![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 | |
مشرفة قسم القرآن
|
![]() التقوى ثلاثة مراتب: (الأولى) التقوى عن الكفر والشرك (وألزمهم كلمة التقوى) (الثانية) فعل الطاعات وتجنب المعاصي (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا) (الثالثة) بالإضافة لما سبق البعد عن الغفلة وما يشغله عن ربه (اتقوا الله حق تقاته) (وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئَا) بدون تقوى الله و الصبر بأنواعه وعلى طاعته واتباع أمره يُصبح المؤمن عُرضة لمكائد شتى كيد شياطين الإنس والجن كيد الأعداء الفكري والحسّي كيد الباطل وأصحاب الفتن فالصبر لله ومع الله وبالله المقرون بالتقوى حصن يتحطّم دونه كل كيد (فِطرتَ الله التي فَطرَ النّاس عليها) الفطرة السليمة كالمصفاة التي ترشّح الماء من شوائبه وفسادالفطرة كمصفاة معطوبة قد اتسعت خروقها فغدت تلك الشوائب تمرّ مع الماء هذه حال من يخالف الفطرة بأنواع المنكرات المختلفة فاحمد الله على سلامة فطرتك وعليك بصيانتها بعرضها دوما على ميزان الشرع (الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) من تولاه الله: أنار قلبه حينما تُظلم القلوب وسط حلكة الظلمات وأنار طريقه حينما تنتشر الأباطيل والضلالات وأنار عقله لاغتنام الزمان حينما تفسد غيره الأهواء والتفاهات (كذلك أتتك آياتُنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسىظ°) أخذته الدنيا.. وأغراه زخرفها فنسيها فإياك أنت أن تنساها احذر أن تلتفت إلى غيرها اجعلها نور فؤادك اغرسها في ذاكرتك وليتشرّبها كيانك وتترجمها جوارحك فأنت أحوج أن (( تُذكر )) ويؤخذ بيديك ذلك اليوم فيالشقاء من نسيها فتُرك في جحيم النسيان (لُعِن الذين كفروا من بني إسرائيل ...كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ غڑ) لا يتناهون عن منكر فعلوه فاستحقوا عليه اللعنة فكيف بمن يحوّل المنكر معروفا ويؤصل له ثم يدعو إليه؟! (الله ولي الذين آمنوايخرجهم من الظلمات إلى النور) يخرجهم من ظلمات الضلال إلى نورالتوحيد من ظلمةالجهل إلى نورالعلم من ظلمة المعاصي إلى نورالطاعة من ظلمة الغفلةإلى نوراليقظة من ظلمةالشرور والفتن إلى أنوارالخير كله من ظلمة القبروالحشر إلى نعيم الجنة فكن مع الله يتولاك فوائد المفسرين (وهو معكم أينما كنتم) الحياءم ن الله يولّد الحياءمن النفس فالقول الدارج: يافلان ألاتستحي من نفسك قول صحيح فالحياءمن الله يكسب النفس وقارا ومع دوام تطبيق شرعه وآدابه يكسبها عزةوشرفا فتستحي أن يصدر منها ماهو دون قدرها ولاتقبل أن تقع فيمايخرم المروءة أوتفعل مايُستحيا منه فوائدالمدارج (وهو معكم أين ما كنتم) الحياء من الله .. المؤمن يكتسب الحياء بقدر إيمانه حياء العبودية لربه هيبة وإجلالا وحياء الشعور بمعيته أن يراه حيث نهاه وحياء من عطائه ووافر نعمه أن يقابلها بما يكره وحياء المحبة لخالقه أن يعصي من يحب وحياء الشعور بالتقصير مهما قدّم فوائد من ابن القيم (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) اكبح بها هذر لسانك راقب بها مخرجات شفتيك نقّ بها ثرثرة وسائل اتصالك هذّب بها مزاحك وضحكاتك كن رقيبا عتيدا قبل رقابة الرقباء (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) فاحرص على كلمة الخير تُفلح (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) الحياة في الطاعة لله ورسوله فمن أعرض وفاتت مُهلته أغلق الله عن قلبه منافذ الحياة وحال بينه وبينها فتراه حياً بلا حياة بل ميّت يحركه هواه فسارع..أنت لا تملك قلبك مالكُه ومقلّبه هو الله ![]() (فاعلم أنه لاإله إلا الله) (لاإله إلا الله)أصل الدين والعلم بها له لوازم: اعلم عن ربك كل مايجب معرفته واعلم كلّ مايعين على عبادته اعلم ماتميّز به الهدى من الضلال,والتوحيد من الشرك واعلم ماتميّز به الصواب من الخطأ اعلم كلّ مايقرّبك إليه وكلّ مايبعدك عن مساخطه علماً مصاحباً للعمل (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) قال ابن القيم: يسّر ألفاظه للحفظ يسر معانيه للفهم يسر أوامره ونواهيه للامتثال وأضيف: ويسّر عِبَره وأمثاله للاتعاظ ويسر ما فيه من علم لرفع الجهالة ويسر هدْيه للاستنارة ( ومَن يُعَظِّم شَعَائرَ اللَّه فإِنَّهَا من تَقوَى القُلُوب) القلوب تقواها بقدر مافيها من توقير وتعظيم لله ﷻ ولنبيّه ﷺولشرعه وشعائره وبقدر ذلك يعظُم شأنك عنده وتعظُم محبته لك فانظر صدق تعظيمك هل له على جوارحك وعلى سلوكك وفي قلبك متّسع فبقدر ذلك ترقى عند الله وترتفع (ومَن يأْتهِ مُؤمِناً قد عَمِلَ الصَّالحَاتِ فأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلَىٰ) الدرجات العُلى يؤتاها الشخص في الدنيا بكم من الجاه والصيت والمال جمَع والدرجات العُلى في الآخرة بما معه من إيمان وصلاح وورَع والأولى يفنى في تحصيلها ثم تفنى معه والثانية يرقى بتحصيلها ثم ترقى به (لا يستوِي الخبِيثُ والطَّيِّب ولو أَعْجَبك كَثرَةُ الخَبِيث) ما أكثر الخبيث وهو على كثرته في زيادة لا ينساق إليه إلا ضعفاء الإرادة ويتهافت عليه الجهَلة الذين لا يعلمون خطره وأبعاده ومن أدمن الخبيث خبُث وأصبحت نفسه عن الخير في بلادة فإن وفقك الله للطيبات ..فقد وفقك لطريق السعادة (إن كلّ من في السَّمَٰوات والأرض إلا آتِي الرَّحمَٰنِ عبدا) الكل له عبد وسيأتيه بالجبر والقهر مسلوب الإرادة ولكن فرق بين عبدٍ وعبد فعبدٌ آبق يأتيه مغلولا مجرورا بقهر الربوبية والسلطان وعبدٌ طائع يأتيه مكرما معززا بطاعة العبودية محاطا بالرحمة والغفران شمّر في طاعته يكرمك بكرامته (إن كلُّ من في السمواتِ والأرضِ إلا ءاتِى الرَّحمَٰنِ عبْدا) مهما كانت في الدنيا مكانتك أو نسبك وقبيلتك أوغناك وثروتك أو وظيفتك ودرجتك فاعلم أنّ وظيفتك الأساس وهويّتك أنك له (عبْد) وشرفك ومنزلتك بقدر خضوعك له بالعبادة ولن ينفعك عندما تأتيه إلا ما حققت من العبودية (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) كأنّي بالتلاوة الحقّة كلمات قدسية يطرُقُ بها اللسان على القلب فيستيقظ وعلى البصيرة فتستنير وعلى الروح فتخشع وعلى النفس فتزكو وعلى السلوك فيستقيم وعلى العزائم فتنهض وعلى الجوارح فتُلبّي وبقدر ذلك يكون صدق الإيمان به (فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) مهما تلوّنت ..مهما تقنّعت فحقيقتك تظهر على قسمات وجهك وفلتات لسانك ونور الوجه وسواده يُرى على المرء في الدنيا قبل الآخرة فرب أسود ترى وجهه يشع نورا وإشراقا ورب أبيض مظلم النفس أسود الروح (أفبنعمة الله يجحدون) الجحود درجات منه الكفر ومنه الشرك ودون ذلك: 1إنكار المنعم وجحود حقه وعبادته 2رؤية الذات في النعمة وتضخيم سعيها ونسبةالخير لها 3رؤية النعمةوالفرح بها وشكرها دون المنعم 4رؤيةالسبب وتعظيمه كفلان وفلان وتوجيه الشكر كله له 5محاربةالمنعم بنعَمه واستعمالها في معصيته (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّه) أشدّ حبا.. احفظ هذه المحبة واحذر مما يُضعفها: تأخير لفريضة انشغال عن واجب اصرار على معصية تهاون بحرمات غفلة عن ذكره... (الْأَخِلَّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) كلما رأيتهم في الخارج في الطرقات , في المطارات , في الأسواق خليل وخليلته يعبّرون عن حبهم بطول العناق .. وهمسات الفساق وقبلات الأشواق أشفقت وتذكرت الآية فكل خلّة صائرة إلى عداوة ومقت إلا ما قامت على التقوى أهل الصبرفي القرآن ثلاثة: 1 الصابر(إناوجدناه صابرا) 2المصطبر(واصطبر عليها) 3الصبّار(إن في ذلك لآيات لكل صبارشكور) -فالصابر كل من تحمّل وصبر وهو غالبا في الأمور الجبريةكالبلاء -والمصطبرالمجاهدنفسه على الصبروالتحمل وهوفي التكاليف والأمورالاختيارية -والصبّارعندكثرةا لصبروتنوّع أسبابه (ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم) اعلم أن شهوة الدنيا مقطوعة وإما ناقصة أوممنوعة فلاتكن نفسك بهامخدوعة فغايةالسعادة دوام الشهوة بلاانقطاع ودوام القدرةعلى الاستمتاع فاقطع نفسك اليوم عن شهوات الحرام من أجل شهوات كاملةالإمتاع فكم من لاهث خلفها اليوم محروم منها غدا (وحيل بينهم وبين مايشتهون)
اثبت وجودك
..
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مشرفة قسم القرآن
|
![]() (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيه) الكدح ..مكتوب عليك يابن آدم فالكلّ يكدح ولكن بحسب إيمانه وقناعاته وشتان بين كدحٍ وكدح كدحٌ لله ..وكدح للشيطان كدحٌ للدنيا ..وكدح للآخرة كدحُ خير.. وكدح شر فاجعل كدحك فيما يرضيه فالكل يومئذ بكدحه ملاقيه (أم تأمرهم أحلامهم بهذا) عقلك بما وقَر فيه يأمرك وينهاك فمن ربّى عقله وسمّنه على الغثّ قاده إلى الفاسد والرديء والرثّ فاحذر أن تغذّيه إلا بخير العلوم وأصوبها وأنفعها ليأمرك بالخير ويأمرك بالصواب ويأمرك بما يُرضي الله فثقافتك تشّكل قناعات عقلك وعلى أساسها يبني قراراته (فأولئك تحرّوا رشدا) كما تتحرى لنفسك الرفاهية والسعادة فالآخرة من باب أولى تحرّ لها الحق من مظانّه ولا تقبل لنفسك أن تنجرف مع التيار اجتهد في تحرّي الصواب تحرِّي الحقيقة تحرّي الرشد تحرّي الخير تحرّى طريق السعادة والنجاة لنفسك فنفسك تستحق (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُون) من خاض في أعراض عباد الله نسي الله ومن نسي الله ازدادت جُرأته على عباده فكلّ منهما يُمدّ الآخر والشيطان يزيد ذلك ويؤجّحه نسأل الله اليقظة والاستعداد ليوم المعاد (وإنا فوقهم (قاهرون)) (إِنّا لنَحن (الغالبون)) (فغُلبوا هُنالك وانقلبوا (صَاغِرِين)) إنها ثقة الباطل بعدته وعتاده فانظر كيف يكون نصر الله عليه في أوج أهبته واستعداده وانظر كيف يكون دفاع الله عن خاصة عباده (وأَنجينا موسى ومن معه أَجمَعين) فكن مع الله يكن معك (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) الأمانة تضفي على القلب الطهر وعلى الروح الصفاء والسمو وعلى الضمير الراحة وعلى العقل بُعد النظر وعلى الخُلق النزاهة وعلى الجوارح العفة وعلى الحال الرضا والقناعة وعلى الحياة البركة والزيادة وعلى المآل السلامة وحسن العاقبة (ولتنظر نفس ما قدّمت لغد) غدك لاتحدّه هذه الأبعاد الدنيوية وتلك الحواجز المادية يزعمون أن المسلم لاطموح له فهو يعيش على مآثر الأجداد(كُنّا وكنّا) بل طموحه يخترق فضاء هذه الكون فغده هو ما بعد خروجه من هذه الحياة هو المستقبل الذي لم يطمح إليه أحد سواه فضعه أمام عينيك وصل يومك بغدِك (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) اكتمل الدين وتمت النعمة به فهل اكتمل لديك هل لمست نتائجه على قلبك بالسكينة على روحك بالإشراق على عقلك وجوارحك بالخضوع والاستسلام هل فُعلت قراراته في نظامك الروحي البدني قل لمن لم يأخذ من الدين إلا اسمه خذ نصيبك من تمام النعمة قبل الفوات {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظلما وعلوا} أتباع فرعون وإبليس من يجحد الحق والصواب وهو يعلمه ويؤيد الباطل وهو يعلم خطؤه لغرض محبب أوشهوة ملحّة أوخوفا من فوات حظ وبقدر الحق المجحود يكون الظلم والعلو فاحذر مسلكهم عافانا الله وإياك (وبشّر الذين آمنوا أنّ لهم قدَمَ صدْق عند ربهم) يطير المرء فرحا إذا بُشّر بجائزة للإقامة ليوم أو يومين في أرقى وأجمل الأماكن فكيف فرحك أيها المؤمن بهذه البشرى جائزة بالإقامة مدى الخلود (لهم)نعيم خاص بهم (قدم صدق)مقام رفيع لن يتحوّل ولن يفنى (عند ربهم)منزلة شرف ومكانة فيا بشراهم (كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِين) الإيمان المُنجي بذرة ثم شجرة ثم ثمار فبِذرته الإخلاص والتصديق واليقين وشجرته الطاعة والتسليم والاستعانة والتوكل وثماره النجاة والطمأنينة والأمن والرضا والثبات فبحسب جودة البذرة وريّ الشجرة يكون الثمر (ومن عمل صالحا فلأنفُسهِم يَمهَدُون) ((العمل الصالح)) خذ منه أوفر النصيب مهّد به حياتك..فالحياة به تطيب مهّد به قبرك.. فالقبر بغيره رهيب مهد به يوم حسابك..ذلك اليوم العصيب امسح به سيئاتك قبل أن تلقى الحسيب مهّد به الصراط..شذّبه من الكلاليب مهّد به منزل الخلود..شيّد به القصرالرحيب (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُب) ستنطوي السماء وتنطوي صفحة هذا الكون العجيب بعد أن استنفد الغرض منه سيبقى أحدوثة على ألسنة المنعّمين في الجنة وسيبقى في ذاكرة كل إنسان إما ذكرى حسرة وألم ليتها لم تكن أو ذكرى سرور وبهجة ليتها تعود فنستكثر (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ) استباق الخيرات لا يكون إلا لوجهته فاجعل وجهتك إليه وجّه إليه أعمالك وجه إليه أهدافك وجه إلى ما عنده طموحاتك اجعله قِبلة قلبك وقبلة أقوالك وأعمالك فبقدر ذلك يكون سباقك فكل وجهة إلى غيره لا خير فيها (وأَلزمهم كلمة التّقوى وكانوا أَحقَّ بِها وأَهلها) (لا إله إلا الله) مُرتقى الشرف وشهادة الحق ومفتاح الجنة لا يتأهّل لها أي أحد فمن آمن بها حق الإيمان ألزمه الله إياها فتؤهله للتقوى من الشرك به للتقوى من غضبه للتقوى من عقابه فمن التزم بها ألزمه الله إياها فلاينفكّ عنها حتى يلقاه
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
مشرفة قسم القرآن
|
![]() (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا) دعوة لتجريد العدل على كل المستويات من شوائب العاطفة من مشاعر الحب والبغض من المحاباة من الواسطة .. فمعيار العدل هو عدلك مع من تكره ومن أساء إليك واعلم أن العدل لله ولوجهه الكريم وليس من أجل الأشخاص (أولئك الذين خسروا أنفسهم) ما أكثرماتكررت خسارة النفس في القرآن لأنها أعظم خسارة متّع نفسك.. لكن إياك أن تتعدى الحدود فتخسرها تخيّرلها المباحات ابتعد بها عن المنهيات لاتحرمها رحمة ربها وعظيم ثوابه لاتعرضها لسخطه وعقابه اجعل نفسك مع قلبك وجوارحك متماسكة اللبنات متعاضدة على الفوز لاعلى الخسارة (علمت نفس ما قدّمت وأخرت) ((وأخّرت)) ما أخّرت وفوتت على نفسها من خير وما تركت من حقوق ربها أوما تركت من معاص فلم تعملها مخافة ربها وما أخرت وراءها من عمل فعُمل به من بعدها من إحياء سنة أو دعوة لخير أو نشر بدعة أو مؤازرة على معصية فانتبه لما قدمت وما أخرت (فاذكروني أذكركم) (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرةوأجرا عظيما) أي شرف أن الله بجلاله يذكرك وأي ربح أن يجزيك فوقها مغفرة وجنة فاذكره بكل كيانك فذكر قلبك حضوره مع الذكر ذكر لسانك مواطأته للقلب وتلفظه به ذكر جوارحك طاعة أمره ونهيه ذكر فكرك تعظيمه والتفكر في بديع خلقه (إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير) (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد)بصير بقلبك هل كلّه بالإيمان منير؟ بصير بنفسك هل بها همّة على المسير؟ بصير بحالك هل هو في جدّ أو تقصير؟ بصير بعملك هل هو بإخلاص أو تزوير؟ بصير بكل أمرك من صغير أو كبير فيا مفرّط تب وأقصِر ويا محسن زد واستبشر (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البرّ الرحيم) (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت) (إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها) (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة) (رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّار) من الناس من يعشق أن يكون ذيلا يمشي متتبعا هالة البريق الزائف حول فلان وفلان فيتبعهم مغلق القلب محجوب الحواس نائم العقل ثم يلوم يوم لا ينفع اللوم (ربنا هؤلاء أضلونا) ابحث عن الحق من مظانّه ولا تكن إمّعة (أفحسبتم أنماخلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون) أفحسبتم أنماخلقكم بلاهداية ولابيان فيعلو الباطل على الحق بالقوة وعون الشيطان ويأكل القوي حق الضعيف هكذ ابالمجّان ويصبرالصابرفيموت صبرا في عالم الكتمان ويصوم الصائم ويتعبد العابد فلاجنة ولاريّان إنه العبث الذي تنزّه عنه الله الواحد الديّان خذها بيقين وعن قناعة وتحمّل المكاره قدرالاستطاعة فصبرك خير لأنه قُربة وطاعة وبيئة المكاره من خيرها أنها تصقل الرجال وتنبت نفوسا شامخة كالجبال واعلم أن تغيير الكون ليس من صلاحياتك وإنما بوسعك أن تغيّر قناعاتك وسلوكياتك وعندها ينبت من بين الصخور الورد (إنه لقول فصل وما هو بالهزل) كن جادّا في تلاوته اجعل فؤادك يتجاوب معه وفكرك يجول في رحابه استشعر جدّيته وعلو قدره وصدق خبره تجده الفصل والفرقان بين الحق والباطل بين العدل والظلم بين الزيف والحقيقة بين الإيمان والكفر وأن كل ما تعارض معه فهو باطل وضلال (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) (تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) هؤلاءالورثة متفاوتون في السبق والنصيب فاحذرأن تكون في ذيل الورثة أوأقلهم نصيبا بضياع عملك بين الدنيا والهوى والشيطان واعمل ليكون لك منهاأوفرالنصيب (إنَّما يرِيدُ الشَّيطَانُ أَن يُوقعَ بينكمُ العداوةَ وَالبغضاء) اعرف عدوك(الشيطان) وما يريد يريد ضياع حياتك في المشاحنات ودينك في ضغائن القلوب وعلاقاتك في نزوات طائشة وصحتك وقوتك فيما لا خير فيه وله ضغوط على النفس وإغراء لتحقيق مراده وحياتك غالية احتفظ بصفائها وكن مع الله يحفظك (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا) ثقّف نفسك وتعلّم شرع ربك وما بينه لك واجعله المُحرك لذاتك تنضبط معتقداتك وعبادتك ينضبط سلوكك وأخلاقك ينضبط لسانك وألفاظك تنضبط نزواتك وأهواؤك تنضبط نظرتك للحياة وكلما قلّت المعرفة به حصل التفلّت في كل منها بحسب ذلك كيف تعلم أنك تتبع الهوى؟ (يا معشر الجنّ قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض) يا معشر الجن كفى يكفيكم استمتاعا ولعبا بعقول الإنس المساكين أكثرتم الاستمتاع بغوايتهم حتى كثر أتباعكم منهم فانساقوا مخدّرين مستمتعين بلا عقل ولاشعور وصُرفوا عن الأمر الجلل فاحذر أن تكون مُتعة إبليس (ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله) إذا رأيت الشهوات تتحكم بك والرغبات الملحّة التي تخالف طريق الحق تغلبك والتبريرات لها تجد طريقها إلى قناعتك فاعلم أنها علامة اتباع الهوى..فاحذر وصحح طريقك وإياك أن تتجاهل العلامة فإنك إن تجاهلتها فقدت الإحساس ومات الوازع (الشمس والقمر بحسبان) |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مشرفة قسم القرآن
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مشرفة قسم القرآن
|
![]() (وثيابك فطهر) ثيابك..يرتدي كل عضومن أعضائك جزءا منها فطهر رداءقلبك من دنس الشبهات ورداءنفسك من سوءالصفات ورداء فكرك من خواطرالسوء ورداءلسانك من قول السوء أسدل على جوارحك كلهالباس التقوى فهولباس نقيّ من بُقع المفسدات والمنقصات مكمل بريش النوافل مطيب بالصالحات (ولباس التقوى ذلك خير) (وما بكم من نعمة فمن الله) استشعر أن ما بك من نعمة فهي من الله فمامن رزق فهو الذي أعطاك ومامن مهارة فهو الذي أكسبك ومامن شهادات فهو الذي على تحصيلها أعانك وأعظم النعم أن جعلك حنيفا مسلما فاجعل الحمد يقرع قلبك حمدا يتهاوى معه غرور النفس وتعلو عليه عظمةالمنعم فيفيض بالسعادةوالزيادة (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) المسلم على صلةبربه بحبل متين أول عروةفيه التوحيد والإخلاص ثم تترابط معها عُرى الدين كله ويُحكم فتله بحسن الاتباع وينتج عن ذلك أمران: ثبات التمسّك فلايتفلت ومتانة العُرى فلاتنفصم فبهما يصل إلى الجنة وبهما يرقى في درجاتها (ولاتسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله) يمتنع البعض من كتابةالدين والسلف قال أحدهم حياء:أخي الحبيب لاأتخّونه وقال آخر:صديقي أئتمنه على نفسي وقال غيره:كيف وهو لي الروح بالروح وكم ممن ذهبت أموالهم مع الريح بسبب عدم تطبيق الآية إمالفتنةالطمع والجشع أوالنسيان واللامبالاة بالحقوق (إنّ الذين اتّقَوا إذا مسّهم طائفٌ من الشيطان تذكّروا فإذا هُم مبصرون) ما أكثرها طوائف الشيطان طائف غضْبة طائف غفلة طائف هَمة بذنب طائف شهوة طائف فتنة طائف كسل وفترة المهم أن تتذكر ..قبل انتهاء الأجل تذكّرا يفتح عينيك على الخلل ويقيلك من العثرة والزلل وينتج عنه التدارك بحسن العمل (إلا من أتى الله بقلب سليم) هنيئا لأصحاب القلوب السليمة سلِمت من أربعة آفات ـ سلمت من علل الشبهات ـ سلمت من تعلّق الشهوات ـ سلمت من سوء النوايا وفاسد الإرادات ـ سلمت من أي اعتراض لما قضى وحكم به رب السموات فكن بعيدا عن كل ما يكدّر سلامة قلبك وصفائه وعن كل ظلمةتضعِف من نوره وبهائه (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) موازينك هناك لا تُثقلها الأثقال ولا يرجح بكفتها أي أطنان وأرطال فلها وِحدة ثِقَل خاصة ((الحسنة)) تجدها في كلّ نيّة صادقة وكلّ كلمة طيبة وكلّ عمل صالح فأثقِل بها ميزانك.. تكن في مقدمة أهل الفوز والفلاح (فلا اقتحمَ العقبة) مسكين من لم يستطع اقتحامها فيا من لا زلت في الدنيا.. أرى الحماس على محيّاك حريص على اجتياز كل العقبات حريص على كسر كل الحواجز قف.. فهناك عقبةعظمى؟ عقبة يوم القيامة ضعها في خطتك اليومية ركّزعلى علاقتك مع ربك واقتحمها بخالص الطاعات وإصلاح الذات والبعد عن السيئات (واجتنبوا قَول الزور) الزور:كل وصف للشيء بخلاف صفته أوتحريفه عن حقيقته كمن قالوا عن البدع عبادات وعن بعض الضلالات تطوير الذات وعن الفسق ممارسةللحريات وعن الربا فوائد وصفقات وعن الخمر(روحية)وهي شرّ المشروبات وعمّن يرتدين الحجاب متخلّفات وعن ربة المنزل عاطلة من العاطلات وهلم جرا... (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) بدوام ذكره وتعظيم شرعه جل وعلا تخلو الحياة من كافة أشكال الفساد (والذين يبيتون لربهم سجداوقياما) قدم السجود لفضيلته ولاشتماله على معاني الخضوع والذل فسجودالقلب وخضوع الجوارح سابق للقيام ومصاحب للصلاة كلها ( وأقم الصلاة لذكري) فليكن قيام الجوارح متواطئ مع قيام القلب على إقامة ذكره جل وعلا (فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له) إنها ثلاثية دوام النعم فلا تبتغوه بمحرّم ولا تستعملوه فيما حرم فتنفكّ الحلقة (إنمااتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا) وكم من منكرات احببناالاجتماع عليها لانقوى على تركهاخشية ذهاب المودة (مودة مبغوضة) (ولمن خاف مقام ربه جنتان) مقامات الخوف: مقامه بين يديه (خوف محاسبة) قيام ربه عليه (خوف مراقبة) مقام عظمته وسلطانه (خوف عظمة وإجلال) |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
مشرفة قسم القرآن
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نفحة من كتاب تأملات في دنيا الله د. مصطفى محمود | ابوعمارياسر | ملتقى فيض القلم | 1 | 05-17-2023 06:58 PM |
تأملات في خطبة الوداع للشيخ أبو اسحق الحويني | almojahed | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 5 | 12-16-2018 01:30 PM |
تأملات في بعض آيات سورة الرحمن | صادق الصلوي | قسم تفسير القرآن الكريم | 3 | 12-16-2012 11:54 PM |
تأملات في الاعجاز اللغوي في سور القرآن دعوه للبحث | محمد الرقيه | قسم تفسير القرآن الكريم | 4 | 11-09-2012 04:35 PM |
دعونا نرحب بـالمحب الجديد إيمان السيدالنجار | ابو عبد الله | ملتقى الترحيب والتهاني | 0 | 01-06-2011 10:09 PM |
|