استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى القرآن الكريم وعلومه
ملتقى القرآن الكريم وعلومه يهتم بعلوم القرآن من تفسير وأحكام التلاوة والتجويد
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-13-2025, 05:38 AM   #37
مشرفة قسم القرآن

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 41

امانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of light

افتراضي

      

﴿وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ﴾[الحجر: 89]:
في الحديث: «إني نذير إنما مثلي ومثلكم، كمثل رجل رأى العدو،فانطلق يريد أهله، فخشي أن يسبقوه إلى أهله، فجعل يهتف: يا صباحاه يا صباحاه! أُتيتم أُتيتم». صحيح الجامع رقم: 7901

. ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ [الحجر: 91]:
آمنوا ببعض القرآن وكفروا ببعض.

. ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]:
قال ابن عباس في الجمع بين هذه الآية وبين قوله: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر: 92]:
«لا يسألهم: هل عملتم كذا وكذا؛ لأنه أعلم بذلك منهم، ولكن يسألهم: لمَ عملتم كذا وكذا؟».

. ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]:
قال ابن عباس: «لا يُسألون سؤال شفاء وراحة، وإنما يُسألون سؤالَ تقريع وتوبيخ».

. ﴿الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 96]:
أشد تهديد ما أخفى الله فيه نوع الوعيد! فهنا تهديد شديد لمن جعل مع الله معبودا آخر.

. (وزيناها للناظرين):
زيَّنها لك لتنظر إليها، وتتأمل جمالها وعظمة الله فيها، فتزداد إيمانا.. أعانك على عبادة التفكر.

. ﴿وأنبتنا فيها من كل شيء موزون﴾ :
آية قرآنية وكونية معجزة، فالتوازن البيئي من أهم أسباب استمرار الحياة على سطح الأرض! ويشمل كل شيء في الأرض، فوجوده بنسب محددة مقدرة، بحسب حاجة الأرض وسكانها للحياة.

. ﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾
خزائن لا تنفد مهما أُنفِق منها، فلا تحرم نفسك ما فيها بإمساك لسانك وكسلك عن الطلب.




. ‏﴿ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه ﴾:
العطاء معلَّق بالدعاء، فلا يغفل عنه إلا الأغبياء!

. ﴿وأرسلنا الرياح لَوَاقِح﴾:
كان ﷺ إذا اشتدَّت الريح قال كما في حديث سلمة بن الأكوع: «اللهم لقْحًا لا عقيمًا».. أي ريحا تلقِّح السحاب فيمتلئ بالماء.

. ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾:
قال السعدي: وليس إجابة الله لدعائه كرامة في حقه، وإنما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد، ليتبين الصادق الذي يطيع مولاه دون عدوه ممن ليس كذلك.

. ﴿قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض﴾:
بابان للشيطان!
قال القرطبي: وتزيينه هنا يكون بوجهين: إما بفعل المعاصي، وإما بشغلهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة.

. ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾:
قال ابن تيمية: فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم، ولهذا يهربون (الشياطين) من البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة، ويهربون من قراءة آية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وغير ذلك من قوارع القرآن.

. ﴿واتَّبِع أدبارهم﴾:
القائد دوما خلف الجند!
قال ابن كثير: «وأن يكون لوط عليه السلام يمشي وراءهم ليكون أحفظ لهم،
وهكذا كان رسول الله ﷺ يمشي في الغزو إنما يكون ساقة يزجي الضعيف، ويحمل المنقطع».

. ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان﴾:
الاحتماء بحصن العبودية هو أفضل وقاية من إبليس وجنوده، لأنه يضعف سلطانهم عليك، ويقوّي سلطانك، فتنتصر.




. ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ﴾:
قال رسول اللهﷺ : «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة». صحيح الجامع رقم: 6275

. ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾:
اختفاء الخوف إلى الأبد ودوام الأمن هو نعيم لا يستشعر قدره إلا من فقَده؛ ولذا كان من عظيم نعيم أهل الجنة، فلا عذاب ولا موت ولا خروج ولا زوال.

. (لا يمسهم فيها نصب):
حتى في قمة أحداثنا السعيدة يدركنا التعب، وأما الجنة فسعادة الأبد بلا أدنى تعب.

. ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ﴾:
قال ابن جزي: «أي لا تنظر إلى ما متعناهم به في الدنيا، كأنه يقول: قد آتيناك السبع المثاني والقرآن العظيم، فلا تنظر إلى الدنيا، فإن الذي أعطيناك أعظم منها».

. ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ﴾:
سمَّى الوحي روحا، فكل من لم يتصل بالوحي من كتاب وسنة فهو ميت.

. لا تيأس ولو كنت في سِنِّ اليأس:
﴿قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون . قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين﴾

. ﴿بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين﴾:
أحِطْ نفسك بالمتفائلين المستبشرين، فإنهم مفاتيح السعادة وأسباب السرور، ومغاليق التعاسة وأقفال الشرور.


( ولا يلتفتْ منكُم أحدٌ وامضُّوا حيث تؤمرون )
الانشغال بالمعارك الجانبية يستهلك طاقتك، ويمنعك من بلوغ هدفك.

. (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون):
لم يقسم الله بحياة بشر إلا بحياة نبيه تكريما له وتشريفا.

. (إنهم لفي سكرتهم يعمهون):
للهوى سُكر أشد من سُكر الخمر، وما أكثر مخموري العقول بالأهواء والشهوات.

. ﴿وإن الساعة لَآتِية فاصفح الصَّفح الجميل﴾:
عشاق الآخرة لا وقت لديهم للعداوات والضغائن وتوافه الأمور.

. استحضار قرب الرحيل خير ما يُعين العبد على الصفح والتسامح
(وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل)

. (وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل):
قيل لأبي الفضل يوسف بن مسرور: فلان يتكلم فيك. فقال: إنما مثلي ومثله كمثل رجل حُمِلَ لضرب عنقه فقذفه رجل في الطريق، فقال لنفسه: أنت تُحْمَل للقتل تسأل عمن يقع فيَّ؟!
وأنا سائر إلى الموت لا أدري متى يأتيني!! أسأل عمن يتكلم فِيَّ؟!
في الموت ما يشغلني عن ذلك.

(فاصفح الصفح الجميل):
قال علي بن أبي طالب: الصفح الجميل صفح لا توبيخ فيه، ولا حقد بعده.


. (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ):
قال القرطبي: المعنى: قد أغنيتُك بالقرآن عما في أيدي الناس.

. (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ):
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: مَنْ أوتيَ القرآنَ فرآى أن أحداً أوتيَ أفضل مما أوتي، فقد صغّر عظيماً وعظّم صغيرا.

. (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ):
الخطاب له عليه الصلاة والسلام والمراد أمته؛ لأنه ﷺكان أبعد ما يكون عن إطالة النظر إلى زينة الدنيا وزخارفها،
وهو القائل: « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه».

. (ولا تحزن "عليهم" ﴾
كان حزنه عليهم لا منهم، رغم أنهم آذوه وأخرجوه من أرضه وحاولوا قتله!

. قال عمر بن عبد العزيز:
يا معشر المستترين: اعلموا أن عند الله مسألةً فاضحةً؛
قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

. (إنا كفيناك المستهزئين)
لم يقل سنكفيك، بل جاء بصيغة الماضي للتحقيق والتوكيد، فنبينا مكفي بالله حتما.

. ﴿ إنّا كفيناكَ المُستهزئين﴾:
مزّق كِسرى رسالة النبي ﷺ فمزّق الله مُلكه!

. (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ)
من الكلام ما هو أشد وقعا من الحسام.

. دواء ضيق الصدر بالوصفة القرآنية هو في أمرين:
التسبيح والسجود
(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون • فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).


. ﴿ولقد نعلم أنك يضيق صدرك*فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين﴾:
أن تبوح لله في سجودك وتدخل عليه في أي وقت، فيضمن لك الراحة، خير لك من أن تبوح لمن يتهرب منك أو تحتاج إلى ترتيب موعد سابقا للقائه، ولا تضمن أن يريح لقاؤه صدرك.

. ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ):
لو كنت نطفة سقطت في غير محلها لغُسِلت!
فلما مدَّ الله في عمرك، خاصمت ربك واعترضت عليه.

. (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون):
آية جمعت بين الماضي والحاضر في وسائل المواصلات.

. مرَّ الحسن بن علي على مساكين يأكلون،

فدعوه فأجابهم وأكل معهم، وتلا:
(إنه لا يحب المستكبرين) .

. (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم﴾:
قال حبيب الفارسي: إن من سعادة المرء إذا مات ماتت معه ذنوبه.






امانى يسرى محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-14-2025, 05:00 AM   #38
مشرفة قسم القرآن

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 41

امانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of light

افتراضي

      

. (فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف):
عاقبة المكر وخيمة وأكيدة، فيجتثه الله من قواعده وجذوره.

. (وَلَدَارُ الآخرة خَيْرٌ} [النحل: 30]
خير من ماذا؟!
خير من كل حسنات الدنيا ولذاتها، فالقادم أجمل!

. {الّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ }:
قال ابن القيم: «فالجنة لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شىء من الخبث، فمن تطهر فى الدنيا ولقي الله طاهراً من نجاساته دخلها بغير معوِّق، ومن لم يتطهر فى الدنيا فإن كانت نجاسته عينية، كالكافر، لم يدخلها بحال، وإن كانت نجاسته كسبية عارضة دخلها بعد ما يتطهر فى النار من تلك النجاسة، ثم يخرج منها».

. الاحتجاج بالأقدار وغيرها من الأعذار الواهية لتبرير الانحراف هي سُنَّة قديمة متكررة:
(وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ )

. (فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة):
اتخذها البعض حجة لعدم اهتدائه، وأن الهداية بيد الله لا بيده،
والحقيقة أن الهداية هدايتان:
هداية دلالة وإرشاد وهذه للجميع من مؤمن وكافر، وهداية اختيار وهذه باختيار العبد ...أنت مخيَّر لا مسيَّر

. (
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )
هو تقريب للأذهان؛ والحقيقة أن الله تعالى لو أراد شيئا لكان؛ بغير حاجةٍ إلى لفظ «كن».

. ﴿ فاسألوا (أهل) الذكر ﴾
لم يقل: من عنده ذكر ، بل لا بد أن يكون من أهل التخصص والاحتراف.

. (وما بِكُم مِّن نعمة فمن الله):
النعم بنوعيها من الله وَحده؛ نِعَم الطَّاعَات، ونِعَم اللَّذَات، فالجأ إليهِ كي يعينك على شكرها.




. قال ابن القيم:
«وإذا كانت القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، وكل إحسان وصل إلى العبد فمن الله عز وجل، فلا ألأم ممن شغل قلبه بحب غيره دونه».

. لا خروج للعبد عن نعمة الله وفضله وإحسانه طرفة عين، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ومع هذا فبعضهم يجادل ويقول:
( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)!

. ﴿ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ﴾:
ومن العجائب قول القرطبي وغيره: لم يغصَّ أحدٌ باللبن قط..

﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾
قال عكرمة : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر.

. (والله جعل لكم مما خلق ظلالا):
ظل الأشجار والأبنية من النعم المنسية، ولا يشعر بها إلا العامل المحترق تحت حر الشمس!

. (يتم نعمته لعلكم تسلمون):
خلق الله النعم لتستدل بها عليه لا لتنشغل بها عنه (لعلكم تسلمون) أي تنقادون لأمره.

. ﴿ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا﴾:
قال ابن كثير: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه.والمعنى: كونوا أوفياء بعهودكم، ولا تنقضوها بعد إبرامها، فإن فعلتم كنتم مثل تلك المرأة الحمقاء.

﴿ فتزل قدمٌ بعد ثبوتها ﴾:
قدم ثابتة ومع هذا زلت؟!
فكيف بقدم مضطربة مهتزة؟!

. (مَا عنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عنْدَ اللَّهِ بَاق):
بأي شيء بعنا ما عند الله من نعيم باق بمتاع ينفد..
قال الفضيل: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان ينبغي لنا أن نختار خزفاً يبقى على ذهب يفنى،
فكيف وقد اخترنا خزفاً يفنى على ذهب يبقى!




. ﴿إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون﴾:
قال الثوري: ليس للشيطان عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه.

. عند الخلق : ﴿ سمِعنا فتًى يَذكُرُهُم يُقال له إبراهيم ﴾،
وعند الخالق :﴿إن إبراهيم كان أُمَّـة ﴾،
فلا يضرك رأي الناس فيك ما دمت عند الله مرضيا.

. {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}:
حاز من الفضائل البشريةِ ما لا يكاد يوجد إلا متفرِّقا في أمة.

. {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}:
قال مجاهد: سُمِّي- عليه السلام- أمة لانفراده بالإيمان في وقته،
ففي صحيح البخاري أنه قال لزوجته سارة: «ليس على الأرض اليوم مؤمن غيرى وغيرك».

. كيف تكون أمة؟!
قال ابن مسعود:
إن معاذ بن جبل كان أمّة قانتاً لله حنيفاً. فقيل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً} [النحل: 120] .
فقال: ما نسيتُ، هل تدري ما الأمّة، وما القانت؟
فقلت. الله أعلم
فقال: الأمّة، الذي يعلم الخير والقانت: المطيع لله عز وجل وللرسول. وكان معاذ بن جبل يعلّم الناس الخير، وكان مطيعاً لله عز وجل ورسوله.

. ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾:
هذا صنيع مشركي العرب أخبركم الله تعالى بخبثه، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله تعالى له، وقضاء الله تعالى خير من قضاء المرء لنفسه، ولا ندري..
لرب جارية خير لأهلها من غلام، وإنما أخبركم الله عز وجل بصنيعهم لتجتنبوه ولتنتهوا عنه.

. قال ابن جزي: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً) الآية:
مثل لله تعالى وللأصنام، فالأصنام كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء، والله تعالى له الملك، وبيده الرزق ويتصرف فيه كيف يشاء، فكيف يسوي بينه وبين الأصنام،

. (
كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ )سورة النحل
قال قتادة:هذه السورة تسمى سورة النعم.




. (فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون)
أي ألقت إليهم الآلهة القول، أي نطقت الأصنام بتكذيب من عبدها بأنها لم تكن آلهة، ولا أمرتهم بعبادتها، وفي إنطاق الله للأصنام ظهور فضيحة الكفار.

. (لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ):
والمراد بالجهالة: الجهل والسفه اللذان يحملان صاحبهما على ارتكاب ما لا يليق بالعقلاء، وليس المراد بها عدم العلم.
قال ابن عطية: الجهالة هنا بمعنى تعدى الطور، وركوب الرأس: لا ضد العلم.

( ادع إلى سبيل ربك):
إلى سبيل ربك لا إلى تشييد مجدك وإبراز شخصك.

. (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
قال ابن القيم:جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه: يدعى بطريق الحكمة.والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر: يدعى بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.والمعاند الجاحد: يجادَل بالتي هي أحسن.هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية.

امانى يسرى محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-16-2025, 05:44 AM   #39
مشرفة قسم القرآن

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 41

امانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of light

افتراضي

      


الجزء الخامس عشر


. كان رسول الله ﷺ يقرأ سورة الإسراء كل ليلة!
جاء في حديث عائشة: «كان لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر» . صحيح الجامع رقم: 4874

﴿ سبحان الذي أسرى بعبده (ليلا)﴾:
الليل..موسم المنح الربانية والعطايا الإلهية.

. ﴿ المسجد الأقصى الذي باركنا حوله﴾:
من طيبه بارك الله حوله، فهل بلغ من طيبك أن تنشر الخير حولك؟

. ﴿نوح إنه كان عبدًا شكورًا﴾:
قال محمد القرظي: كان نوح إذا أكل وإذا شرب وإذا لبس وإذا ركب قال : الحمد لله ، فسماه الله عبدًا شكورًا.

. لا زال العرض جاريا على بني إسرائيل:
﴿وإن عدتم عدنا﴾:
أي إن عدتم للإفساد في الأرض بعثنا عليكم عبادا يؤدِّبونكم.

. ﴿وإن عدتم (عدنا)﴾:
قال (عدنا) ولم يقل سيعود عبادنا، وهذا من عظيم تأييد الله للمؤمنين.

. عن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله ﷺ: أيهما أفضل: مسجد رسول الله ﷺ أو مسجد بيت المقدس؟
فقال رسول الله ﷺ:. «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلَّى، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطَن (هو الحبل) فرسه من الأرض، حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا أو قال: خير من الدنيا وما فيها».

. (‏فإذا جاء وعدالآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلواالمسجد):
ليس المقصود به وعد يوم القيامة؛ بل وعد الإفساد الثاني لبني اسرائيل.

﴿وإن عدتم عدنا﴾: كلما ازداد اليهود علوا وإفسادا، اقتربوا من نهايتهم.

. ﴿إن هذا القرآن يهدي﴾:
القرآن مصدر الهداية، ومفتاح تقويم الفِكر والأخلاق، وهو وحده مقياس الخطأ والصواب، ومن دونه تغرق البشرية في الضلال.

. ﴿وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾:
قد تدعو ولا تعلم أنك تدعو على نفسك وبما يضرك، فلا يستجيب الله لك، رحمة بك وشفقة عليك.

. ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه):
عبَّر عن عمل الإنسان بطائره، وجعل عمله في عنقه إشارة لشدة الارتباط بين الإنسان وعمله، وكأن عملك هو الذي يقودك، ويقودك إلى الجنة أو النار كما تُقاد الدابة بالحبل من عنقها.

. ﴿اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا﴾:
أنت اليوم كاتب، وغداً قارئ ، فراجع ما تكتب.

. ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾:
تملي اليوم على الملائكة ما يسطرونه في صحيفتك، وغدا ينشرون ما أمليت من أعمال وأقوال (وإذا الصحف نشرت).

. (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها):
فسقُ أهل الترف في بلد ما إيذان بقرب الهلاك.

. (أمرنا مترفيها ففسقوا فيها):
المأمور به هنا هو الإيمان والعمل الصالح، أي أمرناهم بالطاعة ففسقوا، وليس المعنى أمرناهم بالفسق ففسقوا، لأنه الله لا يأمر بالفسق، وهو مثل أن تقول: أمرتُه فعصاني، أي أمرته بطاعتي فعصاني، وليس معناه: أمرته بالعصيان فعصاني.

. ﴿وسبّح بحمده﴾:
تطبيقها العملي: «أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحان الله وبحمده». صحيح الجامع رقم: 174، وقوله ﷺ: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». صحيح الجامع رقم: 6431

. ﴿ومن أراد اﻵخرة﴾:
من أراد يعني من الإرادة، فليس شراء الآخرة بالأماني والأحلام.

. ﴿وسعى لَهَا سَعْيَهَا﴾:
أي السعْيَ اللائقَ بالآخرة، وهو الإتيان بما أمر الله، والانتهاء عما نهى عنه، وفائدةُ (لها): اعتبار النية والإخلاص، وفائدة﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾: أن غير المؤمن إذا قدَّم عملا صالحا في الدنيا، فلا ينفعه في الآخرة لفقد شرط الإيمان.

. شرط الإيمان!
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يُعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطعَم بحسناته ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها».

. (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك):
هذه الآية تنبيه أن الله لم يترك خلقه من أثر رحمته حتى الكفرة منهم، فقد أعطاهم من نعمة الدنيا على حسب ما قدر لهم، وأعطى المؤمنين خيري الدنيا والآخرة.. معلوم أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، لكنه لا يعطي الدين إلا من يحب.

. (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك):
فلو كانت الدنيا جزاءً لمحسن ... إذا لم يكن فيها معاشٌ لظالم. لقد جاع فيها الأنبياء كرامةً ... وقد شبعت فيها بطون البهائم

. (وماكان عطاء ربك محظورا):
عطاء الله على قدره، وطلب العبد على قدر فقره، وعطايا الله ليس كعطاء ملوك الأرض، فهي غير ممنوعة عن أحد، ومعروضة للكل.

. (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض):
الخطاب للنبي ﷺ، والمقصود إسماع قومه.

. (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا):
قال الإمام ابن كثير:ولتفاوتهم في الدار الآخرة أكبر من الدنيا، فإن منهم من يكون في الدركات في جهنم وسلاسلها وأغلالها، ومنهم من يكون في الدرجات العلا ونعيمها وسرورها.
. ثم أهل الدركات يتفاوتون فيما هم فيه، كما أن أهل الدرجات يتفاوتون، فإن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. وفي الصحيحين: «إن أهل الدرجات العلا ليرون أهل عليين، كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء».

. (وللآخرة أكبر درجات):
قال الضحاك: الأعلى يرى فضله على من هو أسفل منه والأسفل لا يرى أن فوقه أحدا.

. (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض):
حضر جماعة من الناس باب عمر (وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب، فأذن عمر لصهيب وبلال وأهل بدر وكان يحبهم، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط!
إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا يُلتَفت إلينا،
فقال سهيل -وكان أعقلهم-: أيها القوم إني والله قد أرى الذي في وجوهكم، فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم، دُعِي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه!

.(وبالوالدينِ إحساناً }:
ما هو آخر إحسان أحسنت به إلى والديك؟!

. (إما يبلغن عندك الكبر):
(عندك) :
وكأنه حثٌّ على أن (يسكن) والداك معك عند كبرهما.

. (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة):
قال عروة: «إن أغضباك فلا تنظر إليهما شزرا، فإنه أول ما يُعرَف غضب المرء بِشدَّة نظره إلى من غضب عليه». ليست المعاملة معهما بالمثل!

. (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة):
قال زُهَيْر بن محمد: «إن سبّاك أو لعناك ف
: رحمكما الله .. غفر الله لكما».
. عن عبد الله بن عون أنه نادته أمه، فعلا صوته صوتها، فأعتق رقبتين.

. ليس من البر!
سأل رجلٌ الإمام أحمد: إن أبي يأمرني أن أطلق زوجتي؟!
قال له الإمام: لا تطلِّقها،
فقال: أليس النبي ﷺ قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك؟
قال الإمام أحمد: وهل أبوك مثل عمر؟!

. ﴿فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾:
قال سعيد بن المسيب : «الأواب الذي يذنب ثم يستغفر، ثم يذنب ثم يستغفر».

. (وآت ذا القربى حقه والمسكين):
قدَّم الله القرابة على المساكين؛ لأن عدم إحسان الغني إلى أقاربه يثير ضغائن القلوب وحزازات النفوس.

. (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل):
وصى الله في كتابه بابن السبيل ثمان مرات، فآنِس وحشة الغريب، وأحسن إليه، ولا تجمع عليه مع مرارة الغربة مرارةَ الحرمان.

. ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ :
قال ابن عاشور: «التبذير يدعو إليه الشيطان؛ لأنه إما إنفاق في الفساد، وإما إسراف يستنزف المال في السفاسف واللذات، فيعطِّل الإنفاق في الخير، وكل ذلك يرضي الشيطان، فلا جرم أن كان المتصفون بالتبذير من جند الشيطان وإخوانه».

. (فقل لهم قولا ميسورا):
وهذا متعلق بقوله: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)،
فلا ترد المسكين إلا بعطاء أو وعد بعطاء أو دعاء!

. (فقل لهم قولا ميسورا):
في هذا الأمر تأديب للمؤمن إن فقد المال أن يرجو من الله تيسير أسبابه، وأن لا يحمله الشح على السرور بفقد المال كي يتخلص من الإنفاق على المحتاج، بل الأوْلى أن يحرص -إن عدم المال- على أن يرزقه الله به في المستقبل حرصا على الثواب.

. (ولا تقربوا الزنا):
لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ولأن مشوار الألف ميل في الحرام يبدأ بخطوة، ولأن الاستدراج أخفى حيل إبليس.

. (ولا تقربوا الزنا):
قال يونس بن عبيد:
احفظوا عني ثلاثاً مت أو عشت: ومنها: ولا يخل رجلٌ بامرأة شابة وإن أقرأها القرآن.

. ﴿فلا يسرف في القتل﴾:
غضَب أهل القاتل لا يسوِّغ لهم انتهاك العدالة، وتحقيق القصاص لا يجب أن يجرَّ إلى الظلم.

. ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم﴾:
النهي عن القرب منه هو مبالغة في النَّهيِ عن التعرض له، لأن العرب في الجاهلية كانوا يستحلون أموال اليتامى لضعفهم وقلة نصيرهم، فحذَّر الله المسلمين من ذلك لإزالة ما عسى أن يكون بقي في نفوسهم من رواسب الجاهلية.

. ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾:
قال قتادة:
لا تقل : رأيت ولم ترَ، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله سائلك عن ذلك كله !!

. ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾:
في الحديث: (بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَموا): أي يقولون، لأنها بداية الإشاعة وبوابة الكذب، وكان عبد الله بن عمر يقول: «(زعموا) مطِيَّة الكذِب».

. (وإن من شَيء إلا يسبحُ بحمده):
قال ابن عون المصري:
أما يستحي أحدكم أن تكون دابته التي يركب، وثوبه الذي يلبس، أكثر ذكرا لله منه؟





امانى يسرى محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2025, 05:29 AM   #40
مشرفة قسم القرآن

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 41

امانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of light

افتراضي

      

(وإن من شَيء إلا يسبحُ بحمده):
تصريح بأن كل جماد وحيوان وطير وحشرة بل وكل جماد في الوجود يسبِّح الله، وهو حرِيٌّ بأن يحمل كل عاقل على طاعة الله وكثرة ذكره كي لا يكون- بعدما كرَّمه ربه وفضَّله على سائر خلقه- أقلَّ منهم طاعةً لله، فينحط قدره.

. ( قل عسى أن يكون قريباً .. )
عسى مع الله تحقيق وليست ظنا، فحطِّم بهذه الآية أسوار يأسك،
ودع نور الأمل ينتشر في ربوع قلبك!

. (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِه):
قال سعيد بن جبير:
ينفضون (أي الموتى) التراب عن رؤوسهم ويقولون: سبحانك اللهم وبحمدك.

. ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ):
إذا احتار عقلك بين قولين حسنين فآثر أحسنهما.

. (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن):
من تمام العبودية لله: (حسن الكلام)، و(سوء اللسان) يقدح في العبودية..
في سنن البيهقي أن رسول الله ﷺ قال يوما لأصحابه:
«انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نعوده»، وكان رجلا أعمى!
فانظر رِقَّته وحسن كلامه وعدم جرحه للرجل بكلمة ولو فيها كان صادقا!



. (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم):
انتقاء كلماتك فيه إفشال مؤامرة للشيطان..
كان الإمام البخاري مع أن صنعته الكلام في الرجال بالجرح والتعديل، يتورع عن الألفاظ القاسية، مثل كذَّاب، أو وضَّاع، أو متروك، ويختار كلاما أحسن مثل: فيه نظر، وإذا قال البخاري عن رجل: فيه نظر، فهو متروك لا يُقبَل حديثه.

. (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ):
أى:
أولئك الذيت تدعون من دون الله كعيسى والعُزيْر والملائكة الذين زعمتم إنهم بنات الله،
هؤلاء جميعا يتوسلون إلى الله ويتقربون إليه.

. (وما نُرسل بالآيات إلاّ تَخْويفا):
ومن الآيات كسوف الشمس وخسوف القمر، فلابد أن نكون بعد مشاهدة هاتين الظاهرتين أكثر خوفا من الله وأحسن عملا.

. (ونخوِّفهم فما يزيدهم إلا طغيانا):
آيات الله الزاجرة إن لم تزد في إيمانك كانت وبالا عليك، وأدَّت لقسوة قلبك،
واجترائك على محارم الله.


. (وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ):
مِنَ الفَزُّ ، والفز هو «ولد البقرة الوحشيَّة لما فيه من عدم السُّكون والفرار»، وتستنهض ولدك الذي تكاسل، وتقول له: فز يعني انهض، والمعنى: استنهض أيها الشيطان من استطعت (بصوتك) أي بوسوستك، سواء أكان هذا الصوت من جندك من الأبالسة أمثالك، أو جندك من شياطين الإنس الذين يعاونوك.

. (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ):
هي معركة حقيقية، فأجْمِع يا إبليس لبني آدم كل ما استطعت من وسائل الفتنة والإغواء لإضلالهم، وهو تمثيل لحال الشيطان الذي يحاربنا بمختلف قواته وكافة فصائل جيشه من فرسان ومشاة!

. (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ):
مشاركة الشيطان للإنسان في المال بثلاثة أشياء:.
الطلب المحرم:
بأن يطلب زيادة المال عن طريق ربا، أو قمار، أو سرقة، أو غصب، أو غش، أو رشوة، أو بيع حرام كالخمر ونحوه..
الإنفاق المحرم:
مثل ما يُعطى الكاهن أو العراف أو الساحر، أو مهر البغيِّ، أو شراء خمر، أو يسافر لمواطن ينفق فيها ما يلبي شهواته ونزواته المحرمة، أو يقع في الإسراف والتبذير الذي يلحقه بزمرة الشياطين. .
المنع المحرم:
مثل منع الزكاة المفروضة، وعدم أداء حج الفريضة، وعدم الوفاء بالنذر، والتقصير في النفقة على النفس والأهل.

. (واستفزز من استطعت منهم):
يتحدى بها الله إبليس ،
بأن بعض عباد الله لا يستطيع الشيطان غلبته والانتصار عليه مهما فعل!
اللهم اجعلنا منهم.
وكأن الله يقول لعدوه إبليس:افعل ما بدا لك .. كِد وامكر .. دبِّر وخطِّط .. فكل مكرك عليك .. وكل خططك ضدك .. وسيفك قاتلك .. وسهمك راميك.. ولن توقف دعوة الله مهما فعلت وحاولت، وهي طمأنة لكل مؤمن أنه لن يضره كيد إبليس ما دام بالله معتصما.

. (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ):
قال ابن جزي: معناه لأستولين عليهم ولأقودنهم، وهو مأخوذ من تحنيك الدابة، وهو أن يشدّ على حنكها بحبل فتنقاد.

. (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً )
طريق التخلص من أغلال الشيطان سهل يسير: العبودية لله والاستعانة به!

. {فَهُوَ فِي الآخرة أعمى. .} [الإسراء: 72]
ليست وَصْفاً، وإنما تفضيل لعمى الآخرة على عمى الدنيا، أي أنه في الآخرة أشدّ عمىً، وعماه في الدنيا عمى بصيرة، لكن عَماه في الآخرة عمى بصر.


{وَأَضَلُّ سَبِيلاً}:سين: معلوم أنه كان ضالاً في الدنيا، فكيف يكون أضلَّ في الآخرة؟
. جيم: لأن ضلاله في الدنيا كان يمكن تداركه بالرجوع إلى الحق، وأما ضلاله في الآخرة فلا يمكن تداركه.

. ﴿ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا﴾ أكمل الخلق مفتقر إلى تثبيت الله له، وهو القائل ﷺ: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، فكيف بغيره؟!

. (إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً): فيها أن العقاب يُضاعف على من زاغ بقدر علمه، وأن هبوط الأكابر على حسب صعودهم، وأن أخطاء الأحبة وإن قلَّت جلَّت.

﴿ومن الليل فتهجد به﴾: قال البغوي: «قم بعد نومك، والتهجد لا يكون إلا بعد النوم، يقال: تهجد إذا قام بعد ما نام»، وكان التهجد فريضة على النبي ﷺ وعلى أمته، ونسِخ هذا في حق الأمة، وبقي وجوب القيام على النبي ﷺ.

. ﴿إن الباطل كان زهوقا﴾: مهما أمدوه بأسباب الحياة، فإنه روح الباطل سوف تُزهق، الباطل سيموت! ويشمل هذا كُلَّ باطل في كُلِّ زمان.

﴿ ﻭَﻗُﻞْ ﺟَﺎﺀَ ﺍﻟْﺤَﻖُّ ﻭَﺯَﻫَﻖَ ﺍﻟْﺒَﺎﻃِﻞُ ﴾: ﻻ ﻳﺰﻫﻖ (باﻃﻞ) إﻻ إذا خنقته وأزهقت روحه يد أهل الحق.. ولّى زمن المعجزات.

. (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ): يشمل ذلك كونه شفاء القلب من أمراضه، كالشك والنفاق وغير ذلك، وكونه شفاء للأجسام إذا رُقِي عليها به، كقصة الذي رقى الرجل اللديغ بالفاتحة، فشفاه الله، وهي صحيحة مشهورة. قال الحسن: والله من جالس القرآن أحدٌ إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان قال الله: (وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) [سورة الإسراء:82]

﴿وَنُنَزِلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ﴾: القرآن شفاء، فمرضك على قدر بعدك عن مصحفك، وصحتك على قدر أخذك من القرآن.

. ﴿قل كل يعمل على شاكلته﴾ :قال أبو بكر الصديق : «قرأت القرآن من أوله إلى آخره، فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تبارك وتعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ، فإنه لا يشاكِل بالعبد إلا العصيان، ولا يشاكِل بالرب إلا الغفران». الشاكلة بمعنى الأخلاق. قال ابن القيم في تفسير هذه الآية:. «أي على ما يشاكله ويناسبه، فهو يعمل على طريقته التي تناسب أخلاقه وطبيعته، وكل إنسان يجري على طريقته ومذهبه وعادته التي ألفها وجبل عليها، فالفاجر يعمل بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي والإعراض عن النعم، والمؤمن يعمل بما يشاكله من شكر النعم ومحبته والثناء عليه والتودد إليه والحياء منه والمراقبة له وتعظيمه وإجلاله».
. قال ذو الأصبع العدواني:كُلُّ امرئٍ صائرٌ يوما لِشيمته ... وإن تخلَّق أخلاقا إلى حين

. أعظم تحدي على وجه الكون ! ﴿ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ﴾.

(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ) في حديث أنس أن رجلا قال: يا رسول الله، الذين يحشرون على وجوههم، أيحشر الكافر على وجهه؟ قال رسول الله ﷺ: أليس الذي أمشاه على الرجلين قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة": قال قتادة حين بلغه: بلى وعزة ربنا. أخرجه البخاري ومسلم.

. (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً)فإن قيل: كيف وصفهم بأنهم عمي وبكم وصم وقد قال: "ورأى المجرمون النار" (الكهف-53) وقال: "دعوا هنالك ثبورا" (الفرقان-13) وقال: "سمعوا لها تغيظا وزفيرا" (الفرقان-12) أثبت الرؤية والكلام والسمع؟. جيم: يحشرون عميانا، ثم تعاد إليهم هذه الحواس. قال الحسن: هذا حين يساقون إلى الموقف إلى أن يدخلوا النار.

. ﴿فأغرقناه ومن معه﴾: السادة والأتباع مصير واحد، في البداية بالعمل، وفي النهاية بالهلاك.

﴿ لتقرأه على الناس على مكث ﴾ لا يكن همك آخر السورة! واقرأ قراءة مسترسلة هادئة بتدبر وتمهل، وإلا لم تجن ثمار الوحي، ولم تخرج بدرر المعاني.
.
(إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا) العالِم ليس بكثرة العلم بل بوجود البكاء. سئل الإمامُ أحمدُ عن معروف الكرخي: هل كان معه علمٌ؟! فقال: كان معه أصلُ العلم، خشيةُ الله عزَّ وجل.
. في سنن الدارمي عن عبد الأعلى التيمي قال: «من أوتي من العلم ما لا يبكيه، لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه، لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ﴾ [الإسراء: 107] إلى قوله ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ﴾ [الإسراء: 109]».. وقرأ عمر بن الخطاب رضى الله عنه يوما هذه الآية، فسجد وقال: هذا السجود فأين البكاء؟!

﴿الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب﴾: إنزال القرآن من أعظم النعم التي تستوجب حمد الله، لذا حمد الله سبحانه ذاته العلية على هذه النعمة تذكيرا لعباده بالحمد وتعليما لهم.

. ﴿لينذر بأسا شديدا﴾: من أهم حكم إنزال القرآن الإنذار، فلا تُلغِ هذا الفصل من قاموس وعظك بحجة : سماحة الإسلام وعدم التشدد
امانى يسرى محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 11:18 PM   #41
مشرفة قسم القرآن

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 41

امانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of light

افتراضي

      

. ﴿ أسرى بعبده ﴾:
أشرف المقامات التي يمكن أن يبلغها عبد هو مقام العبودية لله. قال الإمام القرطبي: «قال العلماء: لو كان للنبي ﷺ اسمٌ أشرف منه لسمَّاه به في تلك الحالة العليَّة».

. ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾ [الإسراء: 1]:
العلاقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى علاقة أخوة لا تنفك، يظهر هذا في هذه الآية، وظهرت حتى في مواعيد البناء!
فعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وُضِع أول؟
فقال: «المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى». قال: قلت: كم كان بينهما؟
قال: «كان بينهما أربعون سنة، وحيث ما أدركتك الصلاة فصَلِّ، فثَمَّ مسجد». التعليقات الحسان رقم: 1596

. ﴿عِبَادًا لَنَا﴾ [الإسراء: 5]:
هذا شرط الانتصار: أن نكون عباداً لله حقا، فنخوض المعركة على أسس إيمانية ربانية، لا أسس قومية أو وطنية أو عصبية أو عِرقية، لنسترد بذلك وصف العبودية لله، فنكون أهلا لنصره، وعندها فحسب يوكِل الله إلينا تنفيذ وعيده الذي توعَّد به بني إسرائيل: {لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ} [الإسراء: 7]

. ﴿عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ [الإسراء: 5]:
وعد الله لا يتخلف بأننا سننتصر؛ لكن هذا الانتصار مرهون بشرطين: ﴿عِبَادًا لَنَا﴾ و ﴿أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾،
فالشرط الأول متعلِّق بالقوة الإيمانية، والشرط الثاني متعلِّق بالقوة المادية والأخذ بالأسباب.

﴿فَجَاسُواْ خِلاَلَ الديار﴾ [الإسراء: 5]
جاسُوا من جاسَ أي: بحث واستقصى المكان، وطلب مَنْ فيه، وهو م يُسمّيه رجال الأمن: «تمشيط المكان» للبحث عن المجرمين، أي تتبعوا اليهود تتبعاً بحيث لا يخفي عليهم منهم أحد، وهو ما حدث مع يهود المدينة: بني قينقاع وبني قريظة وبني النضير ويهود خيبر.

. ﴿لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ﴾[الإسراء: 7]
أي: نُلحق بهم من الأذى ما يظهر أثره على وجوههم؛ وأشرف ما في الإنسان وجهه.
قال الإمام الرازي: «وإنما عزا- سبحانه- الإساءة إلى الوجوه، لأن آثار الأعراض النفسية الحاصلة في القلب إنما تظهر على الوجه، فإن حصل الفرح في القلب ظهر الإشراق في الوجه، وإن حصل الحزن والخوف في القلب، ظهر الكلوح في الوجه».


. {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ. .} [الإسراء: 7]:
كأن الله سبحانه يلفت أنظارنا ويقول لنا: إن أردتُمْ أنْ تدخلوا المسجد الأقصى مرة أخرى بعد خروجكم منه، فادخلوا في السِّلم (الإسلام) كافة، وارجعوا إلى منهجي وتمسكوا به.

. {وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً} [الإسراء: 7]:
والعلو يحتاج فترة زمنية معتبرة حتى يعلوا فيه اليهود في البنيان والطغيان.

. ﴿وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾[الإسراء: 11]:
ربما كان تأخير الإجابة حمايةً للداعي من حُمقِ الدعاء!
لأنه دعا بما يضره وهو يظن أنه ينفعه.

﴿وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾[الإسراء: 11]:
قال ابن عباس وغيره: «هو دعاء الرجل على نفسه وولده عند الضجر بما لا يحب أن يستجاب له: اللهم أهلكه، ونحوه».

. ﴿وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾[الإسراء: 11]:
في الحديث: «من هذا اللاعن بعيره؟!
انزِل عنه فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافِقوا من الله ساعة يُسأَل فيها عطاءً، فيستجيب لكم». صحيح الجامع رقم: 6582

. ﴿وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا﴾[الإسراء: 11]:
هذا هو السبب الذي يحمل الإنسان على الدعاء بالشر كما يدعو بالخير، فالعبد متسرع في طلب كل ما يخطر بباله دون النظر في عاقبته، ليتأكد هل هو خيرٌ فيدعو به، أم شرٌّ فيستعيذ منه، وفي غمرة استعجاله يغفل عن أن المقسوم لا يفوته، وأن اختيار الله للعبد خير له من اختياره لنفسه.



. ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ [الإسراء: 29]:
في الآية حَضٌّ على التوسط، فخير الأمور الوسط.
وقد رُوِي عن رسول الله ﷺ قوله: «ما عال من اقتصد». ضعيف الجامع رقم: 5101 وقد قيل: «الاقتصاد نصف المعيشة»،
وكان يُقال: حسن التدبير مع الكفاف، خير من الغنى مع الإسراف.

. ﴿وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا ﴾[الإسراء: 37]:
عجيب!
حتى طريقة المشي يحدِّدها لك القرآن، وتنزل فيها الآيات! لقد علَّمنا ديننا كل شيء.

. ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا﴾[الإسراء: 42]:
قال سعيد بن جبير: «المعنى إذا لطلبوا طريقا إلى الوصول إليه ليُزيلوا ملكه، لأنهم شركاؤه». مخاطبة العقل والإقناع منهج قرآني.

. ﴿قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً﴾[الإسراء: 50]:
لما قالوا: أئذا كنا عظاما إئنا لمبعوثون، قيل لهم: كونوا حجارة أو حديدا، فإنه الله قادر على إحيائكم على أي حال، فإن كنتم تستبعدون رد العظام اليابسة إلى رطوبة الحياة، مع أنها جزء من جسدكم الحي،
فكيف إذا كنتم حجارة أو حديدا، وهما أبعد عن الحياة؟!.
قال مجاهد: «المعنى كونوا ما شئتم فستعادون».

. {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} [الإسراء: 54]:
وبمقتضى هذا العلم يُقسِّم الأرزاق ويُوزِّع المواهب بين العباد، كُلٌّ بحسب حاله، وعلى قَدْر ما يُصلِحه، والجميع عبيدٌ لله، وليس بينه وبين أحد منهم عداوة فيحرمه، ولا مصلحة أو نسب فيعطيه ويُكرِمه.

. {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} [الإسراء: 54]:
قال القشيري: «سدَّ على كل أحد طريق معرفته بنفسه ليتعلّق كلّ قلبه بربه، ويوصف العبد بالعلم ويوصف الربّ بالعلم، ولكن العبد يعلم ظاهر حاله، وعلم الرب يكون بحاله وبمآله».

. ﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ [الإسراء: 55]:
كأن الله سبحانه يشير إلى أن سبب تفضيله لأحد خلقه هو الرسالة لا المُلك، فسبب شرف داوود أنه أوتي الزبور لا أنه أوتِي المُلْك.

﴿قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا﴾[الإسراء: 63]:
﴿فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ﴾ وهي صيغة خطاب لمن حضر مع أنه قدَّم ذكر الغائب حين قال: ﴿فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ﴾، تغليبا لجانب المخاطَب- وهو إبليس- على جانب الغائب وهم أتباعه، لأنه سبب إغواء هؤلاء الأتباع.

. ﴿رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾[الإسراء: 66]:
تعرَّف الله إلى عباده بنعمه كي يحبوه، فإذا أحبوه أطاعوه، فإذا أطاعوه أدخلهم الجنة، وهذا من تمام رحمته وعظيم فضله.

. ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾[الإسراء: 70]:
امتنَّ الله على عباده في هذه الآية بخمس مِنَن: التكريم، وتسخير المراكب في البر، وتسخير المراكب في البحر، والرزق من الطيبات، والتفضيل على كثير من المخلوقات.

. ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾[الإسراء: 71]:
رجَّح ابن كثير القول بأن الإمام هو كتاب الأعمال، لقوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ﴾، وما رجَّحه رحمه الله هو الصواب؛ لأن القرآن يُفسِّر بعضه بعضا.

. ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا﴾[الإسراء: 73]
هنا إثبات لعصمة النبي ﷺ، فقولك: كاد زيد يفعل معناه أنه لم يفعل.
قال ابن عباس: «كل شيء في القرآن كاد، وأكاد، ويكاد، فإنه لا يكون أبدا».
امانى يسرى محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم اليوم, 08:24 PM   #42
مشرفة قسم القرآن

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 41

امانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of light

افتراضي

      

﴿وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً ﴾[الإسراء: 74]:
قال قتادة: لما نزلت هذه الآية، قال النبي ﷺ:«اللهم لا تكِلني إلى نفسي طرفة عين».
والركون هو أدنى الميل، فنفى الله عن نبيه الشيء اليسير من الركون، فلم يقترب ﷺ أدنى الأدنى من الميل إلى المشركين، وهذا صريح في أن النبي ﷺ لم يُهِمَّ بإجابتهم.
إخراج الأنبياء والمصلحين من ديارهم سُنَّة الطغاة، كانت وستبقى.

. ﴿وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾[الإسراء: 76]:
قال مجاهد:«ذهبَتْ قريش إلى هذا، ولكنه لم يقعْ منها لأنه لما أراد الله سبحانه استبقاء قريش، وألا يستأصلها، أذن لرسوله في الهجْرة، فخرج من الأرض بإِذن الله، لا بِقَهْر قريش، واسْتُبْقِيَتْ قريشٌ لِيُسِلمَ منها ومِنْ أعقابها مَنْ أسْلَم».

. ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً﴾[الإسراء: 78]:
هي صلاة الفجر، وسُمِّيت قرآنا، لمشروعية إطالة القرآن فيها أطول من غيرها، ولفضل القراءة فيها حيث يشهدها الله وملائكة الليل وملائكة النهار.

﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾[الإسراء: 85]:
في الآية توجيه تربوي، فهي تردع من يسأل المسائل التي لا يُقصَد بها إلا التعنت والجدال، وفيها كذلك إرشاد المسؤول إذا سئل عن أمر لا يفيد السائل، لكي يُعرِض عن جوابه، ويدله على ما يحتاج إليه وينفعه.

. ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾[الإسراء: 85]:
خاطب النبي ﷺ بهذه الآية المعاصرين له منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة عام، ولا تزال الآية تخاطبنا، وستخاطب مَنْ بعدنا إلى قيام الساعة مع ما توصلتْ إليه البشرية من تطور تكنولوجي وعلوم، وكأنه الله سبحانه يقول: يا ابن آدم، تواضع، واعرف قدرك، والزم غرزك.

. ﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا﴾[الإسراء: 86-87]:
امتنان عظيم من الله على نبيه وأمته من بعده ببقاء القرآن محفوظا، بعد المنة العظيمة بتنزيله، وهاتان النعمتان متلازمتان، يلزم على كل عبد القيام بشكرهما .


. ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾[الإسراء: 89]:
والتصريف وجهان: أحدهما: كرَّرْنا في هذا القرآن من المواعظ والأمثال، والثاني: نوَّعنا بين المواعظ باختلاف أنواعها.
وقدَّم ذكر الناس هنا تنبيها للناس، وليهتموا بتفهُّم القرآن وتدبُّره، وسبب آخر للتقديم: أن الآية وردت بعد قول: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ﴾، فناسب تقديم ذكر الناس وقيام الحجة عليهم بعجزهم عن الإتيان بمثله.

. ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا﴾ [الإسراء: 94]:
كيف تطلبون أيها الجاهلون أن يكون رسولكم مَلَكا، وتستبعدون أن يكون بشرا؟! فما منعَهم من الإيمانِ إلا استغرابُ أن يبعث الله لهم بشرا مثلهم، كما في قوله تعالى في أول سورة يونس: ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ﴾.

. ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا﴾ [الإسراء: 94]:
في الآية تسلية ومواساة للنبي ﷺ، وأنه ليس وحده مَن كُذِّب من المرسلين، فالرسل المتقدمون كلهم من البشر، فإذا لم يؤمنوا بك يا محمد، فيلزمهم ألا يؤمنوا بكل رسول قبلك، فتكذيبهم لك تكذيب لكل من سبقك من الرسل، فلا يسوؤك أمرهم.

. ﴿ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا﴾[الإسراء: 98]:
لاشك أن ذكر العقاب الفظيع في الآية السابقة يثير في النفس استبشاع الجزاء والاستعلام عن السبب، فعرض الله هنا سببان وهما: الكفر وإنكار البعث، لنعلم أن ما حاق بالكافرين كان عدلا لا ظلما، ومناسبٌ تمام المناسبة لطبيعة ذنبهم.. كذَّبوا بالإعادة بعد الإفناء، فجعل الله عقابهم أن سلَّط النار على أجسادهم تأكلها ثم يعيدها، ولا يزالون على تلك الحال؛ ليزداد تحسرهم على إنكارهم البعث.

. ﴿فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ﴾[الإسراء: 101]:
قال الآلوسي: «فاسأل يا محمد مؤمني أهل الكتاب عن ذلك، إما لأن تظاهر الأدلة أقوى- في التثبيت-، وإما من باب التهييج والإلهاب، وإما للدلالة على أنه أمر محقق عندهم ثابت في كتابهم».


. ﴿فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا﴾[الإسراء: 101]:
شأن الطغاة في كل زمان ومكان، حين يرون قوة الحق ونصاعة حجته، وضعف منطقهم وضلاتهم، أن يرموا أهله - زورا وبهتانا- بكل نقيصة.
﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾[الإسراء: 102]:
سرعة وقوة رد موسى على كذب فرعون مذهل، فالحق أبلج والباطل لجلج.

. ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾[الإسراء: 102]:
والمثبور أي هالك مُدمَّر، أو بمعنى مصروفا عن الخير، من قولهم: ما ثبرك عن هذا الأمر؟ أى: ما الذي صرفك ومنعك عنه.والمعنيان صحيحان، والمعنى: كل من صرفه الله عن الحق فهو هالك.

. ﴿فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا﴾[الإسراء: 103]:
أراد فرعون أن يطرد موسى وقومه من أرض مصر، وأن يهلكهم، فجاءت النتيجة بالعكس، فأهلكه الله وجنده بالغرق، وأسكن من أراد طردهم الأرضَ التي أراد فرعون أن يستفزهم منها، فالآية تحكي سُنَّة من سنن الله في إهلاك الظالمين، وتوريث المستضعفين أرضهم وديارهم.

. ﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾ [الإسراء: 108]:
هؤلاء هم الصالحون من أهل الكتاب؛ لأن الوعد ببعثة محمد سبق في كتابهم، فهم في انتظار إنجاز هذا الوعد، ومن هؤلاء: ورقة بن نوفل، ومنهم كذلك من آمن بعد نزول هذه السورة مثل عبد الله بن سلام، ففي الآية إخبار ببعض الغيب.

. ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: 109]:
بمعنى يسقطون على الأرض بدون إِرادتهم، واستخدام هذه الكلمة بدلا مِن السجود ينطوي على إِشارة لطيفة، هي أنَّ ذوي القلوب الحية عندما يسمعون آيات القرآن يتأثرون به إلى درجة أنهم يسقطون على الأرض، ويسجدون خشية بدون وعي أو اختيار.

. ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء: 110]:
قال ابن عباس: «سمع أبو جهل النبي ﷺ يقول: يا الله يا رحمان، فقال أبو جهل: إنه ينهانا أن نعبد إلهين، وهو يدعو إلها آخر». أي أن المدعو إله واحد، وإن تعددت أسماؤه الحسنى.

. ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110]:
قال ابن عباس: «نزلت ورسول الله ﷺ مختف بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون، سبوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به، فأمره الله بالتوسط».

. ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾[الكهف: 12]:
أليس الله قد علم كل شيء قبل وقوعه؟! بلى، لكن العلم هنا علم مشاهدة لا مجرد علم غيب، ولابد من خروج الحدث لعالم الشهادة والواقع لتقوم الحجة على الخلق. العلم هنا متعلِّق بأي الحزبين المختلفين من الناس اختلافا في مدة لبث أصحاب الكهف، أيهما أدقُّ إحصاء وضبطا لمدة لبثهم.

. ﴿إنهم فتية آمنوا بربهم﴾[الكهف: 13]:
قال ابن عباس: «ما بعَث الله نبيا إلا وهو شاب، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب، وقرأ: ﴿قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم﴾، ﴿وإذ قال موسى لفتاه﴾، ﴿إنهم فتية آمنوا بربهم﴾» .

. ﴿هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ﴾[الكهف: 15]:
كل قول ليس عليه دليل مردود، فهلا أقاموا بيِّنة على كون أصنامهم التي يعبدون آلهة؟! وهي دعوة لتحكيم العقل الذي وهبنا الله إياه، وعدم التسليم للخرافات والأوهام.

. ﴿لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ﴾[الكهف: 15]:
قال الزمخشري: «وهو دليل على فساد التقليد، وأنه لا بد في الدين من حجة حتى يصِحَّ ويثبت».


﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾[الكهف: 18]:
كان الناس يتنازعون في زمانهم: هل تُعاد الأرواح دون الأبدان أم تُعاد الأرواح والأبدان؟
فجعل الله أمر هؤلاء الفتية آية لإعادة الأبدان، وأعثر عليهم أهل مدينتهم.
. ما هدف العثور عليهم؟!
لتكون آية تغرس اليقين في قلوبهم، فإن حالهم في نومهم وانتباههم بعدها، كحال من يموت ثم يُبعَث، ومن توفى نفوسا وأمسكها ثلاثمائة سنين،
ثم أعاد إليها الحياة، قادر على أن يتوفى أرواح الناس إلى أن يردها على أبدانهم يوم القيامة.

. ﴿فلينظر أيها أزكى طعاما﴾[الكهف: 19]:
لم يقولوا: أيها أشهى طعاما، ولا أيها أرخص طعاما، لأن المؤمن يقوده إيمانه، لا ملذاته وشهواته، يعلِّمنا هؤلاء الفتية ترتيب الألويات عند وجود الشبهات وغزو الشهوات.

. ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾[الكهف: 27]:
تسلّ- حين تتقلب عليك الأحوال وتتوالى الأهوال- بأنوار الآيات وأضواء الوحي، فخير ما يبدِّد ظلمة الأحزان أنوار الإيمان، والقرآن هو نبع هذه الأنوار.

. ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾[الكهف: 27]:
يشمل التلاوة اللفظية والتلاوة العملية، أما التلاوة اللفظية فمعلومة، وأما التلاوة العملية فأن تعمل بالقرآن، فإذا عملتَ به فقد تلوتَه.


. ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾[الكهف: 27]:
اقرأ كتاب ربك لتكون معانيه وحقائقه ملازمة لك، مستقرة في قلبك، وإذا كان هذا أمر الله إلى المعصوم الذي لا سبيل إلى زيغ قلبه،
فكيف بمن أحاطت به الشبهات وأسباب الزيغ من كل الجهات؟!
﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾[الكهف: 29]:
هذا الكلام وإن كان خارجا مخرج التخيير، إلا أنه غاية التهديد والوعيد، وهي تدل على أن الله لا ينتفع بإيمان المؤمنين ولا يضره كفر الكافرين، بل نفع الإيمان وضرر الكفر يعود على العباد فحسب.

. ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾[الكهف: 30]:
هذه قاعدة عامة: الله لا يضيع أجر من أحسن، وهي تصلح أن تكون جارية على المؤمن والكافر؛ لذلك لم يَقُل: (إنَّا لا نضيع أجر المؤمنين)،
لأن الكافر قد يُحسِن العمل، فلا يبخسه الله تعالى حَقّه، بل يوفّيه حظه من الجزاء والثناء والعطاء في الدنيا.

. ﴿وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾[الكهف: 34]:
هذا شأن من طمس الله بصائر قلوبهم، تزيدهم نِعم الله بطرا لا شكرا، وشرا لا خيرا.
. ما أصدق قول قتادة يصف أماني هؤلاء الفجار: «تلك- والله- أمنية الفاجر: كثرة المال وعزة النفر».




. ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا﴾[الكهف: 35]:
أكثر ما يدفع إلى الظلم استبعاد الموت مع ظن دوام النعمة وعدم زوالها.

. ﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾[الكهف: 38]:
الفخر الحقيقي بالإسلام، والنعمة الباقية هي نعمة التوحيد، وكل ما عدا ذلك عرضة للزوال.

. ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾[الكهف: 39]:
روى هشام بن عروة بن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يُعجِبه أو دخل حائطًا (بستانًا) من حيطانه، قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فمن أعجبه شيء من حاله أو ولده أو ماله،
فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وهو مأخوذ من هذه الآية الكريمة.


. ﴿ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾[الكهف: 39]:
معناها: الحضُّ على الاعتراف بأن جنته وما فيها تحت مشيئة الله، إن شاء أبقاها، وإن شاء أبادها، وهذا حال المؤمن مع كل نعمة من نعم الله عليه.

. ﴿فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾[الكهف: 40]:
الله قادر في لحظة واحدة على أن يقلب حالك، فتصبح جنتك أرضا «زلقا» أي جرداء ملساء لا تُخِرج نبات، ولا تثبت عليها قدم، أي تصير عديمة النفع من كل شيء حتى من المشي عليها.

. ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ﴾ [الكهف: 47]:
أشد الزلازل تدميرا في الدنيا لا تستطع اقتلاع الجبال من جذورها، لكن كل شيء يوم القيامة مختلف، فيوم القيامة هو زلزال الزلازل الذي يفتت أقوى الجمادات، ويجعلها تطير مع السحاب.

. ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً﴾ [الكهف: 47]:
فلا بناءَ فيها ولا حجر ولا شجر، حتى لا يتوارى أحد، بل ينكشف الخلق جميعا بين يدي الله، للحساب والجزاء.

. ﴿وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً﴾ [الكهف:48]:
أنه لم يَغِبْ عن الله منهم أحد في الدنيا ولو استتروا، لكنهم يوم القيامة أشد انكشافا وافتضاحا في يوم العرض الأكبر!

. ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً ﴾[الكهف: 55]:
العذاب قُبُلا هو الذي يرونه عيانا ومواجهة أو قِبَلا أي ألوانا متنوعة، وهذا تهديد وإنذار وتحذير وحث على المبادرة بالإيمان قبل فوات الأوان..
لا تتعجب من إعراض الخلق!
فبعض الناس لن يؤمنوا ولن يستغفروا إلا إذا نزل بهم عذاب دنيوي مهلك، أو مواجهة عذاب الآخرة وعلى عتبات النار.

. ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَداهُ﴾[الكهف: 57]: كلما زاد ظلم العبد زاد نسيانه لذنبه وبعده عن ربه.
. ﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ﴾[الكهف: 58]: تأخير العذاب من علامات رحمة لله، وهو إما إمهال للعبد كي يتوب، أو إقامة للحجة عليه إن أصرَّ على الذنوب.

. ﴿وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقُبا﴾[الكهف: 60]: قوة تصميم وإرادة وتعهد على الاستمرار حتى يبلغ مجمع البحرين، طلبا للعلم، أو يمضي دهرا طويلا حتى يجد هذا العالِم.
. قال الرازي: «وهذا إخبار من موسى بأنه وطَّن نفسه على تحمل التعب الشديد والعناء العظيم في السفر لأجل طلب العلم، وذلك تنبيه على أن المتعلم لو سافر من المشرق إلى المغرب لطلب مسألة واحدة لحقَّ له ذلك».

. ﴿قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾[الكهف: 69]:
تقديم المشيئة تأدب مع الخالق سبحانه، واستعانة به على الصبر، أدب يعلِّمنا إياه الأنبياء.

. ﴿فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ [الكهف:70]:
كلمة ﴿ شَيْءٍ﴾ نكرة تدل على أن الخضر اشترط على موسى اشتراط العالم على الطالب ألا يبدأه بالسؤال،
مهما رأى شيئا غريبا غير مفهوم حتى يبدأه العبد الصالح بالحديث عنه، ووافق موسى على الشرط.


امانى يسرى محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
10000, أبوشادي, من, أكبر, تدبرية, خالد, جعلناه, فائدة, نورا, }د., قرآنية, كتاب
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مائة فائدة في النحو والإعراب كتاب الكتروني رائع عادل محمد ملتقى الكتب الإسلامية 1 11-04-2023 04:03 PM
أكبر مكتبة تسجيلات قرآنية صوتية ومرئية فى العالم 53000 تلاوه لجميع القراء والمشايخ أبو ريم ورحمة ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية 1 01-10-2019 06:59 AM
التراويح أكثر من ألف عام في المسجد النبوي كتاب الكتروني رائع عادل محمد ملتقى الكتب الإسلامية 2 11-20-2017 05:09 PM
زوال إسرائيل حتمية قرآنية كتاب تقلب صفحاته بنفسك عادل محمد ملتقى الكتب الإسلامية 3 04-19-2017 11:39 AM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009