استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى القرآن الكريم وعلومه
ملتقى القرآن الكريم وعلومه يهتم بعلوم القرآن من تفسير وأحكام التلاوة والتجويد
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-23-2025, 02:33 PM   #1
مشرفة قسم القرآن

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 36

امانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of light

افتراضي وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ)تفسير الشعراوي

      

جاء في وصية لقمان لابنه: { { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ }[لقمان: 17] هكذا دون توكيد باللام التي هنا { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } [الشورى: 43].

صحيح أن المعنى العام واحد وهو الدعوة إلى الصبر، لكن فرْق بين الصبر على مصيبة ليس لك فيها غريم، والصبر على مصيبة لك فيها غريم، فوجود الغريم يحتاج إلى قوة في الصبر وتحمُّل، لأنك كلما رأيتَ غريمك هاجتْ عندك دواعي الانتقام، فلقمان يوصي ولده بالصبر على مصيبة ليس فيها غريم، فلم يحتج إلى توكيد.
أمَّا هنا فالكلام عن الصبر حينما يكون لك غريم تفكر في الانتقام منه وردّ السيئة بمثلها، فأنت في حاجة إلى قوة تُعينك على الصبر وطاقة تأخذك من مجال الانتصار للنفس إلى مجال العفو والصفح، لذلك أكَّد الكلام باللام مرتين في الآية.

وقوله تعالى: { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ .. } [الشورى: 43] يعني: أننا أمام مرحلتين: الصبر على الإساءة ثم غفران الإساءة، فكثير من الناس يصبر على مَنْ أساء إليه لكنه لا يغفر له إساءته، لأن مرحلة الغفران تحتاج إلى قوة إيمان وقوة عزيمة { إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } [الشورى: 43].
يعني: الأمور المهمة التي تحتاج منك إلى عزيمة وثبات وقوة تطفئ بها نار الحقد والثأر والانتقام، وقوة أخرى تستمد منها طاقة للمغفرة، وهذه لا تكون إلا للمؤمن الواثق بأن ما عند الله خيرٌ وأبْقى، وأنه سينال بالعفو ما لم يَنلْهُ بالانتقام.

إذن: الحق سبحانه أباح لك أنْ تنتقم لنفسك، ثم دعاك إلى العفو ورغَّبك فيه، فمتى يكون الانتقام؟ ومتى يكون العفو؟
قالوا: العفو أوْلَى من الانتقام والانتصار للنفس، إلا إذا كان المسيء الظالم من الجاهلين الذين لا يزيدهم العفو إلا تمادياً في الظلم، ولا يزيده حِلْمك عليه إلا طمعاً فيك، فهذا لا بدَّ له من المعاملة بالمثل ليرتدع ولا يتمادى في ظلم الناس.

وقد تنبه إلى هذه الحقيقة كثير من الشعراء العرب القدماء، يقول المتنبي:
مِنَ الحِلْم أنْ تسْتَعْمِل الجهْلَ دُونَه إذَا اتَّسَعَتْ في الحِلْم طُرقُ المظَالِمِ
وقال أيضاً:
إذَا أنْتَ أكْرمْتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ وإنْ أنتَ أكْرمْتَ اللئيمَ تمرَّدا
وَوَضعُ النَّدي فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلا مُضِرّ كوضْعِ السَّيْفِ فِي موْضعِ النَّدىَ
وقال آخر:
ولاَ خَيْر في حِلْم إذَا لم تكُنْ لَهُ بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أنْ يُكدَّرا
وفي تاريخ قبائل العرب ما يؤكد ذلك، فبعض القبائل كانت شرسة وقوية لا تقبل الضيم مثل بني مازن، كانت حجة في الانتصار لنفسها، فصار الناس يرهبونها، ولا يجرؤ أحد على التعدي عليها، ومن القبائل التي كانت تجهل وتغتر بعفو مَنْ عفا عنها قبيلة بني اللقيطة من بني ذهل.
أما طيء فكانت قبيلة مسالمة تعفو وتصفح وتقابل السيئة بالإحسان، لذلك طمع فيها بنو ذهل وتمادوا في التعدي عليها حتى فاض بشاعرهم بعد أن استباحوا أرضه وأخذوا إبله، فضاق بما عليه قبيلته من العفو عمَّنْ لا يستحق العفو، فقال في وصفهم:
كَأنَّ ربَّكَ لَمْ يخلُقْ لخَشْيتهِ سِواهُمُ مِنْ جَمِيع النَّاسِ إنْسَانَا
ويَجْزُونَ مِن ظُلْم أهلِ الظلْمِ مَغْفرةً وَمِنْ إسَاءةِ أهْلِ السُّوءِ إحْسَانَا
ثم قال قصيدته المشهورة في الأدب العربي:
صَفَحْنَا عَنْ بَنِي ذُهْل وَقُلْنَا القَوْمُ إخْوَانُ
عَسَى الأيَّامُ أنْ يرجعْنَ قَوْماً كَالذِي كَانُوا
فَلمَّا صرَّح الشرُّ وَأمْسَى وَهْو عُرْيانُ
مَشَيْنَا مشْيةَ الليْثِ غَدَا وَالليْثُ غَضْبَانُ
بِضَرْبٍ فيهِ تَوْهِينٌ وَإضْعَافٌ وإقْرَانُ
وَطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ غَدَا وَالزِّقُّ ملآنُ
وَبَعْضُ الحِلْم عنْدَ الجهْلِ للذلَّةِ إذْعَانُ
وَفِي الشَّر نجاةٌ حِينَ لاَ يُنجِيكَ إحْسَانُ
وما أجمل قول الإمام علي رضي الله عنه:
لَئِنْ كُنْتُ مُحتَاجاً إلى الحِلْم إنّني إلَى الجَهْل في بَعْضِ الأحَايينِ أحْوجُ
وَلي فَرَسٌ للحِلْم بِالحِلْمِ مُلْجَم وَلِيِ فَرَسٌ لِلْجَهْل بالجهْلِ مُسْرَجُ
فَمَنْ رامَ تَقْوِيمي فإنِّي مُقوّم وَمَنْ رامَ تَعْويجِي فَإنِّي مُعْوجُ


التفاسير العظيمة

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

امانى يسرى محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2025, 06:06 PM   #2
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 587

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* يا أبت
* كيف يتخلص من حسده لإخوانه ؟
* صندوق دعوي في البيت
* الحياء من الإيمان
* فضل شـهـر مـحـرم وفـتـاوى عـاشـوراء
* البيت المسلم
* لا تدخلوا حتى يؤذن لكم

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
ٱلأُمُورِ)تفسير, لَمِنْ, الشعراوى, ذَلِكَ, صَبَرَ, عَزْمِ, إِنَّ, وَلَمَن, وَغَفَرَ
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً)تفسير الشعراوي امانى يسرى محمد قسم تفسير القرآن الكريم 1 09-04-2025 03:33 PM
تفسير الشيخ الشعراوي (وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَىٰ ٱلنَّارِ ) امانى يسرى محمد ملتقى القرآن الكريم وعلومه 1 09-03-2025 04:31 PM
(وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ)تفسير الشيخ الشعراوي امانى يسرى محمد قسم تفسير القرآن الكريم 1 08-30-2025 04:38 PM
﴿ٱعلموا أنما ٱلحیوٰة ٱلدنیا لعب ولهو وزینة وتفاخر بینكم وتكاثر فی ٱلأمو ٰ⁠ل وٱلأولـٰد أبو طلحة قسم تفسير القرآن الكريم 3 07-17-2023 01:35 PM
تفسير القرآن الكريم للشيخ الشعراوي صادق الصلوي قسم تفسير القرآن الكريم 3 01-01-2013 09:46 PM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009