استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية
ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية فتاوى وأحكام و تشريعات وفقاً لمنهج أهل السنة والجماعة
 

   
الملاحظات
 

 
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-17-2025, 10:45 AM   #1

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

السليماني غير متواجد حاليا

افتراضي أسباب الحسد وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج الشرعي ...

      

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


أسباب الحسد وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج الشرعي



معنى الحسد والعين:

تعريف العين لغة: حاسة البصر والرؤية؛ [لسان العرب (عين)].



تعريف العين شرعًا:


قال ابن الأثير في النهاية: "يُقال: أصابت فلانًا عينٌ: إذا نظر إليه عدوٌّ أو حسود، فأثرت فيه فمرِض بسببها، يُقال: عانه بعينه عينًا فهو عائن، إذا أصابه بالعين، والمصاب مَعِين؛ [النهاية (3/332)].



الحسد لغة:


أصل الحسد: القشر، والشجر إذا قُشِرَ عنها لحاؤها يَبِسَت؛ [لسان العرب (حسد) و(غبط)].



الحسد شرعًا:


أن يرى الرجل لأخيه نعمةً، فيتمنى أن تزول عنه، وتكون له دونه؛ [النهاية (1/383)].



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الحسد هو البغض والكراهة لِما يراه من حُسْنِ حال المحسود"؛ [مجموع الفتاوى (10/111].



وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الحسد أن يكره الإنسان ما أنعم الله به على غيره، هذا هو الحسد، ومثاله: أن تكره أن الله أنعم على هذا الرجل بمال أو بالبنين، أو بالزوجة أو بالعلم، أو بالعبادة، أو بغير ذلك من النِّعَمِ، سواء تمنيت أن تزول أم لم تتمنَّ".



أنواع الحسد:


ينقسم إلى نوعين: الحسد المذموم، والحسد المحمود.

(1) الحسد المذموم وينقسم إلى نوعين:

(أ‌) الحسد على شيء محقَّق: وهو تمني زوال النعمة عن الغير، وتكون له دونه، وهذا شرُّ أنواع الحسد؛ وذلك مثل حسد الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم على النبوة.



(ب‌) الحسد على شيء مقدَّر: وهذا النوع من الحسد يتمنى صاحبه عدم استصحاب النعمة للمحسود، لا في الحاضر، ولا في المستقبل، فهو يكره أن يحدِثَ الله لعبده نعمةً.



(2) الحسد المحمود:

حسد الغِبْطَةِ: وهو تمني أن يكون له مثل حال المحسود من غير أن تزول النعمة عنه، فهذا لا بأس به، ولا يُعاب صاحبه، بل هذا قريب من المنافسة؛ وقد قال تعالى: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 26]؛ وقال القرطبي: "وأما الغبطة فهي أن تتمنى أن يكون لك من النعمة والخير مثل ما لغيرك، من غير أن تزولَ عنه، والحرص على ما يسمى: منافسة".



الأدلة على ذلك:

• عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسدَ إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلَّطه على هَلَكَتِهِ في الحقِّ، ورجل آتاه الله الحكمةَ فهو يقضي بها ويعلمها الناسَ))؛ [صحيح البخاري ومسلم].



• وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب، وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالًا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار))؛ [صحيح البخاري ومسلم].



• وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((لا حسد إلا اثنتين: رجل علَّمه الله القرآنَ، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمِعه جار له، فقال: ليتني أُوتيتُ مثل ما أُوتيَ فلان، فعمِلتُ مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالًا فهو يُهْلِكُه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيتُ مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل))؛ [صحيح البخاري].



• تنبيه: ويجب تمني زوال النعمة عن الكافر وعمن يستعين بها على المعصية، وليس ذلك من باب الحسد.



أنواع العين:

(1) العين الإنسية: ومصدرها الإنسان، وقد تصدُر من أصحاب النفوس الخبيثة، وقد تصدر من الصالحين.

الدليل على ذلك: الصحابي عامر بن ربيعة رضي الله عنه عانَ سهلَ بن حنيف رضي الله عنه، ومعلوم أن عامر بن ربيعة من المهاجرين الأولين أسلم قبل عمرَ رضي الله عنه، وهاجر الهجرتين، وشهِد بدرًا والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع هذا، فقد عان سهل بن حنيف، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عَلَامَ يقتل أحدكم أخاه؟)).



(2) العين الجنِّيَّة: ومصدرها الجن؛ الأدلة على ذلك:

قال تعالى: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ [الأعراف: 27].

♦ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوَّذ من عين الجانِّ، ثم أعين الإنس، فلما نزلت المعوِّذتان، أخذهما وترك ما سوى ذلك))؛ [صحيح].



♦ وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سَتْرُ ما بين أعين الجانِّ وعَوْرَات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء - أن يقول: باسم الله))، وفي رواية من حديث أنس مرفوعًا: ((ستر ما بين أعين الجان وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه - أن يقول: باسم الله)).



♦ وعن أم سلمة رضي الله عنها ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سَعْفَةٌ، فقال: اسْتَرْقُوا لها؛ فإن بها نظرةً))؛ [صحيح البخاري ومسلم].



أسباب الحسد:

1- العداوة والبغضاء: فإن من أذاه إنسان بسبب من الأسباب، وخالفه في غرضه، أبغضه قلبه، ورسَخ في نفسه الحقدُ.



2- الكِبْر: وهو أن يصيب بعض نُظَرَائِهِ مالًا أو وِلايةً، فيخاف أن يتكبر عليه ولا يطيق تكبره، أو يكون من أصاب ذلك دونه فلا يحتمل ترفُّعَه عليه أو مساواته، وذلك مثل حسد الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: 31]، وقال في حق المؤمنين: ﴿أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا﴾ [الأنعام: 53].



3- حب الرياسة: وذلك مثل الرجل الذي يريد أن يكون عديمَ النظر في فنٍّ من الفنون، إذا غلب عليه حبُّ الثناء، واستفزه الفرح بما يُمدَح به من أنه أوحدُ العصر، وفريد الدهر في فنِّه، إذا سمِع بنظير له في أقصى العالم، ساءه ذلك، وأحبَّ موته أو زوال النعمة التي بها يشاركه في علم أو شجاعة، أو عبادة أو صناعة، أو ثروة أو غير ذلك، وليس ذلك إلا لمحض الرياسة؛ مثل حسد علماء اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانوا ينكرون معرفتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يؤمنون به؛ خوفًا من بطلان رئاستهم.



4- خبث النفس وشُحُّها:

وذلك مثل أن تجد أحدًا لا يشتغل برئاسة ولا تكبُّر، وإذا وُصف عنده حسن حالِ عبدٍ من عباد الله تعالى فيما أنعم عليه به، شقَّ عليه ذلك، وإذا وُصف له اضطراب أمور الناس وتنغيص عيشهم، فرِح به، فهو يبخل بنعمة الله على عباده، كأنهم يأخذون ذلك من مُلْكِهِ وخِزانتِهِ.



5- التعجب:

وذلك مثل تعجُّب الأمم السالفة من أن يفوز برتبة الرسالة والوحي والقرب من الله تعالى بشرٌ مثلهم، فحسدوهم وأحبوا زوال النبوة عنهم؛ جزعًا أن يفضُلَ عليهم مَن هو مثلهم في الخِلْقَةِ.

الدليل على ذلك: قال تعالى: ﴿مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا﴾ [يس: 15].



6- الخوف من فوت المقاصد:

وذلك يختص بالمتزاحمين على مقصود واحد؛ فإن كلَّ واحد يحسُدُ صاحبه في كل نعمة؛ خوفًا من فوات المقاصد؛ مثل حسد إخوة يوسف ليوسف عليه السلام؛ قال تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ [يوسف: 5].



7- ظهور فضيلة للمحسود.

8- اختصاص المحسود بشيء.

9- شح الحاسد.

10- الأنانية وحب الذات.



11- التنافس على الدنيا ونعيمها الزائل:

الدليل على ذلك: عن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا فُتِحت عليكم فارسُ والروم، أي قوم أنتم؟ قال عبدالرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو غير ذلك؛ تتنافسون ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون ثم تتباغضون، أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض))؛ [صحيح مسلم].



الأدلة من الكتاب والسنة في إثبات العين والحسد:

أولًا: الأدلة من الكتاب:

1- قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ [البقرة: 109]؛ قال ابن الجوزي في تفسير زاد المسير: "ومعنى ودَّ: أحب وتمنى، وأهل الكتاب: اليهود".



2- قال تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: 54].

قال البغوي في تفسيره: "أم يحسدون الناس؛ يعني اليهود، قال قتادة: المراد بالناس: العرب، حسدهم اليهود على النبوة، وما أكرمهم الله تعالى بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم"؛ [تفسير البغوي].



3- قال تعالى: ﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الفتح: 15].



4- قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5].



5- قال تعالى: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ [القلم: 51، 52].



قال ابن كثير في تفسيره: "قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما: ليزلقونك: لينفذونك بأبصارهم؛ أي: ليعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك؛ لبغضهم إياك، لولا وقاية الله تعالى وحمايته إياك منهم"؛ [تفسير القرآن العظيم (4/482)].



ثانيًا: الأدلة من السنة:

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العين حقٌّ ونَهَى عن الوَشْم))؛ [صحيح البخاري].



2- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العين حقٌّ، ولو كان شيء سابقَ القدر، لَسَبَقَتْهُ العَينُ، وإذا استُغْسِلتم فاغسلوا))؛ [صحيح مسلم].



3- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((استعيذوا بالله من العين؛ فإن العين حقٌّ))؛ [صحيح].



4- عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العين لَتولَعُ بالرجل بإذن الله حتى يَصْعَدَ حالقًا، فيتردَّى منه))؛ [صحيح].



5- عن أم سلمة رضي الله عنها ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جاريةً في وجهها سَعْفَةٌ، فقال: اسْتَرْقُوا لها؛ فإن بها نظرةً))؛ [صحيح البخاري ومسلم]، والسَّعْفَةُ: نوع من السواد ليس بالكثير.



6- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العين تُدْخِل الرجلَ القبرَ، وتُدْخِلُ الجَمَلَ القِدْرَ))؛ [صحيح].



أعراض المحسود والمعيون:

1- ظهور السَّعْفَةِ في الجسد والوجه:

والسعفة هي عبارة عن تغيُّرٍ في لون الجزء المصاب عن لون سائر الجسد، وقد يعتقد الناس أنها من الأمراض الجلدية، فيأخذون بأسباب العلاج عند الأطباء، ولكن إذا طال العلاج بلا فائدة، فعليك بالرُّقْيَةِ الشرعية، وإن بدأتَ بها فهو أولى؛ لأنها لا تكلِّفك مشقة، والله هو الشافي.



الدليل على ذلك: عن أم سلمة رضي الله عنها ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سعفة، فقال: استرقوا لها؛ فإن بها نظرة))؛ [صحيح البخاري ومسلم].



2- الألم الشديد الذي يصيب الطفل مع كثرة بكائه:

فقد يُصاب الطفل بالعين فيستمر في البكاء ولا يكف عنه مع استعمال العلاج الطبي، من دواء لمغص البطن وخلافه، مما يُظَنُّ أنه سبب بكاء الطفل، وفي الحقيقة هو مصاب بالعين.



الدليل على ذلك: عن أم سلمة رضي الله عنها قال: ((دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا صبيٌّ يشتكي، فقال: ما هذا؟ وفي رواية: ما له؟ قالوا: نتهم به العين، قال: أفَلَا تَسْتَرْقُون له من العين))؛ [صحيح].



عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمِع صوتَ صبيٍّ يبكي، فقال: ما لصبيِّكم هذا يبكي؟ هلَّا استرقيتم له من العين))؛ [صحيح].



3- فَقْدُ الشهية، ونحافة الأجسام، واصفرار الوجه، والسكون وقلة الحركة، والميل إلى النوم، وهذا غالبًا يصيب الأطفال.

الدليل على ذلك:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس: ((ما لي أرى أجسامَ بني أخي ضارعةً تصيبهم الحاجة؟ قالت: لا، ولكن العين تُسْرِع إليهم، فقال: ارقِيهم، قالت: فعرضت عليه، فقال: ارقيهم))؛ [صحيح مسلم].



قال القرطبي رحمه الله قوله: "(ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة؟) أي: ضعيفة، نحيلة، وأصل الضراعة: الخضوع والتذلل، ويعني بهم: بني جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه".



4- الوَعْكُ الشديد والسقوط على الأرض والإغماء.

وهذا غالبًا يحدث عند نظر العائن إلى المَعِين نظرةَ إعجاب، من غير أن يقول: تبارك الله، أو بارك الله لك، وبارك عليك، ونحو ذلك من التبرِّيك.



الدليل على ذلك: عن أبي أمامة سهل بن حنيف قال: ((مَرَّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أرَ كاليوم ولا جِلْدَ مخبَّأة، فما لبِث أن لُبِطَ به، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدْرِكْ سهلًا صريعًا، وفي رواية: والله ما يرفع رأسه، قال: من تتهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة، قال: عَلَام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يُعْجِبه، فلْيَدْعُ له بالبركة ثم دعا بماء، فأمر عامرًا أن يتوضأ فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه، وداخلةَ إزاره، وأمره أن يَصُبَّ عليه))؛ قال ابن عبدالبر رحمه الله: "لُبِط: صُرِع وسقط".



5- دمع العين والشعور بألم فيها.

الدليل على ذلك: عن زينب، قالت: ((كانت عجوز تدخل علينا تَرْقِي من الحُمْرة – وهو مرض وبائي يسبب حمًّى وبقعًا حمراءَ في الجلد – وكان لنا سرير طويل القوائم، وكان عبدالله إذا دخل تَنَحْنَحَ وصوَّت، فدخل يومًا، فلما سمعت صوته احتجبت منه، فجاء فجلس إلى جانبي فمسَّني فوجد مسَّ خيط، فقال: ما هذا؟ فقلت: رُقًى لي فيه من الحمرة، فجذبه وقطعه، فرمى به، وقال: لقد أصبح آل عبدالله أغنياءَ عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرُّقَى والتمائم والتِّوَلَةَ شرك، قلت: فإني خرجتُ يومًا فأبصرني فلان، فدَمَعت عيني التي تليه، فإذا رقَيْتُها سكنتْ عيني، وإذا تركتها دمعت، قال: ذاك الشيطان إذا أطعتِهِ تركَكِ، وإذا عصيتِهِ طعن بإصبعه في عينكِ، ولكن لو فعلتِ كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرًا لكِ، وأجدر أن تشفي؛ تنضخين في عينكِ الماء، وتقولين: أذْهِبِ البأس ربَّ الناس، اشفِ أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا))؛ [صحيح].



6- الامتناع عن الطعام والشراب، وحبس البول والرَّوْث، واللبن وعدم إدراره.

الدليل على ذلك: عن حيم بن نوفل، قال: ((كنا عند عبدالله نعرض المصاحف، فجاءت أعرابية إلى رجل منا، فقالت: إن فلانًا قد لَقَعَ مُهْرَك بعينه وهو يدور في فلك، لا يأكل ولا يشرب، ولا يبول ولا يروث، فالتمِسْ له راقيًا، فقال عبدالله: لا نلتمس له راقيًا، ولكن ائتِهِ فانفخ في منخره الأيمن أربعًا وفي الأيسر ثلاثًا، وقل: لا بأس رب الناس، اشفِ أنت الشافي، لا يكشف الضر إلا أنت، فقام الرجل فانطلق، فما برحنا حتى رجع، فقال لعبدالله: فعلت الذي أمرتني به، فما برحت حتى أكل وشرب وبال وراث))؛ [صحيح]، ومعنى لقعه: أصابه بعينه، والمهر: ولد الفرس.



7- الإصابة ببعض الأمراض كمرض الحمى أحيانًا:

قال ابن عبدالبر: "حكى المدائني عن الأصمعي قال: حج هشام بن عبدالملك فأتى المدينة، فدخل عليه سالم بن عبدالله بن عمر، فلما خرج من عنده قال هشام: ما رأيت ابن سبعين أحسن كِدْنَةً منه، فلما صار سالم في منزله حُمَّ، فقال: أترَون الأحول لَقَعَني بعينه؟ فما خرج هشام من المدينة حتى صلى عليه"؛ [التمهيد (6/288)]، معنى الكُدْنَة: كثرة الشحم واللحم، ورجل ذو كِدْنَة: سمين وغليظ.



8- وقد تؤدي الإصابة بالعين إلى الموت بإذن الله تعالى.

الأدلة على ذلك: عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العين لَتُولَع بالرجل بإذن الله حتى يصعد حالقًا، فيتردَّى منه))؛ [صحيح]، وفي رواية: ((العين حقٌّ، العين تستزل الحالق))؛ [صحيح].



عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين))، وفي رواية أخرى ((بالأنفس))؛ يعني العين؛ [حديث حسن].



9- أعراض أخرى: مثل:

كراهية المحسود للنعمة فيها؛ فمثلًا عندما يدخل حاسد إلى بيت من البيوت يحدث في الحال مشاجرة بين الزوج وزوجته، أو عند رؤية طالب يذاكر دروسه من أحد الزوار، يعقُبه في الحال عدم قدرة على الاستذكار، وتكون مصحوبة بصداع شديد، وزغللة في العينين، وعدم قدرة على التركيز.



ولا يمكن دفع هذا إلا بقول: تبارك الله، ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، على كل نعمة أنعم الله على العبد بها، أو يقول: بارك الله لك، أو تبارك الله أحسن الخالقين، ونحو ذلك مما يدفع الحسد والعين.


اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)
قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة .


مدونة شرعية

https://albdranyzxc.blogspot.com/

من مواضيعي في الملتقى

* الإِمَامُ القُدْوَة الحَافِظُ الحُجَّةُ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ ...
* العالم الفقيه بكر بن عبد الله المزني رحمه الله ...
* وصايا الآباء الى أولادهم ...عبرة وخلاصة تجربة ...
* وقفة مع الدكتور بشار عواد وتحقيقاته ...
* القواعد الحسان لتفسير القرآن ...الشيخ السعدي
* الصحابي الجليل السيد النقيب البراء بن معرور رضي الله عنه ...
* حركة تحرير المرأة ...أهدافها وأنصارها

السليماني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
   
الكلمات الدلالية (Tags)
..., أسباب, الحسد, الشرعي, الوقاية, وأعراضه, والعلاج, وطرق
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوقاية من العين و الحسد almojahed قسم فضيلة الشيخ احمد رزوق حفظه الله 1 05-29-2020 10:31 PM
ألم المعدةأسبابه وأعراضه وعلاجه أبو ريم ورحمة ملتقى الصحة والحياة 2 10-31-2012 03:23 PM
كتاب: الأمراض الشائعة والعلاج بالغذاء الطبيعي جندالاسلام ۩ الطب البديل ۩ 2 05-21-2012 11:15 PM
أمراض الكلى ...أسبابها وطرق الوقاية منها وعلاجها جندالاسلام ۩ الطب الباطنى و طب ألأطفال ۩ 1 12-06-2011 12:08 PM
مرض السكر... أعراضه...الوقاية منه والعلاج فادي قسم الطب العام 1 11-26-2010 01:48 AM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009