![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#25 |
مشرفة قسم القرآن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الافتراء على الله
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا) قضية الانعام قضية السورة لان هذا نوع من انواع التمكين هذا مثل, ربي عزوجل مكنهم في شيء ذرء خلق لهم من الحرث والانعام فماذا كانت النتيجة ؟ اشركوا بالله سبحانه وتعالى قالوا (هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا) , انحراف انحراف في استعمال ما خلق الله وما مكنهم الله فيه ولذلك قال بعدها (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ(137) الانعام) تدبروا فالاية قضية الشركاء قضية مهمة لماذا ؟ سورة الانعام تحدثنا عن تنقية التوحيد الذي لا تستقيم بدونه الحياة بدون التوحيد وتنقية التوحيد وتصفية الايمان والا يكون للانسان وليا من دون الله قضية في غاية الاهمية ولذلك القران في ايات كثيرة منها سورة الانعام ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) الشرك اشكال متنوعة متعددة فواحدة من تلك الجوانب ان يكون مصدر التشريع غير المنهج الذي امر به الله سبحانه وتعالى , مصدر الشريع الشركاء يحلون ويحرمون من اهوائهم ووفق اهوائهم ومن ما يقولون لهم شركائهم تدبروا معي ( زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) شركاءهم زينوا القبيح فراول القبيح جميلا راوا الحسن قبيحا راوا الحلال حراما ورأوا الحرام حلال وهذا واقع كذلك في مجتمعاتنا , بعض المجتمعات اليوم الامر حرام ولكنه لا يراه حرام رشوة على سبيل المثال حرام سواء سميت تلك الرشوة هدية اكرامية سميت سمي ماتشاء هذا لا يغير من حيقيتها هذا لا يغير من حقيقتها ,انت اليوم ان سميت الليل نهار وان سميت النهار ليل هل سيغير من طبيعة الليل والنهار ؟ لا , لا يغير من حقيقتها شيء سيبقى الليل ليلا وسيبق النهار نهارا , كل ما هنالك انت تلاعبت بالاسماء ونفس الشيء يقال على تلك الاشياء التي نتكلم عنها الان الفساد والانحراف والفواحش وقلة الحياء او انعدام الحياء في بعض الاحيان هذا لا يمكن ان يطلق عليه اسم واطلاق اسم المحبة او المشاعر او العواطف او الفن او ماشابه لن يغير من حال واقعها شيء ابدا سيبقى الفساد فسادا وسيبقى ذلك الانحطاط انحطاط بقطع النظر عن التزيين لن يغير في حقيقته شيء تدبروا في الاية (وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَّا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَن نَّشَاءُ) بزعمهم ولذلك في نهاية الايات قال سنجزيهم بما كانوا يفترون , افتراء افتراء على الله بالكذب يحرمون ويحللون على امزجتهم انعام وحرث لا يطعمها حرموا على انفسهم اشياء معينة ما حرمها الله والله فصل لهم ما حرم عليهم ولكنهم ما ارادوا السير وفق ذلك المنهج بزعمهم وقالوا ( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا) يشرعون من جراء اهواءهم وانفسهم وشركائهم تدبرو في الاية (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140) الانعام تدبروا الاية تحريم ما احل الله عزوجل افتراء على الله ما عاقبته ؟ (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ) زين كذلك لهم شركاءهم ان يقتلوا اولادهم خشية املاق خشية اشياء مختلفة متعددة قتلو ا الاناث في بعض القبائل العربية كانوا يقتلونا يؤدون البنات خشية العار , ممارسات من الذي حرم واعطى حق التشريع هنا ؟ الرب الذي خلق ؟ لا , اذا افتراءا على الله تدبروا في الاية (وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) نور وظلام ... ايمان وكفر.. ليس هناك شيء في منتصف الطريق نصف ظلال ونصف هدى لا , بمعنى اخر و تدبروا معي فالتركيز بسورة الانعام هنا على قضية التشريع يبين ان الايمان والتوحيد الذي تبنيه هذه السورة العظيمة لا ينفك عن التشريع والتطبيق لابد لابد ان يمشي بين الناس بذلك النور .............. وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)الانعام (كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) تدبروا في كيفية الربط بين التشريع (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) الزكاة زكاة الثمار زكاة الزروع وبين الذي انشأ , تدبروا في ذلك الربط المعجز بمعنى الكلمة (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَمُتَشَا بِهٍ) ( كُلُوا مِن ثَمَرِه ) اذا انت تزرع انت كمزارع كفلاح تبذر البذر ولكن من الذي انشأ ؟ الخالق سبحانه وتعالى . (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) انت الان على سبيل المثال اجيرا تعمل في ارض في مزرعة في بستان, عملك انك تعمل في هذه الارض لصاحب الارض لمالكها هو الذي يقول لك افعل ولا تفعل ازرع ولا تزرع خذ ولا تأخذ لانه مالك وانت اجير ولله المثل الاعلى ولله المثل الاعلى . الذي انشأ هو الله سبحانه وتعالى فالذي انشئ هو الذي يملك حق التشريع فأمرك بان (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ), .المال يامرك بأن تنفقه فى الحق في الخير الزكاة في نفع الناس فالحرام لا تنفه على ما حرم الله لانهم كانوا يفعلون ويذبحون ما يذبحون ويتقربون بها للاصنام هذا مثل من الامثال , السلوكيات المخالفة لمنهج الله سبحانه وتعالى (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ولا يحب الانفاق فى الحرام وكل مال ينفق في حرام مها كان قليلا ولو كان فلسا واحدا فهو اسراف . كل مال ينفق فى الحرام ولو كان ضئيلا فهو حرام اسراف والله سبحانه لا يحب المسرفين , المال ماله والرزق رزقه والعطاء عطاءه فانفه فيما يحب لا فيما لا يحب فإنه لا يحب المسرفين ::::::: احذروا خطوات الشياطين (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (142)الانعام (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً ) تذكير بنعم الله عزوجل تذكير بالاءه ونعمه وفعلا تغيرت الازمنة وتبدل الواقع وتغيرت واصبح هناك معامل للمنسوجات ومصانع ولكن في نهاية الامر من اين تأخذ تلك المصادر من أين تاخذ تلك المواد الخام ؟ هذه هي الانعام ( كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ) من الذي رزق؟ الله , وهو الذي يملك حق التشريع , (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) لما جاء بذكر الخطوات ؟ الشيطان في قضايا التشريع لا يقول مباشرة للانسان افعل الحرام لا, يسلك مسالك مختلفة يأخذ الانسان خطوة خطوة خطوة خطوة نحو الحرام لماذا ؟ لانه لكم عدوا مبين عدو بائن في عداوته ظاهر في معادته لكم لا يمكن ابدا ان يقول لكم على شيء حلال فعلا وهو يكون الله سبحانه وتعالى قد احله ابدا , يقول لكم عن الحرام حلالا وعن الحلال حراما فيحل الانسان ما حرم الله ويحرم ما احل الله كما كان يفعل المشركون . حرموا من هذه الانعام اشياء احلها الله لهم وفي نفس الوقت احلوا اشياء حرمها الله عليهم (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143)الانعام تزيين الباطل محاولة تغيير الحقائق كما يحدث احيانا في بعض مجتمعاتنا اليوم .قمة الكفر المبني على اتباع خطوات الشيطان , ثم جاء بالتفاصيل (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ ) وفي نهاية الامر (فمن اظلم ممن افترى ) مرة اخرى تأكيد المعنى (افترى على الله كذبا ) من خلال اي شيء؟ |
![]() |
![]() |
![]() |
#26 |
مشرفة قسم القرآن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() تسمية المحرمات بغير أسمائها {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام:144] الكذب ما عاد يسمى باسمه , كلمة كذب كلمة كريهة بغيظة حتى في لفظها الناس ما عادت تسميه كذبا , تسميه مجاملة تسميه اتيكيت تسميه اي اسم اخر ولكن هذا لا يغير من جوهره ولا حقيقته فربي هنا عزوجل يحذرنا من هذا المسلك (افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا) لماذا ؟ (لِيُضِلَّالنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) يظل الناس بغير علمه فيفتري على الله الكذب فيصور الاشياء على غير حقيقتها و يعطيها مسميات غير حقيقتها غير حقيقية ليست بحقيقية , الانحراف الفساد اصبح فن الفواحس اصبحت حب عواطف وكل الناس تميل نحو هذه الاشياء ولكن هي ليست هذا كهذا الربا ليست كالبيع (وَأَحَلَّاللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) لكنهم هم قالوا ان البيع مثل الربا , لكن الحقيقة ان الله احل البيع وحرم الربى وهكذا في كل شيء . اذا اين المحرمات فصلها لكم (قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خنزير ) …. تفاصيل التحريم وفي نفس الوقت حرم على الذين هادوا اشياء معينة , كل ذي ظفر حرمها فصلها ولكن شدد في التحريم عليه لماذا؟ (جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) ببغيم وظلمهم وعدوانهم وافترائهم حتى لا يقع الناس فيما وقع ببني اسرائيل من البغي والاعتداء , اي بغي واعتداء؟ تحريم ما احل الله واباحة ما حرم الله , تدبروا معي فى الاية ثم جاء بعد ذلك فى الايات ليبين القضية التي قلنا وناقشناها في اكثر من مرة بعض المشركين يفتري على الله الكذب فيحتج وهو ليس فقط فالمشركين , مدلف خطير جدا بعض الاشخاص يقول تسأله يا فلان متى ستصلي وتنتظم في صلاتك ؟ عندما يهديني الله , افتراء على الله عزوجل يحسب هذه الكلمة هينة وهي عند الله عظيمة (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ) مشيئة الله لو يريد ان يهديني لهداني , تدبروا فى الافتراء على الله كذلك :::::::::: هل الهداية قرار إنساني؟ ![]() انت تختار ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) بين واوضح لك اختيار علمه سبحانه وتعالى وارادته عزوجل لا تتدخل هنا في اختيارك انت اقام الحجة عليك ولذلك قال ( فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) الانعام و ربي عزوجل يحاسبنا على اعمالنا لا يحاسبنا على ما يعلمه منا وهو عالم بنا, ,يعلم من الذي مهتدي هو اعلم بعباده اعلم بالمهتدين قالوا في الاية ولكنه لا يحاسبنا بعلمه سبحانه يحاسبنا باعمالنا بما نعمل , اكثر من مرة وردت في كتاب الله في السورة في هذه السورة سورة الانعام (بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (بِبَغْيِهِمْ) اذا هو العمل , انت لديك حرية الاختيار ولكن هذه واحدة من المجادلات التي يجادل فيها الانسان ليبرر لنفسه الظلال ليبرر لنفسه البعد عن الله عزوجل متى تصلي يا فلان ؟ عندما يأتي رمضان و يأتي رمضان ربما يصلي ولا يصلي ويأتي بعدها شهر وشهر واذا بالعمر قد انقضى وانتهى, تسويف تاجيل افتراء , قرار الايمان قرارك أنت قرار لاجلك انت , قرار لاجل حياتك انت ( مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لنفسه )الاسراء 15 وكذلك جاء فى الاية (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ )(150)الانعام (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ) فالاليات التي تأتي فالسورة علم وشهادة وظن مقابلها لماذا؟ ليبين لي ان القرار بالايمان ينبغي ان يكون قائمة باستعمال اليات معينة ادوات العلم , علم شهادة شهداء تقييم , انت حين تحرم تقول هذا حرام ماهو دليلك؟ من اين جئت بهذا التحريم او التحليل ؟ اين الشهادة على هذا ؟ الشهادة وسيلة من وسائل الاثبات . ولكن الشهداء حتى اذا شهدوا من شهداء شهداء ظالين , شهداء زور, قال (وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) ::::::::::: ( نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)الانعام تدبروا معي فى كلمة , ماقال واحسنوا الى الوالدين قال (وبالوالدين إِحْسَانًا) , مطلقة مطلق اشكال الاحسان بالوالدين ,احسان بالقول احسان بالدعاء احسان بالعمل احسان بالعواطف احسان بالمشاعر احسان بالطاعة احسان بالترضي وتدبروا كذلك في قوله (وبالوالدين) بقطع النظر كافر مؤمن بقطع النظر هو والد , عظمة القران عظمة قيم القران . هذه القيم التي ان لنا ان نجعلها رسالة رسالة نقوم باصالها للعالم , العالم الذي يعاني من جراء عدم تطبيق هذه الامور في حياتنا وفي واقعنا , وتدبروا ايضا فى الاية جاءت على عشرات الممارسات التي كانت موجودة في المجتمع الجاهلي , بعض الممارسات لاتزال موجودة وبطرق مختلفة ( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ) الفقر شدة الفقر تدبروا فالاية (نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ ) بدأ بهم قال ( نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) الرزاق الذي يرزقك انت ابتداءا هو , فاذا كيف يستقيم الامر وتعتقد ان الاولاد في حياتك سيضيقون علي بالرزق ؟ لا , ممارسة من الممارسات التي كانت موجودة للاسف الشديد ولا تزال في بعض المجتمعات ولكن بطرق مختلفة , القضية ليست معناها ليست قضية انه تكاثر فقط فى الاولاد لا , الحفاظ على هذه القيمة المجتمعية , قيمة النسل والحفاظ عليه , قيمة انسانية مجتمعية لا ينبغي ان يقف قضية او تقف قضية الرزق حائلا دونها :::::::::: لا تقربوا الفواحش ![]() ( وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) ليس هناك ازدواجية في هذا المنهج العظيم , لا تقربوا بينك وبين الحرام لابد ان تكون هناك مساحة , ولا تقف عند الحافة لان بعض الاشخاص يقول لك لا هو حرام اذا خلاص يبدأ بيني وبين الحرام شعرة واحدة لا , لا اترك مساحة واسعة بينك وبين الحرام وهذا مايطلق عليه بعض العلماء والمفسرين الورع , يترك شيء من الحلال ورعا مخافة ان يقع في شيء فيه شبهة او حرام . تدبروا فى الايات والناس اليوم في بعض الاحيان تسأل هو حرام؟ ماعادت تسأل عن المكروه فتجتنبه حتى تتقرب وتتحبب الى الله عزوجل , فقط حرام ؟ اسود وابيض في حين ان الله عزوجل يقول (( وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) كل الاثم كل المحرم بمعنى اخر وتكلمنا عن الاكل المعنوي الحرام المعنوي , المال المال الذي فيه شبهة نحن بحاجة ان نراجع حساباتنا اليوم مراجعة دقيقة ننظر فالاشياء التي فيها شبهة فلا ندخلها على انفسنا ولا نقترب منها , نبتعد عنها مخافة ان نقع فالاثم وفالحرام , فكيف بالحرام؟ اذا لا تقربوا لا تقربوا ما ظهر منها وما بطن نحن بحاجة الى هذه المراجعة الحقيقية والبعد عن الازدواجية , حرم عليك قبل قليل ذكر لحم خنزير ولكن الذي حرم لحم الخنزير هو كذلك الذي حرم اكل اموال الناس بالباطل فلا تأكلها بالباطل ولا تعتبر ان الغش والخداع والتدنيس واكل اموال الناس بالباطل شيء من التجارة والذكاء والعبقرية , في التجارة, هذا ليس ذكاء ولا عبقرية هذا غش واكل اموال الناس بالباطل , شركات وهمية شركات وهمية تقام وتأسس وتبنى باموال الناس وتباع فيها اسهم بالملايين وتأخذها , تقوم بجمع الاموال من الناس وتفتري على الناس الكذب وتقول لهم ارباح ارباح 10% و 20% و 30و 40 ثم خلال شهور تقوم بجمع هذه الاموال والاتجار بها والربح منها والتكسب من تلك الاموال ثم اما ترد كما هي لاصحابها بزعم ان تلك الشركة قد افلست او حتى لا ترد تلك الاموال تدبر فى الامر هذه الاموال الكثير والقليل منها انما هي نار انما يأكلون في بطونهم نار , اكل اموال الناس بالباطل نار نار حقيقية ليس فقط فى الاخرة , فى الدنيا تحرق عليك حياتك تحرق عليك كل شيء في حياتك كل شيء فلا تغتر بكثرة الاموال وانظر الى مصادرها فأنك مسائل عنها (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) النفس حرمة النفس حرمة المال حرمة الاعراض (ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) هذه الوصية وصية الله عزوجل للبشر . :::::::: وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)الانعام (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) و قلنا أن في سورة الأنعام و في أكثر من موضع ربي سبحانه و تعالى يؤكد هذه الحقيقة: أن الإثم له ظاهر و باطن، و أن الحرام كذلك له ظاهر و باطن. فكما أن الإنسان حرم عليه أن يأكل لحم الخنزير و الدم المسفوح و ما شابه في الآيات التي قبل، حرم عليه الإقتراب من مال اليتيم، حرم عليه الإقتراب من الأموال الحرام الممنوعة، المكتسبة بطرق غير مشروعة، و تدبروا في النهي: قال (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ) لا تقترب منه، و أنت الوصي، التوجيه للأوصياء، للأولياء، الذين يقومون على مسؤوليات اليتيم و الحفاظ على ماله. اليتيم، جزء يفترض بحكم ما جرت عليه العادة و ما تعارف عليه الناس في المجتمع جزء ضعيف، و لكن الله عز و جل ابتدأ بحماية هذا الجزء و حذر من الإقتراب من ماله إلا بغرض تنميته و تحسينه (إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) إلى أن يبلغ مبلغ الرجال و يدرك المصالح و المفاسد المترتبة على إنفاق و إتلاف المال و يفرق بينها، آنذاك يعطى حقوقه كاملة، هذا النهج القرآني ما كانت تعرفه المجتمعات الجاهلية، لماذا؟ لأن منطق الحكم كان مبني على منطق القوة، الأقوى هو الذي يحكم، الأقوى هو الذي يملك حرية التصرف، و لكن القرآن أعاد الأمور إلى نصابها، أعاد البشرية و الإنسانية إلى رشدها، إلى جادة الصواب، كيف؟ المنطق منطق الحق الذي يحكم و ليس منطق القوة، و هناك فارق شاسع بين حكم منطق القوة و الغلبة و حكم منطق الحق، منطق الحق لا يفرق بين الضعيف و القوي، و لا بين الصغير و الكبير، و لا بين السيد و العبد، و لا بين الرجل و المرأة، و لا بين القريب و البعيد، أما منطق القوة فله حسابات و معايير مختلفة تماما أبطلها الإسلا م و القرآن، قال (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) و تدبروا معي في موقع هذه التشريعات في ختام سورة الأنعام. السورة بأكملها تتحدث عن الإيمان، عن علاقة الإنسان بربه و كيف تبنى، عن الإيمان كيف يغرس في النفوس، الإيمان الذي يحقق الأمن و الطمأنينة في المجتمع و في حياة الفرد، و في ختام السورة يأتي بالتشريعات ليؤكد هذه الحقيقة: أن الإيمان لا يكتفى فيه أن يقتنع الإنسان بقلبه، و يقول بلسانه كلمة الشهادة، و لكن لا بد أن يطبق المنهج في واقع الاحياة ، في هذه التفاصيل التي يذكرها القرآن ::::::::::: الأمر بالوفاء في الكيل والميزان (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)[الأنعام: 152]، ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) و الكيل و الميزان ليست مجرد المكاييل و الموازين التي يتعارف عليها الناس، تعارف عليها حتى في السابق و لا تزال طبعا موجودة، كل شيء… الوفاء بحقوق الآخرين، في البيع، في الشراء، في التعامل‘ في الأخذ، في العطاء، في القول، في الحديث عن الآخرين ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) عدل، منطق العدل، منطق الحق الذي أقامه القرآن على عين الإيمان. الإيمان الذي لا يحقق في نفسك عدلا اتجاه الآخرين هذا إيمان ضعيف، إيمان مهزوز، الإيمان الذي لا يمنعك من قول الكذب على الآخرين و الإفتراء عليهم هذا ليس بإيمان. و تدبروا معي في ترتب و ترتيب الكلمات في الآية و الواجبات و الأوامر (لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) هذه الأوامر و التشريعات هي في حدود طاقة البشر، ليست خارج إطار طاقتهم أو قدر اتهم. الإنسان يستطيع القيام بالعدل فعليه أن يقوم به، |
![]() |
![]() |
![]() |
#27 |
مشرفة قسم القرآن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() العدل في القول ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) تدبروا في معاني الآية: الإيمان الذي يدفعك أن تقول الحق و لو على نفسك أو الأقربين ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ) بمعنى آخر: راقب أقوالك، راقب تلك الكلمات التي تتلفظ بها و تحرى العدل فيها، تحرى العدل فيما تقول، هذا هو الإيمان، العدل الذي لا يفرق بين الصديق و العدو، و لا بين القريب و البعيد، و لذلك قال ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ) مطلقا (وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) و لو كان قول العدل سيكون ضد الأقارب، ضد من هو قريب أو حبيب إلى نفسك، و لو كان الوالدين أو الأقربين أو النفس… بقطع النظر، العدل في القرآن قيمة مطلقة، العدل قولا و العدل فعلا، و التناسب واضح في (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا)، كما أن عليك أن تتحرى العدالة و الوفاء في التعامل، في الكيل و في الميزان عليك كذلك أن تتحرى العدالة في أقوالك، في كلماتك، في تصرفاتك. بعض الناس إذا كانوا على علاقة طيبة أو جيدة بأحد من الأشخاص قالوا فيه ما ليس فيه، مدحا و ثناء، و إذا خالفهم في شيء أو اختلفوا معه و حدث نزاع بينهم قالوا كذلك عنه ما ليس فيه، افتراء، كذب، ألصقوا فيه تهما ليست فيه، لماذا؟ لأن الذي يتحكم هنا ليس منطق العدل، منطق الهوى، هوى النفس، و القرآن لا يريد أن تحكم أهواء النفوس في حياة البشر و المجتمعات لأنها إن حكمت أفسدتها، و إن حكمت تولد الظلم، و ما انتشر الظلم في مجتمع و لا في أمة إلا أفسدها، أفسدها بكل أشكال الفساد، فساد مادي، فساد أخلاقي، فساد إجتماعي، فساد أسري..كل أشكال الفساد، ذاك الفساد الذي لا يمكن أبدا أن يأتي بالنفع على المجتمع إلا أن يطيح ذلك المجتمع بالهلاك، بأي شكل من أشكال الهلاك، فلذلك كان العدل هو الذي يصون المجتمعات و يصون الأفراد، بمعنى آخر، إذا أردنا أن نحقق أمنا حقيقيا و قد تكلمت سورة الأنعام عن الأمن، فالأمن لا يتحقق إلا بوجود العدالة، بوجود أناس مؤمنين يخافون الله عز و جل، يتقون الله سبحانه و تعالى في أقوالهم و أفعالهم، في أقوالهم و حديثهم عن الآخرين، الميزان- ميزان العدل- لا يعرف هوى النفس، لا يعرف الغضب و الرضا، و لكن إذا أنت لم تراقب الله عز و جل في رضاك أو في غضبك فيما تقوله عن الآخرين، فما الذي يعصمك، و ما الذي يمنعك؟ و ما الذي يترتب بعد ذلك؟ الإنسان إذا لم يجعل له هذه الصيانة في نفسه، لا ممكن أن ينتشر الأمان و العدل أو يسود العدل أبدا، و إذا أراد الإنسان أن يحفظ عرضه فعليه أن يحفظ أعراض الناس، إ ذا أردت أن تحفظ عرضك، احفظ أعراض الناس، إذا أردت ألا يقال فيك إلا خيرا فلا تقول في الناس إلا خيرا. احفظ لسانك، فلسان الإنسان هو بيانه، و لسانه يفصح عما في قلبه، فإذا امتلأ القلب إيمانا و خشية و خوفا من الله سبحانه و تقوى لا يمكن أن يفصح اللسان إلا عن ذلك الرصيد عدالة و إنصافا مع الآخرين، و لذلك لا يمكن أن يكون المؤمن سبابا و لا فاحشا و لا بديئا و لا منافقا و لا مرائيا، لماذا؟ لما كان في قلبه من معاني الإيمان التي لا بد و أن تنعكس على أقواله و أفعاله. """""""""""" اتباع الصراط المستقيم ![]() (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا) كل تلك العلاقات الإجتماعية – سلسلة العلاقات الإجتماعية و التشريعات- عهود بيننا و بين الله سبحانه و تعالى علينا الوفاء بها، و لذلك قال ( ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) وصانا بهذه القيم الإنسانية، و قد قلنا سابقا ربي عز و جل حين وصف حالة الإيمان حين قال (وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) نور التطبيق و المنهج، فإذا صار الإنسان بالوفاء و العدل و الحق و عدم الإقتراب من الفواحش و الحفاظ على حقوق الناس ألا ينشر ذلك النور بين الناس الذين يسير فيهم و في وسطهم؟ هو في ذاته و سلوكه و تعامله سيكون نورا يمشي فعلا في االناس، و هذا المطلوب في كتاب الله عز و جل، ليس المطلوب دائما أن نتحدث و نكثر من الكلام، و تأتي الأفعال تخالف و تناقض " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ ". الآية : 2-3 من سورة الصف ماذا يريد مني القرآن؟ يريد أن تكون أفعالي و تصرفاتي مرآة لإيماني الذي أؤمن به، مرآة لأقوالي، لاعتقاداتي، بذلك تصبح رسالة القرآن رسالة عالمية، لأن المؤمن إذا سار بهذا الرصيد أينما حل، في أي مجتمع، حتى و لو لم يتحدث بكلمة عن الإسلام أو عن رسالة القرآن، تحدثت أفعاله عنه، تحدثت أخلاقه، تحدثت عدالته، تحدث إنصافه و وفائه بالنيابة عنه، و هذا الذي بناه القرآن في النفوس حين بنى ذلك الجيل الأول، جيل التلقي الذي تلقى القرآن بقلبه فانعكس على سلوكه و واقعه. قال ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) تدبروا في الأولى قال(تَعْقِلُونَ)، هنا قال (تَذَكَّرُونَ) و في الثالثة سيقول (تَتَّقُونَ). (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الانعام استعمال كلمة (هذا)، الطريق واضح، المنهج واضح، واضح أمام العيان، واضح أمام من يريد أن يراه، النور موجود، و لكن إن أنت لم تفتح عينك أمام ذلك النور فالمشكلة ليست في النور، المشكلة في تلك العين التي لم تفتح لتراه، و كذلك الأحكام و التشريعات في كتاب الله عز و جل. فالقضية واحدة من اثنتين، لا ثالث لهما، إما صراط مستقيم و إما سبل، السبل ما النتيجة المترتبة عليها؟ (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) التفرق، التمزق، البعد، كلما اتبع الإنسان الطرق و المناهج الأخرى التي اخترعها البشر و ابتدعها من أهوائهم و أمزجتهم، كلما ابتعد عن الصراط المستقيم، و كلما ابتعد عن الصراط المستقيم كلما زادت نسبة الانحراف بكل أشكاله. الصراط المستقيم عدل، واضح، يصل بين النقطتين، يصلك إلى ما تريد، لكن هذه السبل هي التي تكرس قضية الانحراف. """""""""""""""" القرآن تدبره والعمل به ![]() (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) )الانعام ( ثم آتينا موسى الكتاب) الله سبحانه لم يترك البشرية يوما بدون منهج أو كتاب، ما تركها تتخبط، كل هذا المنهج و هو بطبيعة الحال قد أتى و آتى موسى الكتاب من قبل تدبروا كيف يحدثنا القرآن عن كتاب موسى، لماذا هذا الحديث المتواصل، في بدايات القرآن- و نحن في السور الأولى من القرآن- لماذا الحديث المتواصل عن أهل الكتاب؟ لماذا ذلك الثناء و الذكر للتوراة و الإنجيل، هذه الكتب، لماذا؟ رسالة القرآن رسالة عالمية، و رسالة القرآن و النبي جاء ليكمل بناء تلك الرسالات، هذا بناء متكامل، و بالتالي لا ينبغي أن تقدم رسالة القرآن بمعزل عن تلك الرسالات الإيمانية، الإيمان لا يكتمل بدون الإيمان بكل الرسل إذا رسالة القرآن رسالة عالمية، رسالة تعرف للأمم سابقتها من الخير، تعرف و تدرك و تؤمن. (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)الانعام طبيعة هذا الكتاب مبارك، مبارك في حياة الناس، مبارك بكل ما تحمل كلمة البركة من معنى، هذا وصف القرآن. بركة في العمر، بركة في الوقت، بركة في الرزق، بركة في الصحة، بركة حسية و بركة معنوية ما الغرض منه؟ (فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) نحن نريد الرحمة لأنفسنا كأفراد و كأسر و كمجتمعات و كأمم، نحن بحاجة لرحمة الله، تتنزل الرحمة علينا بقدر اتباعنا لهذا و تطبيقنا لهذا القرآن العظيم البعض قد يقول حتى في قضية التدبر على سبيل المثال، نحن نتدبر القرآن، مطلوب منا أن نتدبر القرآن، و لكن التدبر ليس فقط قضية غاية و نقف عندها و نقول انتهى الأمر. لا! له ما بعد! ماذا بعد؟ فاتبعوه. لا بد أن يكون بعد تدبري لكتاب الله و مع تدبري لكتاب الله اتباع، تطبيق للمنهج. أرأيت الكلام الذي ذكرناه الآن في تدبرنا لسورة الأنعام؟ هذا إن لم يطبق في حياتي سيصبح حجة علي، لا لي ، لأني عرفت فإذا عرف الإنسان شيئا عليه أن يطبقه و يلزمه، عرفت فالزم و نحن ذكرنا في آيات سابقة في سورة الأنعام عن قضية الإيمان، و ذكرنا و أكدنا فيها، قلنا أن الإيمان في سورة الأنعام للتطبيق، اتباع، آمنت بكتاب الله عز و جل اتبع… |
![]() |
![]() |
![]() |
#28 |
مشرفة قسم القرآن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() هلاك الامم السابقة ومصائب اليوم أفلا نتعظ (أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) الانعام لم يعد هناك حجة، على بني اسرائيل أنزلت التوراة، و على النصارى أنزل الإنجيل، و على كل أمة من الأمم نزل، (عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا) هذه من أهل الكتاب من قبلنا، و أنتم نزل عليكم هذا الكتاب، لم يعد هناك حجة، تلك الأمم تعاملت مع كتبها بطرق مختلفة ذكرها القرآن في هذه السورة و في سور سابقة، عليكم أن تتخذوا هذه النماذج و تقفوا عندها، و تقوموا بدراستها في سياقاتها و تتجاوزوا ما حصل من الانحرافات ( أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)الانعام) تدبروا في وصف القرآن ( جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ) البينة هو الشيء البين، لا يبين، هذا القرآن بين، واضح في مقاصده، واضح في معانيه، واضح في الأوامر التي أمر بها و التشريعات، واضح فيما حرم، و فصل فيه كل شيء، (بينة و هدى و رحمة) (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا)، المطلوب منك أن تصدق، و التصديق يكون بالإتباع و ليس بالإعراض ( سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ) و سوء العذاب هنا لا للحصر فقط في الآخرة، الأمم التي أعرضت عن كتبها كما حدث في بني اسرائيل و في النصارى، و قد ذكرت السورة ذلك، ماذا حدث فيها؟ حدث فيها و لا يزال يحدث ألوان من العذاب، أشكال من العذاب: تفكك في الأسر، ارتفاع في نسب الجرائم، انحلالات أخلاقية و انحرافات، أمراض فتاكة، أشكال مختلفة، أصناف مختلفة، هذه السنة ماضية في الأمم، كل أمة تؤتى كتاب و منهج و لا تحسن التعامل معه تدفع الثمن، ثمن في حياتها، ثمن في أنظمتها، ثمن في أسرها، ثمن في مؤسساتها، تدبروا معي في الآيات… الآية التي بعدها قال ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158)الانعام ) ماذا يريدون؟ نزل على هؤلاء القوم القرآن، ماذا يريدون أكثر؟ ماذا ينتظروا لكي يؤمنوا؟ يثوبوا إلى رشدهم، يعودوا إلى خالقهم، و لذلك قال ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ) انتهى الموضوع، نزل فيكم هذا الكتاب العظيم، أكبر آية، أعظم معجزة عرفتها البشرية، لستم بحاجة إلى أن تأتي الملائكة أو تحدث معجزات أخرى تتجدد لتحيي فيكم معالم الإيمان، و لن ينفع إذا حدثت هذه الأمور أبدا، لأن الأوان يكون قد فات، الآن الفرصة أمام البشر لكي يؤمنوا و يتوجهوا من جديد لخالقهم و يعودوا إلى رشدهم، و يعودوا لاتباع المنهج. ،،،،،،،،،، سبب التفرق ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )159 الانعام لماذا الحديث هنا عن قضية التفرق؟ الله قال قبل قليل (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه) من أين يأتي التفرق؟ من أين يأتي التشرذم؟ من أين يأتي التمزق؟ سواء كان التمزق المذهبي أو التمزق العرقي أو التمزق الطائفي… كل أشكال التمزق التي تعاني منها البشرية، و الآن فعلا، تعاني الأمرين، و تعاني الويلات و الكوارث من جراء ذلك التمزق، من أين؟ من ذلك التعامل ( كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ) التكذيب ليس بالضرورة يكون فقط بالقول كما كان حاصل مع قريش، التكذيب يمكن يكون بالعمل، أؤمن بالآية و لكن أطبق عكسها، أخالف، ما معنى التصديق؟ التصديق أن يصدق جانب كبير مني، أن يصدق فعلي قولي، أنا أؤمن، الإيمان قائم على التصديق، فتصبح أعمالي و سلوكياتي مصدقة لما أؤمن به، ما ذكرناه، و تؤكده السورة مرة بعد مرة. ما الذي يحدث؟ ( فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا) لماذا؟ لأن هذا القرآن العظيم و رسالة القرآن لا تفرق، تجمع، الدين لا يفرق، إذن لماذا الآن تحدث هذه التفرقة؟ و هذا التشرذم؟ و يدعون أن الدين هو السبب وراء ذلك التمزق!كذب! افتراء على الله عز و جل. الدين الذي جاء به القرآن العظيم و بلغه النبي في رسالته لا يفرق و إنما يجمع، هم كانوا فرقاء و كانوا مفترقين و لكن الله سبحانه و تعالى جمع تلك القلوب على كلمة واحدة ( لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) من الذي ألف؟ الله ألف بين قلوبهم. إذن الدين الذي جاء هكذا بهذا القرآن العظيم لا يفرق، ما الذي فرق بين الناس؟ الأهواء! و قد حدث ذلك كذلك في أهل الكتاب. ما الذي فرقهم و مزقهم شيعا و أحزابا و جماعات؟ اتباع الناس لرجالات الدين.. بعض الأحبار و الرهبان الذين كانت تناقض أفعالهم أوامر الكتاب. الدين ليس شعار و ليس لباس يلبس و لا زينة يلبس و يرتدى، الدين ليس زي يرتديه الإنسان أو شعار يكتب عليه دين أو أنا مؤمن، هي ليست كلمة و لا شعار و لا زينة، ماذا إذن؟ أفعال! |
![]() |
![]() |
![]() |
#29 |
مشرفة قسم القرآن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() حياتى كلها لله (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)الانعام (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) تدبروا معي.. العمل، الحسنة، و السيئة، ما تفعل، أفعالك ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) مرة أخرى الصراط المستقيم، واضح، ( دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) التوحيد، السورة العظيمة، ختمت بما بدأت به، قضية التوحيد، قضية سورة الأنعام التوحيد الخالص، النقي، الصافي، الذي يبني إنسانا عدلا مستقيما يسير على الطريق المستقيم، يسير على الصراط المستقيم، (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ )، تأملوا معي ذلك الإعلان النهائي (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) ) الانعام لا شريك له، أعمالي، سلوكي، أفعالي، قيامي، قعودي، حربي، سلمي، كلامي، عطائي، منعي، لمن؟ لله رب العالمين. المؤمن يعطي حين يعطي لله، و ليس لأجل الناس، يحب حين يحب لله و في الله و ليس لهوى نفسه، يبغض لله، يسعد لله، لا لأجل أحد، قمة التوحيد و الصفاء و النقاء في التوحيد، لا شريك له، لا يشرك معه أحد، لا صنم، و لا حجر، و لا بشر، و لا أحد. الشركيات متعددة لا تأخذ شكلا واحدا. أن يخضع الإنسان في حياته لمنهج سوى منهج الله عز و جل هذا يدخل في هذا الصنف ( وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) و لذلك قال بعدها ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي) هل يعقل؟ الرب الذي تعرف إلينا في هذه السورة العظيمة و في كل سور القرآن‘ تعرف إلينا بنعمه، تعرف إلينا بعطائه، تعرف إلينا بآياته، تعرف إلينا بكتابه، أتريد ربا غيره؟و هو رب كل شيء؟ """""""""" المسؤولية الفردية في الإسلام ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)الانعام القاعدة (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ) المسؤولية الفردية، مسؤولية الإنسان كفرد، لا تغني عنه جماعاته، و لا تغني عنه انتمائاته شيئا، و لا تغني عنه أبدا كل الانتمائات المختلفة التي اخترعها البشر، إذن ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) قمة المسؤولية الفردية… أعمالك أنت مسائل عنها، لا أحد يحملها غيرك، لا أحد يحمل عن أحد شيئا أبدا، فالقرار بيدك. لماذا الحديث عن المسؤولية الفردية هنا في ختام سورة الأنعام، ليؤكد أن قرار الإيمان قرار اختياري محض، قرار يقوم به الفرد لنفسه، لذاته، و لذلك نحن اليوم كمسلمين في كثير من الأحيان نعاني حقيقة معاناة، معانة من أين جاءت؟ جانب من جوانب تلك المعاناة أننا ورثنا الإيمان لأبنائنا و بناتنا. ما معنى هذا الكلام؟ و لدوا في أسر مسلمة، شيئ عظيم، رائع، و لكن كان علينا كآباء و أمهات و كمربين و معلمين و مدرسين أن نقوم بدورنا الحقيقي في تعليمهم الإيمان، و ذكرنا أكثر من مرة، الإيمان التي تبنيه سورة الأنعام إيمان غير تلقيني، إيمان يبنى بناء، يغرس، يبنى هكذا لبنة لبنة، بناء كما بنته سورة الأنعام، تدبر، تأمل، نظر، بصر، سمع…يتجول الإنسان في أنحاء الكون و الطبيعة فيدرك أن كل هذه الأشياء المبثوثة من حوله آيات ناطقة، ناطقة بأي شيء؟ بقدرة الله عز و جل، بعظيم إرادته سبحانه، بضرورة التوجه إليه و الإنابة إليه و الخضوع لأمره و منهجه، و لذا قال ( ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) حساب البشر على الله عز و جل، المرجع و المآل إليه، إذن ما المطلوب منا؟ المطلوب علينا أن ندرك (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ). """"""""""""" كيف تصبح خليفة الله على الأرض؟ ![]() (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (165)الانعام)،الآن جاء التعيين، ربي سبحانه و تعالى عيننا نحن البشر، تعيين، أمر تعيين، ما هي الوظيفة؟ خلائف الأرض. كيف يصبح الإنسان خليفة في الأرض؟بإعمارها، بتعزيز معاني الإيمان فيها، بإقامة شرع الله فيها و منهجه، بالسير على هذا المنهج، باتباعه(وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ )لأي شيء؟(فَاتَّبِعُوهُ)إذن أعطى الأمر بالتعيين خليفة في الأرض، و أعطى المنهج و هو الكتاب فقال( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ)،هذا المنهج،و أراك الطريق فقال(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ )و لا تتبعوا السبل لأن السبل ستتفرق بكم، و عطاك إلى جانبها كل وسائل الإدراك. قال( وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ)لم يجعلنا سواء، كما ذكرنادرجات.. تفاضل في الرزق، في المال، في الصحة، في القوة، في البدن، في الوجاهة، في المنزلة، في العلم، في العمر..أشياء مختلفة، و لكن هذا التفاضل الموجود بين الناس ليس لأن يتفرقوا، و لكن لأجل أن يتكاملوا.في أي شيء؟في تحقيق المعنى، الوظيفة، أن يكون خليفة في الأرض فيقيم الشرع و الكتاب و المنهج فيها، ثم كذلك هذا التفاضل فيما بينكم (ليبلوكم فِي مَا آتَاكُمْ )و تدبروا في كل كلمة في الآية.ربي سبحانه و تعالى سيختبرنا بما أتانا، و ليس بما لم يأتنا.بعض الناس ينظر إلى ما ليس في يده، و لا ينظر إلى ما في يده، كارثة، بكل المقاييس،و لذلك شاعت فيما بيننا هذه الكلمة السائدة:العين بصيرة و اليد قصيرة..من قال هذا؟؟ربي عز و جل يطالبك بما مكنك فيه و ما أتاك، لا يطالبك بشيء لم يؤتيك إياه.أنت مطالب بأن تقوم بمهامتك وفق إمكانياتك التي ربي سبحانه و تعالى يعلمها ،و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لا يطالبك بما لم يؤتك.بعض الناس على سبيل المثال يقول لو أن الله فتح علي و وسع علي في الرزق و في المال لأنفقت! من قال لك أن الإنفاق في المال فقط، الإنفاق له أشكال متنوعة بحسب ما أتاك الله سبحانه و تعالى من قدرة و من قوة، أنفق..أنفق من مالك، أنفق من وقتك، أنفق من خبرتك، أنفق من جهدك..هناك مؤسسات و أيضا مما يلفت النظر، بعضها قد نشأ في الغرب فعلا،القوم فيهم جوانب كثيرة من الخير يمكن أن نستفيد منها، و أن نتعلم منها،الحكمة ضاالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها،و نحن أولى لأن الكتاب فعلا يدعونا إلى هذا.بعض المؤسسات قامت على أن قضية التبرع و الإنفاق و المساعدة و التعاون يكون بالوقت أو بالجهد، تبرع بشيء أنت تتقنه، تحسنه، تتقن على سبيل المثال فنا أو خبرة معينة، تبرع بخبرتك، علم أولاد الناس هذه الخبرة أو هذه الصنعة، علمهم، علم الناس، كلما تعلمت في حياتك علمه للآخرين، هذا إنفاق، هذه صدقة، هذا تبرع """""""" اكتشف امكانياتك، اكتشف ذاتك ![]() نعود من جديد إلى أول آية في سورة الأنعام (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)الانعام) لماذا خلق السماوات و الأرض؟ لما جعل الظلمات و النور؟ ما خلقها سبحانه عبثا.. حاشا لله، قال في آخر الآية – تأملوا في الترابط و التناسب بين أول آية و آخر آية- (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ ) إذن خلق السماوات و الأرض و جعل الظلمات و النور لأجل هذه المهمة، خلق كل هذا و سخر الأنعام و أعطى و كل هذا، كل ما في الكون، لأجل أي شيء؟ لأجل أن نقوم بهذه المهمة العظيمة. بعض البشر للأسف ينشغل بذلك التفاوت في المراتب (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) عن مهمته التي لأجلها خلق، و لا يكف أبدا عن النظر إلى ما في أيدي الآخرين، و لا ينظر إلى ما في يديه، هذا ما لا يريده القرآن علمك في آية واحدة، قال (لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ) يختبرنا فيما أعطانا، فيما وهبنا، فيما منحنا من مواهب، من إمكانات، إمكانياتنا كبشر لا تتوقف عند المآل اكتشف امكانياتك، اكتشف ذاتك، اكتشف ما أتاك الله سبحانه و تعالى انظر فيما أعطاك و استعمله فيما يرضيه، أعطاك أولادا على سبيل المثال، أحسن تربيتهم، أحسن تذكيرهم، أحسن تعريفهم، لأن مهمة الأبوة و الأمومة لا تقف عند عمر معين، بعض الأشخاص يعتقد أن الأولاد إذا كبروا و بلغوا سنا معينا انتهى دورهم كأب أو أم، لا ينتهي هذا الدور، لا ينتهي إلا بانقطاع أنفاس الحياة ، و لا أي دور من أدوارك كإنسان لا ينتهي إلا بنهاية الحياة، إلا بآخر نفس يخرج، دورك كمربي، دورك كإنسان، دورك كمعلم، حسب إمكانياتك، اكتشف تلك الإمكانيات، انظر إلى نفسك، تأمل فيها، تأمل في الوقت الذي أعطاك الله سبحانه و تعالى، ما تستطيع أن تفعل فيه، افعل الخير، افعل الصلاح، بمعنى آخر كما جاء في سورة الأنعام امشي بالناس و في الناس بذلك النور بل كن أنت ذلك النور الذي يمشي في الناس """"""""" ختام تدبر سورة الانعام سورة الأنعام من أكثر سور القرآن التي تكلمت عن النور نور التوحيد و الإيمان، النور الحقيقي أما الأنوار الصناعية التي صنعها الإنسان للأسف ما أخرجته من ظلمات الجهل، التكبر، العناد، الفقر.. لازال البشر يعاني من ظلمات كثيرة ظلمات التمزق، ظلمات الحروب، ظلمات المعاناة، ظلمات البعد عن منهج الله عز و جل. ما الذي سيخرجه سوى أولئك العقلاء من البشر الذين يطبقون ذلك المنهج، ذلك النور،الذين يدركون رسالة القرآن، و يحملونها للعالم، و يمشون بها في الناس.حمل الرسالة لا يعني كما ذكرنا بالضرورة أن تحملها ككلماتاحملها في قلبك و وجدانك، احملها في عقلك، احملها في سلوكك، احملها في تجارتك، احملها في أمانتك، احملها في وظيفتك، احملها في تعاملك، احملها في الكلمة التي تقول، احملها في المسؤولية التي تحمل، احملها في الكلمة الإعلامية و في الرسالة الإعلامية التي تبلغها للناس، احملها في كل شيء تقوم به، احملها و أنت تتحدث لأنها أمانة، أمانات..( وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا)عهود..تدبروا هذه المعاني العظيمة التي جاءت بها هذه السورة التي بحق أراد الله سبحانه و تعالى أن يوصل بها هذه الرسالة العظيمة، إخراجا للبشرية من الظلمات إلى النارإلا بهذا القرآن العظيم، إلا بالإيمان به و اتباعه منهجا في واقع الحياة. اسلاميات |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سورة المائدة (تدبر د/ رقية العلواني) | امانى يسرى محمد | قسم تفسير القرآن الكريم | 27 | 09-26-2025 04:26 PM |
سورة النساء (تدبر د/ رقية العلواني) | امانى يسرى محمد | ملتقى القرآن الكريم وعلومه | 28 | 09-23-2025 06:01 PM |
( الطموح )رقية العلواني | امانى يسرى محمد | ملتقى فيض القلم | 1 | 09-16-2025 07:13 PM |
سورة آل عمران (تدبر د/ رقية العلواني) | امانى يسرى محمد | ملتقى القرآن الكريم وعلومه | 8 | 09-15-2025 06:33 PM |
تدبر سورة الأنعام | ام هُمام | قسم تفسير القرآن الكريم | 20 | 08-04-2017 06:55 PM |
|