المناسبات | |
|
|
04-09-2012, 10:34 PM | #1 | |
|
الأخوة في الله .. المحبة في الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أخي في الله .. إن معنى الحب في الله، هو أن يحب كل منا في الآخر ما يحبه الله فيه، فلا يحب أحدنا الآخر لذاته بل لما فيه من صفات يحبها الله. فالذي يستحق أن يُحب لذاته هو الله عز وجل، وأي حب ينبغي أن يكون تابعًا له. فنحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله يحبه وأمرنا بحبه، ونحب المسلمين ونكره الكافرين لذلك أيضًا. بل إننا نحب المسلم الملتزم بأوامر الله أكثر من المسلم العاصي المقصر في جنب الله، مع العلم بأننا لا نكره العاصي لذاته أيضًا، بل نكره فيه أفعاله التي تغضب الله عز وجل. ونحب المؤمن القوي أكثر من المؤمن الضعيف، لأن الله يحب فيه القوة، ونحب أهل المساجد المحافظين على الجُمع والجماعات وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر ممن لا يحافظون على ذلك. ونحب أهل الجهاد السائرين في الطريق الصحيح لتمكين دين الله في الأرض - دون إفراط ولا تفريط - أكثر ممن قعدوا عن الجهاد أو انحرفوا عن طريقه. ونحب في هؤلاء القاعدين التزامهم بالأوامر الأخرى أكثر من غيرهم من المسلمين الشاردين البعدين عن الله. وخلاصة القول: إنه من الواجب علينا أن نحب المرء بمقدار ما فيه من صفات يحبها الله، ونبغضه بمقدار ما فيه من صفات يبغضها الله عز وجل. فإذا تبين ذلك، فلا يجوز لنا أن نفضل إنسانًا عن آخر إلا بهذا المقياس، فلا نفضل ولا نقرب شخصًا ما على آخر لأن نفوسنا تميل إليه أكثر. فكما يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: وليس للخلق محبة أعظم ولا أكمل ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم، وليس في الوجود ما يستحق أن يُحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى، وكل ما يحب سواه فمحبته تبعًا لحبه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يُحب لأجل الله ويطاع لأجل الله، ويُتبع لأجل الله، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران/31]، وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة/24] . أخي في الله ... أنت أحب الناس إلى قلبي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، فحبي لك من أدلة إيماني كما قال صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يُحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار " . وقال صلى الله عليه وسلم: " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله " . إننا يا أخي غرباء بين الناس، فنحن نعمل على تطبيق الإسلام بيننا في الوقت الذي أصبح فيه الإسلام غريبًا بين أهله كما أخبرنا بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم عندما قال: " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ". فلا تندهش من تساؤلات من حولك عن سبب ما يحدث بيننا من أُلفة وحب ونكران للذات وإيثار، و. . . و. . . . أخي في الله .. أحذر نفسي وإياك من أن يُحب أحدنا الآخر لذاته، ولأنه يميل إليه ويجد متعة شخصية في وجوده معه، فلا يُشاهد إلا معه، في حِله وترحاله، وجده وهزله، فيؤدي ذلك إلى الارتباط الشخصي، وهذا من أخطر منعطفات الأخوة في الله، حيث يتحول الحب من حب في الله إلى حب لذات الأشخاص، فإذا انحرف أحدنا تبعه الآخر، لأنه مرتبط به، سائر في رِكابه، ولنتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما مات جزع الناس وفزعوا .. فلما علم أبو بكر بذلك صعد المنبر وقال للناس: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقرأ قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران/144]. ففي هذه الكلمات الوجيزة من أبي بكر - رضي الله عنه - صحح المسار، وربط الناس بربهم، وخرج الناس - كما تقول كتب السيرة - يرددون هذه الآية. فلنتآخ جميعًا .. ولنرتبط برباط الله، لا برباط ذواتنا. فهذه وصايا ولا أرى أحدًا أحوج إليها من نفسي، أسأل الله عز وجل أن يعيننا على القيام بحقوق الأخوة. وأسأله تعالى أن يتقبل منها، وان يغفر لنا، وأن يثبتنا على طريقه، إنه سميع مجيب،،، والحمد لله رب العالمين اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
04-10-2012, 12:09 AM | #2 | |||
أبو جبريل نوفل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله درر بارك الله فيك و جعلنا الله جميعا أخوة متحابين في جلاله جل و علا على سرر و منابر من نور يوم القيامة ... أللهم آمين شكر الله لك هذا الموضوع الهام و العظيم جعله الله في موازين حسناتك |
|||
من مواضيعي في الملتقى
|
||||
04-10-2012, 04:41 PM | #3 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجعلكم من احبائه وخاصيته واظلكم بظله يوم لا ظل إلا ظله |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
04-11-2012, 09:58 PM | #4 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين بارك الله فيك اخي المجاهد وجزاك الله خيرا على مرورك وكلماتك الطيبة |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
04-11-2012, 10:07 PM | #5 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين بارك الله فيكي بحر الحنان وجزاكي خيرا على مرورك |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
05-15-2012, 01:06 PM | #6 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا اخ ابو عبد الرحمن الحب في الله يقوي التماسك الاجتماعي المفقود عند المسلمين في كافة بقاع الارض! |
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شاركنا يا المحبة في الله في الحملة التعريفية عن غرفة احبة القران يوم الاحد القادم | المحبة في الله | قسم إنجازات متنوعة اخرى | 21 | 03-26-2013 01:12 AM |
حكم النذر والذبح لغير الله والذبح على القبور " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء | ابو عبد الرحمن | ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية | 7 | 01-05-2013 12:07 AM |
تعليق العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله على قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إذ | طالب العلم | ملتقى الأحاديث القدسية والنبوية | 5 | 01-02-2013 10:28 AM |
خطبة: من آذى رسول الله فعليه الغضب واللعنة من الله. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله | أسامة خضر | قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله | 3 | 10-01-2012 09:29 PM |
|