
بارك الله فيك اخي على طرح هذا الموضوع القيم والهام فان البلوى عمت به المصلين في بلاد المسلمين قاطبة الا من رحم ربي
جزاك الله خيرا |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
05-24-2012, 10:41 PM | #3 |
|
وفيك بارك الله وجزاك الله خيرا على المرور والتعليق
|
10-24-2018, 04:16 PM | #4 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإمام القاضي عياض " ابا الفضل " رحمه الله | ابو عبد الرحمن | قسم التراجم والأعلام | 6 | 05-11-2019 06:17 AM |
هل تعلمون معنى "اللهم صل على محمد" | الاميرة | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 6 | 01-31-2019 05:11 PM |
تفسير قوله تعالى"يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم" | مصطفىَ | قسم تفسير القرآن الكريم | 5 | 12-02-2016 02:07 PM |
تدبر قوله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم" | خديجة | ملتقى اللغة العربية | 6 | 08-23-2016 05:25 PM |
ما معنى "حسبي الله ونعم الوكيل"؟ وهل هي دعوة ندعو بها على من ظلمنا؟ | أبو ريم ورحمة | ملتقى اللغة العربية | 5 | 01-26-2013 08:40 PM |
|