![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#37 |
مشرفة قسم القرآن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ﴿وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ﴾[الحجر: 89]:
في الحديث: «إني نذير إنما مثلي ومثلكم، كمثل رجل رأى العدو،فانطلق يريد أهله، فخشي أن يسبقوه إلى أهله، فجعل يهتف: يا صباحاه يا صباحاه! أُتيتم أُتيتم». صحيح الجامع رقم: 7901 . ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ [الحجر: 91]: آمنوا ببعض القرآن وكفروا ببعض. . ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]: قال ابن عباس في الجمع بين هذه الآية وبين قوله: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر: 92]: «لا يسألهم: هل عملتم كذا وكذا؛ لأنه أعلم بذلك منهم، ولكن يسألهم: لمَ عملتم كذا وكذا؟». . ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]: قال ابن عباس: «لا يُسألون سؤال شفاء وراحة، وإنما يُسألون سؤالَ تقريع وتوبيخ». . ﴿الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 96]: أشد تهديد ما أخفى الله فيه نوع الوعيد! فهنا تهديد شديد لمن جعل مع الله معبودا آخر. . (وزيناها للناظرين): زيَّنها لك لتنظر إليها، وتتأمل جمالها وعظمة الله فيها، فتزداد إيمانا.. أعانك على عبادة التفكر. . ﴿وأنبتنا فيها من كل شيء موزون﴾ : آية قرآنية وكونية معجزة، فالتوازن البيئي من أهم أسباب استمرار الحياة على سطح الأرض! ويشمل كل شيء في الأرض، فوجوده بنسب محددة مقدرة، بحسب حاجة الأرض وسكانها للحياة. . ﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾ خزائن لا تنفد مهما أُنفِق منها، فلا تحرم نفسك ما فيها بإمساك لسانك وكسلك عن الطلب. ![]() . ﴿ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه ﴾: العطاء معلَّق بالدعاء، فلا يغفل عنه إلا الأغبياء! . ﴿وأرسلنا الرياح لَوَاقِح﴾: كان ﷺ إذا اشتدَّت الريح قال كما في حديث سلمة بن الأكوع: «اللهم لقْحًا لا عقيمًا».. أي ريحا تلقِّح السحاب فيمتلئ بالماء. . ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾: قال السعدي: وليس إجابة الله لدعائه كرامة في حقه، وإنما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد، ليتبين الصادق الذي يطيع مولاه دون عدوه ممن ليس كذلك. . ﴿قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض﴾: بابان للشيطان! قال القرطبي: وتزيينه هنا يكون بوجهين: إما بفعل المعاصي، وإما بشغلهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة. . ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾: قال ابن تيمية: فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم، ولهذا يهربون (الشياطين) من البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة، ويهربون من قراءة آية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وغير ذلك من قوارع القرآن. . ﴿واتَّبِع أدبارهم﴾: القائد دوما خلف الجند! قال ابن كثير: «وأن يكون لوط عليه السلام يمشي وراءهم ليكون أحفظ لهم، وهكذا كان رسول الله ﷺ يمشي في الغزو إنما يكون ساقة يزجي الضعيف، ويحمل المنقطع». . ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان﴾: الاحتماء بحصن العبودية هو أفضل وقاية من إبليس وجنوده، لأنه يضعف سلطانهم عليك، ويقوّي سلطانك، فتنتصر. ![]() . ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ﴾: قال رسول اللهﷺ : «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة». صحيح الجامع رقم: 6275 . ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾: اختفاء الخوف إلى الأبد ودوام الأمن هو نعيم لا يستشعر قدره إلا من فقَده؛ ولذا كان من عظيم نعيم أهل الجنة، فلا عذاب ولا موت ولا خروج ولا زوال. . (لا يمسهم فيها نصب): حتى في قمة أحداثنا السعيدة يدركنا التعب، وأما الجنة فسعادة الأبد بلا أدنى تعب. . ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ﴾: قال ابن جزي: «أي لا تنظر إلى ما متعناهم به في الدنيا، كأنه يقول: قد آتيناك السبع المثاني والقرآن العظيم، فلا تنظر إلى الدنيا، فإن الذي أعطيناك أعظم منها». . ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ﴾: سمَّى الوحي روحا، فكل من لم يتصل بالوحي من كتاب وسنة فهو ميت. . لا تيأس ولو كنت في سِنِّ اليأس: ﴿قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون . قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين﴾ . ﴿بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين﴾: أحِطْ نفسك بالمتفائلين المستبشرين، فإنهم مفاتيح السعادة وأسباب السرور، ومغاليق التعاسة وأقفال الشرور. ( ولا يلتفتْ منكُم أحدٌ وامضُّوا حيث تؤمرون ) فدعوه فأجابهم وأكل معهم، وتلا:الانشغال بالمعارك الجانبية يستهلك طاقتك، ويمنعك من بلوغ هدفك. . (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون): لم يقسم الله بحياة بشر إلا بحياة نبيه تكريما له وتشريفا. . (إنهم لفي سكرتهم يعمهون): للهوى سُكر أشد من سُكر الخمر، وما أكثر مخموري العقول بالأهواء والشهوات. . ﴿وإن الساعة لَآتِية فاصفح الصَّفح الجميل﴾: عشاق الآخرة لا وقت لديهم للعداوات والضغائن وتوافه الأمور. . استحضار قرب الرحيل خير ما يُعين العبد على الصفح والتسامح (وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل) . (وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل): قيل لأبي الفضل يوسف بن مسرور: فلان يتكلم فيك. فقال: إنما مثلي ومثله كمثل رجل حُمِلَ لضرب عنقه فقذفه رجل في الطريق، فقال لنفسه: أنت تُحْمَل للقتل تسأل عمن يقع فيَّ؟! وأنا سائر إلى الموت لا أدري متى يأتيني!! أسأل عمن يتكلم فِيَّ؟! في الموت ما يشغلني عن ذلك. (فاصفح الصفح الجميل): قال علي بن أبي طالب: الصفح الجميل صفح لا توبيخ فيه، ولا حقد بعده. ![]() . (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ): قال القرطبي: المعنى: قد أغنيتُك بالقرآن عما في أيدي الناس. . (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ): قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: مَنْ أوتيَ القرآنَ فرآى أن أحداً أوتيَ أفضل مما أوتي، فقد صغّر عظيماً وعظّم صغيرا. . (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ): الخطاب له عليه الصلاة والسلام والمراد أمته؛ لأنه ﷺكان أبعد ما يكون عن إطالة النظر إلى زينة الدنيا وزخارفها، وهو القائل: « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه». . (ولا تحزن "عليهم" ﴾ كان حزنه عليهم لا منهم، رغم أنهم آذوه وأخرجوه من أرضه وحاولوا قتله! . قال عمر بن عبد العزيز: يا معشر المستترين: اعلموا أن عند الله مسألةً فاضحةً؛ قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} . (إنا كفيناك المستهزئين) لم يقل سنكفيك، بل جاء بصيغة الماضي للتحقيق والتوكيد، فنبينا مكفي بالله حتما. . ﴿ إنّا كفيناكَ المُستهزئين﴾: مزّق كِسرى رسالة النبي ﷺ فمزّق الله مُلكه! . (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ) من الكلام ما هو أشد وقعا من الحسام. . دواء ضيق الصدر بالوصفة القرآنية هو في أمرين: التسبيح والسجود (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون • فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين). ![]() . ﴿ولقد نعلم أنك يضيق صدرك*فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين﴾: أن تبوح لله في سجودك وتدخل عليه في أي وقت، فيضمن لك الراحة، خير لك من أن تبوح لمن يتهرب منك أو تحتاج إلى ترتيب موعد سابقا للقائه، ولا تضمن أن يريح لقاؤه صدرك. . ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ): لو كنت نطفة سقطت في غير محلها لغُسِلت! فلما مدَّ الله في عمرك، خاصمت ربك واعترضت عليه. . (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون): آية جمعت بين الماضي والحاضر في وسائل المواصلات. . مرَّ الحسن بن علي على مساكين يأكلون، (إنه لا يحب المستكبرين) . . (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم﴾: قال حبيب الفارسي: إن من سعادة المرء إذا مات ماتت معه ذنوبه. |
![]() |
![]() |
![]() |
#38 |
مشرفة قسم القرآن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() . (فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف): عاقبة المكر وخيمة وأكيدة، فيجتثه الله من قواعده وجذوره. . (وَلَدَارُ الآخرة خَيْرٌ} [النحل: 30] خير من ماذا؟! خير من كل حسنات الدنيا ولذاتها، فالقادم أجمل! . {الّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ }: قال ابن القيم: «فالجنة لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شىء من الخبث، فمن تطهر فى الدنيا ولقي الله طاهراً من نجاساته دخلها بغير معوِّق، ومن لم يتطهر فى الدنيا فإن كانت نجاسته عينية، كالكافر، لم يدخلها بحال، وإن كانت نجاسته كسبية عارضة دخلها بعد ما يتطهر فى النار من تلك النجاسة، ثم يخرج منها». . الاحتجاج بالأقدار وغيرها من الأعذار الواهية لتبرير الانحراف هي سُنَّة قديمة متكررة: (وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ) . (فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة): اتخذها البعض حجة لعدم اهتدائه، وأن الهداية بيد الله لا بيده، والحقيقة أن الهداية هدايتان: هداية دلالة وإرشاد وهذه للجميع من مؤمن وكافر، وهداية اختيار وهذه باختيار العبد ...أنت مخيَّر لا مسيَّر . ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) هو تقريب للأذهان؛ والحقيقة أن الله تعالى لو أراد شيئا لكان؛ بغير حاجةٍ إلى لفظ «كن». . ﴿ فاسألوا (أهل) الذكر ﴾ لم يقل: من عنده ذكر ، بل لا بد أن يكون من أهل التخصص والاحتراف. . (وما بِكُم مِّن نعمة فمن الله): النعم بنوعيها من الله وَحده؛ نِعَم الطَّاعَات، ونِعَم اللَّذَات، فالجأ إليهِ كي يعينك على شكرها. ![]() . قال ابن القيم: «وإذا كانت القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، وكل إحسان وصل إلى العبد فمن الله عز وجل، فلا ألأم ممن شغل قلبه بحب غيره دونه». . لا خروج للعبد عن نعمة الله وفضله وإحسانه طرفة عين، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ومع هذا فبعضهم يجادل ويقول: ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)! . ﴿ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ﴾: ومن العجائب قول القرطبي وغيره: لم يغصَّ أحدٌ باللبن قط.. ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾ قال عكرمة : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر. . (والله جعل لكم مما خلق ظلالا): ظل الأشجار والأبنية من النعم المنسية، ولا يشعر بها إلا العامل المحترق تحت حر الشمس! . (يتم نعمته لعلكم تسلمون): خلق الله النعم لتستدل بها عليه لا لتنشغل بها عنه (لعلكم تسلمون) أي تنقادون لأمره. . ﴿ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا﴾: قال ابن كثير: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه.والمعنى: كونوا أوفياء بعهودكم، ولا تنقضوها بعد إبرامها، فإن فعلتم كنتم مثل تلك المرأة الحمقاء. ﴿ فتزل قدمٌ بعد ثبوتها ﴾: قدم ثابتة ومع هذا زلت؟! فكيف بقدم مضطربة مهتزة؟! . (مَا عنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عنْدَ اللَّهِ بَاق): بأي شيء بعنا ما عند الله من نعيم باق بمتاع ينفد.. قال الفضيل: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان ينبغي لنا أن نختار خزفاً يبقى على ذهب يفنى، فكيف وقد اخترنا خزفاً يفنى على ذهب يبقى! ![]() . ﴿إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون﴾: قال الثوري: ليس للشيطان عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه. . عند الخلق : ﴿ سمِعنا فتًى يَذكُرُهُم يُقال له إبراهيم ﴾، وعند الخالق :﴿إن إبراهيم كان أُمَّـة ﴾، فلا يضرك رأي الناس فيك ما دمت عند الله مرضيا. . {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}: حاز من الفضائل البشريةِ ما لا يكاد يوجد إلا متفرِّقا في أمة. . {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}: قال مجاهد: سُمِّي- عليه السلام- أمة لانفراده بالإيمان في وقته، ففي صحيح البخاري أنه قال لزوجته سارة: «ليس على الأرض اليوم مؤمن غيرى وغيرك». . كيف تكون أمة؟! قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمّة قانتاً لله حنيفاً. فقيل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً} [النحل: 120] . فقال: ما نسيتُ، هل تدري ما الأمّة، وما القانت؟ فقلت. الله أعلم فقال: الأمّة، الذي يعلم الخير والقانت: المطيع لله عز وجل وللرسول. وكان معاذ بن جبل يعلّم الناس الخير، وكان مطيعاً لله عز وجل ورسوله. . ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾: هذا صنيع مشركي العرب أخبركم الله تعالى بخبثه، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله تعالى له، وقضاء الله تعالى خير من قضاء المرء لنفسه، ولا ندري.. لرب جارية خير لأهلها من غلام، وإنما أخبركم الله عز وجل بصنيعهم لتجتنبوه ولتنتهوا عنه. . قال ابن جزي: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً) الآية: مثل لله تعالى وللأصنام، فالأصنام كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء، والله تعالى له الملك، وبيده الرزق ويتصرف فيه كيف يشاء، فكيف يسوي بينه وبين الأصنام، . (كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ )سورة النحل قال قتادة:هذه السورة تسمى سورة النعم. ![]() . (فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون) أي ألقت إليهم الآلهة القول، أي نطقت الأصنام بتكذيب من عبدها بأنها لم تكن آلهة، ولا أمرتهم بعبادتها، وفي إنطاق الله للأصنام ظهور فضيحة الكفار. . (لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ): والمراد بالجهالة: الجهل والسفه اللذان يحملان صاحبهما على ارتكاب ما لا يليق بالعقلاء، وليس المراد بها عدم العلم. قال ابن عطية: الجهالة هنا بمعنى تعدى الطور، وركوب الرأس: لا ضد العلم. ( ادع إلى سبيل ربك): إلى سبيل ربك لا إلى تشييد مجدك وإبراز شخصك. . (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) قال ابن القيم:جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه: يدعى بطريق الحكمة.والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر: يدعى بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.والمعاند الجاحد: يجادَل بالتي هي أحسن.هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية. |
![]() |
![]() |
![]() |
#39 |
مشرفة قسم القرآن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() الجزء الخامس عشر جاء في حديث عائشة: «كان لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر» . صحيح الجامع رقم: 4874 ﴿ سبحان الذي أسرى بعبده (ليلا)﴾: الليل..موسم المنح الربانية والعطايا الإلهية. . ﴿ المسجد الأقصى الذي باركنا حوله﴾: من طيبه بارك الله حوله، فهل بلغ من طيبك أن تنشر الخير حولك؟ . ﴿نوح إنه كان عبدًا شكورًا﴾: قال محمد القرظي: كان نوح إذا أكل وإذا شرب وإذا لبس وإذا ركب قال : الحمد لله ، فسماه الله عبدًا شكورًا. . لا زال العرض جاريا على بني إسرائيل: ﴿وإن عدتم عدنا﴾: أي إن عدتم للإفساد في الأرض بعثنا عليكم عبادا يؤدِّبونكم. . ﴿وإن عدتم (عدنا)﴾: قال (عدنا) ولم يقل سيعود عبادنا، وهذا من عظيم تأييد الله للمؤمنين. . عن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله ﷺ: أيهما أفضل: مسجد رسول الله ﷺ أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله ﷺ:. «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلَّى، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطَن (هو الحبل) فرسه من الأرض، حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا أو قال: خير من الدنيا وما فيها». . (فإذا جاء وعدالآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلواالمسجد): ليس المقصود به وعد يوم القيامة؛ بل وعد الإفساد الثاني لبني اسرائيل. ﴿وإن عدتم عدنا﴾: كلما ازداد اليهود علوا وإفسادا، اقتربوا من نهايتهم. . ﴿إن هذا القرآن يهدي﴾: القرآن مصدر الهداية، ومفتاح تقويم الفِكر والأخلاق، وهو وحده مقياس الخطأ والصواب، ومن دونه تغرق البشرية في الضلال. . ﴿وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾: قد تدعو ولا تعلم أنك تدعو على نفسك وبما يضرك، فلا يستجيب الله لك، رحمة بك وشفقة عليك. . ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه): عبَّر عن عمل الإنسان بطائره، وجعل عمله في عنقه إشارة لشدة الارتباط بين الإنسان وعمله، وكأن عملك هو الذي يقودك، ويقودك إلى الجنة أو النار كما تُقاد الدابة بالحبل من عنقها. . ﴿اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا﴾: أنت اليوم كاتب، وغداً قارئ ، فراجع ما تكتب. . ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾: تملي اليوم على الملائكة ما يسطرونه في صحيفتك، وغدا ينشرون ما أمليت من أعمال وأقوال (وإذا الصحف نشرت). . (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها): فسقُ أهل الترف في بلد ما إيذان بقرب الهلاك. . (أمرنا مترفيها ففسقوا فيها): المأمور به هنا هو الإيمان والعمل الصالح، أي أمرناهم بالطاعة ففسقوا، وليس المعنى أمرناهم بالفسق ففسقوا، لأنه الله لا يأمر بالفسق، وهو مثل أن تقول: أمرتُه فعصاني، أي أمرته بطاعتي فعصاني، وليس معناه: أمرته بالعصيان فعصاني. . ﴿وسبّح بحمده﴾: تطبيقها العملي: «أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحان الله وبحمده». صحيح الجامع رقم: 174، وقوله ﷺ: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». صحيح الجامع رقم: 6431 . ﴿ومن أراد اﻵخرة﴾: من أراد يعني من الإرادة، فليس شراء الآخرة بالأماني والأحلام. . ﴿وسعى لَهَا سَعْيَهَا﴾: أي السعْيَ اللائقَ بالآخرة، وهو الإتيان بما أمر الله، والانتهاء عما نهى عنه، وفائدةُ (لها): اعتبار النية والإخلاص، وفائدة﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾: أن غير المؤمن إذا قدَّم عملا صالحا في الدنيا، فلا ينفعه في الآخرة لفقد شرط الإيمان. . شرط الإيمان! روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يُعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطعَم بحسناته ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها». . (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك): هذه الآية تنبيه أن الله لم يترك خلقه من أثر رحمته حتى الكفرة منهم، فقد أعطاهم من نعمة الدنيا على حسب ما قدر لهم، وأعطى المؤمنين خيري الدنيا والآخرة.. معلوم أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، لكنه لا يعطي الدين إلا من يحب. . (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك): فلو كانت الدنيا جزاءً لمحسن ... إذا لم يكن فيها معاشٌ لظالم. لقد جاع فيها الأنبياء كرامةً ... وقد شبعت فيها بطون البهائم . (وماكان عطاء ربك محظورا): عطاء الله على قدره، وطلب العبد على قدر فقره، وعطايا الله ليس كعطاء ملوك الأرض، فهي غير ممنوعة عن أحد، ومعروضة للكل. . (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض): الخطاب للنبي ﷺ، والمقصود إسماع قومه. . (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا): قال الإمام ابن كثير:ولتفاوتهم في الدار الآخرة أكبر من الدنيا، فإن منهم من يكون في الدركات في جهنم وسلاسلها وأغلالها، ومنهم من يكون في الدرجات العلا ونعيمها وسرورها. . ثم أهل الدركات يتفاوتون فيما هم فيه، كما أن أهل الدرجات يتفاوتون، فإن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. وفي الصحيحين: «إن أهل الدرجات العلا ليرون أهل عليين، كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء». . (وللآخرة أكبر درجات): قال الضحاك: الأعلى يرى فضله على من هو أسفل منه والأسفل لا يرى أن فوقه أحدا. . (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض): حضر جماعة من الناس باب عمر (وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب، فأذن عمر لصهيب وبلال وأهل بدر وكان يحبهم، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط! إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا يُلتَفت إلينا، فقال سهيل -وكان أعقلهم-: أيها القوم إني والله قد أرى الذي في وجوهكم، فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم، دُعِي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه! .(وبالوالدينِ إحساناً }: ما هو آخر إحسان أحسنت به إلى والديك؟! . (إما يبلغن عندك الكبر): (عندك) : وكأنه حثٌّ على أن (يسكن) والداك معك عند كبرهما. . (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة): قال عروة: «إن أغضباك فلا تنظر إليهما شزرا، فإنه أول ما يُعرَف غضب المرء بِشدَّة نظره إلى من غضب عليه». ليست المعاملة معهما بالمثل! . (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة): قال زُهَيْر بن محمد: «إن سبّاك أو لعناك ف : رحمكما الله .. غفر الله لكما». . عن عبد الله بن عون أنه نادته أمه، فعلا صوته صوتها، فأعتق رقبتين. . ليس من البر! سأل رجلٌ الإمام أحمد: إن أبي يأمرني أن أطلق زوجتي؟! قال له الإمام: لا تطلِّقها، فقال: أليس النبي ﷺ قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك؟ قال الإمام أحمد: وهل أبوك مثل عمر؟! . ﴿فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾: قال سعيد بن المسيب : «الأواب الذي يذنب ثم يستغفر، ثم يذنب ثم يستغفر». . (وآت ذا القربى حقه والمسكين): قدَّم الله القرابة على المساكين؛ لأن عدم إحسان الغني إلى أقاربه يثير ضغائن القلوب وحزازات النفوس. . (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل): وصى الله في كتابه بابن السبيل ثمان مرات، فآنِس وحشة الغريب، وأحسن إليه، ولا تجمع عليه مع مرارة الغربة مرارةَ الحرمان. . ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ : قال ابن عاشور: «التبذير يدعو إليه الشيطان؛ لأنه إما إنفاق في الفساد، وإما إسراف يستنزف المال في السفاسف واللذات، فيعطِّل الإنفاق في الخير، وكل ذلك يرضي الشيطان، فلا جرم أن كان المتصفون بالتبذير من جند الشيطان وإخوانه». . (فقل لهم قولا ميسورا): وهذا متعلق بقوله: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)، فلا ترد المسكين إلا بعطاء أو وعد بعطاء أو دعاء! . (فقل لهم قولا ميسورا): في هذا الأمر تأديب للمؤمن إن فقد المال أن يرجو من الله تيسير أسبابه، وأن لا يحمله الشح على السرور بفقد المال كي يتخلص من الإنفاق على المحتاج، بل الأوْلى أن يحرص -إن عدم المال- على أن يرزقه الله به في المستقبل حرصا على الثواب. . (ولا تقربوا الزنا): لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ولأن مشوار الألف ميل في الحرام يبدأ بخطوة، ولأن الاستدراج أخفى حيل إبليس. . (ولا تقربوا الزنا): قال يونس بن عبيد: احفظوا عني ثلاثاً مت أو عشت: ومنها: ولا يخل رجلٌ بامرأة شابة وإن أقرأها القرآن. . ﴿فلا يسرف في القتل﴾: غضَب أهل القاتل لا يسوِّغ لهم انتهاك العدالة، وتحقيق القصاص لا يجب أن يجرَّ إلى الظلم. . ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم﴾: النهي عن القرب منه هو مبالغة في النَّهيِ عن التعرض له، لأن العرب في الجاهلية كانوا يستحلون أموال اليتامى لضعفهم وقلة نصيرهم، فحذَّر الله المسلمين من ذلك لإزالة ما عسى أن يكون بقي في نفوسهم من رواسب الجاهلية. . ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾: قال قتادة: لا تقل : رأيت ولم ترَ، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله سائلك عن ذلك كله !! . ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾: في الحديث: (بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَموا): أي يقولون، لأنها بداية الإشاعة وبوابة الكذب، وكان عبد الله بن عمر يقول: «(زعموا) مطِيَّة الكذِب». . (وإن من شَيء إلا يسبحُ بحمده): قال ابن عون المصري: أما يستحي أحدكم أن تكون دابته التي يركب، وثوبه الذي يلبس، أكثر ذكرا لله منه؟ |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مائة فائدة في النحو والإعراب كتاب الكتروني رائع | عادل محمد | ملتقى الكتب الإسلامية | 1 | 11-04-2023 04:03 PM |
أكبر مكتبة تسجيلات قرآنية صوتية ومرئية فى العالم 53000 تلاوه لجميع القراء والمشايخ | أبو ريم ورحمة | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 1 | 01-10-2019 06:59 AM |
التراويح أكثر من ألف عام في المسجد النبوي كتاب الكتروني رائع | عادل محمد | ملتقى الكتب الإسلامية | 2 | 11-20-2017 05:09 PM |
زوال إسرائيل حتمية قرآنية كتاب تقلب صفحاته بنفسك | عادل محمد | ملتقى الكتب الإسلامية | 3 | 04-19-2017 11:39 AM |
|