استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى التاريخ الإسلامي > قسم التراجم والأعلام
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-10-2024, 08:28 AM   #1

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

السليماني غير متواجد حاليا

افتراضي الأستاذ محمد زهير الشاويش رحمه الله ...

      

بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ محمد زهير الشاويش:

توفي الأستاذ زهير في يوم السبت 22 رجب سنة 1434 الموافق لـ 1 حزيران سنة 2013 في بيروت.. وقد بلغني الخبرُ المؤلم وأنا في إستانبول، فكتبت الكلمة الموجزة الآتية:

صداقة تزيد على الستين من الأعوام، وأخوَّة صادقة في الله كانت وثيقةً على الدوام، ومحبة متبادلة، ومروءة وشهامة منه لا نظير لهما.



رحم الله أبا بكر الرجل المجاهد في أقدس ربوع فلسطين؛ في القدس.



رحم الله أبا بكر الداعية إلى الله في كل مكان حلّ فيه.



رحم الله أبا بكر الرجل الجواد الكريم قليل النظير.



رحم الله أبا بكر النائب في مجلس النواب المدافع عن الحق بكل جرأة وإقدام.



رحم الله أبا بكر الرجل الذي نشر العلم وأسس مكتب التحقيق العلمي في بلاد الشام.



رحم الله أخي وصديقي ورفيقي في الدعوة إلى الله، وغفر له ورحمه وأسكنه الجنة.



لقد كان - رحمه الله - أخًا لي صدوقًا.. تعاونَّا معًا في الدعوة إلى الله، واستمر هذا التعاون مدة طويلة، ولم يضعف ولم ينقطع، كنا في بلاد الشام نلتقي كل يوم.. وإذا سافر أحدنا كان التواصل بالرسائل، ولدى كل واحد منا مجموعةٌ من رسائل أخيه كبيرة جدًّا.



ثم عندما سهل استعمال الهاتف، نمتْ هذه المواصلة.



ولقد كنت ألمس صدق أخوته في كل مناسبة اجتماعية من المناسبات، وشاء الله - تبارك وتعالى - أن أهاجر إلى نجد للتدريس في الجامعة، واستقرَّ هو في بيروت.. ثم تجاورنا في عمان في عمارة واحدة حينًا من الزمن.



ولد زهير في دمشق في حيِّ الميدان.. ولم يلبث أن صار من وجوه شبابه.. ووالده السيد مصطفى الشاويش (أبو أحمد) من أفاضل التجار الكرام.. كان من سكان زقاق الموصلي.. وكان بيته من البيوت الأثرية الكبيرة.. وكان عنده (برّاني) يفتح داره يوميًّا لاستقبال الضيوفِ من الوجهاء والشباب.. يقدِّم لهم الشاي والقهوة في كل مساء.. ويبقى المجلس عامرًا حتى إلى ما بعد صلاة العشاء، وكنت على صغر سني أحضر أحيانًا وأسمع حديث القوم في السياسة والأسواق وأخبار الحي الاجتماعية.. وحديثهم عن الفرنسيين المحتلين وعن الرجال الوطنيين الصادقين وثنائهم عليهم، ويذكرون ما يشاع عن بعض المنافقين الانهزاميين المتَّهمين بالعمالة للفرنسيين، وهم - والحمد لله - قليلون.



وأمه من أسرة كريمة في حيّ الميدان، وهي آل رحمون.



نشأ زهير في هذا البيت الكريم في حي الميدان كما ذكرت آنفًا، وحيُّ الميدان في دمشق حيُّ البطولة والتدين والوطنية والمروءة والوفاء والخلق القويم، وكان زهير يتابع أحداث البلد الذي يمور بالحركة كما يتابعها أمثالهُ من الشباب.. وكان يمتاز بالجرأة الصريحة، فيقول ما يرى أنه حق ويجهر برأيه.



وكان يحضر حلقات المشايخ العلمية.. ثم كوَّن نفسه بالقراءة المتواصلة لكتب العلم والسياسة.



عمل ناشطًا كبيرًا في (الإخوان المسلمين) وفي جمعية (التمدن الإسلامي)، ولما دعا داعي الجهاد، استجاب له فذهب مجاهدًا إلى فلسطين ومعه كوكبة من أحبابه وإخوانه.. وكان جهاده في مدينة القدس.



عمل زهير في التجارة مع أبيه.. وعمل فيها وحده، وعمل مدة محدودة في بعض دوائر الدولة، وعمل في التعليم فذهب إلى قطر مدرسًا.. ثم عاد إلى دمشق وأنشأ المكتب الإسلامي للنشر والتأليف والتحقيق، ونجح في ذلك نجاحًا كبيرًا.. ثم ارتحل إلى بيروت فأقام فيها فرعًا للمكتب الإسلامي.. ثم صار المكتب الرئيسي.. وأشرك ولديه الفاضلين الأستاذ بلال والأستاذ علي - حفظهما الله - وترك لهما العمل.



ومما امتاز به زهير عن أقرانه تعرفه إلى كبار العلماء في بلده والبلاد الإسلامية؛ ولذلك فقد كان من أعرف معاصريه بعلماء العصر ورجالاته، فما كان يأتي عالمٌ إلى دمشق إلاَّ زاره ودعاه إلى داره وأكرمه واحتفل به.



لقد جمع خلال حياته مكتبةً خاصة غنية جدًّا بنفائس المطبوعات، وبعدد كبير من المخطوطات، وبالكتب السياسية الحديثة.



وكان لديه أرشيفٌ نادر للحركة الإسلامية وللأوضاع السياسية في بلاد الشام والبلاد العربية، وهو - فيما أزعم - من أجمع الأرشيفات الخاصة.



هذا، وقد كنت كتبتُ تعريفًا به.. وألقيته في حفل تكريمه في جدة في دار الأستاذ عبدالمقصود خوجة.. وسمعه وأقره، وهو الآتي:



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فإني أحمد للأستاذ الشيخ عبدالمقصود هذه السُّنةَ الحميدة في تكريم الرجال؛ فالوفاء للرجال وتكريمهم وهم أحياء نبلٌ مشكور، وفضل غفَلَ عنه كثير من أصحاب الإمكانات المادية والفكرية.



فكثير من العلماء الأفذاذ، والمفكرين الأجلاء، الذين أدركناهم لم يَعرِف الناسُ فضلَهم إلا بعد أن طواهم الموت، وغاب كثيرٌ من معالم حياتهم معهم.



فهذه السُّنة الحميدة تستحق أن تُذكَر، ويُحمد لصاحبها فعلُه.



وفي هذا التكريم إضاءات لحياة كثيرٍ من هؤلاء الكبار الذين ترَكُوا أثرًا في حياة الناس، وبيانٌ لجوانب حياتهم.



إن هذه الأمسية وأمثالها سجل لتراجم رجال كانوا أهلاً لأن يكرموا.



وإن أعرف الناس بحقيقة الرجل هو نفسه؛ فعندما يتحدَّث عن نفسه، أو يجيب عن الأسئلة التي توجَّه إليه يقدِّم معلومات هي في غاية الأهمية، وهذه المعلومات أصدق ما يمكن أن يقف الباحث عليه في حياة الرجل، ولا تَفقد هذه المعلومات دلالتَها حتى لو أن المسؤول جانب الصراحةَ، وتهرَّب من ذكر الحقيقة، والْتوى في إجاباته.



وأشكر للأستاذ الفاضل أن أتاح لي هذه الفرصة لأتحدث عن أخ كريم، وصديق عزيز، استمرت صداقتُه نحوًا من نصف قرن ولا تزال.



وقد أذكر في هذه الكلمة أمورًا لا يذكرها الآخرون.



إن الحديث عن الكبار بحضورهم أمرٌ صعب إن التزم المتحدث البعدَ عن المجاملة، فكيف إذا كان الكبير زهير الشاويش؟!



إن الحديث عندئذٍ صعب جدًّا.



ذلكم لأن صاحبَنا رجل مخيف، لست أنا الذي يقول هذا، بل أنقل ما سمعتُه من صديقه الحميم وصديقي الدكتور عبدالرحمن الباشا - رحمه الله - فقد قال مرة:

والله إني لأخاف من صاحبك زهير، وحق له أن يخاف إنه مخيف لا على نحو ما ذهب إليه الشاعر:

أهابُك إجلالاً وما بك قدرةٌ عليَّ......



ولكنه مخيف؛ لأن به قدرة على البطش...



ومع ذلك كله، فسأغامر الليلة وأحدثكم عنه حديثًا بعيدًا عن المجاملة، ملتمسًا الحمايةَ من جمعِكم الكريم، وأحسب أني - إن شاء الله - سأكون من الآمنين.



عرفته شابًّا مطربشًا، يضع نظارة، نحيف الجسم، ممشوق القامة، كثير الحركة، متَّقدَ النشاط، لا يكاد يستقر في مكان، وكان يمشي كثيرًا، وقد يستخدم في تنقلاته وسائل المواصلات المعروفة في ذلك الحين؛ كالترام والعربة التي تقودها الخيول.



وقد جمعتني به أكثرُ من علاقة؛ فأنا وهو من أبناء حي واحد، هو حي الميدان الذي نشأنا فيه، وحي الميدان حي المروءة والكرم والجهاد والتدين، يعرف أبناؤه بعضهم بعضًا معرفة وافية.



وكانت كل حارة من حاراته كأنها أسرة واحدة: فرحُ واحد منها فرحٌ للجميع، وحزن واحد منهم حزن للجميع.. يتعاونون ويتكافلون، ولا يحس الواحد منهم بغربة، وإذا توفي واحد من الحارة، سارع أكثر من واحد لفتح داره لاستقبال المعزين، ولا يتظاهر أحد من الجيران بالفرح، ولا يفتح مذياع في تلك الحارة على غناء أو موسيقا، وإذا غاب رجل عن بيته، تفقَّد أهل الحي أخاهم حتى يعرفوا حقيقة غيابه، وإذا سافر أحدهم، قام جيرانه برعاية أهله في كل ما يحتاجون إليه، وإن مر غريب، راقبتْه عيونٌ يقظة مؤدَّبة؛ فإن كانت له حاجة سعوا في مساعدته، وإن كان مريبًا وقفوا في وجهه وأخذوا على يديه، وأحسب أن هذا الوضع الاجتماعي كان في معظم بلاد المسلمين قبل أن يتأثروا بحضارة الغرب.



والعلاقة الأخرى التي كانت سببًا لتوثق العلاقة بيننا التزامُ كلٍّ منا بالإسلام - والحمد لله - ومحاولة الدعوة له والنظرة إلى الأمور من خلال مبادئه.



وقد توثقت صلتي بوالده أبي أحمد - رحمه الله - الذي كان وجهًا من وجوه الحي، وقد قامت بيني وبينه صداقةٌ على التفاوت بيننا في السن، ولا أذيع سرًّا إذا قلت: إنه كان يشكو إليَّ ابنه زهيرًا المحتفى به، يشكو إليَّ مشاكستَه وبعض تصرفاته؛ ظنًّا منه أني قادر على تقويمه، ولكن ذلك كان حسن ظن من الوالد فقط؛ لأن صاحبنا - كما سأذكر لكم - كان مشاكسًا حقًّا، ويستعصي على الانقياد لأحد وكأنه يتمثل قول ذي الإصبع العدواني في نونيته:

إني أبيٌّ أبيٌّ ذو مُعارضةٍ
وابنُ أَبيٍّ أَبيٍّ من أَبِيِّينِ
لا يُخرجُ القَسرُ منِّي غيرَ مَأبيةٍ
ولا أَلينُ لمَن لا يَبتغي لِيني

ولعله سيذكر لكم أنه بسبب هذه المشاكسة لقي عقوبة من أستاذنا الطنطاوي - حفظه الله.

كان صاحبنا منذ نشأته متميزًا بصفات ينفرد بها..



فطلاب المرحلة الابتدائية عادة يشترون بخرجياتهم التي يأخذونها من آبائهم بعضَ المآكل والألعاب، ولكن صاحبنا كان - وهو في تلك المرحلة - يشتري الصحف ويطالعها، وقل من كان يقرأ الصحف من الكبار في ذلك الوقت.



وقد وسَّعت هذه القراءةُ مداركَه، فكانت نظرته للأمور تتَّصف بالشمول.



وكان - حفظه الله - بالإضافة إلى اتِّصافه بالمشاكسة متمردًا على كثير من القيود التي يخضع لها أقرانه، ويبدو أنه ضاق ذرعًا بالاقتصار على المدرسة، وهو يريد ما هو أوسع منها وأشمل، وقاده هذا التمرد إلى الخروج من قيودها وطلب العلم في أفق أرحب، وإن كان يتعلَّل بعلل أخرى.. ولكنه التمرد.



فانكبَّ يقرأ ويطالع، وكانت قراءاته متنوعة في السياسة، والأدب، والتاريخ، والتفسير، والحديث، والفقه، والفِرَق، والشِّعر، والطب... وبدأ منذ وقت مبكر من حياته يُنشئ لنفسه مكتبة.



وشرع يتردد على حلقات العلماء؛ لكنه لم يكن مريدًا لواحد منهم، ولا مداومًا على ذلك التردد.



والشيء الذي لم يكن يتخلى عنه هو المطالعة الدائمة، ولم ينسجم مع بعض العلوم.. فتركها، ولعل ذلك يتصل بصفة التمرد التي هي جزء من شخصيته.



وما أدري إن كانت السيدة الفاضلة أم بلال استطاعت أن تضع حدًّا لتمرده في بعض الأمور.. ولعلها تستطيع الآن.



ومهما يكن من أمر، فإن هذه الصفة التي كانت - ولله الحمد - في دائرة الشرع لا تجاوزه، ما زالت حتى بعد أن أدركه الكبر.



وكان إذا علم أن أحد إخوانه يبحث في موضوع، سارع إلى إهدائه أو إعارته ما يحتاج إليه من الكتب ولو لم يطلبها.



وإني لأذكر أنه أهدى واحدًا من كبار فقهاء الشافعية كتابًا ثمينًا كان يتطلع إلى اقتنائه ولا يجد السبيل إليه، وهو "السنن الكبرى" للبيهقي - الذي قيل فيه: ما من أحد جاء بعد الشافعي إلا وللشافعي في عنقه منةٌ عليه، إلا البيهقي فهو الذي له المنة؛ لأنه في كتابه جمع الأدلة المأثورة عن رسول الله وصحابته للأحكام التي قررها الشافعي وتلامذته - أهداه إياه وهو لم يطلبه منه.



وأذكر على سبيل المثال أنه أهدى أحد إخوانه كتاب "صحة الأسرة" للدكتور أحمد حمدي الخياط - رحمه الله - عندما علم أنه مقدم على الزواج.



وكم بذل من المال والجهد لتأمين مخطوطة لباحث يبحث في موضوع يتصل بتلك المخطوطة.



وكان يتمتع بذاكرة قوية؛ فقد يسمع من إنسان أنه مهتم بموضوع معين، وتمضي الأيام فإذا وقف على شيء يفيد صاحبَه، اتصل به ودلَّه عليه.



وقد أعانتْه هذه الذاكرةُ على أن يكون سريع الجواب، مستعينًا بما اختزن في ذاكرته في إفحام من يجادله والتغلب عليه.



ويمتاز المحتفى به بذكاء حادٍّ، يشهد بذلك له كلُّ من عرَفه عن قرب.



وقاده ذلك إلى اعتداد شديد برأيه وإصرار عليه.. ولا يمكن لبشر أن تكون آراؤه دائمًا على صواب مهما بلغ من الذكاء.



وهو صاحب دعابة لطيفة، وقد يوظِّف هذه الدعابة لتحقيق ما يريد:

كنا في رحلة ضمَّتْني وإياه والشيخ أديب الصالح، وكنت أصغرهم سنًّا، فشرع - حفظه الله - يوزع المهمات، فكان له أن يجلس لإعداد الطعام، وكلف الشيخ أديب بمساعدته في بعض الأمور، أما جلب الأغراض وغسل الصحون، فكان يقول: أصغرنا سنًّا هو الذي يقوم بهذا.



وقد أرهقني هذا التوزيع، ولكنه كان بغلاف من المرح والدعابة.



وكان شديدًا على المنحرفين يجادلهم بالحجة والبرهان، ولكنهم إن اعتسفوا خاطبهم بما ينبغي أن يُخاطَبوا به.



كان مرة في مجلس فسمع ملحدًا يهذي ويقول:

إن أبا جهل يتصف بالأصالة العربية وقوة الشخصية أكثر من أبي بكر، فما كان من المحتفى به إلا أن قام إليه يحاول إفهامه باللغة التي لا يفهم إلا بها، وما أنقذه منه إلا أن هرَّبه صاحب الدار.



وكذلك فقد كان موقفه شديدًا من دجالٍ يهودي يمارس الطب في حيِّنا وليس بطبيب، كان يحقن الإبر، ويداوي الناس لقاء أجر يسير، وكان الفقراء يتردَّدون على غرفة استأجرها، يحملون إليه مرضاهم، وقد يدْعونه إلى بيت المريض إن لم يستطيعوا حمله إليه، وكان هؤلاء الناس يَحمُونه من مداهمات الحكومة التي تطارد المتطببين الدجالين، ويحسنون معاملته حتى بعد أن اغتصب اليهود بلادَنا، فخالف صاحبُنا ما ذهب إليه أولئك الناس، وكان يدعو إلى إخراجه، وقد همَّ أكثر من مرة في التعرض له، وما أدري إن كان أصابه بشيء أم لا؟



وكانت قضية فلسطين شغل جيلنا الشاغل، ولم تكن هناك في حياتنا واهتماماتنا قضية أكبر منها.



ولما أتيح للشباب أن يشاركوا في مجاهدة اليهود، تقدم نفر منهم إلى ميادين فلسطين يبذلون أرواحهم للدفاع عن بلاد المسلمين، التي لا يملك أحد التصرف بها وإعطاءها لليهود، وكان منهم صاحبنا المحتفى به.



وكان موقف والده موقفَ الشهامة والبطولة والصدق؛ فقد قدم إليه البندقية، وقال: امضِ في طريق الجهاد حقق الله الخير والنصر للمسلمين، وهذا نادر في أيامنا، فقد كان موقف غيره من الآباء المخالفة والوقوف في وجوه أبنائهم.



وذهب في كتيبة الجهاد مع إخوانه الذين استشهد بعضهم وعاد بعضهم بعد أن دبرت مؤامرة الهدنة ودخول الجيوش العربية لغرض كان خافيًا عن أنظار الناس يوم ذاك.



ولما عاد إلى دمشق تابع مسيرة العمل العام.



ولصديقنا غرام بالكتب، فمكتبته تعد من أعظم المكتبات الخاصة في بلادنا العربية، فيها نفائس المطبوعات النادرة، وفيها المخطوطاتُ والمصورات والدوريات والوثائق ذات الشأن.



ومن مزاياه أنه كان يجمع الوثائق والمصورات، وأحسب أنه ينفرد بتملُّك عدد كبير من وثائق العمل الإسلامي والسياسي في العصر الحاضر، فيما يتعلق ببلاد الشام خاصة، والبلاد العربية عامة.



وكم أتمنى أن يفيد منها أبناء هذه الأمة، فإن الناشئة بحاجة ماسة إلى أن يُبَصَّرُوا بحقائق التاريخ الحديث التي لا يعرفون منها إلا القليلَ المبتور.



والإعلام المضاد ماضٍ في خطته التي تقلب الحقَّ باطلاً والباطلَ حقًّا، وتستولي على عقل الجيل والرأي العام، وإنا لله وإنا إليه راجعون!



وهو يبذل - حفظه الله - هذه المكتبة للعلماء وطلبة العلم، فما زلت أذكر أن أحد طلبة العلم نزل في قرية من مصايف لبنان، فحمل إليه خزائن وملأها بالكتب التي يحتاج إليها.



وكم مرة زرته في دارته في بيروت، فوجدت بعض الدارسين يرجعون إلى دوريات وكتب تلبي حاجاتهم في مكتبته.



وكان لمكتب النشر الذي أقامه أولاً في دمشق ثم امتد إلى بيروت، أثرٌ كبير في إذاعة العلم وتيسيره وتأييد مذهب السلف.



فهناك عدد من المراجع الضخمة التي كانت حبيسة خزائن المخطوطات، طُبعت في هذا المكتب لأول مرة وحُققت وخدمت وأصبحت في أيدي طلبة العلم، أذكر منها:

• كتاب "روضة الطالبين" للإمام النووي.

• وكتاب "شرح السنة" للإمام البغوي.

• وكتاب "زاد المسير" للإمام ابن الجوزي.



مع العناية بتخريج الأحاديث غالبًا.



وقد كان لهذا المكتب فضل في أن تخرَّج فيه عددٌ من المحققين، مارسوا العمل فيه، وما زالوا يعملون حتى أتقنوا صنعة التحقيق العلمي، وأضحى بعضهم من كبار المشتغلين في هذا الموضوع، ولم يكن في بلاد الشام قبلهم من يعمل في هذا المجال على هذا المستوى المتقَن.



وكان الاتجاه في تحقيق التراث هو الغالب على المحتفى به.



والتحقيق إذا أدِّي على وجهه أصعبُ من التأليف؛ فقد يقضي المحقق أيامًا عدة في تحقيق مسألة، وتكون نتيجة هذا الجهد المضني سطرًا أو سطرين.



وإننا لنرجو أن يتابع المكتب أداء الرسالة التي التزم بها، وألا يعفي صاحبُه نفسَه من المسؤولية والإشراف بعد أن بلغ السبعين من العمر؛ ذلك لأن خبرة بضع وأربعين سنة لا يجوز أن تتوارى.



وكان صاحبنا سلفي النزعة في وقت مبكر، وقد كان عونًا لنا ونحن طلاب في الجامعة على حماية مسجد الجامعة من عدوان المبتدعة؛ فقد أقامت لجنة المسجد "مسجد الجامعة" بعيدًا عن البدع التي كانت في المساجد، فجُن جنون المبتدعة كيف يقوم مسجد لا بدعة فيه، فحاولوا إرسال نفر من أتباعهم؛ ليُحدِثوا فيه ما ألِفوا من البدع، وبلغ صاحبَنا الخبرُ أنهم كانوا عازمين على إثارة فتنة عمياء في المسجد، فقام صاحبنا في صباح تلك الجمعة بتصرف فيه قوة وحمية، فخوَّف هؤلاء القوم وهدَّدهم، وذلك عندما ذهب إلى رأسٍ مدبر من رؤوسهم وحمَّله المسؤولية، واصطحب معه واحدًا من أعضاء اللجنة دون أن يخبره بما هو عازم عليه، فخشي القوم وانطفأت الفتنة ولم يفلحوا، واستمر المسجد على ما هو عليه من الاستقامة على السنة.



وبعد، فإني أسأل الله أن يبارك لأخينا في عمره، ويمتعه بالصحة والعافية، ويختم لي وله بالحسنى، والحمد لله رب العالمين.



والسلام عليكم ورحمة الله



وبعد:

فإنني أسأل الله أن يغفر لنا وله، وأن يحسن نُزُله، ويجزيه الخير على ما قدَّم في نصرة الإسلام ونشر العلم به، ولا بُدّ لي من أن أقدم التعزية مع التحية الوافرة لأهله جميعًا، وأخصّ بالذكر السيدة الفاضلة أم بلال - حفظها الله - وللأستاذين بلال وعلي - وفقهما الله - ولكريماته الفضليات وأصهاره، وأخيه الأستاذ موفق، ولأخته أم ثابت، ومحبيه جميعًا.



والحمد لله رب العالمين.



منقول من الألوكة

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)
قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة .


مدونة أهل السنة والجماعة
https://albdranyzxc.blogspot.com/

من مواضيعي في الملتقى

* الإمام هِبةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ مَنصور الطَّبريُّ الشَّافعيُّ اللَّالَكائي ...
* التعريف بالإمام الترمذي وجامعه ....
* الإمام الحافظ أبو بكر الآجري رحمه الله
* الشيخ العلامة محمد بهجة البيطار رحمه الله ...
* الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ...
* فوائد من حديث عبادة ( من شهد أن لاإله إلا الله ...)
* الإمام الحافظ أحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن ...

السليماني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-2024, 08:31 AM   #2

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

السليماني غير متواجد حاليا

افتراضي

      

رحيل الشيخ المجاهد زهير الشاويش
(1344 - 1434هـ/ 1925 - 2013م)



في يوم السبت 22 من رجب 1434هـ يوافقه (1/ 6/ 2013م) توفي علَم من أعلام الأمَّة، ورجل من رجالاتها البارزين، وأحد نوابغ الأذكياء، فضيلة شيخنا الجليل المجاهد المعمَّر زهير الشاويش الدمشقي المَيداني، في مدينة بيروت، عن تسعين سنة، رحمه الله.



وشُيِّعت جنازتُه بعد صلاة ظهر يوم الأحد 23 من رجب 1434هـ، وكانت الصلاة عليه مشهودةً في مسجد (الخاشقجي) ببيروت، ودُفن في مدافن الأوقاف الجديدة.



غفر الله لنا وله، وأعلى مقامه في المقرَّبين، وجعله في زمرة أوليائه المخلَصين، وأحسن عزاءنا وعزاء أسرته وطلاَّبه ومحبِّيه فيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



♦ ♦ ♦ ♦

سيرته الموجَزة[1]
هو محمد زهير بن مصطفى بن أحمد بن علي الحسيني الشاويش، يرجع في نسبه إلى الحسين بن عليٍّ رضي الله عنه.



ولد في حيِّ المَيدان الدمشقيِّ، في الثامن من ربيع الأول 1344هـ (25/ 9/ 1925م): عالم سلفي، باحث ومحقِّق، ووجيه مجاهد، من روَّاد العمل الإسلاميِّ في الشام، ومن شيوخ الناشرين، عُرف بعزَّة النفس وعفَّة اليد، والسخاء والعطاء، وبذل المال والجاه في نصرة الحقِّ والسنَّة.



شارك في مقاومة الاحتلال الفرنسيِّ سنة 1945م، ثم مقاومة الصَّهاينة والإنكليز عام 1948م.



من أعضاء جمعيَّة التمدُّن الإسلامي، وجماعة الشبَّان المسلمين.



وله مشاركةٌ فاعلة في الحركة الإسلاميَّة مع الشيخ مصطفى السِّباعي والأستاذ عصام العطَّار، وتبوَّأ مناصبَ قيادية رفيعة فيها، وانتُخب عضوًا في البرلمان السوريِّ عام 1961م.



لم يُتمَّ دراسته النظاميَّة ولكنَّه اعتنى بطلب العلم الشرعيِّ، وكثرة المطالعة، وإدمان النظر في كتب التراث الإسلامي. وأخذ عن كبار العلماء أمثال المشايخ: محمد بهجة البَيطار، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن عبدالعزيز المانع.. وحصَّل عشَرات الإجازات الحديثيَّة والعلميَّة من كبار علماء العصر المسنِدين من أقطار العالم الإسلاميِّ المختلفة.



فمن كبار مشايخه في الإجازة، السادة العلماء:

محمد جميل الشطِّي (الدمشقي)، وأحمد محمد شاكر (المصري)، وإبراهيم الراوي (العراقي)، ومحمد بن عبدالله آل عبدالقادر (الأحسائي)، ومحمد البشير الإبراهيمي (الجزائري)، وعبدالوهَّاب الحافظ دبس وزيت (الدمشقي)، وعبدالله القلقيلي (مفتي فلسطين والأردن)، وعبدالرحمن بن يحيى المعلِّمي (اليماني ثم المكي)، ومحمد راغب الطبَّاخ (الحلبي)، وتقي الدِّين الهلالي (المغربي)، وصلاح الدِّين بن رضا الزعيم (الدمشقي)، وسعدي ياسين الصبَّاغ (الدمشقي ثم البيروتي)، وحسين أحمد المدني (مرجع أسانيد أهل الهند)، ومحمد بن محمود الحامد (الحَمَوي)، ومحمد سعيد العَرْفي (الفُراتي)، ومحمد بن عبدالعزيز المانع (القصيمي ثم القطري)، وحبيب الرحمن الأعظمي (الهندي)، ومحمد سالم البِيحاني (العَدَني)، ونافع الشامي (الإدلبي).



وحضر وهو صغير مجالسَ المحدِّث الأكبر بدر الدين الحسني وله إجازةٌ منه، وبدأ بالتحديث عنه عام 1414هـ أي بعد زُهاء ستين سنةً هجرية من وفاة الشيخ البدر رحمه الله عام 1354هـ[2].



كان للشيخ صلةٌ وثيقة بكبار رجالات العصر والزعماء وذوي المكانة، ومنهم أمراء الخليج عمومًا، وقادة السعودية وقطر خصوصًا.



ففي قطر كانت علاقتُه متينةً بأميرها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، وأصبح مستشارَه العلميَّ، واستمرَّت صلته بخلَفه الشيخ أحمد، ثم الشيخ خليفة.



وفي السعودية كانت علاقتُه قويةً بملوكها سعود وخالد وفيصل، فضلاً عن صلته بدار الإفتاء، وسائر الدوائر الرسميَّة، وكان بينه وبين الملك عبدالعزيز مراسلاتٌ كثيرة.



أسهم الشيخُ في تأسيس التعليم الحديث في دولة قطر، وعمل على إدخال ما هو نافعٌ ومفيد في مناهجها ومقرَّراتها، مع تثبيت تعليم البنات ونشره بين أبناء البادية، وشارك في إنشاء المعهد الدينيِّ فيها.



افتتح سنة (1370هـ/ 1950م) دارًا لتحقيق التراث الإسلاميِّ ونشره، باسم (المكتب الإسلامي)، في محلَّة الحَلْبُوني بدمشق، ثم اضطُرَّ مكرَهًا إلى الانتقال إلى بيروت سنة (1382هـ/ 1963م)، وصارت الدار من أكبر دور النشر في العالم العربي.



امتاز المكتب الإسلاميُّ بما نشر من كتب التفسير، والفقه، والحديث النبويِّ الشريف، والتراث السلفيِّ عمومًا ومصنَّفات شيخ الإسلام ابن تيميَّة خصوصًا. وشارك الشيخُ زهير فريقَ العمل في التحقيق العلميِّ والتصحيح، وقدَّم لكتب كثيرة، واستقطب إلى مكتبه أفاضلَ أهل العلم، منهم السادة العلماء:

محمد ناصر الدين الألباني، وعبدالقادر الأرناؤوط، وشعيب الأرناؤوط، ود. محمد بن لطفي الصبَّاغ، وصالح بن أحمد الشامي، ونزار الخاني، وإسماعيل الكِيلاني.



واعتمد في تحقيق كتب الفقه الحنبليِّ على عدد من الفقهاء على رأسهم:

العلامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع، والشيخ عبدالقادر الحتَّاوي (الدُّومي).



وانتفع كثيرًا بنصح العلامة المربي الشيخ عبدالرحمن الباني، وعدد من الأفاضل منهم: شيخ العربيَّة العلامة أحمد راتب النفَّاخ، والأستاذ الداعية الكبير عصام العطَّار.



وجمع الشيخ مكتبةً ضخمة تعدُّ من كبرَيات المكتبات الخاصَّة في العالم العربيِّ، ضمَّت عشرات ألوف الكتب المطبوعة، وأكثر من عشَرة آلاف مخطوط، فيها مصنَّفاتٌ كثيرة بخطوط مؤلفيها، ومئاتُ المخطوطات النادرة والفريدة التي لا يُعرَف نسخةٌ أخرى منها في العالم. وتعدُّ سجلاَّت محفوظاته الخاصَّة (الأرشيف الشخصي) من أندر السجلاَّت وأثراها؛ بالرسائل والوثائق والصور وخطوط الأعلام والمشاهير.



وهو من أعرف الناس بالمخطوطات العربيَّة، وله عنايةٌ بجمع تراث علماء الأسر الشاميَّة، أمثال: آل الشطِّي الحنابلة، وآل الأتاسي، وآل الكُزبَري، والعطَّار، والخطيب، والأُسطواني، وعابِدين بدمشق. وآل الشريف في القدس والخليل. وله عنايةٌ أيضًا بالمخطوطات النجدية[3].



أقام في الحازميَّة ببيروت سنوات طويلة إلى وفاته، وله مكانةٌ ومنزلةٌ رفيعة في لبنان، عند العلماء والجهات الرسميَّة. وقد كرمته دار الفتوى والهيئاتُ الإسلاميَّة اللبنانيَّة واختارته شخصيَّة العام سنة 1425هـ في حفل كبير.



حصل الشيخ على عدد من الجنسيَّات هي: القطَرية، واللبنانية، والأردُنِّية، فضلاً عن جنسيَّته السورية.



زوجته دمشقيَّة من أسرة (أبو شعر) في المَيدان.



♦ ♦ ♦ ♦

زهير الشاويش
في مرآة أستاذه علي الطنطاوي
ومن أراد أن يبلوَ صدقَ حديثي عن شيخنا الشاويش، وعن رفعة منزلته بين أعلام عصره= فما عليه سوى أن يُصغيَ إلى صوت شيخه وأستاذه أديب الفقهاء عليٍّ الطنطاوي، فطالما ذكره في عُرض ذكرياته؛ مُثنيًا عليه وعلى فَعاله جميلَ الثناء، واصفًا له بما يستحقُّه من أوصاف، وتلك شهادةٌ من الشيخ الطنطاويِّ ما أعظمَها وما أجلَّها، أصاب بها كبدَ الحقيقة ولم يَحِد عنها قِيسَ شعرة.



ودونكم شهاداتٍ منتزعةً من كتاب (ذكريات) [4] للشيخ الطنطاويِّ رحمه الله، وهي شهادة أستاذ كبير خبير بحقِّ تلميذ نجيب لبيب:

في 1/ 52: وصفه بقوله: ولدي الأستاذ النابغة زهير الشاويش صاحب (المكتب الإسلامي).



وفي 2/ 372: أخبرني أخي أو ولدي الأستاذ العصاميُّ النابغة زهير الشاويش صاحب (المكتب الإسلامي) للنشر، وناشرُ العشَرات من كتب الفقه الحنبليِّ، والكتب السلفيَّة القيِّمة ومحقِّقُها...



وفي 3/ 327: صار نائبًا في المجلس النيابيِّ، وأقبل على النظر في الكتب، وعلى مجالسة العلماء، وعلى اقتباس كلِّ نافع يسمع به أو يقرؤه.



وكان من أذكى الأذكياء الذين عرفتُهم في حياتي، فصار عالمًا يُرجَع إليه ويُعتمَد عليه، ورزقه الله منزلةً، وصارت له مكتبةٌ كبيرة فيها نوادرُ المخطوطات، وطبعَ من الكتب خزانةً كاملة... هو العالم الفاضل الأستاذ زهير الشاويش.



وفي 5/ 149: زهير واسعُ الاطِّلاع، وهو يضمُّ إلى ما رآه ما سمعَه، ويستودع ما سمع ذاكرةً قوية يؤيِّدها - كما يبدو - بمذكِّرات يكتبُها.



وفي 5/ 178: وصفه مع أخوَيه عصام العطَّار ومحمد أديب صالح بقوله: من أهل الفهم والعلم والعقل والدِّين... وصاروا أساتذةً يُشار إليهم بالبَنان.



وفي 5/ 205: ذكرَهم مرَّة أخرى بقوله: على أني لن أدعَ المؤتمر وأسافرَ قبل أن أذكرَ بالخير فتيةً أحسنوا إليَّ، فلم يُفارقوني ولم يضنُّوا عليَّ لحظةً أن يؤنسوني ويعينوني. كانوا يومئذٍ فتيةً كرامًا، وصاروا الآن أساتذةً أعلامًا، لهم كتبٌ ولهم مصنَّفاتٌ ولهم مآثرُ ظاهرات، ولهم في الإصلاح أثرٌ وفي الصلاح مكان: عصام العطَّار وزهير الشاويش وأديب صالح.



زهير هو ابن نفسِه، علَّمها وزكَّاها، قرأ الكتبَ وصحب العلماء، وفتح عينيه على الحياة وأذنيه للعلم، وأمدَّته ذاكرةٌ قلَّ نظيرُها وذكاء ندَر مثيلُه، ثم أقبل على طبع الكتب وتصحيحها، والرجوع عند التصحيح إلى أصولها التي أخذ مؤلِّفوها منها، فبلغ ما ترَونه منه الآن.



وفي 5/ 382: عرفتُ ولدي الأستاذ زهيرًا الشاويش حافظًا واعيًا وضابطًا محقِّقًا.



وكان الطنطاويُّ يقول[5]: الأستاذ عبدالرحمن الباني وزير المَيمَنة مع الألباني، وزهير الشاويش وزير المَيسَرة.



وفيما بعد كان يقول: لولا زهيرٌ ما راجَت آراء ناصر (الألباني).



♦ ♦ ♦ ♦

أسرة الشاويش الدمشقيَّة
من الأسر القديمة في حيِّ المَيدان بدمشق، المشتهرة بالفضل والجاه والثَّراء، وهي أسرةٌ شريفة حُسينيَّة، كانت معروفةً قديمًا بعائلة (الحسيني)، ثم اشتَهرت في زمن الدولة العثمانيَّة بلقب (الشاويش)[6]، وقد قَدِمَ جدودُهم من العراق وأقاموا في دمشق.



وكانت هذه الأسرة تحتفظ بسندات تملُّك لأوقافٍ كثيرة وواسعة، وحين جرى حلُّ الأوقاف السورية سنة 1945م، وضعت مديرية الأوقاف يدَها عليها وأخفتها، فضاعت عليهم ثروةٌ طائلة.



تولى جدُّ الأسرة أحمد بن علي الحسيني (الشاويش) تأمينَ الحجِّ من دمشقَ إلى الحجاز، وكان يرافقُ مع رجاله (المَحْمَل) إلى هناك، ويحمل مع القاضي وكبار رجال الدَّولة المالَ الذي يسلَّم للقبائل في الطريق، ما كان يُسمَّى (الصُّرَّة). مع الإشراف على تزويد الحجيج بالماء والطعام في الذهاب والعودة.



وكان زعيمًا وجيهًا اشتَهر بالأمانة والشهامة فأُطلق عليه لقب (الشاويش)، تشريفًا وتكريمًا (مثل الباشا، والبيك)، والشاويش في التركيَّة: رُتبة عسكرية، وتُلفَظ في بعض المناطق: (جاويش).



ومازال بيتهم الواسع الرحيب قائمًا في زُقاق المَوصِلي بحيِّ المَيدان، ولهم أراضٍ واسعةٌ في المِزَّة والمهاجرين ومَرجانة وغيرها.



جدُّ الشيخ زهير

أحمد بن علي الحسيني الشاويش: زعيمٌ ووجيه فاضل ثري، اشتَهر بالصَّلاح والتُّقى، والبذل في وجوه الخير، عمَّر عددًا من المساجد من ماله الخاصِّ، منها: مسجد الزيتونة، في المَيدان حارة البُرج[7]، وجامع القاعة الصغير، وجامع حمَّام المَوصِلي في حارة سيِّدي صُهَيب، ومسجد بقرية يَلْدا، وفيه مدرسةٌ كان يعلِّم فيها الشيخ أنس العجلوني.



والد الشيخ زهير
مصطفى بن أحمد (1292-1388هـ/ 1875-1968م): وجيهٌ فاضل معمَّر مجاهد، شارك مع الثوَّار في جهاد الفرنسيِّين عام 1925م.



وهو من أكابر تجَّار الشام مع العراق ومصر في الخيل المعدَّة للسباق. وكان له إسطبلٌ خاصٌّ بخيله، وله تعاونٌ وشِبه شَرِكَة مع المعتمَد السعوديِّ الشيخ فوزان السابق، وبعض أهل الخيل في مصر، من موظَّفي القصر الملكيِّ، منهم آل أبو الفتوح.



وبعد احتلال اليهود الصَّهاينة لفلسطين وقَطع الطريق بين الشام ومصر، تحوَّل إلى تجارة الأغنام مع البَدو المحيطين بدمشق.



زوجته دمشقيَّة من حيِّ المَيدان وهي زينب بنت سعيد رحمون (والدة الشيخ زهير).



شقيقا الشيخ زهير
أحمد بن مصطفى، ولد سنة (1337هـ/ 1919م): من تجَّار الأدوية، افتتح مَخبرًا كبيرًا في حيِّ الحريقة، شارع سيدي عامود بدمشق، وعمل بالزراعة.



وموفق بن مصطفى أبو زيد، ولد سنة (1348هـ/ 1930م): تاجرٌ فاضل شاعر، افتتح مكتبةَ دار الدَّعوة بدمشق، ثم اضطُرَّ إلى إغلاقها لظروف قاهرة، وانتقل للعمل في عمَّان وما يزال مقيمًا فيها.



أولاد الشيخ زهير
بلال بن محمد زهير، ولد سنة (1381هـ/ 1962م): وهو المدير العامُّ للمكتب الإسلامي، درس التاريخَ في الجامعة اللبنانيَّة ببيروت، وله عنايةٌ كبيرة بتخصُّصه، فضلاً عن خبرة جيِّدة بقضايا النشر.



وابنه زهير الشاويش (الحفيد) من مواليد سنة (1996م): طالبٌ نابه متفوِّق، وهو الأول في مدارس البيادر ببيروت سلَّمه الله.



وعلي بن محمد زهير، ولد سنة (1383هـ/ 1964م): مهندسٌ مدني، متخرِّج في جامعة بيروت العربيَّة، يعمل محاسبًا في المكتب الإسلامي.



وابنه عَمرو، ولد سنة (1995م): لاعب شِطرَنج ماهر، نال لقب (أستاذ مؤهَّل) سلَّمه الله.



وأسماء بنت محمد زهير، ولدت سنة (1377هـ/ 1958م): درست الأدبَ الإنكليزيَّ في جامعة دمشق، ولها جهودٌ دعوية في مكة المكرَّمة وجُدَّة، وقامت بترجمة طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة.

وهي مقيمةٌ في جُدَّة مع زوجها الطبيب د. فوَّاز القُطب.



وسَنى بنت محمد زهير، ولدت سنة (1378هـ/ 1959م): داعيةٌ مصنِّفة، تخرَّجت في كليَّة الرياضيَّات بجامعة دمشق بتفوُّق، وكانت الأولى في معظم مراحل دراستها، لها كتابُ (المصفوفات الصَّحيحة في الرياضيَّات)، ثم تخرَّجت بالدراسات القرآنيَّة، وعملت في المعهد الأوربيِّ للعلوم الإنسانيَّة في فرنسا، وصنَّفت كتاب: (الحوار الإسلامي المسيحي)، و(الإعجاز العلمي في القرآن)، و(عصمة الأنبياء).



مقيمة مع زوجها الطبيب د. مازن محفوظ في فرنسا.



وعائشة بنت محمد زهير، ولدت سنة (1380هـ/ 1961م): حصلت على إجازة بالتجارة، اختصاص محاسبة من جامعة بيروت العربيَّة، وعدد من شهادات (الدبلوم) في مهارات وتخصُّصات مختلفة، تولَّت المحاسَبة في المكتب الإسلاميِّ أكثر من عشر سنوات. زوجها المهندس أيمن ياغي.



وتيميَّة بنت محمد زهير، ولدت سنة (1386هـ/ 1966م): درست علمَ النفس في الجامعة اللبنانيَّة ببيروت.

زوجها الأستاذ ياسر أبو شعر.



♦ ♦ ♦ ♦

مؤلفات الشيخ زهير الشاويش وتحقيقاته[8]


أولاً- مؤلَّفاته:

1- تبويب وترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته على أبواب الفقه ومعجم غرائب ألفاظه

صنع: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1406هـ - 1986م.



2- فهارس صحيح وضعيف سنن ابن ماجَه

طبعة مكتب التربية العربيِّ لدول الخليج لـ: صحيح سنن ابن ماجه، وطبعة المكتب الإسلاميِّ لـ: ضعيف سنن ابن ماجه، وطبعة محمد فؤاد عبدالباقي.

صنع: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1408هـ - 1988م.



3- محمد نصيف ذكرياتٌ لا تُنسى

تأليف: زهير الشاويش.

الطبعة: الثانية، الإصدار: 1416هـ - 1996م.



4- المقدِّمات لمطبوعات المكتب الإسلاميِّ للطباعة والنشر

بقلم: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1414هـ - 1993م.



5- الملحوظات على الموسوعة الفلسطينيَّة

بقلم: زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1410هـ - 1989م.



6- هوامش دفتر المخطوطات وإتقان طبع الكتاب وتسويقه

بقلم: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1414هـ - 1993م.



7- الوَحدة الإسلامية والتقريب بين أهل المذاهب

محاضرة أُلقيت في (مركز البيان الثقافي)

ويليها: السنَّة بين موازين الكتب الستَّة والأصول الأربعة ومجال التقارب

تأليف الشيخ: زهير الشاويش، والدكتور: سعود المولى.

الإصدار: 1419هـ - 1998م.



ثانيًا- تحقيقاته وما راجعه وأشرف عليه[9]:

1- إبطال الحِيَل

للإمام: عُبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطَّة العُكبَري.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1409هـ - 1988م.



2- الأجوبة الجليَّة في الأحكام الحنبليَّة

تأليف الشيخ: موسى بن صوفان القدومي (ت 1336هـ).

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1404هـ - 1984م.



3- إخبار أهل الرسوخ في الفقه والحديثْ بمقدار المنسوخ من الحديثْ

تأليف الإمام: عبدالرحمن بن عليِّ بن الجوزي.

ومعه كتاب: قبضة البيانْ في ناسخ ومنسوخ القرآنْ

تصنيف الإمام: جمال الدين بن عبدالرحمن البذوري.

تحقيق: زهير الشاويش، و محمد أحمد كنعان.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1404هـ - 1984م.



4- أداء ما وجَبْ من بيان وضع الوضَّاعين في رجَبْ

تأليف الإمام المحدِّث: عمر بن حسن بن دِحيَة الكلبي.

تحقيق: زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1419هـ - 1998م.



5- الأربعون الكِيلانيَّة

جمعها الشيخ الحافظ: عبدالرزَّاق بن عبدالقادر الكِيلاني.

علَّق عليها: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1421هـ - 2000م.



6- إرشاد الطالبينْ لآثار سيِّد العالَمينْ صلى الله عليه وسلم

تأليف: أحمد بن حسين بن بَدران البيروتي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1417هـ - 1997م.



7- إزالة الدَّهْش والوَلَهْ عن المتحيِّر في صحَّة حديث "ماء زمزمَ لما شُرب لَهْ"

تأليف: محمد بن إدريس القادري.

تحقيق: زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1414هـ - 1993م.



8- أسماء الله الحُسنى

برواية الصحابيِّ الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، والإمام جعفر الصادق رحمه الله

جمع أسانيدَها وطرقَها ومفرداتها الحافظ: أحمد بن عليِّ بن حَجَر العَسقَلاني.

استخراج: حمدي بن عبدالمجيد السَّلفي، تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1418هـ - 1997م.



9- أصولٌ في البِدَع والسُّنَن

تأليف: محمد أحمد العدَوي.

علَّق عليها: زهير الشاويش.

الطبعة: الخامسة، الإصدار: 1414هـ - 1993م.



10- الأعلام العليَّة في مناقب ابن تيميَّة

للحافظ الإمام: عمر بن علي البزَّار.

ومعه: التذكرة والاعتبارْ والانتصار للأبرارْ

في نصيحة إخوان شيخ الإسلام ابن تيميَّة

للعلامة الشيخ: أحمد بن إبراهيم الواسطي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1423هـ - 2002م.





11- تحفة الأشرافْ بمعرفة الأطرافْ

للحافظ: يوسف بن الزكيِّ عبدالرحمن المِزِّي.

مع: النُّكَت الظِّرافْ على الأطرافْ

للحافظ: أحمد بن عليِّ بن حَجَر العَسقَلاني.

تحقيق: عبدالصمد شرف الدين، إشراف: زهير الشاويش.

الطبعة: الثانية، الإصدار: 1403هـ - 1983م.



12- تحقيق معنى السُّنَّة وبيان الحاجة إليها

تأليف: سليمان النَّدْوي.

شارك في التعليق عليها وتخريجها: محمد رشيد رضا، ومحبُّ الدين الخطيب، ومحمد ناصر الدين الألباني، حقَّقها وقدَّم لها: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1414هـ - 1994م.



13- التفسير المختصَر المفيدْ للقرآن المَجيدْ

مختصر تفسير المنار.

تأليف السيد: محمد رشيد رضا.

أتمَّه وعلَّق عليه القاضي الشيخ: محمد أحمد كنعان، مراجعة: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1404هـ - 1984م.



14- تفضيل الكلابْ على كثير ممَّن لبس الثيابْ

تأليف: محمد بن خَلَف بن المرزُبان الآجُرِّي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1410هـ - 1990م.



15- التنكيلْ بما في تأنيب الكوثَريِّ من الأباطيلْ

تأليف العلامة الشيخ: عبدالرحمن بن يحيى بن عليٍّ المعلِّمي العتمي اليَماني.

مع تخريجات وتعليقات: محمد ناصر الدين الألباني، وزهير الشاويش، وعبد الرزَّاق حمزة.

الطبعة: الثانية، الإصدار: 1406هـ - 1986م.



16- التوحيد أو العقائد الإسلاميَّة

تأليف: محمد أحمد العدَوي.

تحقيق وتعليق: زهير الشاويش، تخريج وتعليق: محمد ناصر الدين الألباني.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1425هـ - 2004م.



17- تيسير العزيز الحميدْ في شرح كتاب التوحيدْ الذي هو حقُّ الله على العبيدْ

تأليف الشيخ: سليمان بن عبدالله آل الشيخ.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1423هـ - 2002م.



18- جامع المناسك الثلاثة الحنبليَّة

تأليف: أحمد بن محمد المنقور التميمي النجدي.

حقَّقه وعلَّق عليه: زهير الشاويش.

ترجمة المؤلِّف بقلم: محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن مانع.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1398هـ - 1977م.



19- جواهر الأفكارْ ومعادن الأسرارْ المستخرَجة من كلام العزيز الجبَّارْ

(تفسير ابن بدران)

تأليف العلامة الشيخ: عبدالقادر بن أحمد بن مصطفى بَدْران الدُّومي الدمشقي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1420هـ - 1999م.



20- الاحتجاج بالقدَر

تأليف شيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

تحقيق: زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني.

الطبعة: السابعة، الإصدار: 1425هـ - 2004م.



21- حقيقة الصِّيام

تأليف شيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

خرَّج أحاديثها: محمد ناصر الدين الألباني، حقَّقها: زهير الشاويش.

الطبعة: السادسة، الإصدار: 1404هـ - 1984م.



22- الحِكَم الجديرة بالإذاعَةْ من قول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلم -: "بُعثت بالسيف بين يدَي الساعَةْ"

للإمام المحقِّق: عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي.

إشراف: زهير الشاويش.

الطبعة: الثانية، الإصدار: 1408هـ - 1988م.



23- الخُطَب المنبريَّة لشيخ الدعوة الإسلاميَّة

الإمام: محمد بن عبدالوهَّاب.

تحقيق: زهير الشاويش، تقديم: محمد بهجة البَيطار.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1414هـ - 1993م.



24- خُلاصة السيرة المحمَّدية وحقيقة الدعوة الإسلاميَّة

وكليَّات الدِّين وحِكَمه

تأليف السيِّد: محمد رشيد رضا.

إشراف: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1405هـ - 1985م.



25- ذمُّ ما عليه مدَّعو التصوُّف

من الغناء والرقص والتواجد، وضرب الدُّف وسماع المزامير، ورفع الأصوات المنكَرة بما يسمُّونه ذكرًا وتهليلاً، بدعوى أنها من أنواع القُرَب إلى الله تعالى

فتوى شيخ الإسلام: عبدالله بن أحمد بن قُدامة المقدسيِّ الحنبلي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1404هـ - 1984م.



26- كتاب الردِّ على الجَهميَّة

تأليف الإمام: أبي سعيد عثمان بن سعيد الدَّارمي.

تحقيق: زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1402هـ - 1982م.



27- الردُّ الوافرْ على من زعمَ بأن من سمَّى ابن تيميَّة شيخَ الإسلام.. كافرْ

تأليف: محمد بن أبي بكر عبدالله بن ناصر الدين الدمشقي.

حقَّقه: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1426هـ - 2005م.



28- الرسالة التدمُرية مجمل عقيدة السلف

تأليف شيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

بتحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الخامسة، الإصدار: 1408هـ - 1988م.



29- رفع المَلامْ عن الأئمَّة الأعلامْ

تأليف شيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1412هـ - 1992م.



30- شرح ثُلاثيَّات مسند الإمام أحمد[10]

تأليف العلامة الشيخ: محمد بن أحمد بن سالم السفَّاريني الحنبلي.

تحقيق: زهير الشاويش، تقريظ العلامة: محمد بن محمد المغربي التافلاتي الأزهري.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1410هـ - 1990م.



31- شرح السنَّة

للإمام المحدِّث الفقيه: الحسين بن مسعود الفرَّاء البغَوي.

حقَّقه وعلَّق عليه وخرَّج أحاديثه: زهير الشاويش، وشعيب الأرناؤوط.

الطبعة: الثانية، الإصدار: 1403هـ - 1983م.



32- شرح متن الأربعين النووية

من الأحاديث الصحيحة في قواعد الدِّين

للإمام: يحيى بن شرف النووي الدمشقي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1414هـ - 1993م.



33- صحيح سنن التِّرمذي

باختصار السند

تأليف: محمد ناصر الدين الألباني.

أشرف على طبعه والتعليق عليه وفهرسته: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1408هـ - 1988م.



34- صحيح سنن أبي داود

باختصار السند

صحَّح أحاديثه: محمد ناصر الدين الألباني.

اختصر أسانيده وعلَّق عليه وفهرسه: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1409هـ - 1989م.



35- صحيح سنن ابن ماجَه

باختصار السند

تأليف: محمد ناصر الدين الألباني.

أشرف على طباعته والتعليق عليه وفهرسته: زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1408هـ - 1988م.



36- صحيح سنن النَّسائي

باختصار السند

صحَّح أحاديثه: محمد ناصر الدين الألباني.

أشرف على طباعته والتعليق عليه وفهرسته: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1409هـ - 1988م.



37- صفات المنافقين

تأليف الإمام: محمد بن أبي بكر بن قيِّم الجَوزية.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1399هـ - 1978م.



38- صفة النفاق وذمُّ المنافقين

تأليف الإمام المحدِّث الكبير: أبي بكر جعفر بن محمد الفِرْيابي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1412هـ - 1992م.



39- ضعيف الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير)

الطبعة المجدَّدة والمَزيدة والمنقَّحة

تأليف: محمد ناصر الدين الألباني.

أشرف على طبعه: زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1410هـ - 1990م.



40- ضعيف سنن التِّرمذي

ضعَّف أحاديثه: محمد ناصر الدين الألباني.

أشرف على استخراجه وطباعته والتعليق عليه وفهرسته: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1411هـ - 1991م.



41- ضعيف سنن أبي داود

ضعَّف أحاديثه: محمد ناصر الدين الألباني.

أشرف على استخراجه وطباعته والتعليق عليه وفهرسته: زهير الشاويش

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1412هـ - 1991م.



42- ضعيف سنن ابن ماجَه

تأليف: محمد ناصر الدين الألباني.

أشرف على طباعته والتعليق عليه وفهرسته: زهير الشاويش.

تقديم بقلم الدكتور: محمد الأحمد الرشيد.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1408هـ - 1988م.



43- ضعيف سنن النَّسائي

ضعَّف أحاديثه: محمد ناصر الدين الألباني.

أشرف على استخراجه وطباعته والتعليق عليه وفهرسته: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1411هـ - 1990م.



44- العبودية

لشيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

تقديم: عبدالرحمن الباني، تحقيق: زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني.

الطبعة: السابعة، الإصدار: 1426هـ - 2005م.



45- العقيدة الطَّحاوية شرح وتعليق

تأليف: محمد ناصر الدين الألباني.

إعداد وتقديم: زهير الشاويش.

الطبعة: الثانية، الإصدار: 1414هـ - 1993م.



46- عقيدة الفرقة الناجية أهل السنَّة والجماعة

لشيخ الدعوة الإسلاميَّة الإمام: محمد بن عبدالوهَّاب.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الخامسة، الإصدار: 1414هـ - 1993م.



47- العقيدة الواسطيَّة ومجلس المناظرة فيها

بين شيخ الإسلام ابن تيميَّة وعلماء عصره

تأليف شيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1414هـ - 1994م.



48- غاية المَرامْ في تخريج أحاديث الحلال والحَرامْ

تأليف الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني.

بإشراف: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1414هـ - 1994م.



49- فوائدُ قرآنيَّة

تأليف العلامة الشيخ: عبدالرحمن بن ناصر السِّعدي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1400هـ - 1980م.



50- الكافي في فقه الإمام المبجَّل أحمد بن حنبل

تأليف شيخ الإسلام: عبدالله بن أحمد بن قُدامة المقدسيِّ الحنبلي.

تحقيق: زهير الشاويش.

ترجمة المؤلف بقلم الشيخ العلامة: محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن مانع.

الطبعة: الخامسة، الإصدار: 1408هـ - 1988م.



51- كتاب الأشربة من مسائل الإمام أحمد

ومعه كتاب الترجُّل وكتاب الوقوف

للإمام: أحمد بن محمد بن حنبل، من (الجامع) للإمام: أحمد بن محمد بن هارون الخلاَّل.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1421هـ - 2000م.



52- الكَلِم الطيِّب

لشيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، إشراف: زهير الشاويش.

الطبعة: السادسة، الإصدار: 1424هـ - 2003م.



53- كلمة الإخلاص وتحقيق معناها

تأليف الحافظ: عبدالرحمن بن أحمد بن رجَب الحنبلي.

تحقيق: زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني.

الطبعة: الخامسة، الإصدار: 1399هـ - 1978م.



54- كيف يتطهَّر المؤمن ويصلِّي

رسالة قيمة في بيان كيفيَّة الطهارة والصلاة على ضوء الكتاب والسنَّة

كتبها: أبو بكر جابر الجزائري.

علَّق عليها: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1413هـ - 1992م.



55- ما دلَّ عليه القُرآنْ ممَّا يعضُد الهيئةَ الجديدة القويمة البُرهانْ

تأليف السيد: محمود شُكري بن عبدالله الآلوسي.

تحقيق: زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني.

الطبعة: الثانية، الإصدار: 1418هـ - 1997م.



56- مختصر الخِرَقي من مسائل الإمام المبجَّل أحمد بن محمد بن حنبل

تأليف واختيار الإمام: عمر بن الحسين بن عبدالله بن أحمد الخِرَقي.

تحقيق: زهير الشاويش، تقديم الشيخ: محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن مانع.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1403هـ - 1982م.



57- مختصر زاد المَعاد للإمام ابن قيِّم الجَوزية

تأليف الإمام: محمد بن عبدالوهَّاب.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1403هـ - 1983م.



58- مختصر منهاج القاصدين

تأليف الإمام: عبدالله بن أحمد بن قُدامة المقدسيِّ الحنبلي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: التاسعة، الإصدار: 1421هـ - 2000م.



59- مسائل الإمام أحمد بن حنبل

تأليف الإمام: أحمد بن محمد بن حنبل (3 أجزاء).

رواية: عبدالله بن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم بن مهران بن هانئ النَّيسابوري، وأحمد بن محمد بن هارون الخلاَّل.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1421هـ - 2000م.



60- المسائل المارْدِينيَّة

في فقه الكتاب والسنَّة ورفع الحرَج في العبادات والمعاملات

تأليف شيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1399هـ - 1979م.



61- مساجَلة علميَّة بين الإمامَين الجليلَين العزِّ بن عبدالسَّلام وابن الصَّلاح

حول صلاة الرغائب المبتدَعة

تأليف الإمام: عبدالعزيز بن عبدالسلام السُّلَمي، والإمام: عثمان بن عبدالرحمن بن الصَّلاح الشافعي.

بتحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، و زهير الشاويش.

الطبعة: الثالثة، الإصدار: 1423هـ - 2002م.



62- المظالم المشتركة

تأليف شيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1403هـ - 1983م.



63- منار السَّبيل وحاشيته: الأنوار على منار السَّبيل من إرواء الغَليل

تأليف: إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويَّان.

تخريج: محمد ناصر الدين الألباني، عمل: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1421هـ - 2000م.



64- الناسخ والمنسوخ من كتاب الله عزَّ وجلَّ

تأليف: هبة الله بن سلامة بن نصر المقري.

تحقيق: زهير الشاويش، ومحمد أحمد كنعان.

الطبعة: الثانية، الإصدار: 1406هـ - 1986م.



65- النخبة البَهيَّة في الأحاديث المكذوبة على خير البَريَّة

تأليف العلامة: محمد بن محمد بن أحمد السنباوي الأمير الكبير المالكي.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1409هـ - 1988م.



66- النصيحة في صفات الربِّ جلَّ وعلا

وتتضمَّن عقيدةَ الإمام عبدالله بن يوسُف الجُوَيني المتوفَّى سنة 438هـ

للعلامة الشيخ: أحمد بن إبراهيم الواسِطي الشافعي المعروف بابن شيخ الحزاميين.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الرابعة، الإصدار: 1405هـ - 1985م.



67- النقد والبيانْ في دفع أوهام خزيرانْ

والدفاع عن سنَّة خير الأنام، فيما يتعلَّق بالسنَّة، والبدعة، والمولد، وآداب قراءة القرآن، والصِّياح والنِّياح في الجنائز، والمآتم والمقابر... إلخ.

تأليف: محمد كامل القصَّاب، عزُّ الدين القسَّام.

تحقيق: زهير الشاويش.

الطبعة: الأولى، الإصدار: 1422هـ - 2001م.



68- الواسطة بين الحقِّ والخَلق

لشيخ الإسلام: أحمد بن عبدالحليم ابن تيميَّة الحرَّاني الدمشقي.

تحقيق: زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني.

الطبعة: الخامسة، الإصدار: 1425هـ - 2004م.



♦ ♦ ♦ ♦

تمَّت سيرة شيخنا زهير الشاويش الموجَزة

وعسى أن تتهيَّأ الفرصةُ قريبًا لإنشاء ترجمة مُسهبَة حافلة

تليق بالشيخ وجهوده ومنزلته



اللهم ارحم عبدك زهيرًا الشاويش برحمتك الواسعة

واجعل قبرَه روضةً من رياض الجنان

وكافئه عن إحسانه بكرمك وفضلك إحسانًا

وتجاوز يا ربِّ بعفوك عن سيِّئاته وزلاَّته

إنك أنت العفوُّ الرحيم

والحمد لله ربِّ العالمين



منقول
التوقيع:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)
قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة .


مدونة أهل السنة والجماعة
https://albdranyzxc.blogspot.com/

من مواضيعي في الملتقى

* الإمام هِبةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ مَنصور الطَّبريُّ الشَّافعيُّ اللَّالَكائي ...
* التعريف بالإمام الترمذي وجامعه ....
* الإمام الحافظ أبو بكر الآجري رحمه الله
* الشيخ العلامة محمد بهجة البيطار رحمه الله ...
* الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ...
* فوائد من حديث عبادة ( من شهد أن لاإله إلا الله ...)
* الإمام الحافظ أحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن ...

السليماني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
..., محمد, الأستاذ, الله, الشاويش, رحمه, شهير
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيخ العلامة محمد بهجة البيطار رحمه الله ... السليماني قسم التراجم والأعلام 2 04-24-2024 01:33 PM
تفسير سورة البقرة للشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- أبو طلحة قسم تفسير القرآن الكريم 2 04-16-2024 10:48 PM
تفسير القرآن الكريم لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وهدية جميلة لكم أحبائي hashem35 ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية 8 01-11-2019 01:38 PM
موسوعة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ــ 2351 محاضرة !! 7.28 جيجا - مُ الشيخ عبده ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية 2 01-09-2019 07:14 AM
تسجيلات شرح كتاب فقه السنة للسيد سابق رحمه الله مع الشيخ // أحمد رزوق حفظة الله ابو عبد الله قسم غرفة أحبة القرآن الصوتية 2 04-02-2012 06:44 AM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009