لا أريد أن أدخل الجنة، ولا أريد رؤية الله!!!

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



من فترة طويلة دار حوار بينى وبين مجموعة من صديقاتى عن الجنة، و فى هذا الحوار بدأت كل واحدة منا تدعو بدخول الجنة ،

وفجأة قالت لنا صديقة : "أنا لا أريد أن أدخل الجنة، ولا أشتاق لها، وعمرى ما تمنيتها" ،

فبدأنا كلنا ننظر لها فى دهشة ، فنظرت إلينا ببسمة بريئة على وجهها

وقالت : بل سأقول لكم الأعجب من ذلك ، فقلنا لها هل هناك أعجب من عدم تمنيك الجنة ؟؟؟؟

قالت : نعم ، أنا عمرى ما تمنيت أن أرى الله تعالى ، ولا أريد أن أرى الله!!!.

هنالك كانت الصدمة على وجووه الجميع، وبدأ الكل يزجرها ويقول لها : ماذا تقولين ؟؟؟

هل جننت ؟؟؟ استغفرى ربك ؟؟؟

فقالت : مافيش حد هيفهمنى غيرك أنت يارب،

ثم قالت : أعلم أن كلامى هذا لا يصح ، لكنه هو ما يكنه قلبى؟؟!!

بدأت الوجوه تلتفت لها منتظرة تفسير قولها.

فقالت : أنا أخاف الله وأخاف عذابه ، وأتمنى ألا أدخل النار، لكنى لم أتمنى أن أدخل الجنة ، لأنى ما عبدت الله

من أجل الدخول إلى الجنة ، أشتاق لحبه، أشتاق لرضاه، ولا أشتاق لريحها.والله إنى أستحى أن أطلبها منه.

ثم قالت : عارفين عندما أقرأ آيات القرآن وأمر على آيات الجنة لا أتأثر بها ، لكنى أتأثر بكل القرآن



إلا آيات الجنة؟؟ هل تفهمونى ؟؟؟ ليتكم تفهمونى ؟؟؟ لا يفهمنى غير الله.


ثم سألناها وماذا عن رؤية الله؟؟؟

فقالت : أحبه دون أن آراه ، أتمنى رضاه دون رؤيته، ثم وجهت لنا سؤال وقالت : ألم تمر عليكم أوقات بأن

تطمئنوا على المحبوب دون رؤيته، وتقولوا مش مهم أن نراه، لكن المهم يكون هو مرتاح؟؟

فقلنا لها : بلى ،


فقالت : ولله المثل الأعلى ، فأنا أحبه دون أن آراه، ويهمنى فقط حبه ورضاه دون أن آراه،

ثم قالت: ومن أنا حتى أطلب رؤيته؟؟؟ والله إنى أستحى أن أطلب رؤيته.

ثم قالت : عارفين ، أنا لو نجيت من عذاب ربى يوم العرض فماذا أقول له ؟؟؟

التفتنا لها وانتظرنا الرد،

فقالت : أقول له أتمنى رضاك،

فقلنا لها: وإذا وافقك ؟؟

قالت: سأطلب أن يجعلنى عدم ، لأن هذا كل ما أتمناه

بدأ الهجوم عليها من كل ناحية ، وبدأ الأصدقاء يطلبن منها الرجوع عما هى عليه ،

فتبسمت وقالت : ألم أقل لكم لن يفهمنى أحد منكم؟؟؟ لم يفهمنى غير الله.

فهل ما قالته هذه الصديقة جائز ؟؟؟؟؟؟؟

هل هى فعلا عاشقة الإله لهذا الحد، لدرجة أنها لا ترى سواه، غير منتظرة دخول الجنة!!!

حتى الحلم الذى يحلم به كل مؤمن وهو لذة النظر إلى وجهه الكريم ، يمكن لشخص أن يعشق الإله لدرجة أنه لا يريد أن يراه؟؟؟